شباب قسنطينة... "السّنافر" أبدعوا وأمتعوا أمام "سوسطارة" والتّأكيد سيكون أمام "الحمراوة"

قدم أشبال المدرب الفرنسي روجي لومير أحد أحسن مبارياتهم هذا الموسم بشهادة كل من كان حاضرا في ملعب الشهيد حملاوي عشية أمس الأول،
إذ حققوا فوزا مقنعا بالأداء والنتيجة أمام أحد أبرز فرق البطولة الوطنية، ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة الذي قام بانتدابات نوعية ويطمح للفوز بالبطولة الوطنية، لكن رفقاء بولمدايس كانوا في يومهم وتمكنوا من تحقيق فوز ثمين دشنوا به سنة 2013.
سيطروا بالطّول والعرض والإتّحاد "تبحّر"
وما يؤكد أن أشبال المدرب لومير يستحقون الفوز ولم يسرقوه من أشبال مواطنه كوربيس، هو أن رفقاء بوشريط سيطروا بالطول والعرض على مجريات المباراة من بدايتها إلى نهايتها، وأكثر من ذلك لم يتعرف أنصار إتحاد العاصمة الذين سجلوا حضورهم بالمدرجات على فريقهم، وهو ما جعل أحد "المسامعية" الذي التقينا به عقب نهاية المباراة يصرح لنا: "لم أتعرف على فريقي والله تبحروا".
خلق 8 فرص سانحة للتّهديف أمام "سوسطارة" يُحسب ل لومير
وما يجب التنويه به هو التحضير الجيد لأشبال المدرب روجي لومير الذين أبانوا عن مؤهلات بدنية كبيرة خاصة خلال المرحلة الأولى، والتي كان فيها فارق التحضيرات واضحا وجليا، وأكثر من ذلك تمكن رفقاء حديوش من خلق أكثر من 8 فرص سانحة للتهديف، وليس بمقدور أي فريق القيام بذلك أمام فريق يضم نجوما في الدفاع على غرار المدافعين الدوليين السابقين العيفاوي وإسماعيل بوزيد.
لو احتُسب هدف بولمدايس لاتّخذت المباراة منحى آخر
وبالعودة إلى مجريات مباراة أمس الأول، أجمع الأنصار على أن الحكم المساعد ارتكب خطأ لا يغتفر عندما حرم المهاجم حمزة بولمدايس من هدف شرعي بعد أن استغل التمريرة المحكمة في ظهر الدفاع من قبل متوسط الميدان بوشريط، ليتمكن من مراوغة الحارس زماموش وإضافة الهدف الثاني، ولو احتسب الحكم الهدف لاتخدت المباراة منحى آخر وكان بإمكان "السّنافر" الفوز بنتيجة أثقل، خاصة أن الوقت كان مبكرا.
جيلالي وڤريش "ربطو" زياية وناتاش رائع
يبدو أن المدرب رومير أحسن الإختيار عندما أقحم الثنائي ڤريش وجيلالي في محور الدفاع، فالتقني الفرنسي درس كل صغيرة وكبيرة خاصة بعدما تحصل على التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها مواطنه كوربيس، مما جعله يشرك ڤريش وجيلالي في محور الدفاع لقامتهما الطويلة من جهة، ولكون الثنائي لعب جنبا إلى جنب في المباريات الأخيرة ويتفاهم جيدا، وهو ما جعل المستقدم حديثا إلى تشكيلة حداد زياية لم يظهر بكامل مستواه، والسبب هو أن ڤريش وجيلالي "ربطوه" ولم يتمكن من خلق أية خطورة، من جهته كان الحارس ناتاش رائعا ومنح الثقة اللازمة لدفاعه وزملائه وكانت كل خرجاته موفقة.
