ما كنا نعتبره مستحيلا يوم كان المنتخب الوطني معسكرا في مركز "بافوكينغ" من الرابع من شهر جانفي إلى غاية 16 من ذات الشهر، صار ممكنا مع منتخب كوت ديفوار منافس "الخضر" في المجموعة الثالثة من نهائيات كأس إفريقيا.. لأننا أمس تمكّنا من دخول هذا المركز التحفة الذي تحوّل يوم عسكر فيه منتخبنا إلى قلعة يصعب الولوج إليها، غير أن الأمر لم يكن كذلك بعدما التحق به منتخب كوت ديفوار خلفا لمنتخبنا الوطني، إذ صار الدخول إليه مسموحا في وجه الإعلاميين وفي إطار ما تسمح به قوانين "الفيفا" طبعا. مرحبا بالإعلام الجزائري لكن لا تتعدوا الوقت المخصص لكم وصلنا في حدود الساعة الرابعة والنصف إلى مركز "بافوكينغ" وذلك قبيل نصف ساعة عن بداية الحصة التدريبية لزملاء "ديديي دروڤبا"، طلبنا الدخول إلى المركز بصفتنا إعلاميين جزائريين ننوي تغطية الحصة التدريبية لمنافس "الخضر"، فما كان على أعوان الأمن إلا أن اتصلوا بالمكلف بخلية الإعلام على مستوى المنتخب الإيفواري لكي يستفسروه حول ما إذا سيسمح لنا بالدخول أم لا، فأمر بدخولنا على الفور، فتوجهنا مباشرة إلى المركز الذي تربص فيه منتخبنا 13 ليلة كاملة، وحينها رحب بنا مسؤولو الإتحاد الإيفواري لكرة القدم ومسؤولو الأمن على مستوى هذا المنتخب، لكنهم أمرونا بأن نحترم التوقيت المخصّص لنا والذي لا يمكنه أن يتجاوز الربع ساعة بعد الإنطلاق الفعلي للحصة التدريبية. "الهداف" وإعلاميان من إذاعة فرنسية حاضران فقط وكانت "الهداف" الوسيلة الإعلامية الجزائرية الوحيدة الحاضرة بمركز "بافوكينغ" مساء أمس، ورغم أن الأمر يتعلق بمنافس للمنتخب الوطني إلا أن المسؤولين استقبلونا بلباقة وسمحوا لنا بالدّخول دون أن يضعوا لنا عراقيل، وتواجد إلى جانبنا إعلاميين أجنبيين وفقط، والأمر يتعلق بصحفيين فرنسيين من الإذاعة الدولية الفرنسية "rfi". "ماذا؟ حوار مع دروڤبا..عليكم أن تمروا عبر وكيل أعماله الإنجليزي" بعدها تم اقتيادنا إلى قاعة الندوات الصحفية في هذا المركز، وحينها التقينا بالمكلف بخلية الإعلام "إيريك كاكو" الذي راح يملي علينا ما علينا القيام به طوال الفترة التي سنقضيها في هذا المركز، فما كان علينا بعدها إلا أن نؤكد له أننا هنا من أجل تغطية الحصة التدريبية، والحصول على حوارات وانطباعات مع المدرب صبري لموشي وبعض من لاعبيه في صورة النجم الإيفواري "ديديي دروغبا"، غير أن صاحبنا ردّ علينا قائلا: "ماذا؟ حوار مع دروڤبا... سيكون تحت تصرفكم في حالة وحيدة وهي أن تعبروا عبر وكيل أعماله في إنجلترا، فإن حصلتم على موافقته فسيكون لكم ملاقاته بعد الحصة وليس قبلها..على كل حال دخولكم اليوم مخصص لمتابعة جانب من الحصة التدريبية وكفى، لأن المدرب ولاعبوه لن يدلوا بأي تصريحات." وهو ما احترمناه. أعوان أمن يشرفون على التنظيم على غرار المنتخب الوطني بعدها تم اصطحابنا إلى أرضية الميدان، أين كان اللاعبون يلتحقون من الفندق إلى الملعب من أجل الشروع في الحصة التدريبية، وتم اصطحابنا إلى أرضية الميدان كي نتابع جزءا منها ونحن محاطون برجال الأمن الإيفواري الذين يشرفون على التنظيم وضمان الأمن لمنتخب بلادهم مثلما يحدث على مستوى منتخبنا الوطني، إذ يقفون على كل صغيرة وكبيرة يحتاجها منتخبهم. لموشي لم يرفض تواجدنا بتاتا واعتقادا منا أن المدرب الفرنسي صبري لموشي سيفقد صوابه لرؤية الإعلام الجزائري الرياضي وهو يتابع الحصة التدريبية للملعب باهتمام كبير، سألنا أحد أعضاء البعثة الإيفوارية إن كان ذلك سيقلقه أو سيجعله يفسّر الأمر بأنه تجسّسا على منتخب بلاده، فرد علينا بأن لموشي يعلم بتواجدنا هنا منذ أن اتصلنا من المركز الأمني لمدخل مركز "باوكوينغ" لكي نطلب الدخول إليه، وأنه لم يعارض بتاتا تواجدنا بشرط ألا نفقد لاعبيه تركيزهم ونلهيهم بطلب الحوارات والتصريحات. "دروڤبا" نجم النّجوم وأسد وسط شبان يحدوهم الطموح لنيل اللقب وأن تتواجد في هذا المركز وسط نجوم منتخب كوت ديفوار، فإن أوّل ما ستبحث عنه هو النجم "ديديي دروڤبا" قائد هذه الكتيبة التي تبحث عن تاج كان من الممكن أن يكون لها في كل الدورات الماضية، لولا وقوف الجزائر، مصر وزامبيا في طريقها، وفعلا رصدنا دروڤبا من