أمطار وثلوج على عدد من الولايات    وساطة الجمهورية تنظم ندوة حول تعزيز حوكمة المرفق العام بعنابة    بوجمعة يعقد اجتماعا مع الرؤساء والنواب العامين للمجالس القضائية    الدراج الجزائري ياسين حمزة يحتفظ بالقميص الأصفر    سفيرتنا لدى إثيوبيا تفوز بمنصب نائب رئيس المفوضية    الطيب زيتوني..تم إطلاق 565 سوقًا عبر كامل التراب الوطني    وزارة الصحة تنظم فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية في تيبازة    الصحفية "بوظراف أسماء"صوت آخر لقطاع الثقافة بالولاية    الشهداء يختفون في مدينة عين التوتة    غريب يؤكد على دور المديريات الولائية للقطاع في إعداد خارطة النسيج الصناعي    خنشلة.. انطلاق قافلة تضامنية محملة ب54 طنا من المساعدات الإنسانية لفائدة سكان قطاع غزة بفلسطين    انخفاض حرائق الغابات ب91 بالمائة في 2024    جانت.. إقبال كبير للجمهور على الأيام الإعلامية حول الحرس الجمهوري    عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من قبل رئيس الحكومة اللبنانية    هذه رسالة بلمهدي للأئمة    تسويق حليب البقر المدعم سمح بخفض فاتورة استيراد مسحوق الحليب ب 17 مليون دولار    فريقا مقرة وبسكرة يتعثران    الجزائر تواجه الفائز من لقاء غامبيا الغابون    متعامل النقال جازي يسجل ارتفاعا ب10 بالمائة في رقم الأعمال خلال 2024    بداري يرافع لتكوين ذي جودة للطالب    معرض دولي للبلاستيك بالجزائر    وزير العدل يجتمع برؤساء ومحافظي الدولة    أمن البليدة يرافق مستعملي الطرقات ويردع المتجاوزين لقانون المرور    توفير 300 ألف مقعد بيداغوجي جديد    هكذا ردّت المقاومة على مؤامرة ترامب    حملات إعلامية تضليلية تستهدف الجزائر    قِطاف من بساتين الشعر العربي    كِتاب يُعرّي كُتّاباً خاضعين للاستعمار الجديد    هكذا يمكنك استغلال ما تبقى من شعبان    شايب يشارك في لقاء تشاوري مع جمعية الأطباء الجزائريين في ألمانيا    الجيش الصحراوي يستهدف قواعد جنود الاحتلال المغربي بقطاع الفرسية    محمد مصطفى يؤكد رفض مخططات التهجير من غزة والضفة الغربية المحتلتين    عرض فيلم "أرض الانتقام" للمخرج أنيس جعاد بسينماتيك الجزائر    المغرب: تحذيرات من التبعات الخطيرة لاستمرار تفشي الفساد    الرابطة الأولى: نجم مقرة واتحاد بسكرة يتعثران داخل قواعدهما و"العميد " في الريادة    موجب صفقة التبادل.. 369 أسيراً فلسطينياً ينتزعون حريتهم    الذكرى ال30 لرحيله : برنامج تكريمي للفنان عز الدين مجوبي    إعفاء الخضر من خوض المرحلة الأولى : الجزائر تشارك في تصفيات "شان 2025"    سلمى حدادي تفتك منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي    تضاعف عمليات التحويل عبر الهاتف النقّال خلال سنة    6 معارض اقتصادية دولية خارج البرنامج الرسمي    الديوان الوطني للمطاعم المدرسية يرى النور قريبا    "سوناطراك" تدعّم جمعيات وأندية رياضية ببني عباس    انطلاق التسجيلات للتعليم القرآني بجامع الجزائر    تنسيق بين "أوندا" والمنظمة العالمية للملكية الفكرية    22 نشاطا مقترحا للمستثمرين وحاملي المشاريع    حمّاد يعلن ترشحه لعهدة جديدة    دراجات: طواف الجزائر 2025 / الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة السابعة و يحتفظ بالقميص الأصفر    محرز ينال تقييما متوسطا    كيف كان يقضي الرسول الكريم يوم الجمعة؟    