بولحية يبهر من مباراة إلى أخرى و"السّنافر" يثنون عليه
أصبح المدافع الأيمن في صفوف "السّنافر" بولحية يبهر الأنصار من مباراة إلى أخرى بفضل مردوده الرائع، وقد قدم أمس الأول مباراة كبيرة من جميع النواحي وساهم بشكل كبير في الهجوم أين كان يساند رفقائه، وخير دليل على ذلك أنه قام ب 10 توزيعات على الأقل وكلها مدققة ونال الإشادة والثناء من قبل الأنصار ولومير، وهو ما يؤكد أن بولحية وجد معالمه في حملاوي.
نهاري دخل جيّدا في المباراة وطافر عوّضه بنجاح
بعد أن حضر المدرب لومير طيلة التربص بالمدافع بلخضر والجميع كان يعتقد أنه سيكون أساسيا في مباراة "سوسطارة"، فاجأ التقني الفرنسي الجميع وأقحم نهاري في الجهة اليسرى، ورغم أنه لم يكن يدرك أنه سيكون أساسيا، إلا أن نهاري دخل في المباراة وقدم مردودا جيدا خلال المرحلة الأولى، لولا الإصابة التي تعرض لها على مستوى العضلة المقربة، والتي حرمته من إكمال المباراة وعوضه المدافع طافر بنجاح، إذ لم يشكل هجوم "سوسطارة" أية خطورة على جهته.
بوشريط "رئة" الفريق ويستحقّ لقب "الدّينامو"
إستحق متوسط ميدان "السّنافر" عنتر بوشريط لقب رجل المباراة دون منازع، إذ قدم أفضل مباراة له هذا الموسم على الإطلاق رغم أن ابن "بونة" منذ انطلاق الموسم ومستواه مستقر من خلال المردود الجيد على مدار مرحلة الذهاب، مما جعله من بين اللاعبين المحبوبين عند الأنصار، وإشادة مدرب عالمي من طينة لومير ب بوشريط الذي يعتبر رئة الفريق ليست من العدم، كما تمكن من إحباط جل محاولات الإتحاد واسترجع عدة كرات، ورغم تأثره بالإصابة التي حتمت عليه وضع ثلاث غرز في حاجبه، إلا أنه واصل المباراة بشجاعة وبمستوى عال.
علاق ونايت يحيى لم يخيّبا
بدأ متوسط الميدان الإسترجاعي علاق يجد ضالته مع الشباب وأصبح قطعة أساسية في تشكيلة المدرب الفرنسي روجي لومير، إذ أكد صحة التحضيرات والمستوى الذي ظهر به أمام الترجي التونسي والذي رشحه للبقاء أساسيا، كما عوض الغائب جيل بامتياز. ولم يكن علاق الوحيد الذي تألق، بل كذلك صانع الألعاب نايت يحيى الذي قدم مباراة جيدة وزود الخط الأمامي بعدة كرات.
بولمدايس قدّم أفضل مباراة له بشهادة بوالحبيب
رغم أن المهاجم حمزة بولمدايس لم يتمكن من الوصول إلى شباك الحارس المتألق زماموش، إلا أنه قدم مباراة جيدة وأقلق كثيرا دفاعا "سوسطارة" بتحركاته المستمرة وطلبه المستمر للكرات، مما خلق عدة مساحات و فراغات في دفاع إتحاد العاصمة.
حديوش يوفّق في أوّل ظهور وبهلول "كي العادة"
وفق المهاجم الوافد الجديد على تشكيلة "السّنافر" عبد النور حديوش القادم من شبيبة القبائل في خرجته الأولى مع الشباب بتوقيعه الهدف الوحيد للشباب، رغم أنه كان بإمكانه التسجيل في أكثر من مناسبة، لولا تألق زماموش الذي حرمه من التسجيل في عدة مناسبة، والفرحة الهستيرية ل حديوش بعد نهاية المباراة تؤكد قيمة الهدف الذي سجله وسيحرره في المستقبل، كما شارك متوسط الميدان بلال بهلول بديلا في (د58)، إذ سجل عودته إلى ملعب الشهيد حملاوي الذي لم يفقد معالمه، وهو ما جعله يندمج بسرعة ويقدم لقاء مقبولا.
