عاشت العاصمة الإيرلندية دبلن أمس، يوما استثنائيا بجميع المقاييس، بمناسبة اللقاء الودي الذي جمع المنتحب الإيرلندي ب"محاربي الصحراء"، حيث عرفت شوارع المدينة أجواء حماسية لم تعرفها من قبل وكان أبطالها عشاق المحاربين من الجالية الجزائرية الموجودة في الخارج، والذين تنقلوا بكل قوة ومن كل حدب وصوب حاملين الرايات الوطنية. جاءوا من أوروبا وكندا وحتى من نيويورك وقد صنع الجمهور الجزائري الذي توافد على العاصمة الإيرلندية دبلن، بأعداد غفيرة أمس، الحدث بالطريقة الفريدة التي شجعوا بها رفقاء الحارس الجديد المتألق مبولحي، خاصة وأنهم أعطوا درسا جديدا للجميع بفضل وطنيتهم الكبيرة التي فاقت كل الحدود، بدليل أنهم قدموا من كل البلدان ومن كل المناطق في العالم، على غرار الدول الأوروبية خاصة منها فرنسا وإنجلترا، غير أن المفاجأة كانت من الجماهير الغفيرة التي حضرت من كندا، وحتى مدينة نيويوركالأمريكية، في صورة تؤكد مدى تعلق أبناء بلد المليون ونصف المليون شهيد بمنتخبهم الوطني. دبلن ارتدت حلة جزائرية مميزة وقد صنع أنصار "الخضر" أجواء مميزة ورائعة جدا بالعاصمة الإيرلندية، حيث أضفوا على دبلن، حلة مميزة بالألوان الوطنية، وهي الصور التي ستبقى عالقة دون شك في أذهان كل الذين سجلوا حضورهم في المدرجات عشية أمس، ولن تمحوها السنون، خاصة وأن صور التلاحم كانت السمة التي ميزت أنصار "الخضر"، الذين ارتدوا كلهم الأقمصة وحملوا كلهم الرايات الوطنية، مرددين كل العبارات والأهازيج الممجدة للجزائر ولأشبال الناخب الوطني رابح سعدان. الإيرلنديون والأجانب انبهروا بما صنعه الجزائريون ولقيت الصور الرائعة التي صنعها الجمهور الجزائري والأجواء الحماسية في دبلن، إعجاب كل الإيرلنديين والأجانب الحاضرين في المدينة، والذين انبهروا لدرجة الحب الكبير الذي يكنه الجزائريون لمنتخب بلدهم، والذي قطعوا من أجله آلاف الكيلومترات متحدين كل العواقب، كما أن الأجواء الاحتفالية غير المعهودة التي صنعها عشاق الخضراء على وقع "الدربوكة" والزغاريد أعجبت الإيرلنديين، الذين تمتعوا بتلك العروض والاحتفالات التي تفنن أنصار "الخضر" في أدائها وبروعة. الكثيرون قدموا من فرنسا رفقة عائلاتهم ولعل ما يبين بأن أنصار "الخضر" من النوع الفريد ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجد لهم مثيلا في العالم، هي التضحيات الكبيرة التي قاموا بها من أجل مشاهدة منتخب وطنهم في مباراة ودية، على غرار أحد المناصرين المدعو (طارق. س) الذي جاء من منطقة نورماندي الفرنسية رفقة زوجته وابنيه الصغيرين اللذين يبلغان من العمر 6 و8 أعوام، حيث كانت هذه الأسرة الصغيرة أول من دخل إلى بهو المطار لاستقبال رفقاء زياني عند وصولهم إلى دبلن، قبل أن يتبعهم باقي الأنصار الذين توافدوا بمجموعات صغيرة إلى أن احتلوا كليا الفضاء المخصص لوصول المسافرين، وعند استفسارنا لهذا المناصر، أكد لنا أنه انطلق مع أسرته الصغيرة على الساعة الرابعة فجرا من كايان، متوجهين نحو باريس أولا قبل أن يطيروا إلى دبلن، وقال طارق، الذي يعد أستاذا محاضرا بمعهد إدارة المؤسسات بكايان "قمنا بهذه الرحلة ونحن في غاية السرور، لأننا نحب منتخبنا الوطني إلى درجة لا يمكن تصورها"، ولم يكن طارق، الوحيد الذي حط رحاله بدبلن، وإنما رافقه المناصر محمد، المقيم بفرنسا والذي قدم هو أيضا رفقة زوجته وابنيه رايان (8 أعوام) وسيرين (5 أعوام). أكدوا وفاءهم للمحاربين وأعادوا صور كران مونتانا وبحضورهم القوي والتاريخي عشية أمس، إلى ملعب دبلن، يكون أنصار المنتخب الوطني قد أكدوا للمرة الألف وبصورة لا تدع مجالا للشك، حبهم ووفاءهم الكبير ل"الخضر"، وهو الأمر الذي لا يمكن لأي واحد في العالم أن ينكره أو يشكك فيه، كما أن أبناء الجزائر أعادوا الصور التي صنعوها خلال تربص أشبال سعدان بكران مونتانا السويسرية، أين كان حضورهم قويا في الحصة التدريبية المفتوحة، والتي أجراها اللاعبون بملعب سيون، وسجلوا حضورهم القوي في دبلن. الجالية الجزائرية بدبلن سهلت إقامة المناصرين وقد أكد الجزائريون بمناسبة هذا اللقاء الودي، تعلقهم الشديد لكل ما له علاقة بالجزائر، وذلك من خلال صور التلاحم والأخوة التي صنعوها، حيث أكد أبناء بلد المليون ونصف المليون شهيد أنهم من طينة الكبار، من خلال الجهود التي بذلتها الجالية الجزائرية المقيمة في العاصمة الإيرلندية من أجل تسهيل إقامة كل الأنصار الذين تنقلوا لمتابعة كتيبة سعدان في خرجتهم الودية التحضيرية، وذلك بالتكفل بإقامة البعض واستقبالهم في منازلهم، وأيضا توفير الأكل وكل ما يحتاجه المسافرون الذين قطعوا آلاف الكيلومترات من أجل الحصول على مقعد في الملعب.