نشط مدرب المنتخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" أمس ندوة صحفية تطرق فيها للعديد من النقاط التي تشغل باله منذ التحاق "الخضر" بجنوب إفريقيا لإجراء تربص طويل استعدادا لكأس إفريقيا للأمم. وكان تغيير توقيت المباراة الودية ليوم غد دون علمه وتغيير مكان التربص انطلاقا من 16 جانفي أبرز النقاط التي جعلت "حليلوزيتش" يشتاط غضبا. وظهر الناخب الوطني منزعجا جداً من بعد المسافة بين فندق "كوا مارتينان" الذي سيقيم فيه أشباله بداية من يوم 16 جانفي ومكان التدرب الذي اختارته "الكاف" ويتعلق الأمر بملعب "مورولينغ ستاديوم"، مؤكدا أن ما يحصل في الاتحاد الإفريقي غريب للغاية، كما تفاجأ بأن ملعب "روايال بافوكينغ" بعيد جدا بحوالي 50 كلم عن مقر الإقامة ما جعله يعبّر عن غضبه. "لا يمكنني أن أقبل بالتّنقل يومياً 3 ساعات لأجل التدرب في هذا الحر" وقال حليلوزيتش: "كوت ديفوار تتدرب هنا في هذا المركز الذي نتواجد فيه الآن (بافوكينغ سبور أكاديمي) بينما أنا أجبر على التنقل مرتين كل يوم للتدرب على بعد مسافة طويلة، 3 ساعات (الأمر مبالغ فيه لأن ذلك لا يستغرق كل هذه المدة) في الحافلة في هذا الحر الشديد، لا، لا، لا أبدا، أنا لن أقبل ولا يمكنكم تخيل ما يمكنني أن أفعله"، وفضلا عن هذا قال: "حتى الملعب الرئيسي بعيد للغاية، هذا ما يجعلنا نأخذ وقتاً طويلاً للوصول إنه أمر شاق جدا". "تكلمت مع روراوة وأنا غاضب جدا" واستطرد حليلوزيتش بخصوص هذا الأمر يقول: "رغم أننا جئنا قبل الجميع إلى هنا في روستنبورغ إلا أن الأمور ليست في صالحنا على مستوى مكان الإقامة، وصراحة أنا غاضب منذ الصبيحة، فقد سمعت دون أن أتلقى أي شيء فقط أننا سنضطر إلى السفر طويلاً بالحافلة في كل حصة تدريبية نتدربها لأن الملعب الذي اختاروه لنا بعيدا جدا، صراحة لم أعد أفهم ما يحصل"، وقال حليلوزيتش إنه تكلم مع روراوة وعبّر له عن غضبه نتيجة هذا الأمر لأنه من غير الطبيعي حسب رأيه التنقل بالحافلة كل هذه المدة. "منتخب كوت ديفوار سبقنا وحجز ببطاقة ائتمان" وعن السبب الذي جعل منتخب كوت ديفوار يتدرب بداية من يوم 16 من الشهر الجاري في "بافوكينغ سبور" المقر الحالي للإقامة والتدريب للمنتخب، يقول: "منتخب كوت ديفوار قام بسرعة عن طريق بطاقة دفع إلكترونية (كارت بلو) بتسديد المستحقات، ما سيسمح له باستغلال مركز "بافوكينغ"، بالنسبة لأصحاب الفنادق عندما يتلقون أموالهم فالأمر منته لأنه بالنسبة لمن لا يعرف فإن "الكاف" ابتداءً من تاريخ معين (16 جانفي) هي التي تختار الفنادق بالنسبة للمنتخبات لكن أنت من تدفع وكوت ديفوار كما قلت لكم سارعت إلى تسديد المستحقات بينما نحن سنطرد إلى الخارج". "لست مالك فندق بافوكينغ حتى أجبرهم على أن لا يخرجوننا" وفي نفس الاتجاه واصل يقول: "شخصيا لا يمكنني فعل شيء بما أنني لست مالك هذا الفندق الذي نوجد فيه حالياً حتى أجبرهم على إبقاء المنتخب الجزائري فيه"، مشيرا إلى أنه ليس دوره أيضا وأنه لا يتحكم في كل التفاصيل إذ قال: "يمكنني أن أقرّر بخصوص بعض الأمور كمن يحضر من اللاعبين للقاء الإعلاميين ولكن لا يمكنني في السّياق ذاته أن أقرر في أمور أخرى". "في إفريقيا أمور غريبة تحصل وفي الكاف كذلك... أفضل أن أصمت" وذهب حليلوزيتش إلى أبعد من ذلك إلى حد أن شكك أن الأمور لا تسير بصورة طبيعة بسبب وجود مؤامرة في الخفاء وإن لم يقل ذلك ولكنه قال بالحرف الواحد: "هناك