المهمّ أنّ "السّنافر" خرجوا راضين عن النّتيجة والتّأكيد أمام الحمراوة
بعد الفوز المقنع في مباراة أمس الأول أمام إتحاد العاصمة، ستكون تشكيلة "السّنافر" مطالبة بالتأكيد في مباراة السبت أمام مولودية وهران العائدة بفوز ثمين من بجاية، وهو ما سيجعل المباراة في غاية الصعوبة وأشبال لومير مطالبون بالتأكيد، خاصة أنهم فازوا عليهم ذهابا بنتيجة ثقيلة.
----------------
إدارة "السّنافر" تضبط سفريّة وهران والتّنقّل غدا جوّا
ضبطت إدارة "السّنافر" برنامج سفرية غرب البلاد حيث سيواجه أشبال المدرب روجي لومير عشية السبت مولودية وهران في إطار الجولة الثانية من مرحلة العودة، إذ قام المدير الرياضي في النادي محمد بوالحبيب بضبط كل الأمور المتعلقة بسفرية وهران من خلال الحجز لرفقاء بولمدايس في رحلة الخطوط الجوية الجزائرية، عكس ما كان منتظرا بعد الإتفاق الذي وقع بين مسؤولي الشركة الجديدة "طاسيلي" التي أصبحت صاحبة أغلب الأسهم.
بوالحبيب حجز للتّشكيلة في رحلة قسنطينة - وهران
قام المدير الرياضي محمد بوالحبيب بكل الإجراءات والتدابير المتعلقة بسفرية وهران، إذ تنقل إلى وكالة الخطوط الجوية الجزائرية وحجز للفريق في رحلة قسنطينة - وهران المبرمجة في حدود الساعة الثانية بعد الظهر من مطار قسنطينة إلى الباهية، أين ستكون حافلة الفريق في انتظار التشكيلة.
المبيت بفندق "إيبيس" والعودة يوم الأحد
وحسب البرنامج المسطر من قبل إدارة النادي الرياضي القسنطيني، فإن أشبال المدرب الفرنسي روجي لومير سيمكثون ثلاثة أيم بعاصمة الغرب الجزائري وهران، بعدما حجز "سوسو" لرفقاء بولمدايس على متن رحلة العودة من وهران إلى قسنطينة يوم الأحد، ويصر بوالحبيب على وضع لاعبيه في أحسن الظروف.
"السّنافر" سيجرون آخر حصّة تدريبيّة صبيحة غد
برمج روجي لومير حصة تدريبية صبيحة غد بالملعب الملحق للشهيد حملاوي، وهي الحصة الأخيرة التي ستجريها تشكيلة التقني الفرنسي تحضيرا لمباراة مولودية وهران، وسيعلن بعدها عن قائمة اللاعبين المعنيين بسفرية وهران لاسيما أن المدرب لومير سيعتمد على اللاعبين أكثر جاهزية.
----------------
لومير: "غياب بزّاز ذكّرني بالورطة التي وقعت فيها مع منتخب فرنسا في غياب زيدان"
نشط المدرب الفرنسي لشباب قسنطينة روجي لومير ندوة صحفية عقب نهاية مباراة "سوسطارة" عبر فيها عن سعادته بالفوز المحقق أمام إتحاد العاصمة، وتطرق المتوج بكأس أمم إفريقيا مع المنتخب التونسي للحديث عن غياب المهاجم الدولي ياسين بزاز الذي اعتبره مؤثرا، وقال: "غياب بزاز جعلني في ورطة وذكرني بغياب زيدان عن المنتخب الفرنسي بالنظر لقيمة اللاعب، لاسيما أنه ساهم بشكل كبير في جمع 21 نقطة خلال مرحلة الذهاب".
