قبل تنقلنا أمس إلى مدينة “بلوكوان“ التي سيحل بها المنتخب الوطني اليوم من أجل التباري مع المنتخب السلوفيني، كانت لنا محطة توقف في مطار جوهانسبورغ فجر أمس الجمعة لنكون في الموعد مع وصول الرحلة الثانية لأنصار الفريق الوطني. وعند تواجدنا في مطار جوهانسبورغ الذي وصلنا إليه في رحلة جوية داخلية من دوربان، لاحظنا تواجد 4 أفراد من النادي السياحي الجزائري إضافة إلى المتعاملين معهم من الجانب الجنوب إفريقي حضروا إلى المطار في الساعة منتصف الليل، أي ساعتين قبل الموعد المحدد لوصول الطائرة. ... “الجزيرة الرياضية“ حاضرة لأن الأمر يخصها وبعد دقائق من وصول ممثلي النادي السياحي الجزائري كان الموعد مع وصول فرقة “الجزيرة الرياضية“ التي جاءت لتصوير عملية وصول أنصار الفريق الوطني، ليس فقط من الجانب الإعلامي بل أيضا لأن الأنصار القادمون على متن هذه الطائرة هم الفائزون في مسابقة الاشتراكات الخاصة بالجزيرة الرياضية. “النادي السياحي“ أكد التعامل الجيد ل “الجزيرة“ وقبل وصول الطائرة كان لنا حديث مع ممثل النادي السياحي الجزائري المتواجد في المطار محمد معطي الذي أكد على أن “الجزيرة الرياضية“ أوفت بكل التزاماتها تجاه النادي السياحي وأيضا على مستوى الفائزين من خلال إرسالها إلى مبعوث بقي مع النادي السياحي الجزائري طيلة الأيام التي خصت الحجز وكذا التأشيرات، حيث كان يقوم بمراقبة البطاقات والفصل في رغبة بعض الفائزين في التنازل عن الرحلة لأقاربهم لسبب أو لآخر (صغر السن، عدم امتلاك جوز السفر أو نهاية صلاحيته). 252 مناصرا على متن الطائرة والوصول في الثانية صباحا وحطت الطائرة على مدرج مطار جوهانسبورغ الدولي في الساعة الثانية من فجر أمس وكان على متنها 252 مناصرا للفريق الوطني، وقد وجدوا كل التسهيلات في ختم الجوازات وغيرها من الأمور كما هو الحال مع أنصار كل المنتخبات المعنية بالمونديال الذي انطلق أمس. علم فلسطين حاضر على الدوام ولأن الجزائر هي ممثلة كل العرب وفلسطين تبقى دوما في القلب فقد كان علم فلسطين وأهازيج “غزة الشهداء“ حاضرة بقوة في مطار جوهانسبورغ مباشرة بعد اجتياز أنصار الفريق الوطني للحدود الدولية واستعادة الأمتعة، وهي الصور التي ركزت عليها كاميرا الجزيرة كثيرا. مناصر من المولودية لم يفوّت فرصة الاحتفال كما استغل أحد أنصار مولودية الجزائر فرصة المونديال ليحتفل بتتويج فريقه بلقب البطولة من خلال رفعه راية “العميد“ وهتافاته “شامبيوني“، قبل أن نمازحه بأنه “راحت عليه وصورته لن تصدر في الجريدة، لأن صحفي الهدّاف متخصص في الكتابة على وفاق سطيف”، قبل أن نبارك له من جديد على التتويج باللقب بكل روح رياضية، وأنّ الجزائر تجمعنا جميعا والأكيد أن المولودية، الوفاق وشبيبة القبائل هم من أكبر الأندية الجزائرية. مجسّم كأس العالم حاضر مع أحد المناصرين كما كان مجسّما شبيها لكأس العالم حاضرا مع أحد المناصرين الجزائريين في الرحلة، حيث لوّح به كثيرا في مختلف أنحاء المطار لأن الجزائر بدورها أصبحت منتحبا موندياليا بعد أكثر من 24 سنة من الغياب. عين مليلة حطّمت الرقم القياسي ب 25 مناصرا وتبقى المفاجأة أن مدينة عين مليلة كانت صاحبة الرقم القياسي في عدد الفائزين في مسابقة الجزيرة بتواجد 25 مناصرا من هذه المدينة ضمن رحلة أول أمس، وهو أمر يكشف أن هذه المدينة تعد من أكبر المدن اشتراكا في بطاقات الجزيرة، والأكثر من ذلك أن أنصار المنتخب الوطني لم يفوتوا عودة