سايحي يواصل مشاوراته..    صناعة صيدلانية : قويدري يبحث مع نظيره العماني سبل تعزيز التعاون الثنائي    وزير الصحة يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي    وزير الصحة يستمع لانشغالاتهم..النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة تطالب بنظام تعويضي خاص    وزير الصحة يلتقي بأعضاء النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيمي جاكي:“سعدان وماجر بامكانهما فعل أشياء كثيرة”
نشر في الهداف يوم 01 - 07 - 2010

صار المدرب الفرنسي “إيمي جاكي” صديقا ل”الهدّاف”، ففي كل مرة نتصل به لأخذ رأيه أو انطباعاته يجيب بصدر رحب ومن دون أي إشكال،
ويكشف من على صفحاتنا ما وقف عليه في مونديال جنوب إفريقيا، وما وقف عليه من مشوار المنتخب الوطني في المونديال، فضلا على أمور دقيقة ومفصلة، جعلت حديثنا إليه يكون شيقا وممتعا، كما يبرز بطل العالم سنة 1998 مع المنتخب الفرنسي النقاط الهامة التي يراها تنقص الخضر، بل راح إلى ترشيح عمل رابح سعدان ورابح ماجر مع بعضهما لمواصلة قيادة المنتخب إلى الأحسن، وفي هذا الحوار الشيق يرى فيهما “إيمي جاكي” الذي يشتغل كمحلّل ومعلّق على القناة المشفّرة “كنال+” أنهما الأجدر بقيادة “الخضر” من مدرب أجنبي.
صباح الخير السيد إيمي جاكي، معك صحفي “الهداف” الجريدة التي تعوّدت على تقديم تعليقاتك وتحاليلك لها.
أهلا، صباح الخير، لقد تعرفت على صوتك، أتمنى أن تكون بخير.
هل يمكنك أن تمنحنا جزءا من وقتك، نريد طرح بعض الأسئلة إذا تفضّلت؟
نعم، لا يوجد أي إشكال، تفضل اليوم نحن في راحة لأنه لا توجد أي مباراة.
ما الذي يمكنك أن تقوله لنا حول كأس العالم التي تجري حاليا في جنوب أفريقيا؟
هو مونديال جميل كما أنها منافسة تجري في أحسن الظروف وفي أجواء جيدة بل كل شيء جميل هنا، فالناس لطفاء جدا ومضيافون، كما توجد هنا في جنوب أفريقيا هياكل قاعدية رائعة والجميع سعيد بالمشاركة في كأس العالم، فقد كانت هناك عدة مفاجآت لحد الآن في هذا الموعد الكبير مثال ذلك إيطاليا بطلة العالم التي خرجت من الدور الأول، فرنسا أيضا وصيفة بطل العالم التي خرجت هي الأخرى من الدور الأول، إنجلترا التي لم تكشف عن كل ما كان منتظرا منها وغادرت في الدور الثاني، غانا أيضا التي ستكون ولأول مرة في تاريخها في الدور ربع النهائي.
دون شك ستكون مناصرا لغانا ولمنتخب لاعبك السابق “مارسال دوسايي” ...
(يضحك) نعم، “مارسال” قلبه ينبض بتشجيع غانا وأعتقد أنها من أحسن وأفضل المنتخبات الإفريقية حاليا فهي تكشف عن كرة قدم جميلة، وكنا ننتظر أيضا أن تكون إلى جانبها كوت ديفوار وتتجاوز الدور الأول خاصة أنها تملك أرمادة من النجوم العالميين، لكن أعتقد أن الإصابة التي لحقت ب “ديدي دروڤبا” لعبت دورا كبيرا في تأثر منتخب الفيلة، فقد كان بوسعهم تقديم أداء أحسن حتى وإن كانوا في مجموعة قوية، أما المفاجأة الحقيقية فقد كانت من منتخب باراغواي المتواجد في الدور ربع النهائي في حين أنه لا يملك تشكيلة ثرية بالأسماء أو كاملة من كل الجوانب.
