إذا كان اللاعب كريم بن يمينة لم يظهر باكرا، فهذا لأنه لعب كثيرا في الأقسام السفلى، كما أنه منذ سنتين فقط تمكن من جعل الجميع يتحدث عنه وعن نادي اتحاد برلين الذي يلعب له، ويعود السبب إلى أنه حقق الصعود ثلاث مرات متتالية في ظرف أربع سنوات، “بعض الأندية من البوندسليڤا تريدني، لكن فريقي لا يريد تسريحي” “إذا لم أتلق إستدعاء إلى المونديال سأتابع المباريات في الجزائر العاصمة” يُناصر إتاد الحراش و.. بوريسيا دورتموند “أعرف عنتر يحيى الذي اتصل بي وشجّعني” منذ أن أمضى له بن يمينة في 2005، حيث كان في القسم الخامس من البطولة الألمانية ووصل إلى القسم الثاني، وفي كل موسم من هذه المواسم يحقق بن يمينة لقب أحسن هداف للفريق. ولم يفقد اتحاد برلين الأمل في تحقيق الصعود الرابع والوصول إلى القسم الأول، حيث أن ذلك ليس مستحيلا طالما أن الفريق يحتل حاليا المركز السادس في الترتيب العام لبطولة القسم الثاني الألماني، والصعود تحققه الأندية التي تحتل في نهاية الموسم إحدى المراتب الثلاث الأولى. والدته ترغب الإستقرار في الجزائر والدة اللاعب بن يمينة ذات أصول ألمانية، لكن هذا لم يمنعها من التعلق بالجزائر كثيرا، خاصة بعد الزيارات التي قادتها إلى البلد منذ السبعينيات، وعلى هذا الأساس أبدت رغبة ملحة وكشفت في عدة مناسبات عن امتنانها بالاستقرار في الجزائر العاصمة رفقة زوجها، الذي رغم أنه لم يتخذ قراره النهائي لكنه يفكر في المسألة جديا. مقابلة مالاوي جعلت بن يمينة يخفي جهاز التحكم عن بعد إنتقاما من زملائه يوم 11 جانفي المنصرم كان كريم بن يمينة مستعجلا لإنهاء الحصة التدريبية التي أجراها مع فريقه اتحاد برلين في الظهيرة، باعتبار أن المنتخب الوطني كان مقبلا على لعب مواجهته الأولى في منافسة كأس إفريقيا للأمم، وكان يرغب في مشاهدة ولو شوط واحد من المباراة، وبمجرد أن أعلن المدرب عن نهاية الحصة التدريبية، سارع كريم إلى غرف تبديل الملابس حيث يوجد جهاز تلفزيون ودون استحمام توجه إلى جهاز التحكم عن بعد واختار قناة “أورو سبور“، وكاد يذرف الدموع لما شاهد نتيجة المباراة وفوز منتخب مالاوي بهدفين مقابل صفر، وبعد التحاق بزملائه بدؤوا يلعبون على أعصابه قائلين: “هذه هي الجزائر التي كنت تتحدث عنها... تهزم أمام مالاوي... للإشارة أين تقع مالاوي؟ هل هو بلد أم ماذا؟” لكن بن يمينة حافظ على هدوئه وبقي يتابع المباراة بصبر إلى غاية تسجيل مالاوي الهدف الثالث، أطفأ جهاز التلفزيون وأخفى جهاز التحكم عن بعد في جيبه وقال لهم: “أتظنون أني سأترككم تشاهدون المباراة وتستهزئون بالجزائر؟ أبدا لا”. لكن بعد أسبوعين وإثر فوز الجزائر على كوت ديفوار، راح بن يمينة يفتخر بمنتخب بلاده أمام زملائه. إتحاد برلين هو إتحاد الحراش في ألمانيا من مميزات نادي اتحاد برلين الألماني أن ملعبه يقع في الضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة، وله أنصار ينحدرون من أحياء شعبية، لهذا يقال في هذا الفريق أن أنصاره لما يتبنون لاعبا فإن ذلك سيكون إلى الأبد، وعندما يكرهون لاعبا فإلى الأبد أيضا، وهذا ما يتميز به اتحاد الحراش أيضا في الجزائر، فهو فريق العاصمة لكنه من الضاحية وليس من وسط المدينة، ملعب “ساخن” له أنصار أوفياء ينحدرون من أحياء شعبية ويشعرون بالتهميش من أندية وسط المدينة، الأمر العجيب هو أن اللاعب بن يمينة مناصر لاتحاد الحراش منذ الصغر حتى أنه يتنقل إلى ملعب أول نوفمبر بالمحمدية، كلما تسمح الفرصة من أجل مساندة فريقه المفضل آخرها كان سنة 2005. أهدافه كانت أمام نادي باديربورن في مواقع الأنترنت التي تبث لقطات الفيديو مثل (يوتوب، ديلي موشن)، يوجد فيديو للاعب كريم بن يمينة الذي أصبحت له شعبية كبيرة، عندما سجل هدفا هذا الموسم أمام نادي باديربورن من زاوية مغلقة، وكان يشبه الهدف الذي سجله اللاعب الهولندي ماركو فان باستن أمام الاتحاد السوفياتي في نهائي كأس أوروبا للأمم عام 1988. ومع ذلك فإن بن يمينة لا يعتبر هذا الهدف أحسن هدف في مشواره الرياضي، حيث قال: “خلال هذا الموسم أحسن هدف لي كان أمام نادي باديربورن، لكن في الموسم المنصرم وفي الوقت الذي كان النادي في القسم الثالث، وقبل عشرة دقائق من نهاية المباراة كنا منهزمين بهدفين مقابل صفر في عقر الديار، وكنا نلعب بعشرة لاعبين أمام 11، وعليه فقد قلصت الفارق ثم عادل زميلي النتيجة خمس دقائق قبل نهاية المباراة، وفي (د90+3) كنت في منطقة العمليات وبعد فتحة محكمة روضت الكرة بصدري وركلتها بمقصية جميلة لم يحرك لها الحارس ساكنا، جمال ذلك الهدف يكمن في قيمته والوضعية الصعبة التي تم منها تسجيله“. لكن هذا لا يمنع من القول أن نادي باديربورن يساهم في نجاح بن يمينة، كما أن نادي اتحاد برلين سيواجه هذه الجمعة باديربورن، وبن يمينة بدأ يشعر بتنميل قدميه. يأتي في كل عطلة إلى الجزائر وبدايته الكروية كانت في “لاڤلاسيار“ لاعبون دوليون كثر ينشطون في أوروبا، تربوا وترعرعوا في فرنسا وكبروا في هذا البلد، سواء في مراكز التكوين المختصة أو في الأندية الكروية، إلى حد الآن كل شيء عادٍ لأن فرنسا معروفة أنها مهد اللاعبين الدوليين الجزائريين الذين يتوجهون بعدها الى باقي الدول الأوروبية، لكن أن يكون هناك لاعب دولي جزائري ينشط في البطولة الألمانية وكبر فيها فهذا يعد سابقة في كرة القدم الجزائرية، هذه هي حالة كريم بن يمينة الذي ينشط في نادي اتحاد برلين الألماني. الوالد أقام في “دريسد” بعد تربص تكويني بن يمينة يتحدث الألمانية بطلاقة وهو أمر عادٍ لأنه كما يقول الانجليز : “جيرمنتيف سبيك” أي أنه يتحدث الألمانية وهي ليست لغته الأصلية (أو ألماني بالمولد)، لأن أمه من بلاد الفيلسوف “غوثه” (ألمانية)، الحكاية بدأت مع والد جزائري من الجزائر العاصمة وبالضبط من