اقتحم الأنصار الكثيرين الذين غضت بهم مدرجات ملعب”بلاي موبيل فورث” أرضية الميدان مباشرة بعدما أعلن الحكم نهاية المواجهة.. حيث تسلقوا السياج ونزلوا إلى الأرضية نية منهم في الظفر بأقمصة اللاعبين واستغلال الفرصة لأخذ صور مع رفقاء زياني قبل 24 ساعة فقط من أن يشدوا الرحال إلى جنوب إفريقيا. الأرضية امتلأت في لحظات واللاعبون هربوا وبالرغم من التعزيزات الأمنية المشدّدة للألمان والأوامر التي أعطيت إلى عمال الملعب، إلا أن الكثير من المناصرين نجحوا في التسلل إلى أرضية الميدان وفي سرعة البرق امتلأت الأرضية بمشجعي “الخضر”، كما ركض اللاعبون إلى غرف تغيير الملابس تفاديا للبقاء مدة أطول في الميدان دون أن يأخذوا حمامهم وهو ما كان سيؤثر في صحتهم. بقوا 45 دقيقة يحتفلون ومصباح لم يدخل غرف الملابس إذا كانت كل العناصر الوطنية والطاقم الفني قد أفلحوا في الهروب من قبضة المناصرين فإن جمال مصباح لم يكن كذلك، حيث بقي محاصرا من المناصرين الذين تداولوا على أخذ صور تذكارية معه، وقد اضطر للبقاء وحيدا في الميدان بين الجماهير لأكثر من ربع ساعة قبل أن يتدخل أعوان الأمن لإدخاله إلى غرف تغيير الملابس، فيما بقي المناصرون يصنعون الفرجة في الميدان لأكثر من 45 دقيقة دون أن يقوموا بأي تصرفات طائشة أو مشاكل، بل كانوا يعبرون عن فرحتهم بمنتخبهم المقبل على المشاركة في أكبر محفل كروي عالمي. أحد حراس اللاعبين تعرض إلى إصابة في الرأس في اللحظات التي بدأ فيها المناصرون يتسلقون السياج الفاصل بين المدرجات وأرضية الميدان حدث وأن سقط أحدهم على أحد حارس لاعبي المنتخب الوطني فسبب له جروحا في الرأس، لكن لحسن الحظ أن إصابة حارس اللاعبين لم تكن خطيرة وسرعان ما تلقى الإسعافات الأولية من الطاقم الطبي للمنتخب الوطني. الطرقات أغلقت بسبب كثافة الجماهير بعد ما يقارب الساعة من نهاية المواجهة تمكن أعوان الأمن من إخراج كل المناصرين من الملعب وشهد وسط المدينة حركة غير عادية، حيث تحول الهدوء إلى هتافات واحتفالات وتسبب العدد الكبير من المناصرين الجزائريين في شل حركة المرور لمدة طويلة دون أن يتسببوا في أعمال عنف أو مشاكل، ثم غادروا المدينة في ساعة متأخرة وبعدها استعادت الطرقات حركتها العادية. ------------------------------------------ “يا سعدان نريد الهجوم وليس الدفاع” لفت انتباهنا خلال أطوار المباراة وجود راية في المدرجات مكتوب عليها: “يا سعدان نريد أن تلعب الهجوم وليس الدفاع”، إذ أراد الأنصار الذي علقوا هذه الراية توجيه رسالة صريحة إلى الناخب الوطني بأنهم يتمنون رؤية المنتخب يلعب بخطة هجومية بحتة بدلا من الاعتماد على الدفاع في “المونديال” بنية تقليل الأضرار. سعدان يقدّم التشكيلة على المباشر قام المدرب الوطني بتقديم التشكيلة التي يدخل بها لقاء أمس أمام الإمارات قبل ربع ساعة عن انطلاقة المباراة، وكان ذلك على قناة “الجزيرة الرياضية” وعلى المباشر، ويأتي كشف سعدان عن تشكيلته بطريقة توحي بأنه يملك خبرة ومهارة في سرد الأسماء والمناصب، قد ترشّحه يوما ما ليكون محلّلا أو زميلا في الصحافة. “ماركي.. ماركي.. يا غزال” تدوّي في نورمبرغ بقي أنصار المنتخب الوطني الذين عجت بهم مدرجات ملعب “بلاي موبيل ستايديوم” بمدينة “فورث” يردّدون في بداية المباراة عبارات استهجان للمردود الضعيف الذي يقدّمه عبد القادر غزال مع المنتخب الوطني، وعزوفه عن التسجيل طيلة 10 مباريات كاملة، حيث بقي الأنصار يردّدون “ماركي.. ماركي.. يا غزال” في إشارة منهم إلى غضبهم على ضعفه في التسجيل. أجمل ما في المباراة يبقى أحسن ما في مباراة أمس بين المنتخب الجزائري أمام نظيره الإماراتي الأداء الرائع لصانع ألعاب “الخضر” كريم زياني الذي يبشر بالخير وجعل الجزائريين يتفاءلون به خيرا قبل انطلاق المونديال، خاصة أنه كان صاحب الهدف الوحيد ل “الخضر”، هذا دون نسيان تحمس الجمهور الجزائري الذي حضر للمعلب للقضايا العربية وتضامنه الدائم مع الشعب الفلسطيني وسكان غزة خاصة بعد الذي حدث مؤخرا لقافلة فك الحصار على غزة. أسوأ ما في المباراة تبقى النقطة السوداء في مباراة أمس والتي بعثت المزيد من القلق إلى نفوس كل الجزائريين هي العقم الذي يلازم الخط الأمامي وخاصة الثنائي جبور -غزال الذي تفنن في إهدار الفرص السهلة أمام دفاع إماراتي متواضع، وقد تساءل الكثير من الجزائريين عن المفتاح الذي سيوفره المدرب رابح سعدان لحل هذه المعضلة أمام دفاعات من طينة خط دفاع المنتخب الإنجليزي.