أدت مباراة كبيرة بشهادة "لومير" إنتهت مغامرة التشكيلة البليدية أول أمس في كأس الجمهورية على يد شباب قسنطينة بثلاثية لهدف واحد، وبغض النظر عن النتيجة الفنية التي تعد ثقيلة نوعا ما إلا أن الأداء الذي قدمه أشبال المدرب بوهلال في تلك المواجهة فاجأ المتتبعين حتى مدرب شباب قسنطينة روجي لومير الذي هنأ اللاعبين على الأداء الذي قدموه، وكان بمقدور اللاعبين العودة بتأشيرة التأهل لو عرفوا كيف يستغلون الفرص التي أتيحت لهم، ولولا أيضا الأخطاء الفردية المرتكبة في الأهداف الثلاثة. اللاعبون دخلوا المباراة دون ضغط أهم ما وقفنا عليه في مباراة أول أمس أمام شباب قسنطينة هو أن أشبال المدرب بوهلال دخلوا المباراة دون أي ضغط يذكر إذ بدوا متحررين تماما ولم يرتبكوا أمام مهاجمي المنافس ماعدا في لقطة ركلة الجزاء، ويعود ذلك إلى أن الأنصار والمسيرين وحتى الطاقم الفني لم يشترطوا التأهل وإنما طالبوا فقط بتقديم مباراة جيدة والدفاع عن ألوان النادي بقوة، وحتى خبرة معظم اللاعبين الذين سبق لهم وأن لعبوا في القسم الأول جعلتهم يتفادون الإرتباك. البداية لم تكن كما يتمناها الطاقم الفني قبل بداية المباراة أصر المدرب بوهلال على ضرورة تفادي الأهداف قبل إنقضاء ربع الساعة الأول حتى يكتسب اللاعبون أكثر ثقة في أنفسهم لكن الإنهيار كان قبل مرور ربع ساعة ولم تكن البداية مثلما كان يتمناها المدرب بوهلال بحصول المنافس على ركلة جزاء مشكوك فيها حسب بعض اللاعبين، ولو أن خلادي بدوره كان قادر على تفادي العرقلة على المهاجم حماني. الرد كان سريعا بواسطة مليكة رغم هدف السبق الذي سجله بوشريط من ركلة جزاء إلا أن ذلك لم يؤثر في معنويات البليدية الذين عادوا بقوة بعد ذلك ورموا بكل ثقلهم في الهجوم للعودة في النتيجة وهو الضغط الذي تكلل بمعادلة النتيجة بواسطة مليكة الذي تابع عمل فردي جيد على الجهة اليمنى من بلخيثر، وهو الهدف الذي منح ثقة أكبر للاعبين الذين أضحوا يلعبون بأكثر ثقة خاصة في وسط الميدان والهجوم بالدرجة الأولى. خطأ من الدفاع يكلف التشكيلة غاليا كان من المفترض أن يستغل اللاعبون عودتهم في النتيجة لإضافة هدف ثان أو إنهاء المرحلة الأولى بالتعادل على الأقل لكن محور الدفاع إرتكب خطأ فادحا في (د35) بعدما سمح للمهاجم طيايبة من مضاعفة النتيجة، في وقت كان من المفترض على نعماني أو مهية قطع الكرة قبل وصولها إلى حماني وهو الهدف الذي جعل الجميع يدركون أن مهمة العودة في النتيجة صعبة للغاية بما أن المنافس يلعب جيدا في الخلف. ربع ساعة من نار في المرحلة الثانية مثلما كان عليه الحال في جميع المباريات تقريبا عادت البليدة بقوة في المرحلة الثانية وفرضت ضغطا كبيرا على دفاع شباب قسنطينة الذي إضطر إلى تشتيت الكرات في كل الإتجاهات للتخلص من الضغط الذي فرضه حميدي ورفاقه، وأتيحت للتشكيلة فرصتين لا يوجد أسهل من وضعهما في الشباك بواسطة كل من بن عياد الذي تلقى تمريرة على طبق من حميدي، ومن هذا الأخير بعدما وجد نفسه أمام شباك شاغرة إثر تمريرة بلخيثر لكنه عجز عن وضع الكرة في الشباك. كانوا قادرين حتى على تسجيل هدف الفوز لم يستغل رفقاء هريدة مرحلة الفراغ التي مر بها المنافس وتحكمهم في أطوار اللقاء لمعادلة النتيجة لأن جميع من تابعوا المباراة أكدوا أن التشكيلة ضيعت فرصة كبيرة لمعادلة النتيجة على الأقل خاصة بواسطة بن عياد وحميدي، وحتى بعد دخول البديل بلحمري الذي نشط كثيرا الخط الأمامي لكن غياب الفعالية