حليش يمضي رسميا في أكاديميكا موسمين والقرعة تصدمه ب "تل أبيب" الصهيوني في الدوري الأوروبي

كما انفردنا بالكشف عنه في عددنا السابق انتهت مساء أمس بصفة رسمية معاناة صخرة الدفاع الجزائري رفيق حليش عندما تخلّص من كابوس وجحيم "فولهام" الإنجليزي
وانضمّ إلى صفوف نادي " أكاديميكا كوامبرا" البرتغالي بصفة رسمية بعدما وقع على عقد مدته سنتين، لكن بصيغة اتفق عليها الطرفان بأن يكون العقد لسنة + سنة واحدة إن وجد ضالته طبعا ووجد ارتياحا في اللعب لهذا الفريق. وحتى إن لم تكن الصفقة كبيرة من الناحية المادية، إلاّ أنها كبيرة من الناحية المعنوية، بما أنّ حليش سيتمكن عبر بوابة هذا النادي البرتغالي من بعث مشواره الكروي من جديد وهو الذي عانى على مدار سنتين كاملتين التهميش من طرف كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب النادي الإنجليزي "فولهام"، ومبدئيا يبدو موسم (2012/2013) فأل خير على إبن "باش جراح" واللاعب السابق لنصر حسين داي، إذ أنه تلقى الدعوة للتواجد ضمن خرجة "الخضر" المقبلة إلى الدار البيضاء المغربية لمواجهة منتخب ليبيا من جهة، قبل أن يحسم وجهته المستقبلية بالظفر بعقد مع ناد برتغالي سيضمن له على الأقل استعادة نشوة المشاركة في المباريات الرسمية من جهة، بل ويضمن له أيضا التواجد ضمن المستوى العالي، عندما يشارك في الدوري الأوروبي بداية من العاشر من شهر سبتمبر المقبل.
"أكاديميكا" بوابة لبعث مشواره
وقد تبدو عودة حليش إلى الدوري البرتغالي قادما من أحد أقوى الدوريات في العالم ألا وهو الدوري الإنجليزي، بمثابة العودة إلى النّقطة الصفر، وقد يبدو للبعض الآخر هذا الأمر بمثابة الفشل الذريع لهذا المدافع الفذّ، غير أن من يحسبها بهذه الطريقة مخطئ، لأنّ حليش لم يعد إلى نقطة الصفر، بقدر ما عاد ليبعث مشواره الكروي الاحترافي من جديد، بعدما اكتسب تجربة مفيدة له مع زملاء الوافد الجديد على نادي "فولهام" "بيرباتوف"، فتجربته هناك كانت قاسية أكيد، لكنها في النهاية تبدو مفيدة له لأنه احتك بالمستوى العالي على مدار موسمين، واحتك بلاعبين كبار كان يضمهم نادي "فولهام"، ولم يكن ينقصه سوى قليل من ثقة المدربين الذين أشرفوا عليه. ثقة غابت وأفقدته مكانته في المنتخب، وكان عليه في النهاية البحث عن مخرج ينفذ بجلده منه بحثا عن مداعبة الكرة من جديد في مواجهات رسمية وكان له ذلك قبيل إغلاق "الميركاتو" الصيفي في أوروبا، وتوجه إلى "أكادميكا" الذي سيكون النادي الذي يعيد لنا حليش الذي عرفناه من قبل إلى سابق عهده.
صاحب المفاجأة أمام "سبورتينغ" الموسم الفارط
ورغم أن "أكاديميكا" ليس بالفريق الكبير في البرتغال، إلا أنّه برز في السنوات الأخيرة بنتائجه الجيدة، وبرز بالخصوص الموسم الفارط عندما أحرز مفاجأة من العيار الثقيل في نهائي كأس البرتغال بتفوقه على "سبورتينغ لشبونة" العريق، وهو اللقب الذي جعله يضمن مقعدا مباشرا في "الدوري الأوروبي" هذا الموسم، حيث تزامن انضمام حليش إلى هذا النادي وتأهبه لتدشين مشاركته الأولى في هذه المنافسة الأوروبية بداية من 20 سبتمبر المقبل، ليضرب بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد في ظرف وجيز، عودة للمنتخب الوطني، التنقل لفريق سيضمن له فرصة اللعب أساسيا، والمشاركة في الدوري الأوروبي الذي سبق لحليش وأن خاض غماره يوم كان لاعبا في صفوف "ناسيونال ماديرا".
