عرف ملعب “بلاي موبيل فورث” في مدينة نورمبرغ الألمانية أجواء غير اعتيادية بمناسبة المباراة الودية التي جمعت منتخبنا الوطني مع نظيره الإماراتي الشقيق، وهي الثانية للخضر في التحضيرات قبل أيام معدودة من انطلاق كأس العالم في جنوب إفريقيا، والمثير في هذا اللقاء هو الحضور الجماهيري الغفير لأنصارنا الذين غزوا ملعب “فورث” بأكمله وفنّدوا كل الإشاعات التي كانت تشير إلى مقاطعتهم لهذه المباراة، وهذا بعدما تيقنوا في نهاية المطاف بأن الأمر يتعلق بخسارة في مباراة ودية لا غير، والأهم قبل كل شيء هو تشريف الألوان الوطنية وإعادة الأفراح إلى قلوب كل الجزائريين والبداية من مباراة سلوفينيا التي ستكون هذا الأحد في 13 من جوان الجاري. الملعب اكتظ قبل عدة ساعات من انطلاق اللقاء وما يؤكد تعلق الأنصار الكبير بالمنتخب الوطني وأهمية اللقاء أمام الإمارات العربية المتحدة بالنسبة لهم هو تنقلهم المبكر إلى ملعب فورث الذي امتلأ بأكمله قبيل ثلاث ساعات على الأقل من انطلاق اللقاء الذي تم تقديمه إلى الساعة الخامسة بعدما كان مبرمجا على السادسة، وعليه فقد شاهدنا أجواء بهيجة هي نفسها تلك التي كانت في إيرلندا وذكّرتنا بالأجواء التي كانت تسود تربص كرانس مونتانا في سويسرا يوميا، وهو ما أدهش حينها اللاعبين الجدد الذين قدم لهم الناخب الوطني رابح سعدان الدعوة للانضمام إلى الخضر على غرار بودبوز، بلعيد، مجاني، مبولحي وغيرهم. الأنصار جاؤوا من مختلف الجهات وبعد اقترابنا من بعض الأنصار والحديث معهم وقفنا على حقيقة أنهم قدموا إلى نورمبرغ من عدة مدن ألمانية وبالخصوص من ميونيخ، برلين وغيرها بالإضافة إلى مختلف البلدان الأوروبية على غرار فرنسا، سويسرا، إيطاليا وهي البلدان التي تضم أعدادا كبيرة من الجالية الجزائرية القاطنة بالخارج، وهم الذين استغلوا فرصة تواجد منتخبنا الوطني في القارة الأوروبية من اجل مساندته قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا والمشاركة في المونديال، وقد تلقى لاعبونا تشجيعات عديدة من شأنها أن تحفّز اللاعبين أكثر من أجل تشريف الألوان الوطنية والظهور بأجمل حلة في المونديال. ملعب فورث اكتسى حلة بيضاء، حمراء وخضراء اكتسى ملعب “بلاي موبايل فورث” حلّة جزائرية محضة بتواجد الألوان الخضراء، البيضاء بالإضافة إلى الحمراء وهي التي تمثل الألوان الوطنية التي ارتداها الأنصار المتواجدون في الملعب من أقمصة وبذلات رياضية، دون أن ننسى حضور الأعلام الوطنية بكثافة والتي حملها حتى الألمان الذي حضروا إلى الملعب بداعي الفضول خاصة بعدما اندهشوا للشعبية الكبيرة التي يملكها الخضر حتى في بلدهم ومدينة نورمبرغ المعروف عليها الهدوء التام وسكانها لم يعتادوا على مثل هذه الأجواء حتى عند تواجد عدة منتخبات عالمية على غرار الأرجنتين الذي تربص هناك قبل مونديال ألمانيا 2006. أجواء كبيرة في المدرجات صنع المشجعون في مدرجات ملعب “فورث” أجواء غير عادية أثارت انتباه