الأمر الجذاب في هذا المونديال هو “الفوفوزيلا“ أيضا ..
آه نعم (يضحك)، هذه هي الأجواء الأفريقية وأيضا فرحة البلد بطريقته، كان يجب التعوّد عليها وقبولها، فأنا شخصيا لم أحبها كثيرا لأنها تُصدر صوتا مزعجا حتى أن هذه الآلة أزعجت بعض الشيء المنتخبات الأوروبية لأنه لا يكون في وسعها التفاعل مع المباريات والغناء والتشجيع.
أكيد أزعجتك بعض الشيء في عملك؟
لا أبدا، فهي لم تزعجنا كثيرا وإنما تسبب في بعض المرات في نقل الحوارات وصعبت الإتصال بعض الشيء، وعلى كل حال فقد تعوّدنا عليها.
هل وجدت راحتك في مهنتك كمعلق ومحلل في قناة “كنال+” في هذا المونديال؟
نعم بطبيعة الحال، فأنا أقوم بهذا العمل منذ مدة طويلة حيث كنت محظوظا في التعليق وتحليل كامل لقاءات رابطة أبطال أوروبا، أما بالنسبة لكأس العالم الحالية فقد تعوّدت على المرح والمزاح فيها مع كامل الفريق الذي أشتغل معه خاصة في المباريات، وهذا ما أعتبره خليطا في كرة القدم بين الشعوب والثقافات أيضا، أمر جميل أن تشارك وتحضر وتعمل رغم ما سببته لنا “الفوفوزيلا” إلا أنها تبقى آلة تخلق جوا من المرح والبهجة في الملاعب.
هل هناك لقاءات شدوا انتباهك وأعجبت بها؟
لقد حضرنا لمباريات جميلة أذكر من بينها مباراة البرازيل – كوت ديفوار، ألمانيا – غانا، فقد كانا لقاءين جميلين جدا مع مستوى رفيع وأداء جيد للمنتخبات، لهذا فقد كنا محظوظين بمتابعتها، كما تابعت أيضا مباراة إنجلتراالجزائر وهي الأخرى كانت مباراة جيدة ومثيرة وفي ذلك اليوم الجزائريون فاجؤوني بأدائهم وكانت أيضا مقابلة ذات مستوى عال.
لنتحدث حاليا عن فرنسا، ما هو رأيك في كل ما حدث مع المنتخب في هذا المونديال؟
حينما نعود إلى المشوار السلبي للمنتخب الفرنسي أقول إننا انهزمنا على أرضية الميدان سواء أمام المكسيك أو جنوب أفريقيا، وقد كان وجه المنتخب شاحبا جدا في البداية أمام منتخب أوروغواي، أما عن الأمر الذي أحزنني أكثر فهو الجو وسط الفريق الذي كان في البداية يظهر أن فيه ثقة مفرطة، لكن في الحقيقة لم أعرف ما الذي كان يجري، بكل صراحة ما جرى غير مقبول من لاعبين محترفين، ثانيا أظن أنها بكل صراحة تصرفات غير مسؤولة، أمر مخجل كوننا نمثّل بلد، في كل منتخبات العالم توجد مشاكل لكن ليس بهذه الطريقة، فقد كنت متأثرا ولم أفهم شيئا، أتمنى أن نعرف الحقائق في الأيام القادمة ويجب أن لا نبقى دون توضيحات خاصة في وضعية لا نعرفها، أكيد أنها حالة خلفت وراءها تلطيخا لصورة كرة القدم بل حتى لبلدنا في منافسة عالمية حيث لم يكن يتوقعها أحد، أعتقد أن الجميع ينتظر توضيحات وأنا شخصيا أتمنى أن ألقى توضيحات من اللاعبين بعد الذي بدر منهم.