في الخط الأمامي جعل المنافس يضيف هدف الفوز. هجوم المنافس قدم درسا في الفعالية بغض النظر عن الأهداف المحققة التي ضاعت من البليدة فإن هجوم شباب قسنطينة قدم درسا حقيقيا في الفعالية أمام المرمى بالنظر إلى الأهداف الثلاثة التي سجلها من كرات ميتة تقريبا، فمثلا في لقطة الهدف الأول الكرة كانت أسرع من حماني لكنه عرف كيف يستفيد من ركلة جزاء، وفي لقطة الهدف الثاني سجل طيايبة رغم المضايقة من مدافعين، وفي الهدف الثالث الكرة كانت بين أحضان الحارس خلادي لكن خطأ منه جعل حماني يسجل الثالث، وماعدا ذلك فإن هجوم شباب قسنطينة وجد صعوبة في إختراق الدفاع عكس البليدة التي وجد هجومها نفسه في وضعية وجها لوجه أكثر من مرة لكنه لم يسجل. الأداء كان مقنعا والخسارة "ماتحشّمش" بغض النظر عن الإقصاء فإن التشكيلة لعبت مباراة جيدة من جميع الجوانب وأكدت مرة أخرى أنها تستحق فعلا اللعب في القسم الأول، إذ كان بعض الأنصار يتخوفون قبل بداية المباراة من تلقي هزيمة ثقيلة بالأداء والنتيجة لكن فوق أرضية الميدان لم يكن الفرق واضحا بين الفريقين ماعدا في الفعالية الهجومية، ويرى الأنصار الذين تنقلوا إلى قسنطينة أنه يتوجب على اللاعبين أن لا يستحوا تماما من هذا الإقصاء لأنهم أدوا ما عليهم طوال التسعين دقيقة وزرعوا الشك في نفوس لاعبي المنافس ومدربهم. الكرة كانت تدور جيدا بين اللاعبين أهم ما سجلناه أول أمس أيضا هو أن التشكيلة إعتمدت بالدرجة الأولى على التمريرات القصيرة بين اللاعبين ولم تعتمد كثيرا على الكرات العالية تجاه المهاجمين لأن اللقطة التي وصلت فيها الكرة إلى المهاجم بن عياد في (د54) وضيعها، جاءت بعد عمل جماعي إنطلاقا من منطقة العمليات وب 5 تمريرات وصلت الكرة إلى منطقة العمليات ولو سجل بن عياد لكانت تلك اللقطة الأحسن في المباراة. مدرب الشباب يثني على أداء البليدة لم يكن مدرب شباب قسنطينة روجي لومير يتوقع تماما الأداء الجيد الذي ظهر به رفقاء مهية خاصة أن البليدة كانت خارج الإطار تماما في المباراة التي عاينها فيها أمام جمعية الخروب، بدليل أنه أكد بعد نهاية المباراة في حديث مع المدرب بوهلال أنه تفاجأ بالأداء الكبير الذي قدمه منافسهم الذي لا يقل شأنا عن أندية القسم الأول، وأصر لومير على تقديم التهاني للاعبين بعد الأداء الجيد الذي قدموه. اللاعبون تحسروا على الإقصاء بهذه الطريقة لم يهضم بعض اللاعبين في نهاية المباراة الطريقة التي خرجوا بها من الدور ثمن النهائي إذ أجمعوا أنهم كانوا قادرين على العودة بتأشيرة التأهل، وأضافوا أنهم لو لم يلعبوا مباراة جيدة لما تحسروا على تضييع التأهل لكنهم كانوا أفضل من المنافس في بعض فترات اللعب وأتيحت لهم فرص للتسجيل أكثر من عناصر شباب قسنطينة، وأضافوا أن ما أثر عليهم أيضا هو أن أهداف الشباب جاءت بعد أخطاء فردية. لو يلعبوا بنفس الطريقة في المدية سيعودوا بالنقاط الثلاث كان هناك إجماع بعد نهاية المباراة أن الأداء العام في تحسن مستمر، ولم يتوان الأنصار في التأكيد أنه لو يلعب فريقهم بنفس الطريقة في المباراة المقبلة أمام أولمبي المدية سيعود بالنقاط الثلاث لا محالة، لذلك يتوجب على رفقاء مليكة أن يكونوا في المستوى الذي ظهروا به وفي مستوى الثقة التي وضعها فيها أنصارهم. ----------------------- بوهلال يرفع معنويات لاعبيه بعد الإقصاء في نهاية المباراة تحدث المدرب بوهلال مع لاعبيه في غرف حفظ الملابس وحاول الرفع من معنوياتهم بعدما لاحظ تأثرهم الكبير من الإقصاء، إذ أوضح لهم أن المهم يبقى أنهم قدموا مباراة بطولية ودافعوا عن ألوان النادي بقوة، وأضاف لهم أن المدرب روجي لومير إعترف أنهم يملكون فريقا يستحق التواجد في الرابطة المحترفة الأولى داعيا إياهم إلى نسيان هذه الهزيمة بسرعة والتفكير في المباراة المقبلة أمام أولمبي المدية لأن الهدف الأول يبقى البطولة وليس الكأس. اللاعبون تأثروا أكثر من أجل الأنصار كشف لنا بعض اللاعبين أن تأثرهم لم يكن بسبب الإقصاء في حد ذاته بقدر ما تأثروا من عدم إسعاد الأنصار الذين تنقلوا بأعداد كبيرة إلى ملعب الشهيد حملاوي، وأضافوا أنهم تحفزوا كثيرا بعدما شاهدوا تلك الجماهير الغفيرة فوق المدرجات وقرروا التضحية للعودة بتأشيرة التأهل لكن لسوء حظهم فإن بعض الأخطاء الفردية وتسرع المهاجمين كلفهم غاليا. يعدون بالفوز في المدية لتعويض هذا الإقصاء أصر بعض اللاعبين في صورة مليكة، خلادي، بلخيثر وآخرون على ضرورة تحقيق الفوز في المباراة المقبلة أمام أولمبي المدية حتى يعوضوا للأنصار هذا الإقصاء المر، وأكدوا أنهم بذلوا كل ما في وسعهم لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق المفاجأة وبالتالي لم تبق لهم سوى البطولة التي سيحاولون فيها حصد أكبر عدد من النقاط من أجل إحتلال المركز الثالث الذي يضمن الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى. ----------------------- خلادي يعتذر من رفاقه في الهدف الثالث بدا الحارس خلادي محبطا بعد نهاية المباراة خاصة أنه يدرك أن الهدف الثالث يتحمل مسؤوليته بعد الخطأ الذي إرتكبه في إبعاد الكرة وهو الهدف الذي قضى نهائيا على معنويات رفاقه وجاء في وقت كانوا يسيطرون فيه لمعادلة النتيجة، ويعد بأداء جيد في المباراة المقبلة أمام أولمبي المدية حتى يعوّض هذا الخطأ هريدة تحول إلى وسط ميدان في المرحلة الثانية في المرحلة الثانية من المباراة وبعد أن سجل المنافس هدفه الثاني تحوّل هريدة إلى وسط ميدان لمساعدة فريقه في الضغط على دفاع المحليين، وقد قدم هريدة بعض الكرات لرفاقه لكنها لم تستغل بشكل جيد، يذكر أن اللاعب أدى دوره على أكمل وجه ولم يرتكب أي خطأ في الأهداف الثلاثة التي تلقتها التشكيلة. بلخيثر كان الأحسن وبزاز هنأه على أدائه أحسن لاعب من جانب البليدة على الإطلاق كان المدافع الأيمن بلخيثر الذي أكد مرة أخرى مستواه الكبير ورغم أنه لعب على الجهة اليمنى من الدفاع إلا أنه أقلق دفاع شباب قسنطينة كثيرا وكان وراء الهدف الأول الذي سجله مليكة ووراء أخطر فرصة في المرحلة الثانية عندما قدم كرة على طبق إلى حميدي لكنه لم يستغلها، وفي نهاية المباراة أكد له بزاز أنه كان من بين أفضل اللاعبين فوق أرضية الميدان ورفع معنوياته بعد هذا الإقصاء. لومير يتوقع له مستقبلا كبيرا بدوره أثنى روجي لومير على الأداء الذي قدمه بلخيثر في هذه المواجهة إذ قال مدرب الشباب لبعض مرافقي الفريق أن هذا اللاعب يملك مستوى جيد وبإمكانه اللعب في أي فريق في الجزائر، وتنبأ له بمستقبل زاهر لو يجد العناية اللازمة قبل أن يتأكد أن بلخيثر يعد لاعب دولي في صفوف المنتخب الوطني للآمال. بن حوسين لم يخيب في وسط الميدان بدوره لم يخيب بن حوسين في وسط الميدان رغم قوة وسط ميدان شباب قسنطينة إذ كافح طوال أطوار المباراة وإسترجع الكثير من الكرات رفقة عليوان، لكن الخط الأمامي لسوء الحظ لم يكن في مستوى التضحيات التي قدمها لاعبو الوسط والدفاع وضيّع هدفين محققين. بن