الجميع، بفضل هتافات الجزائريين تشجيعا للاعبين الذين كانوا بأمسّ الحاجة لهذا الدعم خاصة بعد فترة الفراغ التي مرّ بها المنتخب في الأشهر القليلة الماضية والانهزامات التي مُني بها الخضر في مختلف خرجاتهم من كأس إفريقيا مرورا بالمباريات الودية التي انهزم فيها الخضر أمام صربيا وإيرلندا بنفس النتيجة (3-0)، والتي اعتبرها المتتبعون بالثقيلة بحكم أن المنتخب الوطني متأهل إلى المونديال وسيشارك أمام منتخبات من المستوى العالمي على غرار إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا الذين يتواجدون في نفس المجموعة مع الخضر. حضور كل الفئات العمرية وما وقفنا عليه من خلال مشاهدتنا للأنصار الذين تنقلوا إلى الملعب أنهم من مختلف الأصناف والفئات العمرية بداية بالأطفال الصغار، النساء، الشيوخ وبطبيعة الحال كانت حصة الأسد للشباب الذين أبوا إلا أن يحضروا بقوة ويؤكدوا للجميع أن الجزائر لديها أبناءها في كل بقاع العالم حتى لو تعلّق الأمر بمدينة نورمبرغ الألمانية التي تعتبر معزولة وصغيرة في نفس الوقت مقارنة ببرلين، فرانكفورت وغيرها من المدن الألمانية الكبيرة التي تضم عددا هائلا من الجالية الجزائرية. الأنصار حملوا كأس العالم المقلّدة اقتنى أنصار المنتخب الوطني كأس العالم المقلدة التي تشبه تلك الأصلية ودخلوا بها إلى الملعب في إشارة منهم إلى أن الخضر سيتنقلون إلى جنوب إفريقيا من أجل نيل اللقب، وهو ما أكده لنا بعض المناصرين، لكن ذلك ممازحة منهم لا غير لأنهم يدركون جيدا أن الفرق شاسع بين منتخبنا والمنتخبات التي ستلعب لنيل التاج العالمي على غرار البرازيل، إيطاليا، الأرجنتين وغيرها، وتعلم كذلك كل الجماهير الجزائرية أن الهدف يبقى مشاركة مشرّفة فقط ولمَ لا التأهل إلى الدور الثاني من هذه الدورة الذي سيعتبر إنجازا تاريخيا بالنسبة للكرة الجزائرية. “برنوس” الخضر حاضر بقوة ارتدى الكثير من الأنصار الذين تواجدوا في مدرجات ملعب “بلاي موبايل فورث” البرنوس الجزائري الأصيل لكن بالألوان الوطنية (الأخضر، الأبيض، الأحمر)، وهو ما أثار انتباهنا عقب تواجدنا في الملعب بارتداء الأنصار لهذه البذلة الجزائرية بالإضافة إلى عديد الأقمصة الوطنية التي تحمل أسماء اللاعبين الذين يعتبرون نجوم الجزائر الذين تمكنوا من إخراج تقريبا كل الشعب الجزائري الى الشوارع في الأشهر السابقة بعد التأهل إلى المونديال، بالإضافة إلى المشاركة جد المشرّفة في كأس إفريقيا الأخيرة التي جرت أطوارها في أنغولا وأنهاها الخضر في المرتبة الرابعة بعد مناسبتين لم يتأهل فيها المنتخب الوطني إلى “الكان“ دون أن ننسى أن هذا الجيل تمكّن من بلوغ المونديال بعد غياب الجزائر عن هذا المحفل ل 24 سنة كاملة. الكثيرون تنقلوا إلى “هارزوك بارك” فضّل العديد من أنصار المنتخب الوطني المتواجدين في ألمانيا وبالضبط في مدينة نورمبرغ التنقل إلى الفندق الذي كان يتواجد فيه الخضر طيلة تربصهم في هذه المدينة ويتعلّق الأمر