فريقهم “لاصام“ إلى حظيرة القسم الوطني الثاني ليحضروا معهم راية بألوان فريقهم. مناصرة واحدة وفائز جاء على كرسي متحرك وعكس الرحلة الأولى التي كانت قد عرفت تواجد أكثر من 20 مناصرة فإن الرحلة الثانية التي حضرنا وصولها عرفت تواجد مناصرة واحدة من قسنطينة كان لها شرف الفوز في مسابقة الجزيرة، كما كان من بين المناصرين الحاضرين (الفائزين) معوّق جاء على كرسي متحرّك، ورغم الإعاقة إلا أنه لم يفوّت فرصة التواجد لمناصرة “الخضر“ في المونديال بعد فوزه. تذاكر المواجهات سلّمت للأنصار مع الجوازات وأثناء فترة التوقف بمطار جوهانسبورغ من أجل تقسيم الأنصار على الحافلات قام موفدو النادي السياحي الجزائري بتوزيع بعض تذاكر المباريات حسب قائمة اسمية لبعض الأنصار فقط الذين لم يحصلوا على تذاكرهم، في حين أن النادي السياحي الجزائري كان قد منح كل مناصر تذاكر المباريات الثلاث للفريق الوطني مع إعادة جواز السفر له مختوما بتأشيرة الدخول إلى جنوب إفريقيا وأيضا تذكرة الطائرة. الجزائر حصلت على 2300 تذكرة وكان عدد التذاكر التي حصل عليها النادي السياحي الجزائري عن طريق “الفاف“ من “الفيفا“ هو 2300 تذكرة، لكل مباراة وهو عدد أكبر نسبيا من عدد الأنصار الذين سيتوجهون من الجزائر إلى جنوب إفريقيا والذي سيكون في حدود 2000 مناصر تقريبا. تواجد 4 مناصرين إنجليز خلق أجواء خاصة وفي الوقت الذي كان أنصار الفريق الوطني يخرجون تباعا من قاعة الأمتعة ويتجمّعون في بهو المطار، كانت مجموعة من 4 مناصرين إنجليز في الطابق الأعلى تلوّح لهم بالعلم الإنجليزي، وهو الأمر الذي أدى إلى التفات كل الجزائريين إلى الأعلى والهتاف بصوت واحد “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري”. نزلوا إلى الأسفل، اختلطوا بالجزائريين وصور بالجملة وأمام روعة الصورة التي صنعها أنصار المنتخب الوطني الجزائري، نزل أنصار المنتخب الإنجليزي إلى الأسفل أين يتواجد الجزائريون، وصنعوا مع بعض صورا لأنصار المنتخبين في روح رياضية كبيرة جدا. صحفي “الهدّاف” مازح الإنجليز بتوأمة مع أنصار عنابة واستغل صحفي “الهدّاف” الفرصة لكي يعلم أنصار المنتخب الإنجليز، بأنه يوجد في الجزائر أنصار أحد الفرق تطلق عليهم تسمية “الهوليڤانز”، مع التأكيد لهم أن هذه التسمية ليس لها علاقة بعنف أو صفات سلبية في أنصار هذا الفريق، طالبا منهم البحث عن أنصار مدينة اسمها عنابة (انابة كما نطقه الإنجليز) من أجل إجراء التوأمة معهم. الحافلات نقلت الأنصار إلى “بريتوريا” ومباشرة بعد التأكد من وجود الكل في بهو المطار، تمّ تقسيم المناصرين على متن الحافلات التي جيء بها خصيصا من أجل نقلهم، وكانت المفاجأة الأولى للكثير من المناصرين هو السياقة من الجهة اليسرى وتواجد المقود في الحافلات من الجهة اليمني. وجبة خفيفة في انتظارهم ومدير “النادي السياحي“ واقف على التقسيم وبعد مغادرة المطار في الساعة الثالثة ونصف من فجر أمس الجمعة، كانت الوجهة هي مدينة “بريتوريا” الواقعة على بعد 65 كم من مطار جوهانسبورغ، مثلما هو متفق عليه منذ البداية، وقد كانت وجبة خفيفة في انتظار أنصار الفريق الوطني، كما كان في انتظارهم مدير النادي السياحي الجزائري الطاهر صخري من أجل الوقوف على إسكان جميع الأنصار. غرف فردية في الحي الجامعي ل “بريتوريا” وقد حصل كل أنصار الفريق الوطني على غرف فردية للإقامة في أول 3 أيام، علما أن غرف الحي الجامعي ل “بريتوريا” مقبولة جدا، ومزودة حتى بثلاجات صغيرة، وتختلف كل الاختلاف عن الأحياء الجامعية في الجزائر (أين يتم إسكان الطلبة بين 3 و 6 في الغرفة). 