المتعارف عليه هو أن مهاجم وهداف نادي "بارما" الإيطالي، الدولي الجزائري، إسحاق بلفوضيل لن يشارك مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا، رغم أن اللاعب وكما هو معلوم كان ضمن القائمة الموسعة التي أعلن عنها المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش والتي ضمت أسماء 40 لاعبا، إلا أن بلفوضيل أعلن في آخر لحظة عدم استعداده لتلبية دعوة المنتخب والمشاركة في "كان 2013" وهذا على العكس من مدافع نادي "سانت إتيان" فوزي غلام، هذه الحادثة دفعت بالصحافة الفرنسية إلى القول إن بلفوضيل عاد أو ندم على القرار الذي اتخذه بحمل ألوان المنتخب الجزائري، وبأن الفرصة مازالت مفتوحة أمامه للدفاع عن منتخب مسقط رأسه، المنتخب الفرنسي، هذا الحديث غذته كثيرا الصحافة والإعلام الفرنسي، بل هناك من زملائنا من نسي جزائرية بلفوضيل في المقالات التي يكتبونها أو في التقارير التلفزيونية التي تذاع، واصفين بلفوضيل بالدولي الفرنسي وبأنه سيكون عما قريب ضمن تشكيلة الناخب الفرنسي "ديدييه ديشون"، بل هناك من راح إلى ضبط المركز الذي سيكون فيه مع منتخب "الديكة" وتقديم الحلول إلى هذا المنتخب... روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم يقف ساكنا يتفرج على الحملة الشرسة والضغط الشديد الذي كان على اللاعب أو ما يطالعه الجمهور الرياضي الجزائري عبر الصحف الفرنسية، بل تحرك وأكد في آخر ندوة صحفية عقدها أن بلفوضيل جزائري لا يمكنه العدول عن قراره القاضي بتقمص ألوان "الخضر" مادام قد أرسل ملفه إلى الاتحادية الجزائرية، إلا أن هذا الكلام في نظر البعض لم يشف غليلهم، بل هم ينتظرون اليوم الذي يرون فيه مهاجم "بارما" بألوان المنتخب الوطني. حبه للجزائر أعمق مما يمكن تصوره الوضعية الغامضة التي شكلها قرار بلفوضيل بعدم التنقل مع المنتخب إلى المعسكر التدريبي الذي أجراه زملاء سفيان فعولي بجنوب إفريقيا غذى الشائعات أكثر فأكثر، الأمر الذي دفع "الهداف" للتحرك من جانبها، ودفعنا الأمر للتنقل إلى إيطاليا وبالضبط إلى "بارما" لملاقاة إبن الجزائر، ياسين بلفوضيل، لطرح بعض الأسئلة وأبرزها كان: هل صحيح أنك ندمت أو تراجعت عن قرارك القاضي بحمل ألوان المنتخب الجزائري، وبأنك تتمنى اللعب للمنتخب الفرنسي؟ فكانت إجابة اللاعب واضحة وقاطعة للشك باليقين بقوله: "كل هذا الكلام لا أساس له من الصحة، لقد اخترت الجزائر عن قناعة وهذا شرف كبير لي ولن أتراجع عن هذا القرار، بل لم يدر في خاطري مثل هذه الأفكار ولم أفكر في الأمر حتى بعد أن فصلت في قراري، أقول إنه حتى وإن لعبت لريال مدريد الإسباني فإنني سألعب للجزائر وليس لفرنسا"، هذه التصريحات الجديدة لبلفوضيل ستضع الزملاء الصحفيين الفرنسيين في ورطة خاصة وأنهم ما يزالون يتحدثون عن بلفوضيل بأنه فرنسي ولن يكون إلا كذلك. روراوة طمأنه واللاعب تأكد بأنه في منتخب محترم مثلما يعرف الجميع، لم يكن تراجع بلفوضيل مرضيا بالنسبة للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش خاصة قبل أيام قليلة عن انطلاق نهائيات كأس إفريقيا، حيث كان المدرب البوسني