"ناتاش قدّم مباراة دون خطأ وأحيّيه على أدائه"
تابع المدرب الفرنسي روجي لومير تصريحاته وأشاد كثيرا بالمردود الذي قدمه الحارس الأساسي ناتاش، والذي أكد أنه يقدم مباريات كبيرة وتألق بشكل كبير في مباراة إتحاد العاصمة من خلال تصديه لبعض المحاولات ومنحه الثقة اللازمة لزملائه، وقال لومير في هذا الخصوص: "يجب التنويه بالعمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني وعلى رأسهم مدرب الحراس لعور، والذي بفضله أصبح ناتاش يقدم مباريات كبيرة ومردوده أمام "سوسطارة" يؤكد ذلك، فقد منح الثقة اللازمة لزملائه وجعلهم يلعبون براحة".
"حديوش كان ذكيّا في لقطة الهدف وسيكون أحسن في المستقبل"
أما عن مردود الوافد الجديد حديوش الذي كان وراء تسجيل الهدف الوحيد للفريق، فأكد لومير أن اللاعب كان ذكيا وتأقلم بسرعة مع طريقة لعب "السّنافر"، وقال: "أنا سعيد للمهاجم حديوش بالتسجيل، لا تنسوا أنه عندما قدم إلينا كان بصفر هدف وقلت له إنس مشوارك مع شبيبة القبائل وأنت هنا للتهديف، وكان له ذلك ويحسب له ذكاؤه في لقطة الهدف وحسن تموقعه".
"مولودية وهران من أحسن الفرق التي واجهناها في الذّهاب ومباراة السّبت ستكون صعبة"
واعتبر المدرب الفرنسي روجي لومير أن مباراة السبت أمام مولودية وهران صعبة، لاسيما أن "الحمراوة"- على حد قوله- من أحسن الفرق التي واجهها في مرحلة الذهاب، وقال في هذا الصدد: "مباراة السبت أمام مولودية وهران صعبة للغاية، سبق وأن صرحت لكم هنا في مباراة الذهاب أننا واجهنا فريقا قويا وخلق لنا عدة متاعب، لذا أتوقع مباراة صعبة للغاية أمام فريق يطبق كرة قدم حديثة".
----------------
اللاّعبون احتفلوا مطوّلا بالفوز مع الأنصار
احتفل لاعبو شباب قسنطينة مطولا بالفوز المحقق على اتحاد العاصمة، حيث توجهوا بمجرد أن أعلن ميال عن نهاية المواجهة إلى الأنصار وغنوا ورقصوا صانعين أجواء جد مميزة.
حصّة "صونا" بعد نهاية المواجهة
طلب المدرب روجي لومير من لاعبيه مباشرة بعد انتهاء المواجهة الذهاب إلى أحد القاعات للقيام بحصة "صونا"، وهذا من أجل التخلص من التعب والإرهاق، خصوصا أن اللاعبين اشتكوا من هذه النقطة كثيرا منذ عودتهم من تونس.
----------------
"السّنافر" رفعوا معنويّاته
بولمدايس: "هتاف الأنصار باسمي أثّر فيّ وأعدهم بالتّسجيل مستقبلا"
عبر المهاجم حمزة بولمدايس عن تأثره بخرجة أنصار الفريق الذين هتفوا مطولا باسمه بعد نهاية المباراة رغم أنه لم يتمكن من التسجيل في عدة مناسبات، وقال: "هتاف الأنصار باسمي أثر في وأعدهم بالتسجيل في المباريات القادمة، كنت أتمنى أن أسجل وأسعد "السّنافر"، لكن الحكم المساعد رفض لي هدفا شرعيا".
"لا يهمّ من يسجّل بقدر ما يهمّ أن يفوز فريقي"
وتابع المهاجم حمزة بولمدايس تصريحاته ل"الهداف" وأكد أنه لا يهم من يسجل الأهداف بقدر ما يهم فوز الفريق، وقال: "المهم أننا حققنا فوزا مقنعا ومهما سيجعلنا نستهل المشوار بقوة، تنتظرنا مباراة صعبة هذا السبت وسنحضر لها كما ينبغي، وسنعمل على العودة بنتيجة إيجابية وتأكيد صحة التحضيرات التي قمنا بها في تونس".