أنت من دون شك تشير إلى التصرف الذي بدر من اللاعبين أياما قبل المباراة الثالثة التي جمعتكم بمنتخب جنوب أفريقيا، أليس كذلك؟
نعم، فإن ما شاهدته وسمعته يعتبر غير مفهوم إطلاقا بل لا يمكن تقبله لأنه تصرف غير مسؤول، أنا شخصيا أحب المنتخب الفرنسي بل راهنت عليه لبلوغ أدوار متقدمة في هذا المونديال لكن العكس هو الذي حدث، فقد كنت أنتظر من اللاعبين أن يكشفوا عن مواهبهم وطريقة لعبهم الجماعية، لكن في النهاية كشفوا لنا عن فوضى حقيقية، هذا مؤسف حقا، كرة القدم الفرنسية جميلة، نملك لاعبين جيدين ومنتخبا قويا لكن مع هذا المونديال صورة المنتخب الفرنسي صارت مزيفة، هذا كل ما لدي قوله.
مؤخرا أعلن رئيس الإتحاد الفرنسي “جون بيار إيسكاليت” انسحابه، هل ترى أن هذا القرار صائب؟
أنا شخصيا أعتبر أن السيد “إيسكاليت” والعمل الذي قام به كشف أنه قام بدوره كما يجب، فهو شخص تحمّل المسؤولية وبقي يدافع ويدعم المشروع ليوصل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، وقد كانت لديه ثقة شديدة في المدرب “دومينيك” وبقي يجدد فيه الثقة في كل مرة، وعليه أرى أن “إيسكاليت” إتخذ القرار الذي كان يراه صائبا، وعلى كل حال فأنا أعتبر قراره صائبا لأن رئيس الإتحادية كان أهلا للمنصب الذي يشغله.
لننتقل الآن إلى موضوع آخر وهو الجزائر، كيف تقيّم مشوار “الخضر“ في الدور الأول من هذا المونديال؟
لقد كانت لدي فرصة لأشاهد اللاعبين الجزائريين ولا أخفي عليكم فقد أعجبوني كثيرا وفاجؤوني أيضا، فقد كشفوا عن إمكانات كبيرة سواء من الناحية التكتيكية أو الفنية فقد كانوا يتحدّون قلة الخبرة لكن هذا لم يكن كافيا لهم لإجتياز الدور الأول، لأن جميع اللاعبين ليست لديهم خبرة “مونديالية” وخبرة المواعيد الكبرى، كما كان ينقصهم بعض من الحظ أو التجسيد على المستوى الهجومي، وعلى كل حال يجب المواصلة على هذا النحو وأنا واثق من أنهم سيصنعون أمورا أحسن وأجمل وسينافسون أقوى المنتخبات في العالم، فالأمر يتعلّق الآن باللاعبين لمواصلة ما كشفوا عنه في المونديال، أعتقد أن الأمر هنا واضح جدا للاعبين وأنهم فهموا أن دخول منافسة كبيرة وعالمية مثل المونديال يتطلّب جهدا وعملا ومثابرة وإذا كان المونديال بوابة فإنهم فتحوها ومستقبلا ما عليهم سوى تطوير مواهبهم فوق الميدان وهذا ما يجب عليهم فعله والتفكير فيه من الآن.
لكن من حيث النتائح فإنها مخيّبة للآمال، أليس كذلك؟
نعم، فحينما تقول إن النتائج مخيّبة فأنا أوافقك الرأي، لكن الآن عليّ أن أوجه سؤالا للجزائريين، هل هناك لاعب تميّز في هذا الفريق؟ قبل أربع سنوات من انطلاقة منافسة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقا أنا متأكد ومتيقن أنه ما كان أحد يتوقع أو يراهن على هذا الفريق.
