في لقاء ودي بين الفراعنة ونسور قرطاج بالإمارات... يبدو أن العلم الجزائري بات في الآونة الاخيرة يقلق بعض الأطراف في الوطن العربي والتي بات يستفزها رؤية رايتنا التي استشهد من أجلها مليون ونصف مليون شهيد، وبالرغم من أن الجزائر ومنتخبها القومي لم تكن معنية لا من قريب ولا من بعيد بالمباراة الودية التي جرت سهرت أول أمس بالإمارات بين نسور قرطاج والفراعنة إلا أن علمها أشعل أزمة حقيقية في مدرجات ملعب مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي خلال المباراة الودية التي جمعت منتخبي مصر وتونس، والتي انتهت بفوز نسور قرطاج على الفراعنة بهدف نظيف. أنصار نسور قرطاج رفعوا رايات الجزائر وهتفوا بحياتها وفي نهاية المباراة رفعت جماهير تونسية كانت متواجدة في مدرجات ملعب زايد بالإمارات علم الجزائر، في إشارة منهم إلى الصراع الكروي الذي وقع من قبل بين "الخضر" والفراعنة خلال التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم 2010 وهتفوا للجزائر التي صعدت على حساب مصر حينها، فيما تغنى البعض بتأهل منتخبي تونسوالجزائر إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة بجنوب إفريقيا وكذا فشل المنتخب المصري في ذلك ما جعل الأجواء مشحونة جدا بين الطرفين. المصريون لم يتقبّلوا الأمر وثارت ثائرتهم وكادت الأمور تختلط وتسبب رفع علم الجزائر وهتافات الجماهير التونسيةبالجزائر ومنتخبها، في ثورة وغليان للجماهير المصرية داخل الملعب والتي لم تتقبّل الأمر على الإطلاق وردت بالتذكير بهزيمة أشبال سعدان برباعية أمام الفراعنة في بطولة الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا وهتفت: "واحد.. إثنان.. ثلاثة.. أربعة" في إشارة إلى هزيمة المنتخب الجزائري أمام المصري في الدور نصف النهائي من الدورة نفسها. هذا، وكادت الأمور أن تختلط لولا تدخل بعض الاطراف التي دعت الى التعقل وذكّرت بأن اللقاء مجرد مباراة ودية تحضيرية بين منتخبين عربيين شقيقين. القضية أصبحت من الماضي ولا يحق للمصريين ولا للجزائريين العودة إليها هذا، ولا يحق لأنصار المنتخب المصري ولا حتى أنصار المنتخب الجزائري العودة للحديث عن تلك الفترة التي تبقى للنسيان بالنظر الى خطورتها وكذا تأثيرها على علاقة الشعبين والبلدين، وإن كانت الجزائر قد حرمت مصر من التأهل الى مونديال 2010 حينها، فإنها لم تحرمها هذه المرة من التأهل الى كان 2013 باعتبار أن مصر لم تكن في مجموعة الجزائر، الأمر الذي من المفترض أن يساهم في عودة العلاقات إلى طبيعتها وليس العكس بعودة البعض في أرض الفراعنة الى الحديث عن لقاء الجزائر عند كل نكسة.. وأما عن المباراة الودية التي جرت بين تونس ومصر بالإمارات، فقد قدم نسور قرطاج مستوى جيد خلال شوطها الأول الذي نجحوا خلاله في التقدم بهدف عن طريق الذوادي في (د18). وفي الشوط الثاني حاول المنتخب المصري التعويض، لكن ذهبت كل محاولاته أدراج الرياح، حتى انتهت المباراة بفوز المنتخب التونسي بهدف نظيف في اختبار يعتبره التوانسة مفيدا للتحضير للعرس القاري المقبل.