بوشريط: "كي تلعب أمام أنصار مثل السّنافر الشّيء اللّي تقوم به قليل عليهم"
عقب نهاية المباراة التي جمعت "السّنافر" بضيفه إتحاد العاصمة، أدلى أحسن لاعب في الشباب بوشريط بتصريح ل"الهداف" أكد فيه قيمة أنصار النادي الرياضي القسنطيني، وقال: "لما تلعب أمام أنصار مثل "السّنافر" فأنت مطالب ببذل قصارى مجهوداتك، وبكل صراحة الشيء اللي تقوم به قليل عليهم والفوز أمام "سوسطارة" جاء في وقته".
----------------
مهاجم الآمال كاسيس يعار إلى إتّحاد عين البيضاء
توصل المهاجم الشاب كاسيس إلى اتفاق في آخر لحظة مع إدارة إتحاد عين بيضاء الناشط في قسم الهواة، مما جعل إدارة "السّنافر" تعير اللاعب الذي سبق وأن شارك في بعض المباريات مع الأكابر خلال مرحلة الذهاب، وقد فضل الطاقم الفني إعارته ليكسب نسق المباريات على أن يعود الموسم القادم إلى الفريق.
----------------
"السياسي" يُبهر، اللاعبون أكدوا قوّة الفريق والجمهور كان رائعا
أكد شباب قسنطينة مستواه الكبير الذي قدمه منذ الجولات الأخيرة حينما فاز على أحد منافسيه على لقب البطولة وكأس الجمهورية، وهو اتحاد العاصمة الذي جاء مدججا بنجومه، في الوقت الذي غاب فيه نجوم السنافر ياسين بزاز، بالإضافة إلى الدولي الكاميروني "جيل نغومو"، ومع ذلك عبث رفقاء بولمدايس بخصمهم، وكادت النتيجة تكون ثقيلة جدا لولا الحارس الدولي السابق زماموش الذي أنقدهم من "تبهديلة".
العلامة الكاملة للاعبين
وكانت العلامة الكاملة في لقاء الاتحاد من البداية إلى النهاية للاعبين الذين كانوا رجالا في اللقاء الذي انتهى بفوزهم على اتحاد العاصمة، كما أدوا ما عليهم طوال التسعين دقيقة التي عرفت سيطرة قوية للسنافر، كما أن الاتحاد وبنجومه لم يستطع القيام بأي فرصة خطيرة على مرمى الحارس ناتاش، الذي بقي في الكثير من لحظات اللقاء في راحة تامة بعيدا عن أي خطورة قد تأتي من زياية ورفقائه، الذين كانوا فقط مجرّد ممثلين فوق الميدان.
أداء رجولي طيلة 90 دقيقة
أما عن أداء اللاعبين فوق أرضية الميدان فيمكن أن نصفه بالرجولي، خاصة أن لغة "الصباط" كانت الطاغية على أداء رفقاء القائد ڤريش، الذي كان صخرة الدفاع التي أوقفت أيّ محاولات عاصمية جاءت من رفقاء دهام، الذي كان رفقة بقية اللاعبين مجرد ظل فوق الميدان. من جهتهم، فإن أشبال روجي لومير الذين عادوا من تربصين مغلقين في الصحراء وتونس العاصمة، أبوا إلا أن يمتعوا الجماهير العريضة التي جاءت إلى مركب الشهيد حملاوي، بالكثير من العروض الشيقة وبهدف يتيم كان كفيلا بجعلهم يحصدون النقطة الرابعة والعشرين.
سيطرة واضحة على أطوار المباراة
والمتابع لأطوار المباراة التي جمعت بين "السياسي" و"لياسما"، يستطيع أن يتأكد من الوهلة الأولى أن أشبال المدرب الفرنسي رولان كوربيس جاؤوا من أجل العودة إلى العاصمة بنقطة تعادل على الأقل، ليتحول بهم الأمر إلى محاولة الخروج من اللقاء بأقل الأضرار، خاصة أن مهاجمي الشباب حديوش و بولمدايس انفردا بالحارس أكثر من خمس مرات، ما يترجم الخطة الهجومية التي دخل بها لومير.