يعول كثيرا على زرع ثقافة جديدة في المنتخب يسودها التصميم على الفوز وتشريف الراية الجزائرية مع وضع أسس ونظام يخدم المنتخب واللاعب، لدرجة بقي فيها حليلوزيتش يضرب كفا على كف من خلال ما كانت تصله من أنباء حول تردد البعض، إلا أن هذه الأخبار التي كانت تتناقلها وسائل الإعلام والتي كانت تصل إلى بلفوضيل جعلته يقلق، قبل أن يتدخل رئيس الاتحادية محمد روراوة ليتصل ببلفوضيل ويطمئنه بأن الناخب وحيد حليلوزيتش لم يشك أبدا في وطنيته، بل لم يسبق وأن قدم أحكاما مسبقة عنه، هذا الأمر طمأن كثيرا بلفوضيل وجعله مرة أخرى يزداد يقينا بأنه في منتخب محترف وإطار فني كفء من خلفه اتحادية قوية وحريصة على رفع راية الجزائر عاليا من خلال جمع أبناء بلدها في كل بقاع العالم والدفاع عن ألوانها. ------------------- ماريا لويزة (المكلفة بالإعلام في بارما): "يمكنكم طرح سؤال واحد عن الجزائر ل بلفوضيل" لم يكن من السهل تحديد موعد مع المهاجم الجزائري في صفوف نادي بارما إسحاق بلفوضيل، بالنظر إلى الصرامة التي يتعامل بها مسيرو النادي الإيطالي وعندما وصلنا إلى بارما مع بداية الأسبوع فإننا ظفرنا بمكان في ملعب بارما لمتابعة مباراة بارما - جوفنتوس وحاولنا استغلال المنطقة المختلطة لما بعد اللقاء للتحدث مع الوافد الجديد للمنتخب الوطني بلفوضيل ولم يتم السماح للدولي الجزائري بالحديث معنا عن المنتخب الوطني حتى تلقى الضوء الأخضر من المكلفة بالإعلام على مستوى نادي بارما ماريا لويزة والتي قالت لنا: "لا يمكنكم الحديث مع بلفوضيل لأن القانون الداخلي لا يسمح بذلك لأن يوم غد هو راحة بالنسبة إلى اللاعبين وعلى بلفوضيل أن يرتاح ولا يمكنه ملاقاتكم". وبعد إلحاح من طرفنا قلت لنا المكلفة بالإعلام: "بما أنكم جئتم من بعيد فأرى بأنه يمكننا الوصول إلى اتفاق بتحديد موعد صبيحة الثلاثاء إذا كان باستطاعتكم ذلك ولكن يجب أن تطرحوا عليه سؤالا واحدا يتعلق بالجزائر لا غير". "مسيرو بارما لا يريدون مشاكل مع الاتحادية الجزائرية" تفاجأنا لما قالت لنا المكلفة بالإعلام في بارما بأنه لا يسمح لنا بالحديث مطولا مع بلفوضيل حول المنتخب الوطني الجزائر وبعد إلحاحنا عليها أوضحت لنا الأسباب التالية: "أنا أعلم بأنكم جئتم من الجزائر خصيصا لمحاورة بلفوضيل وهذه احترافية من طرفكم ودون شك ستحاول طرح العديد من الأسئلة عليه حول الجزائر ومنتخب بلادكم ولكن صدقني أن مسيري بارما لا يريدون مشاكل مع الاتحادية الجزائرية ونرجو أن تتفهموا الوضع". "في هذا الأسبوع فقط تلقيت 7 طلبات حوار ورفضت غالبيتها" وفي سياق حديثنا مع المكلفة بالإعلام في بارما، فإنها أكدت لنا بأن بلفوضيل يعتبر من أكثر اللاعبين طلبا من طرف الإعلام في بارما وقالت كذلك: "بلفوضيل صار لاعبا مهما بالنسبة لوسائل الإعلام ويوميا أتلقى الطلبات من مختلف الوسائل لأجل محاورته وملاقاته وفي ظرف أسبوع فقط تلقيت سبعة طلبات حوار من مختلف وسائل الإعلام مع بلفوضيل ورفضت غالبيتها وها أنا أسمح لكم بمحاورته لأنكم جئتم من بعيد لأجله". --------------- ليوناردي (المدير الرياضي في بارما): "مهما كانت