هذا صحيح، لا أحد كان يراهن على هذا الفريق.
وعليه فأنا محق إذن، التأهل إلى كأس العالم يعد في حد ذاته تقدّما بخطوة إلى الأمام، يوجد أمر بسيط فقط هو أنه يجب على كرة القدم الجزائرية أن تنظم هي الأخرى، لابد أيضا من التركيز كثيرا على البطولة الجزائرية فهذه الأخيرة قد تكون منظمة بشكل جيد ويكون هناك تكوين جيد يهدف إلى تطوير قدرات الشبان في تحسين أدائهم وتطوير مواهبهم، وعليه فحسب رأيي الخاص ما يزال هناك عمل كبير، لكن كأس العالم أعتقد أنها كشفت أن الجزائر خطت خطوة إلى الأمام ويؤسفني حقا أمر واحد في المنتخب الوطني الجزائري الذي لم يعد مشكّلا من لاعبين ينشطون في البطولة الوطنية.
ولكن على اعتبار أن الجزائر خرجت في الدور الأول بحصيلة خالية من الأهداف، فإن هذا الأمر خلق نوعا من التذمر وسط الأنصار وبعدها بدأت المطالبة بإبعاد سعدان..
نعم.. ولكن اسمعني جيدا، سعدان لا يمكن تحميله أي شيء، فهو لم يكن على أرضية الميدان، أعتقد أن سعدان قام بكل ما في وسعه ليقدم صورة جميلة عن الجزائر في كأس العالم، فهو ليس مخطئا أو مذنبا، فالجزائر عليها أن تتقدم وتتطور في لعبها بلاعبيها، فهناك جيل قادم وهذا ما يجب عليهم التحضير له ليكونوا على قدر من المسؤولية في تمثيل الجزائر أمام المنتخبات الكبيرة، الجزائر عادت إلى المحافل الدولية بفضل قرار “الفيفا” أيضا التي سمحت للاعبين الذين حملوا ألوان منتخب آخر بحمل ألوان الجزائر، وهذا ما يعني أن الجزائر تملك منتخبا جديدا، وحاليا يجب عليها أن تتقدم وتحسّن من صورتها، الشيء الآخر الذي كشفت عنه الجزائر هو الوجه القوي الذي أبان عنه اللاعبون أمام إنجلترا والذي سمح لي شخصيا بالتعرف على أن بلادكم هي بلاد لكرة القدم، تتنفسه وأيضا موهوبة بلعبها، وحاليا فلا يجب البقاء للفرجة بل يجب مواصلة العمل.
انتقد سعدان أيضا كونه لم يعتمد على مهاجم صريح وقوي، فيما يعتمد على استراتيجية لعب دفاعية، ما تعليقك؟
نعم.. ولكن سعدان قام بخياراته، أعتقد أنه لم يتأخر، فهو اختار استراتيجية لعب على ضوئها عرف اللاعبون كيف يترجمونها بإحكام على أرضية الميدان، صحيح أنه كانت تنقص الخبرة كما قلت في السابق، ولكن عرّفني بهذا المهاجم الصريح الذي تتحدث عنه.
مثلا جبور كان أمام إنجلترا في كرسي الاحتياط..
نعم، صحيح جبور كان على كرسي الاحتياط، ولكن لم يكشف أنه يتمتع بقدرات كبيرة تسمح له باللعب في المستوى العالمي، فهو عنصر يفتقر إلى الخبرة العالية، فكيف تريد القول أنه سيدخل ليسجل، هذه كلها احتمالات فقط.