اللعب بثلاثة مهاجمين أربك الضيوف
وكانت الطريقة التي لعب بها اتحاد العاصمة والخطة التي جاء بها المدرب كوربيس، توحي للوهلة الأولى بأنه لم يتوقع أبدا أن الفريق القسنطيني سيلعب بثلاثة مهاجمين، إلا أن الواقع كان كذلك حيث أشرك لومير كلا من حيماني على الجهة اليسرى وحديوش على الجهة اليمنى وبولمدايس في وسط الدفاع، وهي الخطة التي أربكت بالفعل لاعبي الفريق الضيف، أين كانوا يتركون حتى في الوقت الذي تكون الكرة عندهم أكثر من أربعة لاعبين في الخلف، بما أن بولمدايس لا يعود إلى منطقة فريقه، بالإضافة إلى حيماني وحديوش اللذين يبقيان قريبين من خط وسط الميدان، كما أن نايت يحي أيضا لا يعود إلى منطقة السياسي، وتنطلق كل الهجومات العكسية مرورا عليه.
زماموش "سلّك لياسما من تبهديلة"
وقد جنّب لاعبي اتحاد العاصمة الذين كانوا خارج الإطار في لقاء أول أمس، الحارس الدولي محمد أمين زماموش الكارثة وإلا لعادوا إلى العاصمة برباعية أو حتى خماسية، خاصة أن بولمدايس لوحده وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس العاصمي ثلاث مرّات، وسجل في كرة أخرى هدفا رفض بداعي التسلل، كما أن حديوش الذي سجل أول أهداف المباراة أيضا أتيحت له فرصتان ذهبيتان، الأولى لما خرج وجها لوجه مع الحارس وتصدى لكرته هذا الأخير، والثاني لما أعاد زماموش تسديدة بولمدايس بين أقدامه وسددها بقوة، إلا أن الحارس تصدى لها للمرّة الثانية بأعجوبة، هذا دون الحديث عن المحاولات التي كانت تضيع في كل مرة.
ڤريش وجيلالي "خبّاو" زياية
الحديث عن مستوى اللاعبين من الناحية الفردية يقودنا من البداية إلى الحديث عن المستوى الرائع الذي ظهر به كل لاعب على حدة، بداية من المدافعين الأوسطين للفريق ڤريش عدلان، بالإضافة إلى جيلالي يحي، حيث قطعا "الماء والهواء" على كل مهاجمي الاتحاد، سواء الذين لعبوا من البداية أو أولئك الذين تم إشراكهم في الشوط الثاني، وهو ما جعل قيمة الأداء تكون كبيرة خاصة أن هجوم الاتحاد يعتبر من بين أحسن الخطوط الهجومية في البطولة الوطنية لكرة القدم، كما أن اللاعبين حافظا على نظافة الشباك طيلة التسعين دقيقة، ويكفي أنهما جعلا زياية الهداف ظلا لنفسه.
مستوى بولحية، طافر ونهاري رائع على الأجنحة
ولا يمكن الحديث عن دفاع شباب قسنطينة دون الحديث عن بولحية، طافر ونهاري، الذين أدّوا مباراة كبيرة وساهموا في الكثير من المحاولات التي كادت تأتي الكثير منها بالأهداف، وخاصة بولحية الذي كان أحد أحسن اللاعبين في المباراة، لأنه كان وراء الكثير من الكرات والتوزيعات التي كانت متوجهة نحو بولمدايس وحديوش، كما أنه دافع بشراسة على منطقة دفاع "السياسي"، شأنه شأن نهاري الذي لعب بقوة و دافع ببسالة، إلى درجة أنه تلقى إصابة وترك مكانه ل طافر الذي كان في المستوى، من خلال التصدي للكثير من المحاولات على الجهة اليسرى.
بوشريط رجل اللقاء دون منازع
وفي وسط الميدان الدفاعي، كان عنتر بوشريط رجل اللقاء دون منازع، حيث قطع أغلب الكرات في وسط الميدان، كما منع لاعبي الفريق الضيف من بناء اللعب، وأكد مستواه الكبير من خلال ثبات الأداء الدفاعي الذي يتميز به، وساهم كذلك في الكثير من الهجمات على مرمى الخصم، كان أبرزها تلك الكرة التي مرّرها ناحية هداف الفريق حمزة بولمدايس الذي سجل هدفا لم يحتسب بداعي التسلل.
علاق ونايت يحي أدّيا ما عليهما
من جهة أخرى، أدى وسط الميدان الدفاعي علاق والوسط الهجومي نايت يحي ما عليهما من خلال الكرات الكثيرة التي استرجعاها، بالإضافة إلى التمريرات التي كان يطلقها نايت يحي في كل مرة، وهو ما جعله يعود تدريجيا إلى اللياقة الجيدة التي كان يتمتع بها من قبل، كما أنه كان يفوز بكل الصراعات الفردية و غالبا ما تضيع منه الكرة، وهي ميزة اللاعبين الكبار. كما كان اللاعب الشاب علاق في المستوى هو الآخر من خلال الأداء الدفاعي الجيد الذي قام به في وسط الميدان، أضف إلى ذلك أن علاق الذي لعب مكان "جيل" المصاب، أثبت أحقيته بحمل قميص الفريق.
بولمدايس صنع الكثير من الفرص
من جانبه، صنع اللاعب الدولي القسنطيني حمزة بولمدايس الكثير من الفرص السانحة للتسجيل على مدار التسعين دقيقة، من خلال التوغلات على الجهتين، وهي التوغلات التي أرهق بها مدافعي الفريق الضيف الذين كانوا خارج الإطار. كما أتيحت بعض الفرص الذهبية للاعب، على غرار اللقطة التي ضيعها وجها لوجه في الشوط الأول بعد انفراده بالحارس زماموش، كما أن بولمدايس سجل هدفا رفضه الحكم بداعي التسلل، وفي الشوط الثاني قام لوحده بالكثير من المحاولات، إلا أنه فشل في الوصول إلى المرمى.
حديوش يسجّل في أوّل ظهور وحيماني رائع
لعب حديوش الوافد الجديد إلى شباب قسنطينة لقاء في المستوى و دى ما عليه، بالرغم من أن النقص البدني كان باديا عليه، إلا أنه قام بالمهم وهو تسجيل أول هدف له مع شباب قسنطينة في أول لقاء لعبه، ما يعني أن البداية كانت موفقة إلى أبعد الحدود، خاصة أن الهدف كان هدف الفوز الوحيد، وهو ما يزيد من قيمته. أضف إلى ذلك أن اللاعب أدّى ما عليه خلال اللقاء، وهو ما جعل الأنصار يهتفون باسمه لحظة خروجه. كما أن حيماني عاد إلى مستواه المعهود وأدّى مباراة في القمة، ومرّر كرة الهدف بعدما تلاعب بمدافع اتحاد العاصمة عبد القادر العيفاوي، ليمرّرها لزميله حديوش الذي سجل هدف الفوز.
فرحات وبهلول حافظا على مستوى الفريق
كما استطاع البديلان فرحات أيوب وبلال بهلول اللذان أشركهما لومير منتصف الشوط الثاني، أن يحافظا على مستوى الفريق الذي كان يلعب به، بما أن "السياسي" كان يهاجم والاتحاد كان يدافع، أضف إلى ذلك أن القوة البدنية التي يتمتع بها اللاعبان أفادت الفريق، حيث كان بهلول الذي خلف حيماني على الجهة اليسرى من الهجوم وراء بعض المحاولات التي كادت تأتي بالهدف الثاني، وهو نفس الحال مع اللاعب المتألق فرحات أيوب الذي أدى ما عليه هو الآخر.