العروض، فإن بلفوضيل باق مع بارما لنهاية الموسم" على هامش مباراة بارما أمام جوفنتوس التقينا المدير الرياضي في نادي بارما بييترو ليوناردي واستفسرناه حول مستقبل بلفوضيل مع بارما بالبقاء من عدمه فقال لنا: "فيما يتعلق ببلوفضيل فإنه لا يزال مرتبطا بعقد معنا ولا يمكنه المغادرة وفي كل الأحوال ومهما كانت العروض التي وصلته أو التي ستصله فإنه باق معنا إلى غاية نهاية الموسم وبعدها سيتم تحديد وجهته مستقبله بالبقاء من عدمه وعلى ما أعتقد فإن إسحاق مرتاح معنا في بارما وهو سعيد كذلك". "مصباح لن يتنقل إلى بارما" ومن جهة أخرى عرجنا للحديث مع المدير الرياضي في نادي بارما ليوناردي حول موضوع الظهير الأيسر الجزائر جمال مصباح وإمكانية مقايضته مع زكاردو إلى ميلان، فقال لنا: "فيما يتعلق ب مصباح فإنه قيل الكثير حوله في مختلف وسائل الإعلام ولكن ليس كل ما قيل صحيح ويمكنني أن أؤكد لكم بأنه لن تكون هناك أي مقايضة بين زكاردو ومصباح وهذا اللاعب لن يلتحق بنادي بارما هذا ما يمكنني تأكيده لكم في هذا الميركاتو". --------------- بلفوضيل: "حتى لو انضممت إلى ريال مدريد وسجّلت أهدافا كثيرة فلن أتراجع عن قرار اللعب للجزائر" "المشاركة في الكان حلم لأي لاعب لكنني لم أكن جاهزا لدورة جنوب إفريقيا" "لست متأكدا من التواجد في مباراة البينين" "لمّا يكون الوقت مناسبا سألتحق بالخضر وأقدّم الإضافة التي ينتظرها مني الجميع" "سأتابع الكان باهتمام والمنتخب الوطني سيذهب بعيدا" "لو أتلقى عرضا هاما في نهاية الموسم سأغادر بارما باتجاه فريق كبير" "العرض الوحيد الذي وصلني كان من شتوتغارت لكن مسيرو فريقي رفضوه" "ملاحظات دونادوني لا تحرجني وهو قاس معي لكنه يريد مني أن أتطوّر حتى أصبح لاعبا كبيرا" في البداية نعود إذا شئت للحديث عن أدائك الرائع أمام جوفنتوس الأحد الفارط، كنا متواجدين في الملعب وكل الصحافيين الحاضرين أثنوا عليك وأجمعوا على أنك كنت من بين أحسن اللاعبين فوق الميدان وكان ينقصك الهدف فقط، أليس كذلك؟ صحيح لقد مرّت تلك الأمسية كما ينبغي وسنحت لي بعض الفرص للتهديف خاصة في الشوط الأول وفي بعض اللقطات كانت تنقصني اللمسة الأخيرة فقط وحتى الحظ لم يكن إلى جانبي إذ أبعد مدافع المنافس كرة من على خط المرمى وحرمني من تسجيل الهدف، وعلى العموم فإنّ فريقنا قدّم مباراة في المستوى أمام منافس من العيار الثقيل بحجم جوفنتوس ويمكن القول في النهاية إنّ التعادل كان منطقيا. النجاح يحالفك هذه الأيام إذ تمكّنت من الظفر بمكانة أساسية منذ بضعة أسابيع بالإضافة إلى ذلك فإن تسجل الأهداف، فكيف تفسّر ذلك على الرغم من أنّ المتتبعين يجمعون على أنّ البطولة الإيطالية صعبة كثيرا على المهاجمين؟ ما أنا بصدد تحقيقه يعتبر أمرا طبيعيا بالنسبة لي بالنظر إلى العمل الكبير الذي أقوم به مع مدربي الذي يتابعني كثيرا ولا يتركني إطلاقا، فهو يريد أن يجعل مني لاعبا كبيرا وأتمتع بمواصفات الكبار ومنذ عدة أسابيع وأنا أعمل في التدريبات أكثر من البقية وأسعى دائما للتطوّر، وفي المباريات أسعى لتقديم أفضل ما لديّ، صحيح أنّ أي لاعب يحب الأهداف لأنها تساعده على التطوّر وتمنحه ثقة في النفس وهو ما حدث معي فالجميع هنا في بارما أصبحوا يثقون في إمكاناتي والأمور تسير معي على أحسن ما يرام ونفس الشيء بالنسبة لفريقي الذي يحقق نتائج مرضية في الأسابيع الفارطة. هل يمكن القول إنّ بارما هو الفريق الأنسب بالنسبة لك لتطوير إمكاناتك خاصة أنّ كبار الأندية في إيطاليا يتابعون باهتمام لاعبي بارما؟ كما تعلمون فإنّ اللعب في "الكالتشيو" الإيطالي بحد ذاته يفرض عليك ضغطا إضافيا ليس من السهل التعامل معه، وصحيح أنه في بارما الضغط أخف من ذلك الموجود في الفرق الكبرى بإيطاليا وبالنسبة لي اخترت الانضمام إلى بارما لأجل تطوير إمكاناتي والبروز ولدينا فريق شاب وحققنا عدة نتائج طيبة وهو ما سهّل مهمتنا أكثر وخفّف الضغط. تحدثت منذ قليل عن مدربك دونادوني الذي أدلى في العديد من المناسبات بتصريحات إيجابية حولك لكنه دائما يلمّح إلى نقص الانضباط وأكد على ضرورة تعلّمك كيفية التعامل مع الضغط والمستوى العالي لأجل التطور، ألا يحرجك هذا الجانب من مدربك الإيطالي؟ كان هذا الأمر سيحرجني لو كنت أبلغ من السن 28 أو 29 سنة لكن بالنسبة للاعب احتفل منذ أيام قليلة بعيد ميلاده ال 21 فهذا لا يؤثر في شخصي لأنني أتقبّل مثل هذه الملاحظات وأعتبرها نصائح، أعلم أنني مطالب بتحسين عدة أمور في شخصي ليس فقط على المستوى الفني والبدني بل أيضا في التعامل في فريق محترف، وصراحة معاملة دونادوني معي لا تحرجني وملاحظاته كذلك لأنه يريد مساعدتي على التطوّر ويعلم بأنني لست من اللاعبين التافهين الذي لا يتقبّلون النصائح والأمر الجيد في دونادوني أنه لما أقوم بأمور حسنة يقول لي ذلك ويشكرني ولما أقوم بالعكس فإنه يوجّه لي الملاحظة حتى لا أكرّر ما فعلته، ويشرفني كثيرا العمل مع مدرب من قيمة دونادوني. هل يمكن القول أنّ البطولة الإيطاليّة منحتك الجدّية المطلوبة للتّطوّر وتسلّق السّلم؟ نعم هذا بالضّبط ما حدث، الجدية مطلوبة هنا لنلعب بشكل منتظم، فاللقاءات هنا هي معركة بدنية وتكتيكية أيضا وكل يوم في التّدريبات أشعر أنني أتطور، نحن نعمل كثيرا في الجانب التكتيكي، التركيز والانضباط حتى خارج الميدان... كل شيء متوفر هنا لأتطور أكثر فأكثر. الإعلام الإيطالي يكشف كلّ يوم عن اهتمام أندية أوروبيّة كبيرة بانتدابك مثل الاينتر، جوفنتوس، ميلان، دورتموند وليفركوزن بالإضافة إلى شتوتغارت، هل كان هناك فعلا اقتراب فعلي من هذه الأندية تجاهك أو اتّصالات رسميّة؟ بصراحة قرأت مثلكم عن هذا الاهتمام، لكني أملك عقدا طويل المدى هنا وهناك وكيل أعمالي الذي يهتم بكل ذلك، على كل حال يسعدني أن تهتم بي أندية كبيرة مثل هذه، فكل شخص يرغب في أن يأتي يوم ويلعب في ناد كبير والأمر ينطبق عليّ أيضا، لكن بما أنه لا يوجد عرض رسمي وإدارة فريقي لم تقترب نحوي وتخبرني أن ناديا معيّنا يريد خدماتي، فلا يمكنني أن أؤكد لكم هذه الاتصالات. رغم أنّ الصّحافة هنا تحدّثت عن رفض رئيس ناديك عرضا من نادي شتوتغارت، (العرض المقترح يساوي 5 ملايين أورو)... هذه معلومة صحيحة، هناك وكيل أعمالي الذي كلّمني بشأن هذا العرض من إدارة شتوتغارت، فهذه الأخيرة قدّمت عرضا لكن وكيل أعمالي وفريقي رفضاه، على كل حال إدارة فريقي ترفض أي عرض أو إمكانية تحويلي قبل الصّائفة القادمة. قلت منذ قليل أنّك تتمنّى أن تنشط يوما ما في فريق كبير، هل تعتقد أنّ مغادرة بارما هذه الصّائفة قرار صائب أم لا؟ لا يمكنني أن أؤكد ذلك وكل شيء متعلق بالموسم الذي سأقدمه، فإذا رأيت نفسي أني تطورت مع الفريق ولدّي عروض مهمة والجميع يوافق عليها لمَ لا... عليّ أن أربح المزيد من الثقة والنضج لأنه ليس من السّهل أن تفرض نفسك في ناد كبير، سنرى ماذا سيحصل في القريب. بمناسبة مباراة جوفنتوس، هل كان هناك اقتراب من طرف مسيري هذا الفريق أو لا؟ لا لم يكن هناك أي اقتراب نحو، ركزت فقط على المباراة وهذا كل شيء. ما هو هدفك الشّخصي هذا الموسم، كم من هدف ترغب في أن تسجّل مثلا؟ طُرح عليّ هذا السؤال في العديد من المرات، لكنني لم أضع بعد أي عدد معيّن من الأهداف، حاولت في كل مباراة أن أقدّم الكثير وتسجيل الأهداف لأنني مهاجم، وهذا هو عملي، أو مساعدة الفريق وتقديم أكبر عدد ممكن من التمريرات الحاسمة ومساعدته على الفوز. لنتحدّث عن المنتخب الجزائري، الجزائريّون انتظروك كثيرا للمشاركة في "الكان"، لكن في نهاية المطاف لم تقبل طلب المدرّب الوطني، هل لنا أن نعرف السّبب في ذلك؟ قلت كل شيء في هذا الخصوص وكنت واضحا للغاية، كنت صريحا من البداية بشأن هذا الموضوع، فأول شيء أعطيت موافقتي وتمنيت اللّعب مع المنتخب الجزائري ولم أقل أني سأفعل ذلك في الحين، أنا شاب ولا أريد أن أتسرع في هذه الأمور، تعرفون جيّدا أن المنتخب شيء مقدّس وليس موضوعا نستهزئ به، لا أريد الذّهاب إلى المنتخب من أجل المشاركة فقط، بل فضّلت أن آخذ وقتي في ذلك وأتطور أكثر مع فريقي وأفرض نفسي، وبعد ذلك سآتي إلى المنتخب أقوى وأحسن المشاركة في أقوى بطولة إفريقية، ألم يغرك هذا الأمر لتغيّر رأيك؟ نهائيات كأس أمم إفريقيا هي طموح وحلم كلّ لاعب ليشارك فيها ولو مرّة واحدة في مشواره الكروي، ومثلما سبق أن قلت، أشعر أنني غير جاهز بصفة كلية للدفاع وتقمّص ألوان المنتخب الوطني، ولا أريد بكل صراحة حرق المراحل، وهو نفس الحديث الذي توجّهت به إلى المسؤولين عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. بالمناسبة، هل تحدّثت مع المدرب وحيد حليلوزيتش في هذا الموضوع؟ لقد تحدّثت معه مرة واحدة عبر الهاتف، وبعدها لم نتحدّث كثيرا في الموضوع، وقد أوضحت موقفي وما يدور في خاطري للطاقم الفني، وأعتقد بالمناسبة أن المدرب تفهم وضعيتي، بل لم يجد مشاكل في هذا القرار والجميع تقبّل موقفي بصدر رحب.. على العكس من لاعب متقدّم في السن يقارب على إنهاء مشواره الكروي ويرفض في مقابلها عرض المنتخب. بين فرنساوالجزائر، فأنا قد اخترت الجزائر، ولكن لم أكن أضع في رأسي أن الامور ستسير بسرعة فائقة ويتم توجيه الدعوة لي بشكل خاطف، وهذا لم أكن أتوقعه. ولهذا أقول إنني كنت أفضل منحي بعض الوقت لأتحدّث مع المدرب الوطني بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا إن شاء الله، لأنه لم يكن من بين