على المستوى الفني والتكتيكي، ما هي النقاط الإيجابية التي استخلصتها من مشاركة “الخضر” في المونديال؟
أنا شخصيا أعجبت كثيرا بالطريقة التي لعب بها المدرب سعدان أمام إنجلترا، فهم جيدًا أن كرة القدم الجزائرية هي خليط ومزيج مع فنيات كبيرة، ولا يمكن أن ننسى أن اللاعب الجزائري يبقى دائما يتمتع بمهارات فنية عالية، فهم ليسوا بمحاربين مثل “الباراغواي” أو “الشيلي” الذين يعتمدون أكثر على الجانب البدني. الجزائريون برأيي يجب عليهم أن يخلطوا بين الجانب البدني والسرعة في اللعب لتكون لديهم قوة تمكنهم من منافسة المنتخبات الكبيرة، وبهذه الطريقة، الذكاء في اللعب، المهارات الفنية، القوة البدنية والسرعة في اللعب ستقدم كرة القدم الجزائرية أسلوبا رائعا في اللعب.
في المباراة التي جمعت ألمانيا بإنجلترا، كنا نشعر نحن الجزائريين حينما كانت تجري المباراة بأنه كان بوسعنا التغلب على إنجلترا، برأيك ما هو الشيء الذي كان ينقص الجزائر لتتغلب على “الأسود الثلاثة”؟
من دون تردد، أقول الثقة بالنفس، فاللاعبون الجزائريون كان ينقصهم الثقة بالنفس، وأنا متأكد أنه في اللحظات التي عرفوا كيف يتغلبون ويفوزون بالصراعات الفردية على إنجلترا كان بوسعهم التسجيل بكل سهولة، طبعا إذا كانت لديهم تلك الثقة بالنفس، ولكن طموح اللاعبين وإيمانهم بقدراتهم هذا ما كان ينقصهم.
هل هناك لاعبون شدوا انتباهك؟
أنا متأسف جدا، فلا يمكنني الحديث عن اللاعبين، ولم أقم في حياتي بهذا، فأنا أتحدث عن الجانب الجماعي، ولا أتحدث أبدا عن لاعب، ولو أنني أعرفهم جميعا على اعتبار أن أغلبيتهم لعبوا في المنتخب الفرنسي.
وهل بإمكانك أن تقيّم لنا مستوى الحارس “وهاب مبولحي”؟
انطلاقا مما شاهدت، فهو حارس جيد، أعتقد أنه استفاد من الفرصة التي أتيحت له ليعبّر عن قوته وإمكانياته، بل أقول أنه أخذ الثقة بالنفس، أما الآن فيجب عليه أن يواصل في العمل وعلى نفس الوتيرة من الاجتهاد ليتطور أداءه إلى الأحسن.
إذن تقيّم حصيلة سعدان بأنها كانت إيجابية في كأس العالم..
نعم، فبالنسبة لي فقد كانت حصيلة سعدان إيجابية، وبالمناسبة أستغل الحوار لأوجه له تحياتي وأهنئه على ما قدمه، أتمنى أن يواصل عمله ويبقى على رأس المديرية الفنية للاتحادية، ليقدم خبرته الدولية للمنتخب، وأقول أيضا أن حصيلته إيجابية ويجب أن يكون حاضرًا ليساعد أو يوجه المدرب الجديد في عمله ويسهّل عليه مهمّته طبعا، في الجزائر يجب أن تتطور كرة القدم وهذا الأمر يعرفه جيدا سعدان.
نهاية عقد رابح سعدان على رأس العارضة الفنية ستكون يوم 30 جوان مع الاتحادية الجزائرية، والجميع منقسم حول أمر بقائه في العارضة الفنية..
بكل صراحة، لقد وضعتموه في أمر لا يمكن تحمّله، القرار في رأيي يبقى في يد الإتحادية، ومن قبل الناس الذين يُسيّرون كرة القدم الجزائرية، وهم يرون من هو أصلح وقادر على قيادة المنتخب، ولكن يجب أن ننظر إلى الاستقرار لأنه يلعب دورًا هامًا.