قريب وهو يغادر الفندق القريب جدا من أرضية الميدان، ملتقحا بزملائه لكي يشرع في التدريبات، قبل أن يلتحق بهي يايا توري، جيرفينو، سالومون كالو، هارونا كوني، كولو توري، ديديي زوكورا وباري كوبا وغيرهم من النجوم الذين يتقدمهم دروڤبا الأسد الذي سيقود شبانا آخرين انضموا حديثا لهذا المنتخب بحثا عن لقب طال انتظاره. لموشي اجتمع بلاعبيه مثل حليلوزيتش والإجتماع انتهى بالتصفيق لما قاله وأخذ "الفيلة" كما يلقبون فيما بعد كافة وقتهم كي يشرعوا في التدريبات، ودروڤبا لوحده ظل يمازح زملاءه الشبان قبل بداية الحصة، إذ التف به بعض اللاعبين لم نعرف أسماءهم لأنهم جدد في هذا المنتخب، وظل يخاطبهم وكأنه لاعب من سنهم وليس نجما عالميا حمل ألوان الفرق الأوروبية الكبيرة، قبل أن يتفرغ لارتداء حذائه الرياضي ويلتحق مباشرة بأرضية الميدان لمداعبة الكرة رفقة عدد من اللاعبين، ليلتحق بعدها المدرب الفرنسي صبري لموشي وأحد مساعديه الفرنسيين، ومحضره البدني الفرنسي أيضا، وقبل انطلاق الحصة اجتمع المدرب لموشي بلاعبيه على أرضية الميدان، وألقى عليهم خطابا طويلة دام 10 دقائق كاملة على غرار ما يفعله الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في التدريبات قبيل أي حصة، والظاهر أن خطابه كان مشجعا ومؤثرا على لاعبيه، لأنه انتهى بتصفيق حار منهم قبل أن تبدأ الحصة فيما بعد. ربع ساعة من التدريبات وغادرنا فيما بعد بعد انطلاق الحصة، أعاد أحد أعضاء البعثة الإيفوارية ما قاله لنا في البداية، ستحضرون ربع ساعة فقط وتغادرون، وهي الفترة التي التقط فيها مصورنا بعض الصور لأشبال لموشي وهم يحضرون للمباراة الأولى التي تنتظرهم أمام منتخب طوغو بنجمه "أديبايور"، فترة وقفنا فيها على جدية لاعبي منافس منتخبنا، وتأهبهم للمباريات التي تنتظرهم في المجموعة الثالثة من هذه الدورة، لأن لاعبين من طينة دروڤبا وكالو وتوري ظلوا ينصتون لما يقولهم لهم المدرب طوال تلك الفترة، ويطبقون ما هو مطلوبا منهم بالحرف الواحد، مثلهم مثل حراس المرمى الذين كانوا يخضعون آنذاك لعمل خاص بهم على انفراد مع مدرب حراس المرمى. لموشي يعقد ندوة صحفية غدا على 13:45 انتهت الربع ساعة التي منحت لنا في حدود الساعة الخامسة والنصف بالضّبط، وأمرنا بلباقة بمغادرة المركز على أن يسمح لنا بالعودة في الأيام المسموح بها للدخول، فغادرنا في هدوء بدورنا ونحن نشكر مسؤولي الإتحاد الإيفواري الذي سمح لنا بالدخول في وقت منعنا من اختراق أسوار مركز "بافوكينغ" يوم كان المنتخب الوطني يجري تربصه التحضيري هناك، هذا وسيكون المدرب صبري لموشي تحت تصرف الإعلاميين المتواجدين هنا من أجل تغطية هذه الدورة ظهر يوم الإثنين بداية من الساعة الواحدة و45 دقيقة، إذ سيعقد ندوة صحفية يوما واحدا قبيل مباراة منتخب بلاده أمام نظيره الطوغولي. الإيفواريون: "2010 من الماضي... لنلتق في النهائي والكأس لنا" إن كنا قد غادرنا المركز دون أن نتمكن من الحديث مع نجوم منتخب كوت ديفوار، فإن الحديث الذي جمعنا ببعض أعضاء البعثة الإيفوارية جعلنا نقف على مدى التفاؤل الذي يحذو الإيفواريين الذين تمنوا أن تكون مباراة منتخبهم أمام الجزائر ممتعة، وتمنوا لمنتخبنا حظا موفقا لكنهم توعدونا بالثأر من خسارة 2010 التي علق عليها أحدهم: "2010 صار من الماضي، لأننا سنثأر لها هذه المرة، لكننا نتمنى تأهلكم معنا ولنلتقي في النهائي وحظ موفق لنا لأننا نريد الكأس".
الحركة انعدمت أمس في روستنبورغ خلال مباراة الافتتاح رغم أن أجواء كأس إفريقيا التي انطلقت مساء أمس غير موجودة هنا في روستنبورغ أين يقيم المنتخب الوطني، إلا أنه خلال الوقت الذي جرت فيه مباراة الافتتاح بين جنوب إفريقيا ومنتخب الرأس الأخضر عرفت شوارع المدينة خلوا كبيرا من الحركة، أين كان الكل يتابع رفقاء تشابالالا. الجميع تأسّف للنّتيجة السّلبيّة ل "البافانا بافانا" وقد كانت الحسرة واضحة على سكان المدينة تأثرا بالنتيجة الغير منتظرة أمام منتخب الرأس الأخضر بعدما انتهت المباراة بالتعادل السلبي (0-0)، وهي نتيجة لا تساعد المنتخب المضيف رغم أن التوقعات كانت تشير إلى انتصار أمام منتخب لا يملك تقاليد كروية في كأس إفريقيا.