بفندق “هارزوك بارك” من أجل زيارة اللاعبين لآخر مرة قبل شدّهم الرحال إلى أراضي جنوب إفريقيا صبيحة اليوم، حيث حاولوا الاقتراب من اللاعبين لكنهم لم يفلحوا في ذلك نظرا للرقابة الكبيرة التي كانت مفروضة على اللاعبين من أجل تركهم في التركيز التام لمباراتهم أمام الإمارات. وجاؤوا إلى الملعب في موكب واحد ولم يمنع مسيّرو الفاف الأنصار الذين تنقلوا إلى فندق “هارزوك بارك” من التنقل في موكب واحد مع الحافلة التي أقلّت اللاعبين من الفندق إلى الملعب، وقد عاشت مختلف الأماكن التي مرّت بها الحافلة مع الأنصار أجواء بهيجة ورائعة هي نفسها التي كانت في إيرلندا عند تنقل الأنصار مع الحافلة في موكب واحد إلى الملعب الذي جرت فيه مباراة الخضر مع نظرائهم الإيرلنديين التي انتهت لصالح أصحاب الأرض بثلاثية نظيفة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن المناصرين صفقوا للاعبين كثيرا وأكدوا لهم أنهم سيساندونهم حتى آخر رمق. الطريق السريع أصبح مثل طريق 5 جويلية وفي طريقنا إلى ملعب “فورث” ومشاهدتنا للأجواء الكبيرة التي عرفها الطريق السريع باتجاه الملعب تذكرنا الطريق المؤدي الى ملعب 5 جويلية في أرض الوطن نظرا لكثرة السيارات والرايات الوطنية بالإضافة إلى الأهازيج التي دوّت الطريق المؤدية إلى الملعب، وحتى لمّا كانت الحافلة التي كانت تقل لاعبي المنتخب الوطني الذين وقفوا على الأجواء الكبيرة التي صنعها الأنصار تسير في الموكب فإنهم تفاعلوا معهم كثيرا حيث تحدثوا فيما بينهم قبل اللقاء وعاهدوا أنفسهم على عدم تخييب المناصرين الجزائريين مجددا لأن وفاءهم فاق كل التصورات والعالم كله اندهش له. انطلاق الحافلة على 15.00 سا بعد تناول اللاعبين لوجبة الغذاء في فندق “هارزوك بارك” وركنوا إلى الراحة بعض الشيء، كان الموعد على الساعة الثالثة بعد الزوال مع انطلاق الحافلة باتجاه الملعب، وعليه فإن الانطلاق كان ساعتين قبل انطلاق المباراة الودية أمام المنتخب الإماراتي الشقيق، وكما يعلم الجميع فإن توقيت بداية اللقاء كان قد تم تقديمه بساعة كاملة بعد التفاهم بين الاتحاديتين عشية اللقاء، وعليه فقد كان تنقل الخضر كما أشرنا إليه من قبل في موكب واحد مع الأنصار الذين أبوا إلا أن يحضروا إلى الفندق ويشجعوا اللاعبين ثم التنقل معهم إلى المعلب في موكب واحد. الوصول إلى ملعب فورث على 15.30 لم تطل الحافلة التي كانت تقل لاعبي المنتخب الوطني كثيرا بحيث دامت الرحلة نصف ساعة فقط ما يعني أن الوصول الى الملعب كان على 15.30 أي قبل ساعة ونصف عن انطلاق اللقاء، وهو الوقت الكافي الذي سمح للاعبين بأخذ وقت كافٍ في غرف تغيير الملابس، وهم الذين دخلوا الى أرضية الميدان من أجل التعود على الأجواء الكبيرة في الملعب ثم العودة من أجل إجراء التسخينات التي تسبق اللقاء الذي قدّم فيه لاعبونا مستويات كبيرة وظهروا بوجه مشرّف على عكس ذلك الذي أبانوا عنه أمام إيرلندا وقبله أمام صربيا الذي أثار العديد