أمور غريبة جدا تحصل في إفريقيا، وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي وكذلك الفيفا، لا أريد أن أدخل في التفاصيل ومن مصلحتي أن أصمت ولا أتكلم أكثر مما قلته عن هذا الأمر، فأنا لا أتحكم في كل الظروف والمعطيات". ----------------- "الهدّاف" سلّمته برنامج اللّجنة المنظّمة حليلوزيتش غاضب جدا لأنّه آخر من علم بمكان التّدريبات بعد 16 جانفي علمنا من مصادرنا المقربة أن النّاخب الوطني غاضب جدا من بعض الأمور التي تحصل في المنتخب في الأيام الأخيرة خاصة على الصعيد التنظيمي، إذ كان مستاء جدا بعد الندوة الصحفية لأنه لم يكن يعلم بمكان تدريبات المنتخب بعد يوم 16 جانفي عكس بعض الإعلاميين، وهو ما رآه غير طبيعي تماما لأنه يفترض أن يعلم الأول وقبل الجميع حتى يساعده ذلك في التحضير لهذه الدّورة المهمة بالشكل اللازم. استغرب حيازة الصّحفيّين على وثيقة لا يملكها هو وقال حليلوزيتش للصحفيين أنه سمع يوم الندوة الصحفية (أمس) أن "الكاف" قررت نقل المنتخب إلى مكان بعيد جدا عن فندق "كوا ماريتان" حيث سيقيمون للتدرب بداية من يوم 16 جانفي، قبل أن تقوم "الهدّاف" في نهاية الندوة الصحفية بمنحه مكان تدريب كل المنتخبات من خلال وثيقة كنّا قد تحصلنا عليها من اللجنة المنظمة، قبل أن يطلب منا الاحتفاظ بها حتى يبحث عن ملعب "مورولينغ" وربما ليزوره، كما قال لنا في حديث جانبي معه أنه يستغرب كيف أن الصحفيين بحوزتهم وثيقة مثل هذه بينما لا يملكها هو. آخر من يعلم أيضا بتغيير موعد مباراة جنوب إفريقيا مرّتين ورغم أن وسائل الإعلام الجنوب إفريقية وحتى تذاكر مباراة جنوب إفريقيا كانت تباع منذ أيام ومكتوب عليها أن اللقاء في الثالثة والنصف، إلا أن حليلوزيتش لم يكن يعلم بذلك وكان يعتقد أن المباراة في وقتها أي السادسة مساء، بل علم صبيحة أمس أن توقيت اللّقاء تغيّر، كما بدا خلال الندوة الصحفية مستاء جدا من ذلك وتحدث كثيرا عن مباراة جنوب إفريقيا في توقيتها الجديد (الثالثة وربع)، وفجّر غضبه الشّديد رغم أن هذه المباراة كانت قد رسّمت بعد ذلك في الساعة السابعة وربع بتوقيت الجزائر (الثامنة وربع بتوقيت جنوب إفريقيا.( بخصوص خطّة اللّعب: "سنلعب بخطّتنا المعتادة وسأركّز على اللّعب إلى الأمام رغم أنّ ذلك فيه مخاطرة" في سؤال وجه للناخب الوطني عما إذا كان قد حضّر خطة خاصة لكل منتخب من بين منتخبات تونس، الطوغو وكوت ديفوار، رد قائلا: "لدينا خطة تتغير شيئا ما مع تغيّر اللّاعبين والظروف، إذا كنا مثلا نبحث عن النتيجة فسنهاجم بأكبر قدر من اللاعبين، 4 لاعبين، 5 أو حتى 6، لهذا سنتعامل حسب ظروف كل مباراة". "أحضّر لاعبي لوقوع الأسوأ في كأس إفريقيا" وقال حليلوزيتش في رده دائما عن هذا السؤال أنه يحضّر لاعبيه دائما للسيناريوهات التي لا يتوقّعها أحد، وهو ما قال عنه بالحرف الواحد: "نحن نحضر أنفسنا دائما للأسوأ، والأسوأ مثلا هو أن يصفر الحكم ركلة جزاء غير شرعية، أنا أحاول تجهيز اللاعبين من الناحية الذهنية حتى نكون حاضرين معنويا للتعامل مع هذا الأمر، لأنه من الجيد أن تكون مستعدا من الناحية الذهنية لتقبل السيناريوهات التي لا نريدها أن نحصل". "الخطّة هي نفسها، لكن بعض اللّقاءات تتطلّب الدّفاع عن المنطقة والرّقابة الفرديّة" وأصاف حليلوزيتش دائما بخصوص خطة اللّعب يقول: "هي نفسها التي نعتمد عليها منذ قدومي مع بعض التغييرات بطبيعة الحال، وسنرى في كل مباراة