لم تتمكن جمعية وهران من الحفاظ على نسقها التصاعدي بتحقيق الفوز الرابع على التوالي، بعد أن منيت بالهزيمة الثانية منذ انطلاق مرحلة الإياب عندما حلت ضيفة على اتحاد البليدة، الباحث عن مراقبة سباق الصعود إلى الرابطة الأولى عن كثب، وتلقت شباك الحارس مزاير هدفين على مدار التسعين دقيقة ، لم يتمكن زملاء برملة من تقليصهما إلا بهدف وحيد للمهاجم بالغ لم يكن كافيا لأبناء المدينةالجديدة، للعودة بنتيجة إيجابية تزيد حظوظهم في التنافس على ورقة الصعود. الجمعاوة سيطروا في الشوط الثاني وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فقد كان الشوط الأول متكافئا بين الطرفين مع أفضلية نسبية لجمعية وهران التي عرفت كيف تمتص حرارة وعزيمة لاعبي الاتحاد، إلا أن الأمور سارت عكس مجريات اللعب وتمكن الفريق المضيف من تسجيل هدف السبق، الذي لم ينل من عزيمة لاعبي الجمعية الذين حاولوا معادلة النتيجة رغم خروجهم مهزومين في الشوط الأول، وسيطر الجمعاوة على المرحلة الثانية ولاحت لهم عدة فرص للتهديف أثمرت عن إدارك التعادل، إلا أن فرحتهم لم تدم طويلا حيث أضاف الاتحاد هدفا ثانيا قضى به على أحلام أشبال مواسة في العودة بنقطة على الأقل. الأخطاء الدفاعية سبب الهزيمة وحسب المتتبعين للمباراة فإن السبب الأول لهذه الهزيمة هي الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها اللاعبون، ما سمح لاتحاد البليدة بتسجيل هدفين في مرمى هشام مزايير، ولم يكن الدفاع في أحسن أحواله حيث بدا مهزوزا على غير العادة، بالرغم من أن الطاقم الفني اعتمد على المدافعين الذين لعبوا لقاء ترجي مستغانم ويتعلق الأمر بكل من بوعمرية وبن عيادة في المحور، سعداوي ويوسف ياسين ظهيرين. الأداء المشرف يخفف مرارة الإخفاق وعلى الرغم من المخاوف التي تسللت إلى نفوس الأنصار بعد هذه الهزيمة، بيد أن اللاعبين لم يتأثروا كثيرا بتضييع النقاط الثلاث بما أن أداءهم كان في المستوى المطلوب والتوفيق خانهم في عدة مناسبات وإلا لعادوا بالزاد كاملا، وأشار زملاء بالغ إلى أن الهزيمة لن تنال من عزيمتهم وإرادتهم لأنهم متيقنون بأن الجمعية تسير على الطريق الصحيح، والأداء يتحسن بشكل ملحوظ من جولة لأخرى على حد تعبيرهم، كما أن كلمات مواسة في غرف تغيير الملابس رفعت معنويات لاعبي "لازمو"، حيث أكد لهم بأنه راض عن مردودهم مشيرا إلى أن كرة القدم في بعض الأحيان لا تقف إلى جانبهم وطالبهم بطي صفحة هذا اللقاء سريعا. الصعود مازال ممكنا حسابيا وعلى الرغم من أن الجمعية قد ضيعت منعرجا هاما في البطولة، كان سيفتح لها الباب واسعا للمنافسة على ورقة الصعود وأصبحت المهمة صعبة للغاية، بالنظر إلى اتساع الفارق بين الجمعية وصاحب المركز الثالث مولودية بجاية إلى 9 نقاط، بيد أن أبناء المدينةالجديدة من الناحية الحسابية لم يخرجوا تماما من دائرة التنافس، بما أن مرحلة الإياب تبقى منها 10 جولات ما يساوي 30 نقطة. التركيز على "الموب" أهم في الوقت الحالي وبعد أن مني رفقاء مزايير بهزيمة فإنه يجب عليهم أن لا يقفوا طويلا عندها، خاصة أنهم سيواجهون صاحب المركز الثالث مولودية بجاية في لقاء صعب للغاية هذا الجمعة بملعب الحبيب بوعقل لأول مرة هذا الموسم، وسيتمكن الجمعاوة من تقليص الفارق إلى 6 نقاط مع "الموب" في حال إبقاء النقاط الثلاث بوهران. مشاركة يوسف ياسين محل شك وبعد خروج اللاعب يوسف ياسين مصابا في الفخذ خلال مباراة البليدة، فان لحاقة بالجولة 21 من البطولة أمام مولودية بجاية تبقى محل شك، في انتظار ما ستكشف عنه الفحوص الطبية وصور الأشعة التي سيجريها، للتعرف على نوع الإصابة التي يعاني منها يوسف ياسين غير المحظوظ تماما نظرا لتعدد إصاباته هذا الموسم. ---------------------------------------- بن شعبان: "كنا نستحق الفوز أمام البليدة وكرة القدم لا تنصفك أحيانا" -"لازمو" سجلت الهزيمة الثانية خلال مرحلة الإياب أمام البليدة، هل لنا أن نعرف سبب عدم تمكنكم من تحقيق نتيجة ايجابية؟ في الحقيقة كنا نود أن نواصل سلسلة النتائج الايجابية وتحقيق الفوز الرابع على التوالي والذي كان سيقربنا أكثر من مراكز المقدمة، إلا أن ذلك وللأسف لم يحدث، ومن وجهة نظري فإن الفريق قدم شوطا أول في المستوى وخلقنا العديد من الفرص السانحة للتهديف، إلا أن اتحاد البليدة استغل خطأ واحدا منا وتمكن من الوصول إلى شباكنا، لكن هذا لم ينل من عزيمتنا وواصلنا على النهج نفسه، وفي المرحلة الثانية سيطرنا تماما على مجريات اللعب وهو ما جعلنا نعادل النتيجة عبر زميلي بالغ، إلا أن فرحتنا بالهدف لم تدم طويلا، واستطاع الاتحاد إضافة الهدف الثاني، وهنا تعقدت أمورنا كثيرا ولم نتمكن من معادلة النتيجة. -ألن تؤثر فيكم هذه الهزيمة من الناحية النفسية؟ لا أبدا، فلقد خرجنا من هذه المباراة مرفوعي الرأس، وقدمنا أداء مقنعا للغاية أظهر بأن الجمعية تسير في الطريق الصحيح، وبكل صراحة لم نكن نستحق أبدا الخسارة، لأنه وبالنظر إلى سيطرتنا على اللقاء فإن النتيجة العادلة هي الانتصار، وأبناء مدينة الورد لم يكونوا أقوياء بالشكل الذي توقعناه وإنما عرفوا فقط كيف يستغلون الفرص المتاحة أمامهم، وللأسف فإن كرة القدم لا تنصفك في بعض الأحيان رغم الجهد الذي تبذله، ولهذا فإننا راضون عما قدمناه ولازلنا نشعر بالعزيمة والحماس نفسهما لإكمال الموسم بأفضل طريقة ممكنة، والآن علينا طي صفحة مباراة اتحاد البليدة والتحضير للقاء القادم عندما نستضيف مولودية بجاية. -هناك من يعتقد بأن الإرهاق البدني قد نال من بعض اللاعبين جراء خوض لقاءين قويين في ظرف 3 أيام، هل ترى بأن هذا الأمر صحيح؟ لا أعتقد تماما بأن الإرهاق البدني قد نال منا، فمن شاهد اللقاء والأداء الطيب الذي قدمناه لا يرى أبدا بأن الجمعية قد لعبت الثلاثاء الماضي "داربي" قوي أمام ترجي مستغانم، حتى أن مستوانا لم يتراجع في الشوط الثاني وهو ما يدل على جاهزية اللاعبين بدنيا، بعد العمل الجاد الذي قاموا به مع المدرب كمال مواسة في تربص سطاوالي، لذلك فإن إرجاع الخسارة إلى الإرهاق والتعب يعد أمرا غير منطقي، كما أن مواسة تحدث إلينا في غرف تغيير الملابس ورفع معنوياتنا، مشيرا إلى أننا بذلنا ما في وسعنا والتوفيق فقط هو من خاننا وطالبنا أيضا بالتركيز على باقي المشوار. -الجمعية تستضيف مولودية بجاية الباحثة عن إحدى بطاقات الصعود، كيف ترى هذه المواجهة؟ مواجهة مولودية بجاية ستكون مثل باقي اللقاءات، ونحن نسعى مع حلول كل جولة لتحقيق الانتصار ولا شيء غيره، لذلك فإن النقاط الثلاث ستبقى في وهران لا محالة، والمباريات المتبقية سنلعبها وكأنها نهائيات يجب الفوز بها. -إذن، أنت متفائل بتحقيق الصعود رغم هزيمتكم في البليدة. الصعود ما زال ممكنا من الناحية النظرية، فهناك 10 جولات كاملة لم تلعب بعد، أي 30 نقطة ما تزال محل تنافس بين جميع الفرق، ونحن سنبقى نحاول بكل ما أوتينا من قوة لتجسيد هذا الهدف، وليس لدينا ما نخسره، فالمهم أن يبذل اللاعبون كل ما في وسعهم وكل شيء بالمكتوب.