3 رحلات أمس الجمعة وواحدة فيها أقارب اللاعبين وبعد الرحلتين الأوليين كان الموعد أمس الجمعة مع برمجة 3 رحلات كاملة لأنصار المنتخب الوطني، وهي الرحلات التي جاء على متن إحداها 240 مناصر، ووصلت إلى مطار جوهانسبورغ في الثامنة مساء، ورحلة أخرى تكون وصلت فجر اليوم السبت في الواحدة ونصف صباحا وعلى متنها 252 مناصر، والثالثة خاصة بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى متنها اللاعبون القدامى وكذا أقارب اللاعبين الحاليين للمنتخب الوطني. ... ورحلتان اليوم وهما الأخيرتان وسيتواصل وصول أنصار الفريق الوطني إلى مطار جوهانسبورغ الدولي بمجيء رحلتين أخيرتين للخطوط الجوية الجزائرية، وهما الرحلتان الأخيرتان المبرمجتان وهذا حسب الحجوزات الشخصية، وكذا المنظمة كما هو الحال مع “الفاف”، الوزارة، وغيرها..، أين ينتظر أن يكون أنصار الفريق الوطني منتصف نهار غد بالتوقيت الجزائري في ملعب بيتر موباكا في حدود 2000 مناصر. تنقل الأنصار من “بريتوريا” إلى “بلوكوان” غدا في السادسة وسيكون نقل أنصار الفريق الوطني من بريتوريا أين يتواجدون الآن إلى مدينة بلوكوان التي سيلعب فيها الفريق الوطني، غدا في الساعة السادسة صباحا على اعتبار أن المسافة بين بريتوريا وبلوكوان هي 300 كم تقريبا، وهو الأمر الذي يستلزم حوالي 4 ساعات إلى 4 ساعات ونصف من السير برا. “التورينغ” تفادى “بولوكوان” للغلاء والتأخر وفي سؤالنا لمسؤولي النادي السياحي حول عدم نقل أنصار “الخضر” مباشرة نحو بلوكوان من مطار جوهانسبورغ، وإبقاءهم في بريتوريا في بداية الأمر حتى صبيحة يوم المباراة، فقد علمنا أن النادي السياحي فضّل بريتوريا بالنظر للغلاء الموجود على مستوى مدينة بلوكوان في الهياكل الفندقية، وكذا تأخر الجزائريين دوما في التسجيل والحجز وعدم معرفة العدد حتى اللحظات الأخيرة، وهو أمر لا يتيح للنادي السياحي الجزائري إمكانية التسجيل المسبق، بل الأكثر من ذلك أن اللجوء إلى الإقامات الجامعية كان الحلّ الأخير، ولكن كل شيء كان محجوزا. ... وتطلب الأمر 4 زيارات للقيام بالتنظيمات كما أن برمجة الرحلة الخاصة بالأنصار التي ستكون طويلة وشاقة، لأنها لن تتوقف بين بريتوريا وبلوكوان بل أن الأمر سيمتد إلى غاية كاب تاون، قبل العودة من جديد إلى بريتوريا، فقد تطلب الأمر أن يحضر وفد من النادي السياحي إلى جنوب إفريقيا في 4 مناسبات كاملة قبل المونديال من أجل القيام بالإجراءات اللازمة وإمضاء العقود مع الطرف الجنوب الإفريقي. أنصار الأوروغواي مع “الخضر” كان أنصار المنتخب الأوروغواني متواجدين مع أنصار الفريق الوطني في نفس الإقامة الجامعية، لكل منهم أجنحتهم الخاصة بهم، علما أن أنصار الأوروغواي تنقلوا صبيحة أمس إلى مدينة كاب تاون، لمناصرة فريقهم في أولى المواجهات أمام نظيره الفرنسي. توفير وجبة العشاء جاء لأسباب أمنية وفي إطار النادي السياحي الجزائري دائما، علمنا أن النية في البداية كانت تتجه نحو الاكتفاء بتوفير الإطار الصباحي فقط للمناصرين، على أن يكون الغذاء والعشاء من تدبيرهم الخاص، ولكن بالنظر إلى الظروف الأمنية وصعوبة خروج المناصرين ليلا مما سيعرّضهم لمكروه بصفة مؤكدة، فقد تم إضافة وجبة العشاء في البرنامج، حتى يتم تفادي خروج المناصرين إلى الشوارع في الظلمة للبحث عن مطاعم.