الحي الشعبي “لاڤلاسيار” بباش جراح متحصل على شهادة في (الإلكتروميكانيك)، وقد تم إرساله سنة سبعين من أجل القيام بتربص تكويني في الجمهورية الديمقراطية الألمانية سابقا (أو ألمانياالشرقية سابقا)، وبعد أن أنهى الوالد مدة تربصه في دريسد قرر البقاء والإقامة في هذا البلد والعمل هناك بدل العودة إلى الجزائر، خاصة بعد وقوعه في حب ألمانية جميلة قبلت الارتباط به على ما هو عليه فقط، رغم جذوره الجزائرية وتقاليده. كل سنة يلعب كرة القدم في “لاڤلاسيار” وسوق باش جراح من هذا الحب الذي انتهى بالزواج في الأخير ولد كريم بالضبط في 18 ديسمبر 1981 في ألمانيا، من والد جزائري يعيش في ألمانيا وأم ألمانية، لكن رغم الدماء الألمانية التي تجري في عروقه من جهة أمه إلا أنه جزائري حر، خاصة بعد أن كبر على التقاليد الجزائرية التي كان يتعلمها في كل مرة يأتي فيها الى الجزائر بلد والده، أين تعلق بهذا البلد، حيث كان في كل عطلة صيفية يأتي الى العاصمة رفقة عائلته، ويقيم فيها مدة طويلة، وهو ما خلق رابطة غير عادية بين كريم والجزائرالبيضاء، هذه المدينة التي تتميز بأجواء خاصة مع كرة القدم، أين تنتشر الميادين العشوائية للعب كرة القدم، وهنا كانت بدايته مع الكرة المستديرة، حيث كان في كل سنة يأتي ويشارك في مباريات الصغار في “لاڤلاسيار” وسوق باش جراح، وكان لا يكره ولا يمل من اللعب في هذه الأماكن أين كان يقضي النهار بأكمله هناك. سنة 1991 جرى ناحية... دبابة ورغم السنوات الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر والمرحلة الدامية التي دخلت فيها بلادنا بداية التسعينات، وهي التي عرفت بالعشرية السوداء، إلا أن كريم بن يمينة كان دائما يأتي لزيارة الأهل ويمضي عطلته في العاصمة الجزائرية، وقد ذكر لنا عمه إحدى القصص الطريفة والغريبة التي وقعت له في ذلك الوقت، حيث أكد لنا أنه في جوان 1991 حين بدأت المشاكل في الجزائر، كان كريم في العاصمة وفي أحد الأيام دخلت الدبابات إلى حي باش جراح، وبما أن كريم كان صغير السن (لم يتجاوز 9 سنوات) لم يفهم الأمر جيدا وراح يركض ناحية الدبابات حتى يركب على إحداها، ولولا تدخل عمه في آخر لحظة لما عرفنا كيف كان سيكون مصير كريم، هذه الحادثة يتذكرها كريم جيدا، ورغم أنه تربى في ألمانيا ومن أم ألمانية إلا أن تعلقه بالجزائر يبقى كبيرا، حيث يلح في كل مرة على زيارة الجزائر رغم كل ما كان يحدث، ولم يغب عنها سوى في الخمس سنوات الأخيرة بسبب ارتباطاته مع ناديه اتحاد برلين. يتدبّر أمره جيدًا في العربة بفضل والده وعمه يسين الذي تنقل للإقامة في برلين منذ سنة 1996، وبفضل عطلاته في الجزائر خاصة، يستطيع كريم تكلم العربية بكل سهولة، صحيح أنه لا يتحدث العربية الفصحى، ولا اللهجة الدارجة بصفة طليقة، لكنه يتدبر أمره جيدا، خاصة بالنسبة لشخص لم يعش في الجزائر ووالدته ألمانية، وتربى وترعرع