من التساؤلات. اللاعبون وجدوا صعوبات في الدخول وجد اللاعبون صعوبات كبيرة في الدخول إلى الملعب بعد وصولهم على 15.30 نظرا للحضور الجماهيري الغفير عند بوابة الملعب، ولولا تدخل رجال الأمن لما تمكّن اللاعبون من الدخول الى الملعب، لأن الجميع أراد تحية اللاعبين والاقتراب منهم من أجل أخذ صور تذكارية معهم في آخر فرصة للأنصار لملاقاة لاعبي الخضر الذين سيشدون الرحال صبيحة اليوم إلى بلاد نيلسون مانديلا قبل 6 أيام من انطلاق المحفل العالمي الكبير و8 أيام فقط من دخول منتخبنا الوطني في غمار المنافسة ولعب أول مواجهة له أمام المنتخب السلوفيني يوم الأحد القادم 13 جوان على أن تكون مواجهة المنتخب الإنجليزي في 18 من نفس الشهر والجميع يمنّي النفس بالظهور بوجه مشرّف يليق بسمعة الكرة الجزائرية، ويأمل محبو الخضر في أن يكون الفوز المحقق أمام الإمارات العربية المتحدة مفيدا من عدة نواحي خاصة من الجانب النفسي وتحرّر اللاعبون من كل الضغوط التي كانت مفروضة عليهم بعد النتائج السلبية المحققة في مختلف الخرجات. ----------------------------------------- زياني يسجّل الخامس مع “الخضر” سجل كريم زياني مساء أمس هدف المنتخب الوطني في المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره الإماراتي عن طريق ركلة جزاء، هدف زياني هو الخامس له في مسيرته الكروية مع “الخضر”، حيث أن آخر هدف له كان في مباراة روندا في البليدة في شهر أكتوبر من السنة الماضية وعن طريق ركلة جزاء كذلك. إسماعيل مطر خرج تحت التصفيقات أبان أنصار المنتخب الوطني روحا رياضية عالية في المدرجات، وهو ما وقفنا عليه خلال خروج أحسن لاعب في الفريق الإماراتي إسماعيل مطر في الشوط الثاني تحت تصفيقات الأنصار، اعترافا منهم على أدائه المتميّز في المباراة. تعزيزات أمنية قبل نهاية المباراة عرفت نهاية المباراة تعزيزات أمنية غير عادية، فقبل صفارة النهاية سجلنا دخول أعوان الأمن بكثافة وأحاطوا بالملعب، وهذا خشية دخول الأنصار أرضية الميدان عقب نهاية المباراة لأخذ أقمصة اللاعبين، إلا أن مخاوف القائمين بالتنظيم سرعان ما زالت بسبب وعي أنصار “الخضر“ واستجاباتهم للنداءات التي أطلقوها قبل بداية المباراة. ڤاواوي، يبدة وبلعيد رفضوا الإمضاء على أقمصة استغل الأنصار عدم إشراك المدرب الوطني لبعض اللاعبين في صورة ڤاواوي، يبدة، مجاني وبلعيد وحاولوا الاقتراب منهم وأرسلوا لهم قميصين وطلبوا منهم الإمضاء عليهما، لكن أمل الأنصار خاب ولم ينالوا مرادهم بسبب رفض اللاعبين لتركيزهم الشديد على المباراة ولو أن سعدان لم يعتمد عليهم. لحسن غادر تحت التصفيقات أدى لاعب خط الوسط مهدي لحسن مباراة في المستوى وكان أحد أحسن اللاعبين في تشكيلة “الخضر“ رفقة كريم زياني، وهو ما جعله يغادر في الشوط الثاني تاركا مكانه ل ڤديورة تحت تصفيقات الأنصار الذين صفقوا وهتفوا له طويلا، وهو ما رفع معنويات اللاعب الذي يُعوّل عليه كثيرا في “المونديال“.