عودة بعض القدامى وانضمام الجدد سيُعجّل بغربلة التعداد... بعد الفشل الذريع الذي تكبّده منتخبنا الوطني في نهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، لا يمكن أن نعتبر انطلاقته الجديدة بداية من شهر مارس المقبل باستهلاله تصفيات كأس العالم 2014 بمباراة البنين، سوى بمثابة الانطلاقة من جديد وفتح صفحة جديدة تمحو الصورة السوداء التي ظهر بها منتخبنا في بلاد "البافانا بافانا"، وهو الأمر الذي استدعى أن يحدث المدرب حليلوزيتش ثورة على مستوى التعداد، الذي اصطحبه معه إلى بلاد "نيلسون مانديلا" وخيّب ظنه. وإن كنا حتى الآن استعرضنا بالتفصيل الأسماء الجديدة المرشّحة للالتحاق والمتمثلة في بلفوضيل، إبراهيمي وتايدير، وإن كنا أيضا استعرضنا أسماء القدامى المرشّحين للعودة في صورة يبدة، بوڤرة وجابو، إلا أننا اكتفينا بالحديث سطحيا عن الأسماء التي ستبعد، وقلنا إن أسماء ستسقط من حسابات المدرب الوطني، منها أسماء ثقيلة لأسباب انضباطية، ومنها أسماء أخرى خيّبت الآمال رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لها. عودة بوڤرة وشافعي تسقط مدافعا محوريا وريال أبرز مرشّح وفضلنا هذه المرّة أن نستعرض أسماء العديد من اللاعبين المقرّر إبعادهم، حسب ما علمته "الهداف" من مصادر لا يرقى إليها الشك، ومن دون الإنقاص من قيمة مدافع شبيبة القبائل علي ريال الذي استنجد به البوسني ضمن قائمته في "الكان"، فإنه سيكون ضمن قائمة المُبعدين مستقبلا، بسبب العودة المرتقبة للقائد مجيد بوڤرة إلى الخط الخلفي، فهذا الأخير شفي تماما من إصابته، وبات جاهزا كي يعود إلى التعداد، وهو الذي كان قادرا على الالتحاق ب "الكان" لولا أن حليلوزيتش فضّل عليه ريال في آخر لحظة، بسبب عدم جاهزيته حسبه من الناحية البدنية. ولن يكون بوڤرة الوحيد الذي سيذهب ريال ضحية عودته، لأن شافعي مدافع اتحاد العاصمة هو الآخر مرشّح للعودة بالنظر إلى المستوى الكبير الذي يقدّمه، والذي يرشحه كي يكون مستقبلا واحدا من أبرز لاعبي الخط الخلفي في المنتخب. عودة جابو تُعجّل بتنحية بوعزة عودة بوڤرة المتوقعة في لقاء البنين، تقابلها أيضا عودة الجناح الأيسر عبد المومن جابو الذي كان الغائب الأكبر في "الكان"، بسبب الخيارات التي قام بها حليلوزيتش، الذي أقصاه وفضل عليه عددا من اللاعبين ممن ينشطون على الجهة اليسرى وعلى رأسهم بوعزة، الذي تفيد مصادرنا أنه سيكون من أبرز المبعدين بداية من لقاء البنين، لا لسبب سوى لأنه لم يقنع بمستواه في كلّ الدقائق التي لعبها في جنوب إفريقيا، سواء في المباريات الرسمية أو الودية، ما يفتح المجال لمهاجم النادي الإفريقي كي يدشّن عودته بداية من مباراة البنين. ولا تستبعد مصادرنا أن يتم إبعاد بودبوز، كما سبق الكشف عنه لأسباب انضباطية. عودة يبدة وانضمام تايدير يبعد لموشية وقد يخرج لموشية هو الآخر من الحسابات لسببين، وهو الذي لم يقتنع الكثيرون بأدائه في "الكان"، إذ أن مستواه في جنوب إفريقيا وإمكانية بقائه بعيدا عن المنافسة مع فريقه الإفريقي بسبب مشاكله مع إدارة الأخير سيعجلان بمغادرته القائمة. ومقابل خروجه من الحسابات، سيستفيد المنتخب من عودة وسط الميدان حسان يبدة الذي يضعه البوسني ضمن حساباته بداية من لقاء البنين، كما سيستفيد المنتخب أيضا من انضمام الوافد الجديد في الوسط أيضا، سافير تايدير. إبراهيمي يدفع "حليلوزيتش" للاستغناء عن تجار وإذا كانت عودة بوڤرة، يبدة وجابو وانضمام تايدير سيسقط رؤوسا، فإن رؤوسا أخرى ستسقط بعد التحاق وسط الميدان الهجومي ابراهيمي، الذي سيؤهّل رسميا للعب لصالح الجزائر قبيل مباراة البنين. ومنطقيا وإن تم تأهيله واستدعاؤه لتلك المباراة، فإن البوسني سيضطر حسب مصادرنا إلى الاستغناء عن خدمات ساعد تجار وسط الميدان الذي استفاد من بضع دقائق قليلة في جنوب إفريقيا خلال المباراة الثالثة أمام كوت ديفوار، كما أن هذا اللاعب من قبل كان يستفيد أيضا من دقائق قليلة في كلّ المباريات التي لعبها، ما يؤكد أنه لم يكن أبدا رقما مهمّا في حسابات حليلوزيتش. ... وبلفوضيل يُبعد سليماني عن التعداد الأساسي وكذلك سيكون الأمر بالنسبة للقاطرة الأمامية للمنتخب، لأن البوسني وبعدما حصل على كلمة نعم للتواجد في لقاء البنين، من طرف المهاجم إسحاق بلفوضيل، فإن كل شيء سيتغيّر في الأمام، وأبرز الضحايا لن يكون سوى سليماني الذي سيبعد عن التعداد الأساسي ويحال على مقعد البدلاء، بعدما عجز عن التهديف في جنوب إفريقيا، على أن توكل مهمة رأس الحربة ل بلفوضيل. ومن الممكن أن يتسبّب انضمام الأخير أيضا في إبعاد عودية الذي لم يحصل على فرص كثيرة من طرف حليلوزيتش في "الكان". روراوة يريد منتخبا جديدا بدم جديد وروح جديدة وإن كان رئيس "الفاف" محمد روراوة من أبرز الدّاعين إلى الاستقرار في المنتخب الوطني، بدليل أنه ومباشرة بعد الإقصاء جدّد ثقته في البوسني حليلوزيتش، واجتمع باللاعبين وشكرهم على ما بذلوه من مجهودات، إلا أن هذا لا يعني أنه ضدّ التغيير في المنتخب، لأن الرجل وخلال اجتماعه بالبوسني قبيل العودة من جنوب إفريقيا، طالبه بإعادة النظر في تعداده بداية من لقاء البنين، وطالب بأن يظهر المنتخب بثوب جديد، وذلك بضمّ العناصر التي من شأنها تغطية النقائص التي لوحظت على منتخبنا في "الكان"، في صورة ابراهيمي، تايدير وبلفوضيل، والتسلّح بروح جديدة تسمح للاعبين بسلك طريق الانتصارات والنتائج الجيدة، بداية من مباراة البنين في شهر مارس المقبل، بعدما غابت تلك الروح في المباريات الثلاث ل "الكان".