في كواليس “الفاف” أطراف تتحدّث عن رابح ماجر، النجم الجزائري السابق، برأيك ما هو الاختيار الأفضل، الإبقاء على سعدان أم جلب ماجر؟
أعتقد أنهما قادران على الاشتغال مع بعض وتشكيل ثنائي جيد، سعدان وماجر ثنائي بإمكانه فعل أشياء كثيرة، ماجر مدرب شاب بإمكانه تقديم شيء إضافي، وبوضعه بجانب سعدان فبإمكانهما فعل أمور جميلة مع المنتخب الجزائري، لأن سعدان يملك الخبرة ويقيّم الأمور جيدا، وفوق هذا فهو مدرب كبير ومعروف. كما أعتقد أنه ليس من السهل أن تطوّر أداء أي منتخب أو تحسّنه بشكل سريع، وعليه فإنه إذا ما قامت الاتحادية بتنظيم آخر، أتوقع أن تمنح سعدان دورا آخر لأنه يستحق ذلك وأثبته، وهذا كله يبقى كما قلت رأيا شخصيا.
بهذا التنظيم الجديد الذي تتحدث عنه، فهناك منصب مدير فني وطني، فهل بإمكاننا رؤية السيد “إيمي جاكي” في هذا المنصب مثلما تمنيناه من قبل؟
لا، أبدا، فأنا اتخذت قراري، وسبق أن قلت لكم عنه في الحوار الأول الذي قمت به معكم، فقد اشتغلت في كل المناصب في كرة القدم، خاصة في فرنسا، ولكن منذ 2006 قررت الانسحاب نهائيا حتى في فرنسا فلن تجدوني في مثل ذلك المنصب.
لنفترض أنك صاحب القرار في اختيار المدرب الوطني، فأي وجهة تختارها، المدرب المحلي أو مدرب أجنبي؟
(لم يسمع السؤال جيّدا) الإثنين، أي مدرب يُفضّل أن يؤخذ الأحسن ليبني فريقا قويا، وبالتالي سيأخذ الأحسن وهذا واضح.
لا لم أقصد هذا، وإنما طلبت رأيك في من تختار كمدرب وطني، المحلي أو الأجنبي؟
أنا دائما أفكّر في المدرب المحلي، وأضع دائمًا الثقة به وهذا رأيي الخاص طبعا.
وما هي الأمور الإيجابية بالنسبة للمدرب المحلي؟
شيء بسيط، فهو يحافظ على الثقافة الكروية، يحافظ أيضا على روح المجموعة، يتمتع أيضا بدعم جماهيري كبير على المستوى الوطني، وفوق هذا فهو يعرف بلده جيدًا، ويملك فكرة عن ذهنية اللاعب الجزائري وكرة القدم الجزائرية وهذا هو الأمر الأهم، صدّقوني فهو الحل الأنجع، عليه فقط أن يسافر وينتقل ويرى ليكسب نظرة أوفر عن المستويات العليا والتجمعات الدولية الكبيرة، يلاحظ ويستفيد منها.
أنت تعرف جيدا زين الدين زيدان ورأيت شعبيته الكبيرة في الجزائر، والجميع هنا يحلم بأن يكون مدربا للمنتخب الوطني، هل تعتقد أنه سيكون يومًا ما؟
شيء صعب أن أجيب عن سؤالك، أعتقد أنه من الأحسن توجيه السؤال إليه فهو الوحيد القادر على إجابتك.
نترك لك الكلمة لنختم هذا الحوار..
أطلب من الشعب الجزائري أن يتحلى بالصبر، فاللاعب الجزائري لا ينقصه شيء عن اللاعب الأوروبي أو الأمريكي (يقصد أمريكا اللاتينية)، فقط تنقصه بعض الخبرة، ولهذا يجب أن يقدّم لهم الوقت الكافي، الجزائر نجحت في تحقيق أمور كبيرة إلى حد الآن، وعليه يجب أن يصبروا على هذا الفريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.