عياد وحميدي كانا محبطين بدا الإحباط واضحا في نهاية المباراة على الثنائي بن عياد وحميدي إذ أدركا أنهما يتحملان جزء من مسؤولية الإقصاء، بما أن بن عياد ضيع كرة التعادل وبعده حميدي أمام شباك شاغرة ضيع الهدف الثاني رغم تأكيده أنه لم يكن يتوقع أن تصله الكرة. الأنصار لم يغضبوا من لاعبيهم لم يغضب أنصار إتحاد البليدة على لاعبيهم في نهاية المباراة رغم الإقصاء إذ غادروا المدرجات بعد الهدف الثالث الذي سجله حماني، وقد إلتقى بعضهم الوفد في طريق العودة من قسنطينة وأثنوا عليهم بعد الأداء الذي قدموه، كما طالبوهم بضرورة نسيان هذا الإقصاء والتركيز نهائيا على البطولة الآن. العودة إلى التدريبات اليوم منح المدرب بوهلال راحة للاعبيه أمس حتى يستعيدوا أنفاسهم بعد العودة من قسنطينة على أن تكون العودة إلى التدريبات اليوم بداية من الساعة الثالثة زوالا، تحضيرا لمباراة الجولة المقبلة من البطولة أمام أولمبي المدية. ----------------------- بلخيثر: "ذرفت الدموع بعد الإقصاء لأن التأهل كان بين أيدينا" إنتهت مغامرة البليدة على يد شباب قسنطينة اليوم (الحوار أجري بعد المباراة) ماذا تقول؟ لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير سوى القول أننا لم نكن نستحق الإقصاء بهذه النتيجة الثقيلة مقارنة مع مجريات اللعب، إذ كان أداء الفريقين متكافئا في أغلب فترات اللعب مع سيطرة طفيفة للمحليين لكن في منطقتهم ووسط الميدان أحيانا فقط دون أن يهددوا كثيرا مرمانا. تبدو متأثرا من هذا الإقصاء؟ لا أخفي عليك أني ذرفت الدموع و"غاضتني" هذه الخسارة إلى درجة لا تتصور لأننا ضيعنا تأهلا كان بين أيدينا، وحتى إن كان شباب قسنطينة يستحق التأهل بالنظر إلى ما قدمه طوال أطوار المباراة إلا أن أخطر الفرص كانت من جانبنا غير أننا لم نستغلها. ألا ترى أن شباب قسنطينة لم تكن له الكثير من الفرص لكن هجومه كان فعالا في الفرص التي أتيحت له مقارنة بهجومكم؟ هذا صحيح، المنافس أتيحت له حوالي 5 فرص سجل منها 3 أهداف ونحن أتيحت لنا 4 فرص حقيقية سجلنا منها هدفا واحدا فقط، وهو ما يؤكد خبرة مهاجمي الشباب أمام المرمى عكس فريقنا، لكن رغم ذلك إلا أني لا ألوم المهاجمين على الفرص التي ضيعوها لأنهم لم يتعمدوا ذلك بل أن الحظ خانهم خاصة في لقطة حميدي التي رآها الجميع في الشباك لكنها لم تكن كذلك. المشكل أيضا في الفريق أنكم تتلقون الأهداف في الدقائق الأولى من المباريات ماذا تقول؟ نعمل دائما على التخلص من هذا الإشكال حتى لا نتلقى الأهداف في الدقائق الأولى لكن لسوء الحظ أننا لازلنا لم نتخلص من ذلك بعد، لكن هذه المرة أعتقد أن ركلة الجزاء كانت قاسية نوعا ما ولو أن حماني عرف بخبرته كيف يجعل الحكم يمنحه ركلة جزاء. لكن رغم الإقصاء إلا أن مدرب شباب قسنطينة روجي لومير أثنى على الأداء الذي قدمه الفريق والذي قدمته أنت أيضا؟ هذا صحيح، علمنا أن مدرب شباب قسنطينة تفاجأ للأداء الجيد الذي قدمناه ولم يكن يتوقع تماما أن نظهر بهذا المستوى، كما أثنى علي بعد الأداء الجيد الذي ظهرت به لكن هذا الأداء لا يعني شيئا بما أننا فشلنا في العودة بتأشيرة التأهل. ماذا تضيف في الأخير؟ تأثرنا كثيرا بعد نهاية المباراة لأننا لم ندخل الفرحة في قلوب أنصارنا الذين تنقلوا بأعداد كبيرة إلى ملعب حملاوي وصنعوا أجواءا رائعة، وبرهنوا مرة أخرى أنهم من بين أحسن الجماهير على الصعيد الوطني وسنكافح من أجل أن نهديهم الصعود في نهاية الموسم.