“بوڤرة يُعجبني، واجهته في إنجلترا لما كان في تشارلتون ويُمكنه اللعب في ليفربول بسهولة” “لا يوجد مشكل إنضباط في المنتخب الجزائري والبطاقات الحراء سببها الحماس الزائد فقط” بداية، ما هي أخبارك وأين أنت الآن؟ ما زالت في إنجلترا في نادي ساوثامبتون، أفكر حاليا في مستقبلي الموسم المقبل. لم أقرر أي شيء إلى حد الساعة وسأتنقل إلى هناك بعد أيام، ربما سأواصل أو قد أعود إلى تونس، لا أدري، لكن الأكيد أنني سأبقى دون شك في ميدان كرة القدم. نتحدث الآن عن مشاركة الجزائر في كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب، ماذا سجلت منها؟ الجزائر عندما تأهلت إلى كأس العالم حققت مكاسب كبيرة وهذا هو أكبر إنجاز في رأيي بإعتبار أن الكرة هناك مرّت بظروف صعبة وكانت غائبة طيلة مدة طويلة عن المحافل الكبيرة، لكن اليوم الجزائريون امتلكوا فريقا أصبح يمكنهم به أن يشاركوا في أكبر المحافل مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، هو فريق شاب وفي السنوات القادمة بامتلاك لاعبيه بعض الخبرة سيكون أقوى بكثير. ما هي الإيجابيات والسلبيات التي سجلتها من خلال المباريات الثلاث للمنتخب الوطني؟ الأمر الإيجابي يتمثل في الروح القوية التي أظهرها اللاعبون في المقابلات الثلاث، حيث كانت تحدوهم رغبة في تشريف الجزائر، لكن كما تعرفون المونديال هو قمة كرة القدم والمستوى فيه عال جدا والحظ لم يسعفهم لتحقيق أكثر من نقطة واحدة، فكما هو معلوم حتى تمر إلى الدور الثاني يجب أن تكون كاملا بنسبة 100 % لكن يجب أن نعترف بأن الفريق الجزائري يعاني من بعض النقائص. مثل ماذا؟ قلة خبرة اللاعبين بالإضافة إلى بعض الأخطاء الخفيفة التي لا زالوا يرتكبونها ويقوم بها على كل حال معظم اللاعبين الأفارقة، وهي أخطاء مهما كانت صغيرة إلا أنها غير مقبولة على المستوى العالي. من هو اللاعب الذي لفت انتباهك خلال هذه المشاركة؟ يعجبني المدافع بوڤرة الذي يعتبر مستقبل المنتخب الجزائري على مستوى محور الدفاع بالإضافة إلى لاعب الوسط الدفاعي حسان يبدة، وحقيقة هناك مجموعة من اللاعبين لهم مستقبل واعد ولا زالت لهذا الفريق تقريبا كله ماعدا لاعبا أو اثنين القدرة على المشاركة في كأس عالم أخرى وهو أمر رائع. ومن هو اللاعب الذي خيّب ظنك؟ لا أقول خيّب ظني، لكن هناك زياني الذي انتظرت منه أكثر بحكم أنني أعرف مستواه، لكن الفريق الجزائري بحاجة إليه، رغم أنه كسر في بعض المباريات وتيرة المنتخب لكنه رغم هذا يبقى لاعبا كبيرا. ربما نقص المنافسة أثّر عليه. لا بديل عن المنافسة، التدريبات لا تعوّض أي شيء، هذا أمر مفروغ منه. كيف شاهدت المنتخب الجزائري أمام إنجلترا؟ اللاعبون أدّوا مباراة ممتازة والأمر الذي كان في صالحهم أن بعضهم ينشطون في البطولة الإنجليزية ويعرفون لاعبي إنجلترا فامتلكوا طريقة التعامل معهم، وبالروح الإنتصارية القوية التي لعب بها كل الفريق وضع المنتخب الإنجليزي في مأزق حقيقي بدليل عصبية لاعبيه، وفي رأيي المنتخب الجزائري كان أقرب إلى الفوز. ماذا كان ينقصكم كتونسيين في مونديال 1998 للفوز على إنجلترا التي هزمتكم بنتيجة (3-1)؟ الفريق التونسي كان يضم لاعبين كبار لكن للأسف الأجواء لم تكن ملائمة والمجموعة لم تكن متماسكة بشكل كاف، صحيح أن أغلب اللاعبين كانوا ينشطون في البطولة المحلية وكان هناك فقط عنصران محترفان ويتعلق الأمر بكل من زبير بية وعادل السليمي لكن الأجواء كانت معكرة، ما كان ينقصنا في مونديال فرنسا مقارنة بالجزائر الروح الإنتصارية التي تملكونها بالإضافة إلى الأجواء الهادئة والطيبة الموجودة عندكم. هل ترى أن بوڤرة المطلوب في ليفربول يملك الإمكانات للعب هناك؟ لعبت أمامه من قبل لما كان في الدوري الإنجليزي يحمل ألوان فريق تشارلتون وأنا كنت في برمنڤهام، بصراحة إنه يملك طاقات كبيرة وبنية قوية فضلا عن هذا فهو لاعب تقني ويمكنه أن يفعل أي شيء بالكرة، وما دام يملك الثقة في نفسه فهو قادر على اللعب في ليفربول، ثم إن معرفته بأجواء الدوري الإنجليزي وهو صغير وأكثر من ذلك اكتسابه خبرة قارية وإفريقية وعلى المستوى الدولي وفي فريقه الاسكلتندي كلها أمور تجعله يلعب فريق ليفربول أو حتى في فريق أكبر. المشكل الكبير في الفريق الجزائري يبقى الهجوم حيث لم يسجل أي هدف في اللقاءات الثلاثة، هل من قراءة؟ كل منتخبات المغرب العربي تعاني من هذا المشكل، هو أصلا ليس جديدا فأغلب لاعبينا عندما يصلون إلى المرمى يقل تركيزهم، كما أننا لا نملك مهاجمين من طراز فان باستن يمكنهم تغيير مسار أي مقابلة، كما أننا لا نملك محترفين من أعلى مستوى بل لاعبين مستواهم لا يفوق كثيرا مستوى اللاعبين الموجودين في بطولاتنا، ومشكل الهجوم في رأيي يبقى واحدا من النقاط السوداء بالنسبة للفريق الجزائري المطالب بإيجاد حلول عاجلة له. هناك نقطة سوداء أخرى تتعلق بالبطاقات المجانية التي يتلقاها اللاعبون، بطاقتان حمراوان و3 بطاقات من قبل أمام مصر في كأس إفريقيا، هل ترى أن هناك مشكلا على مستوى الانضباط؟ هناك أمور كثيرة ترتبط ببعضها البعض، اللاعب أحيانا يكون متحمسا أكثر من اللازم من أجل الفوز وفي بعض الفترات الأمور لا تسير في الميدان مثلما يريد حيث قد يقوم الحكم بأخطاء وقد يقوم المنافس بتصرفات أو تدخلات تؤدي به إلى ارتكاب أخطاء كرد فعل فتأتي البطاقات، وهو أمر منطقي وسببه كما قلت لك الحماس الزائد ولا أعتقد أن هناك مشكل انضباط، لكن هذا الحماس في رأيي يجب أن يكون في حدود معقولة ولابد للجزائريين أن يتحكموا أكثر في أعصابهم فالأخطاء الفردية يمكن أن تؤدي إلى انهيار فريق كامل. ما رأيك في مسألة بقاء المدرب سعدان من عدمها خاصة أن مستقبله غير واضح؟ هذا المدرب يجب الإعتراف بأنه قام بتجربة رائعة مع الفريق الجزائري وكان وراء التأهل إلى كأس العالم، يملك الخبرة الكافية بالإضافة إلى معرفته أفضل من أي كان بعناصره، هذا يعني أن مدربا آخر سيحتاج إلى مزيد من الوقت ليتعرّف عليهم في وقت أن بقاء سعدان سيختصر كل شيء، لهذا في رأيي من الضروري أن يبقى لكن مع تدعيم الطاقم الفني. بمدرب مثل بن شيخة مثلا الذي عمل في تونس ... هذه فكرة رائعة لأن بن شيخة اكتسب الخبرة اللازمة مع منتخب المحليين، وقبلها في النادي الإفريقي التونسي وحقق معه نتائج لم يحصل عيها هذا الفريق منذ سنوات، يمكن أن يساعد بهذه الخبرة منتخب بلده على الأقل إلى جانب سعدان، كما أنني أريد أن أقول شيئا وهو أن الفريق الجزائري يعيش وقته، إنه وقت الجزائر لتنبي فريقا أكبر من هذا ولتشرف اسمها، فكل شيء متوفّر من إمكانات مادية تحت تصرف المنتخب ولاعبين محترفين يلعبون في أكبر البطولات، الأجواء جيدة وحتى كل دول المغرب العربي وراء هذا المنتخب حتى لا نقول الجزائريين وحدهم، يجب فقط تصحيح الأخطاء والإستفادة من دروس الماضي بوضع اليد في اليد وتجنّب الهدم، الفريق الجزائري في مرحلة بناء ومرحبا بكل من يريد أن ينبي وليس في حاجة إلى من يهدم. ماذا تضيف في الأخير؟ تحياتي لكل الجزائريين، أقول لهم إنكم تملكون منتخبا من حقكم أن تعتزوا وتفتخروا به، واصلوا على هذا المنوال، وشكرا لكم لأنكم تذكرتموني.