مخططاتي ترك النادي والذهاب إلى المنتخب. لكن الجماهير الجزائرية وحتى الإيطالية اعتبرت هذا الموقف بأنه تهرّب أو تراجع على القرار الذي اتخذته والخاص باستعدادك لحمل ألوان المنتخب الجزائري، وبأنك نادم على هذا القرار، بل حتى الصحافة الإيطالية هي الأخرى تحدّثت عن هذا الأمر ورجحت فكرة عدولك عن قرارك وحمل ألوان المنتخب الفرنسي، خاصة مع المشوار الجيد الذي تقدّمه في الجولات الأخيرة مع ناديك في البطولة الإيطالية، ما تعليقك على هذا؟ كلّ ما ذكرته حاليا هو خطأ، لقد قمت بكلّ الإجراءات وأرسلت كل الوثائق اللازمة لأؤهّل مع المنتخب الوطني الجزائر. أدرك، وهذا لا يدع مجالا للشك، أن البعض يعتقد أنني متردّد في قراري، وبأنني سأتراجع عن موقفي، ولكن أصارحك وأؤكد لكم أن هذه الفكرة لم يسبق أن جالت في خاطري أو فكرت فيها.. يمكنني حتى التوقيع لنادي ريال مدريد والتسجيل في كلّ جولة من البطولة، ولكن على الجميع أن يتيقن ولا يدع مجالا للشكّ في خاطره، بأنني لن ألعب إلا لبلدي الجزائر، وهذا طبعا مسألة وقت فقط.. كلّ ما أريده هو التحضير بشكل جيد وبهدوء، وفي الوقت الذي أرى نفسي مستعدا وقادرا على تشريف ألوان بلدي، وسأدرس الأمر جيدا مع نفسي وعائلتي وأيضا المستشارين، لأرسّم ذلك بالالتحاق بصفوف المنتخب الوطني. إذن، قد لا نراك في المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني بنظيره البينيني في شهر مارس القادم؟ لا أعرف بعد، سأرى هذا الأمر لاحقا، وأتمنى أن تخدمني الظروف حتى لا آخذ وقتا أطول أو أتردّد في حسم الأمور. هل ستتابع مباريات المنتخب في نهائيات كأس أفريقيا؟ بطبيعة الحال، فسأبقى وراء التلفزيون وأتابع بشغف كبير ما سيقدّمه لنا المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا، وأستغل الفرصة لأدعو للمنتخب بالتوفيق في مشواره، متمنيا لجميع اللاعبين حظا سعيدا وتقديم دورة مشرّفة. هل أنت على اتصال مع بعض اللاعبين في المنتخب حاليا؟ بكلّ صراحة لا. هناك لاعب جزائري كان على وشك الالتحاق بك في نادي "بارما"، والأمر يتعلق هنا ب جمال مصباح الظهير الأيسر لنادي "أسي ميلان"، مقابل تسريح زميلك في النادي "زاكوردو"، ولكن الأمور لم تحسم في النهاية.. بالفعل، لقد قرأت هذا الأمر في الصحف الإيطالية، للأسف الشديد كنت أتمنى من أعماق قلبي أن يلتحق بي في النادي. في مقابلة سابقة أجريناها مع جمال مصباح، أشاد كثيرا بخدماتك وأطلعنا على أن لاعبا مثلك تبحث عنه كثيرا أكبر الأندية الإيطالية.. لقد مضى على مصباح عدّة سنوات في البطولة الإيطالية وهو يعرف جيّدا، بل أفضل مني، الأمور كيف تسير هنا في إيطاليا، وإذا كان هذا الأمر عني فهو محقّ في كلامه، وسماعي لكلام وإشادة من مصباح تحفزني وتجعلني أعمل وأجتهد أكثر لبلوغ مستوى أحسن مستقبلا. نشكرك إسحاق على تلبية طلبنا بإجراء هذه المقابلة التي نتمنّى على ضوئها لك كلّ التوفيق والنجاح في مسيرتك هذا العام مع "بارما" في البطولة الإيطالية.. الشكر موصول لكم لأنكم تنقلتم إلى غاية إيطاليا من أجلي، وأرجو منكم أن تبلّغوا تحياتي وسلامي الحار لكل الشعب الجزائري.