يتحدث المدافع الأسبق للمنتخب الوطني أحمد رضا مادوني عن الأجواء التي عاشها في الأيام الأولى من تدريباته مع ناديه الجديد اتحاد برلين الألماني، وعن الاستقبال الذي حظي به هناك خاصة من الجزائري كريم بن يمينة الذي يلعب في هذا النادي، كما يتحدث مادوني الذي سبق له التتويج بالبطولة الألمانية مع نادي بوريسيا دورتموند سنة 2002 عن المشاركة الجزائرية في “مونديال” جنوب إفريقيا وعما إذا كان مازال يهدف للعودة إلى المنتخب الوطني وهو الذي أدى مشوارا مميزا الموسم الفارط مع ناديه “كليرمون فوت” أين لعب 32 لقاء كاملا. في البداية، ماذا عن أخبارك مع ناديك الجديد اتحاد برلين؟ بخير والحمد لله (قالها بالعربية) حيث باشرت مع المجموعة التدريبات منذ أسبوع لتحضير الموسم الجديد وإلى حد الآن (الحوار أجري زوال أمس) كل شيء يسير على أفضل حال بالنسبة لي، حيث لم أجد أي مشكل في الاندماج خاصة وأني أعرف جيدا ألمانيا وأتحدث بطلاقة لغتها، كما أني أعرف أيضا المدرب (يقصد آو نوهوس) الذي سبق وأن اشتغلت معه لما كنت في دورتموند إذ كان يشتغل مساعدا للمدرب الرئيسي. وكيف سارت الأمور حتى أمضيت على عقد لمدة 3 سنوات مع هذا النادي؟ كل شيء سار بطريقة عادية خاصة وأن المدرب مثلما ذكرت لك يعرفني جيدا وقد تنقل إلى فرنسا قبل نهاية الموسم الفارط مع مناجير النادي من أجل معاينتي (مادوني كان يلعب فييرمون فوت) وكل شيء سار بسرعة حيث أنه مباشرة بعد نهاية الموسم تم استدعائي للتفاوض قبل أن يقع الاتفاق وأمضي في فائدة هذا النادي. وجدت لاعبا جزائريا هو بن يمينة معك في برلين، فكيف هي علاقتك معه؟ رائعة، حيث تعرفت عليه منذ أسبوع تقريبا ولمست أنه شخص رائع ويملك إمكانات كبيرة. كريم (يقصد بن يمينة) تحدث معي عن النادي وعن جمهوره الكبير وقد فرح لأني سألعب بجانبه وطبعا هو تمنى لي النجاح والتألق هذا الموسم. وما هو هدفك الآن من انضمامك إلى اتحاد برلين؟ قبل كل شيء الانضمام إلى هذا النادي هو رهان جيد بالنسبة لي خاصة وأني عدت مجددا للعب في البطولة الألمانية التي عشت فيها سنوات رائعة سواء مع نادي بوريسيا دورتموند أو مع باير ليفركوزن، ويبقى هدفي هو أن أظهر مع هذا النادي بمستوى كبير مثل الذي كنت به لما كنت ألعب في بوريسيا، أنا متفاءل جدا في كسب هذا الرهان. بصراحة، ألم تعد تفكر في المنتخب الوطني وأنت الذي لم تبلغ بعد 30 سنة؟ ما يهمني حاليا هو أن أتمكن من حجز مكانة لنفسي مع فريقي الجديد وأن ألعب باستمرار لأن هدفي الأول الذي سطرته يبقى إسعاد الأشخاص الذين وضعوا ثقتهم في شخصي سواء إداريي النادي والمدرب أو الأنصار، وعدا ذلك فإني لا أفكر في شيء آخر الآن. نفهم أنك لم تعد تفكر إطلاقا في المنتخب الوطني. ما يحيرني فعلا هو أني مند 10 سنوات أتلقى دائما اتصالات من صحافيين جزائريين يطرحون عليّ نفس السؤال تقريبا، وهذا أمر أتعبني قليلا خاصة وأنه ليس بمقدوري الرد على تساؤلاتهم مادمت لست المدرب ولا أعرف ما يدور في ذهن هذا الأخير ولا عند مسؤولي “الفاف”، لهذا أعذروني لأنه ليس لديّ ما أقوله بخصوص هذه النقطة. لو نعد إلى مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، كيف تقيمها؟ أعتقد أنها كانت مشاركة في المستوى لو أخذنا بعين الاعتبار غياب الجزائر عن نهائيات كأس العالم مند 24 سنة كاملة، هنا أقول إنه ليس من السهل التألق بعد كل هذه الفترة كان فيها المنتخب الوطني بعيدا عن المستوى العالي، وأعتقد أن الجزائر مثل جميع المنتخبات ظهر في أدائها أمور إيجابية وأخرى سلبية. وهل يمكن لك أن تلخص لنا هذه الأمور الإيجابية والسلبية؟ لست تقنيا كي ألخصها، لكن وجب الاعتراف أن المنتخب الوطني عانى من بعض النقائص ولو أنه لم يظهر بمستوى سلبي في لقاءاته الثلاثة التي لعبها، بل بالعكس كان أداؤه مقبولا ووقف الند للند مع منافسيه وكان حتى بمقدوره تحقيق نتائج أفضل بكثير. على ذكر هذا فإن الجمهور الجزائري متحسر كثيرا خاصة وأن الاحتمال كان موجودا كي يتعدى “الخضر” الدور الأول من المنافسة، فما هو رأيك؟ ما تقوله صحيح، حيث أن مستوى المجموعة التي كنا فيها لم يكن قويا جدا، لكن نقص التجربة عند الكثير من اللاعبين ربما غير المتعودين على لعب لقاءات كبيرة في المستوى العالي أثر، والآن يجب فقط الاستمرارية في العمل الذي تم القيام به وتحضير المواعيد القادمة جيدا حتى يتحسن أداء المنتخب الوطني أكثر في المستقبل ويتمكن من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة وخاصة “مونديال” 2014 في البرازيل. من الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى “الخضر” هو ضعف خط الهجوم الذي لم يسجل أي هدف في دورة جنوب إفريقيا... فرنسا تملك أفضل المهاجمين في العالم في صورة أنيلكا، ريبيري، تيري هنري ورغم ذلك فهي تعاني من نفس المشكل ولم تتمكن من تسجيل سوى هدف واحد طيلة الدورة، ومن هذا المنطلق أرى أن المشكل لا يكمن أساسا في نوعية المهاجمين بقدر ما يكمن في غياب تنويع في النشاط الهجومي وكذا في عدم تقديم لاعبي وسط الميدان عدة حلول للمهاجمين لأن المهاجم لا يمكن محاسبته إلاّ لما تمنح له كرة وجها لوجه أمام الحارس أو مرمى شاغر ولا يسجلها. وشخصيا كيف تتصور مستقبل المنتخب الوطني بعد نهاية “المونديال”؟ أتمنى أن يتم استخلاص الأمور الإيجابية من هذه المشاركة والعمل على تصحيح الأخطاء والنقائص التي كان يعاني منها المنتخب الوطني في هذا “المونديال”، والمهم حسب رأيي هو الشروع في التحضير للمواعيد القادمة بسرعة لأن القادم أصعب خاصة وأن الجزائر مطالبة الآن بالحفاظ على المكانة التي بلغتها على مستوى الكرة الإفريقية ضمن أفضل المنتخبات خاصة وأنها تأهلت إلى كأس العالم وأنهت كأس إفريقيا للأمم الأخيرة في المركز الرابع، أنا أتمنى أن تستمر أفراح الجمهور الجزائري الذي يستحق كل أن يفرح ويفتخر بمنتخب بلاده. نحن أيضا نتمنى لك مشوارا جيدا مع ناديك الجديد اتحاد برلين. شكرا لكم، وصدقني أن شعورا خاصا يتملكني في كل مرة أتلقى فيها اتصالا من الجزائر، أمنيتي تبقى النجاح في الدفاع وتشريف الجزائر حتى إن كان ذلك من ألمانيا فقط مثلما فعلت ذلك دائما لما كنت فيها بعيدا عن المنتخب الوطني، وصدقني أن ما يهمني ويجعلني أفتخر كثيرا هو لما سأجعل الألمان يقولون إن مادوني الجزائري لعب جيدا وشرف ألوان النادي الذي يحمله. تبدو وكأنك ناقم على كونك لم تعد تستدعى إلى المنتخب الوطني. ليس مشكلا أن أستدعى أنا أو يستدعى لاعب آخر، المهم بالنسبة لي هو أن يحقق المنتخب الوطني دوما أفضل النتائج الممكنة وهذا كلام أقوله من صميم قلبي.