عدة فرق أرادته و"أكاديميكا" حصل عليه بتسهيلات من "فولهام"
تجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الفرق الأوروبية كانت تريد التعاقد مع المدافع الجزائري، سواء هناك في إنجلترا، أو في إسبانيا (ناد من الليغا) أو من فرنسا وحتى من الأندية العربية الكبيرة، غير أن أمر بقائه في إنجلترا أو التحاقه ب "الليڤا" مثلا اصطدم بأرقامه التي لم تقنع المعجبين بإمكانات حليش، فأحد الأندية الإسبانية مثلا أراده بأي ثمن، وما إن اطلع على دقائقه التي لعبها مع "فولهام" غير رأيه رغم انبهار مسؤوليه بمهارات رفيق، وفي النهاية عاد حليش للدوري البرتغالي بعد التسهيلات التي وضعتها إدارة "فولهام" له، حيث سرحته دون عراقيل بما أنه وعلى مدار سنتين في فريقها لم يحتج ولم يوجد أي مشكل بسبب تهميشه، ناهيك عن أنه لم ينتقد المدرب "جول" يوما لا عبر الصحافة الإنجليزية ولا الجزائرية.
اللاعب وافق لأنه يعرف أجواء البطولة البرتغالية جيّدا ومتأكد من التألق
وبخصوص اللاعب، لم يتردّد قطّ في الموافقة على اللعب لنادي "أكاديميكا" البرتغالي، وهو الذي يعرف هذا الدوري جيدا بحكم أن انطلاقة حكايته مع الاحتراف في أوروبا بدأت مع نادي "ناسيونال ماديرا" أين لعب سنتين كاملتين، احتك فيهما بكبار الفرق البرتغالية في صورة "بورتو، سبورتينغ لبونة، بنفيكا" وغيرها، وبكبار الأندية الأوروبية في"الدوري الأوروبي"، وهي عوامل جعلته لا يتردد في قبول العرض، وجعلته أيضا متأكدا، بل ومتفائلا بأنه سيعود للواجهة ويلفت الأنظار التي غابت عنه.
دفاعه الهشّ مع بداية الموسم الجاري عجّل بضمّه
ونتوقّع مسبقا بأن البداية العثرة لهذا الفريق، وهشاشة دفاعه هي التي عجّلت بالبحث عن مدافع محوري صلب، لأن نادي "أكاديميكا" لم يبدأ الموسم جيّدا وتعثر في مناسبتين، كما أن مرماه تلقى العديد من الأهداف في مبارتين، حيث عاد بالتعادل (3/3) في الجولة الأولى أمام فريق مغمور اسمه "بيرارامارا"، قبل أن يفرض عليه التعادل (1/1) في الجولة الثانية أمام "أولماتينسي"، وهو ما يكون قد دفع بإدارة فريقه للبحث عن مدافع محوري صلب يساعده على تحسين الخط الخلفي للفريق الذي سيحاول الظهور بوجه أفضل من ذي قبل، وتشريف الكرة البرتغالية في "الأوروبا ليغ".
المشكلة أنّه سيضطرّ لمواجهة نادي "تل أبيب" الصهيوني في الدوري الأوروبي
وصلنا الآن إلى ما لم يكن متوقّعا، لأن حليش الذي يكون قد سعد بصفقة تحوّله من جديد للدوري البرتغالي، يكون قد صدم أيضا ساعات قليلة قبيل حسم الأمور بينه وبين مسؤولي الفريق البرتغالي، لأنّ قرعة الدوري الأوروبي لم توقع فريقه بمجموعة صعبة تضم حامل اللقب "أتلتيكو مدريد" و"فيتوريا بلزن" التشيكي الذي لعب رابطة الأبطال الموسم الماضي فحسب، بل إنّها وضعته في مأزق حقيقي بما أنّ حليش سيكون على موعد مع التباري مع نادي "آبويل تل أبيب" الصهيوني، وهي ورطة حقيقية لا ندري كيف سيتعامل معها إبن باش جراح، إذ صحيح أن الأمر لا يتعلق سوى بمباراة في كرة القدم، إلاّ أنّ تواجد لاعب جزائري في مباراة أمام الصهاينة أمر لم يسبق حدوثه.