على هذا الأمر، وقد اندهشنا من قدرته على الحديث بالعربية حتى أنه يمكنه أن يجري حوارا بالكامل بالعربية، وهو أمر لم نره عند العديد من المغتربين الذين يفهمون العربية قليلا لكن لا يستطيعون التحدث بها، وعند حديثنا معه لم نجد أي صعوبة في التواصل معه، حيث أنه عندما لا يجد الكلمة المناسبة بالعربية يقولها لنا بالإنجليزية أو بالألمانية، لكنه بالمقابل لا يحسن تماما الحديث باللغة الفرنسية، رغم أن والده يتقن جيدا الحديث بلغة “موليير” لأنه تلقى تعليمه في الجزائر باللغة الفرنسية، ويبقى كريم بن يمينة يعوّل على الالتحاق بالمنتخب الوطني رغم كبر سنه (28) سنة، ولم يفقد الأمل في ذلك أبدا. بن يمينة: “لست جزائريا منذ الساعات الأخيرة فقط“ ظهرت في الساحة الكروية متأخرا نوعا ما، ألا يعود ذلك إلى عامل الحظ؟ ربما، على العموم يجب أن يعرف الناس أمرا واحدا، أنا لست جزائريا منذ الساعات الأخيرة فقط، أنا لست شخصا يكتشف لتوه أنه جزائري أو يريد أن يكون كذلك، لقد حملت دوما الجزائر في قلبي وطالما تمنيت أن أدافع يوما عن الألوان الوطنية، لكن لسوء الحظ أني لسنوات عديدة لعبت في أندية تنشط في الأقسام السفلى وهذا لم يخدمني كثيرا. ألم تلفت إنتباه المكلفين بالإستقدامات في الجزائر خلال المواجهات التي كنت تلعبها في الأحياء عندما تكون في عطلة في الجزائر؟ لا أبدا، يجب أن نقول أيضا إن المكلفين بالإستقدامات في الجزائر لا يأتون لمعاينة اللاعبين في الأحياء الشعبية، أبي عاش وتربى في حي “لاڤلاسيار” وأنا أزور هذا الحي في كل سنة من أجل قضاء أيام العطلة، لقد كنت أشارك في لقاءات كبيرة من أجل التسلية فقط وليس من أجل أمور أخرى، والآن أقر بأنه كان عليّ أن أعمل حتى يعرفني الجميع في ذلك الوقت. إذن الحديث عن بن يمينة في هذه الآونة ليست له علاقة بالمونديال. لا، منذ عدة سنوات وأنا أتمنى أن توجه لي الدعوة وليس منذ أشهر فقط، وإذا كان اسمي يتردّد يوميا منذ الصائفة الأخيرة فهذا لأني حاليا أنشط في القسم الثاني من البطولة الألمانية، فهي بطولة تحظى بمتابعة إعلامية واسعة وهناك سبب ثان وهو أني أنهيت الموسم المنصرم هدافا للفريق بعد تسجيلي 17 هدفا، وعلى هذا الأساس أقول إنه إذا كانت وسائل الإعلام تتحدث عني في الوقت الذي سجل المنتخب الوطني سلسلة من النتائج الإيجابية وحقق التأهل إلى المونديال فهذا ليس خطئي وإنما صدفة فقط. هل تلقيت اتصالا من أحد مسؤولي الاتحادية الجزائرية أو من أي عضو من الطاقم الفني للمنتخب؟ لا، لم يحدث أن تلقيت أي اتصال، لا أحد اتصل بي إلى غاية الساعة وبعض المقربين مني يطالعون وسائل الإعلام الجزائرية ويؤكدون لي أن الطاقم الفني الوطني أبدى اهتمامه بي، لكني لم أتلق أي اتصال رسمي في الوقت الحالي لا أنا ولا الفريق الذي ألعب له. هل تثق دائما في أنك ستتلقى دعوة من الطاقم الفني؟ نعم، وفي الوقت نفسه أقول إن التشكيلة الوطنية تضم تعدادا ثريا ومن الصعب أن أحصل على مكانة بين هؤلاء اللاعبين خاصة بالنسبة للاعب ينشط في فريق من الدرجة الثانية من البطولة الألمانية وجاء من الأقسام السفلى، لكن لن أفقد الأمل وأطلب فقط أن تمنح لي فرصة واحدة. هل تابعت منافسة كأس أمم إفريقيا في التلفزيون؟ بالطبع، لقد تابعت كل المباريات سواء مع والدي في المنزل أو مع أصدقائي ولم أضيع أية مواجهة، كما أني لا أزال متأثرا إلى غاية الآن لأني أرى أن الجزائر كان بإمكانها العودة إلى الديار باللقب لولا سوء التحكيم الذي عانت منه في مباراة نصف النهائي. هل هذه هي المرة الأولى التي تتابع فيها مباريات المنتخب الوطني؟ لا، متابعتي لمباريات المنتخب الوطني تعود إلى سنوات عديدة، ثم أني جزائري الأصل وأتابع المباريات مثل كل مناصر جزائري منذ عدة سنوات. هل هناك لاعبين جزائريين تعرفهم؟ أعرف اللاعبين عبر التلفزيون فقط ماعدا عنتر يحيى الذي حضّر لي مفاجأة منذ مدة قصيرة، فقد اتصل بي من أجل تشجيعي وقال لي عدة أمور وأكد لي أنه مستعد لتقديم يد المساعدة متى احتجت إليه وإلى نصائح أو توجيهه، هذا التصرف الذي قام به معي أثّر فيّ كثيرا. ما الذي يمكنك أن تقدمه للمنتخب الوطني إذا تلقيت دعوة؟ يمكنني توظيف حماسي، إرادتي وكل ما أملك من مهارات فنية. يقال عني إني نشيط، سريع وأحسن الارتقاء، كما أن هذا ما يقلق كثيرا مدافعي المنافس، أملك قامة قصيرة جدا مقارنة بلاعبي الهجوم لكني أتمتع بارتقاء مضاعف وهو ما يجعلني أصعد فوق الجميع حتى أني سجلت عدة أهداف برأسي. هل تلعب بالقدم اليسرى أم اليمنى؟ هنا أيضا هناك تناقض، أنا ألعب كثيرا بالقدم اليمنى لكني سجلت عدة أهداف بالقدم اليسرى. عندما أكون في منطقة العمليات أتدبّر أمري كما ينبغي حتى أكون أكثر فعالية بالاعتماد على القدمين. بما أنك كبرت في ظل التشدد الألماني، هل تطبّق التعليمات الفنية بحذافيرها؟ عندما نلعب في ألمانيا نكون مجبرين على تطبيق التعليمات وإلا سنتعرض إلى توبيخ المدرب، لكن بالمقابل أقر بأني في بعض الأحيان أستعمل نوعا من الإبداع في طريقة لعبي، في بعض الأحيان أيضا لا أسمع سوى إلى حدسي وأقوم بعمليات فردية والأجمل من ذلك أن هذه الوسيلة تنجح في الكثير من المرات، ففي عدة مناسبات أطبق ما يدور في ذهني وأسجل. إذن هذا يعتبر تلقائيا بالنسبة لك. نعم، أظن أن هذا جانبي الجزائري، فالقيام ببعض الفنيات لمراوغة المنافس يعتبر أمرا فطريا لدى اللاعب الجزائري، أنا أتمتع بهذه الخاصية وهذا ما يجعل منافسي المدافعين لا يصمدون أمامي. أين ستتابع منافسة كأس العالم؟ حتى أكون صريحا معك أريد أن أتابعها في جنوب إفريقيا من بين 23 لاعبا الذين سيكونون هناك، لكن إذا لم يحدث ذلك فلن أتأثر بل سأذهب إلى الجزائر من أجل متابعات اللقاءات في “الحومة”، منذ خمس سنوات لم أقم بزيارة الجزائر لكن هذه المرة يجب أن أذهب وأريد متابعة المونديال وأهتز مع الشعب الجزائري. هل يمكن أن تروي لنا بداية مشوارك الرياضي؟ في هذه النقطة أنا جزائري فعلا فقد بدأت ممارسة الكرة في شوارع الحي الذي أقطن فيه في برلين وفي ذلك الوقت جاء إلي شخص واقترح عليّ أن أنضم إلى فريق صغير اسمه “نورمانيا 08”، إجابتي كانت بالرفض وقلت له إني أريد أن أسلّي نفسي بالكرة في الحي فقط، لكن هذا الشخص عاد إليّ أياما قليلة بعد ذلك وألح على أن أقبل اقتراحه ففعلت، آنذاك لم أكن قد بلغت العاشرة من عمري. هل بقيت في الفريق نفسه؟ لا، انتقلت من ناد إلى آخر لمدة ثلاث سنوات في كل مرة من أجل الذهاب إلى فريق أعلى مستوى من السابق، وفي كل فريق مررت به سجلت عدة أهداف لكن أظن أن منعرج مشواري الرياضي كان عندما التحقت باتحاد برلين فقد حققت مع هذا الفريق ثلاث مرات الصعود إلى القسم الأعلى وهذا النادي هو الذي صنع لي اسما. أصبحت منذ سبتمبر الماضي أحسن هداف في تاريخ الفريق، ألا يُعتبر ذلك سببا يمكن أن يجعل أندية البوندسليڤا تهتم بخدماتك؟ صحيح، لكني لا أزال مرتبطا بعقد مع اتحاد برلين وهذا الفريق لا يريد أن يسرّحني، هذا أمر طبيعي باعتبار أني أسجل له العديد من الأهداف، هنا في ألمانيا لا يحق لأي لاعب مرتبط بعقد أن يكون قريبا من فريق آخر حتى يبقى له ستة أشهر أو أقل على انتهاء العقد، وأنا بقي لي عام ونصف مع اتحاد برلين وعلى هذا الأساس فإن مصيري ليس يدي. هل هناك أندية اقترحت على فريقك الانضمام إليها ورفضها؟ أعلم بأن هناك فريقا واحدا على الأقل اقترح ذلك على الإدارة وهو إنتراخت فرانكفورت، لكن فريقي رفض العرض. هل تظن أنك تملك الإمكانات التي تسمح لك باللعب في الدرجة الأولى من البطولة الألمانية؟ بكل تواضع نعم، يمكنني أن أقدم لكم بعض المؤشرات على أرض الواقع، ففي الصائفة الماضية اتحاد برلين لعب عدة مقابلات تحضيرية أمام أندية من البوندسليڤا مثل باير ليفركوزن ودورتموند وسجلت في كل مباراة، في بعض الأحيان سجلت ثنائيات وهذا يعني أني قادر على اللعب في البوندسليڤا، لكن اتحاد برلين لا يريد أن يسرّحني. كنت تعاني من إصابة لمدة طويلة خلال الموسم، ألم يعيقك ذلك؟ أجل، هذا أوقف انطلاقتي نوعا ما فبعد أن سجلت انطلاقة قوية وسجلت أربعة أهداف أبعدتني الإصابة عن الميدان لمدة شهرين، لكن بعد شفائي المدرب لم يعد يشركني دائما. هذا رغم أنك لما تعرّضت إلى الإصابة كان الفريق يحتل المرتبة الثانية وبعد عودتك وجدته في المرتبة السادسة، ما رأيك؟ هذا السؤال يجب طرحه على المدرب الذي ربما يخشى أن تعاودني الإصابة، الأكيد في الأمر أني على أتم الاستعداد للعودة إلى أجواء المنافسة كنت سأعود إلى التشكيلة الأساسية في الجولة السابقة، لكن لسوء الحظ أن المباراة تم تأجيلها بسبب تساقط الثلوج. أتمنى أن أستعيد منصبي هذا الجمعة وأشارك في اللقاء الذي ينتظرنا أمام باديربورن.