كيف سنتعامل مع ظروفها لأن لكل لقاء قصّة، فبعض المنتخبات لديها لاعبون يجب الحذر منهم، وهؤلاء يلزمونني أن أحذر لاعبي وأعتمد على الدفاع أو الرقابة الفردية لوقف خطورة لاعبيهم". "أعرف أنّ عدّة منتخبات في هذه الدّورة ستعتمد على الكرات الثّابتة" وواصل حليلوزيتش كلامه بالقول: "أعتقد أن هناك منتخبات كثيرة خلال كأس إفريقيا ستعمد في أسلوبها على الكرات الثابتة لاستغلال طول قامة لاعبيها، بالنسبة لي سأحاول أن أعتمد مثلما عرفتموني على اللعب إلى الأمام، رغم أن ذلك فيه مغامرة بعض الشيء، لكن ذلك لن يمنعني من أن أكون أكثر حيطة من خلال التركيز كذلك على الاسترجاع ودور المدافعين". مشكل حراسة المرمى يقلقه دائما "مازالت متردّدا بين مبولحي ودوخة وعندي لا يوجد لاعب أساسي بلا نقاش" قال النّاخب الوطني حليلوزيتش إنه مازال قلقا إلى حد ما بخصوص مشكلة حراسة المرمى، مضيفا أنه لا يعرف حتى الآن من يشرك إن كان سيعتمد على الحارس الأساسي مبولحي أو دوخة، وقال: "مبولحي أو دوخة... من الأفضل؟... الشيء الإيجابي في مبولحي هو أن وزنه لا يرتفع رغم أن نقص المنافسة يبقى مشكلا كبيرا بالنسبة لي، خاصة أن حراسة المرمى أمر خاص نوعا ما وهو منصب ليس مثل المناصب الأخرى". "لا أدري إن كان البعض يحتمل اللّعب أمام 80 ألف مناصر" وأضاف حليلوزيتش يقول: "لم أختبر بعض اللاعبين وحاليا لا أعرف كيف يكون رد فعلهم عندما يلعبون في ظروف خاصة أمام 80 ألف مناصر، هناك من يضطرب في هذه الظروف وهناك من هو معتاد، على كل حال اتخاذ القرارات بخصوص من سيشارك في المباريات أساسيا تتدخل فيه عدة معايير". "عندي لا يوجد لاعب أساسي دون نقاش" كما تكلم حليلوزيتش عن نقطة أخرى تتعلق بما إذا كانت اتضحت مناصب بعض اللاعبين للمشاركة في مباراة تونس من البداية، فقال أن ذلك لم يحصل قبل أن يؤكد للصحفيين قائلا: "عندي لا يوجد لاعب أساسي دون نقاش، فالكل بإمكانه أن يلعب والكل بإمكانه أن يكون على دكّة البدلاء". "سأعتمد على فريقين أمام بلاتنيوم ستارز ويهمّني أن نكون جاهزين يوم 22" وقال حليلوزيتش عن مباراة بلاتينيوم ستارز: "بما أنها لن تكون معتمدة من طرف "الفيفا"، فإن هذا الأمر يدفعني للتفكير في الاعتماد على فريقين في كل شوط، لأن ما يهمني في النهاية هو أن يكون الفريق جاهزا لمباراة يوم 22 أمام تونس ومن لا يكون في المستوى فسأقوم بتغييره، وحاليا رغم التّعب هناك لاعبون مثل سليماني، سوداني وكادامورو وصلوا إلى مستوى جيّد". قال إنّه تكلّم معه جيّدا وهو مرتاح "أفضّل غلام ظهيرا أيسر وليس لاعب محور أو وسط ميدان" بخصوص تأقلم غلام فوزي حتى الساعة مع زملائه في أول احتكاك مباشر معهم، قال التقني البوسني: "غلام يعمل بصورة جيّدة، وقد تكلمت معه أمس عن بعض الأمور وماذا يجب أن يطوّر على المستوى التكتيكي والبدني وهو سعيد ومرتاح، لقد تطرقنا إلى عدة أمور تكلمنا خلالها بصراحة"، كما أضاف حليلوزيتش أنه يفضّل لاعب سانت اتيان ظهير أيسرا وليس في منصب آخر. "أريده للتّنافس على مستوى يسار الدّفاع" وواصل حليلوزيتش قائلا: "أعلم جيدا أنه باستطاعة غلام أن يلعب على مستوى المحور الدفاعي ووسط الميدان كما سبق وأن حصل معه في فريقه، لكنني احتاجه في منصب ظهير أيسر لأن هناك تنافسا على مستوى الجهة اليُسرى، وإن كان هذا لا يمنعني من التأكيد لكم أن المجموعة تعيش بشكل ممتاز، خاصة من حيث العلاقات الإنسانية التي تكونت بين اللّاعبين".