إبن باش جراح لن يوافق على ذلك والبرتغاليون قد يتفهّمونه
ونتوقع مسبقا ألا يوافق إبن باش جراح على المشاركة في مباراة "تل أبيب"، فأن يتعلق الأمر بمواجهة فريق يضم في صفوفه لاعبين صهاينة فالأمر يهون، لكن أن يواجه فريقا صهيونيا بأكمله وأين؟ في إسرائيل فهذا ما لن يقبل به إبن النصرية، ونتوقع مسبقا أيضا أن يلقى قراره هذا تفهما من مسؤولي فريقه البرتغالي الذين من المؤكد أنهم يعرفون سبب ذلك.
مباراة الذهاب في أكتوبر بالبرتغال والعودة في ديسمبر بإسرائيل
وأبت القرعة إلا أن يكون لقاء "أكاديميكا" أمام نادي الكيان الصهيوني قريبا، حيث لا يفصلنا عنه سوى شهر (أيام قليلة قبيل لقاء العودة أمام ليبيا)، حيث سيكون نادي "أكاديميكا" على موعد ولقاء الجولة الأولى أمام "فيتوريا بلزن" التشيكي يوم 20 سبتمبر، على أن يستضيف على أرضه نادي "تل أبيب" في الرابع من أكتوبر، ليتنقل إليه في لقاء العودة يوم السادس من ديسمبر من السنة الجارية.
حليش بذكائه سيعمل على الغياب عن مواجهة العودة في إسرائيل
وحتى إن كنا مجبرين على وضع احتمال تعرض حليش لضغوط من مسؤوليه ومدربه الجديد الذين قد يطلبون منه أن يشارك عنوة في لقاءي الذهاب والإياب، فإن حليش بذكائه قد يعمل على الغياب عن اللقاءين، بتعمد الإصابة أو الشعور بالآلام في لقاء الذهاب بالبرتغال، وتعمد العقوبة أو إدعاء الإصابة أيضا في لقاء العودة الذي سيلعب في إسرائيل.
---------
حليش قضى الليلة في بنفيكا ويتوجه إلى لندن اليوم
قضى الدولي الجزائري رفيق حليش ليلة أمس في بنفيكا هو والقائم بأعماله الإسباني "غونزال". ومن المتوقع أن يتوجه حليش صبيحة اليوم إلى لندن كي يحزم أمتعته من شقته الخاصة التي كان يقطن فيها على مدار سنتين، على أن يسوي كل أموره في عاصمة الضباب لندن قبيل انطلاق تربص المنتخب الوطني هذا الإثنين.
الصفقة تمت في 48 ساعة
كشفت مصادرنا الخاصة أن صفقة تحوّل حليش إلى نادي أكاديميكا لم تدم سوى 48 ساعة، لأن أكاديميكا بدا متحمسا لتدعيم خط دفاعه الهش بمدافع من طينة حليش، وهو ما كان له. ففي اليوم الأول بدأت الإتصالات بين الطرفين، وفي اليوم الثاني سافر حليش إلى البرتغال هو ومناجيره الخاص وأمضيا مساء أمس في حدود السابعة على العقد بصفة رسمية.
من لندن مباشرة إلى تربص "الخضر"
ومن المتوقع أن يقضي حليش يوما واحدا في لندن، على أن يشد الرحال بعدها إلى الجزائر، أين سيكون على موعد مع خوض التربص التحضيري الأخير تحسبا للقاء ليبيا في التاسع من الشهر الجاري.
يبدأ التدريبات مع أكاديميكا بعد لقاء ليبيا
واتفق حليش مع إدارة فريقه الجديد خلال مراسيم توقيعه على العقد، على أن يشرع في التدريبات مع زملائه الجدد عقب مباراة ليبيا التي سيستعيد اللاعب من خلالها أجواء غاب عنها منذ مونديال جنوب إفريقيا 2010.