بقلب مفتوح كالعادة، قرّر صخرة دفاع “الخضر” رفيق حليش أن يتحدث إلى قرّاء “الهدّاف” بعد أيام فقط عقب عودته من جنوب إفريقيا بعد انتهاء مغامرة المنتخب الجزائري في المونديال. ولم يكن من السهل أن تصل إلى حليش، على غرار زملائه من المنتخب الوطني.. إلاّ أن إبن باش جراح قرّر أن يمنح “الهدّاف” الإستثناء ويستقبلها بصدر رحب، ويجري حوارا يكشف فيه العديد من الأمور الخاصة بمشاركة الجزائر في المونديال ومستقبله الكروي والعديد من الأمور الخفية، وكل ذلك في أجواء حميمية في مقر سكناه أين تبادلنا لأكثر من ساعة الحديث معه. الموعد كان في الحادية عشرة صباحا أمام مقر سكناه وقرّرنا أن يكون الإلتقاء مع مدافع المنتخب الوطني في الساعة الحادية عشرة صباحا في مقر سكناه بباش جراح، بما أن هذا الحي يُمثّل العديد من الأمور بالنسبة ل حليش الذي عرف فيه النور وعاش فيه كل اللحظات بحلوها ومرّها، كما أن حليش قرّر هو كذلك أن يكون مقر سكناه مكان التقائنا وليس أي مكان آخر وهو ما تم الإتفاق عليه. ال “دّا المولود” في الإستقبال كالعادة وكانت همزة الوصل بيننا وبينه هو والده “ال دّا المولود” الذي سهّل لنا مهمة الإلتقاء بفلذة كبده، وهو أمر لم يكن ليخفى على أحد أعمدة الجيدو الوطني السابق الذي استقبلنا بوجه بشوش كالعادة يعكس معنى تواضع الكبار، وكان الحديث معه شيّقا للغاية واكتشفنا أن “ال دّا المولود” هو أحد الأسباب التي جعلت رفيق يحظى بكل ذلك الإحترام الذي يملكه الآن من الجميع بفضل التربية التي تلقاها من والده وساهمت في تركيزه على مشواره وفقط. حليش منقطع عن العالم الخارجي ومعظم وقته مع والديه ووجدنا حليش بعيدا كل البعد عن العالم الخارجي، فهو لا يُفارق المنزل إلاّ للذهاب إلى المسجد من أجل أداء الفرائض أو البقاء مع بعض أصدقائه في الحي ومعظم وقته مع والديه، حيث لا يريد أن يخوض في أي تفاصيل أخرى ما عدا الإستفادة من الراحة ونسيان ضغط المنافسة بشكل كلي، قبل أن يعود إلى المنافسة في أقرب وقت. أثنى كثيرا على بودبوز وعبدون ويعتبرهما ورقتين رابحتين وفي حديثنا مع حليش، إستوقفتنا نقطة مهمة جدا وهي عندما تحدث لاعب ماديرا عن بعض شبان “الخضر” والذين قال إنهم من الضروري جدا أن يكونوا في قلب إهتمامات المسؤولين، وخص بالذكر عبدون وبودبوز، حيث وصفهما بالموهوبين وبالورقتين الرابحتين في الفريق الوطني بكل المقاييس، وطمأن الأنصار على أنه لا خوف على الجزائر بشبانها الذين سيكون لهم شأن في المستقبل وسيقدمون وجها آخر للفريق الوطني الذي سيبلي البلاء الحسن في كل المنافسات مستقبلا. لا يُريد أن يُقدم أي رأي بخصوص العارضة الفنية ل “الخضر” ولم يرد حليش أن يخوض في موضوع العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ووصفها بالقضية التي لا تهمه لا من بعيد ولا من قريب، بالرغم من أن نبرة كلامه تدل على أنه متعاطف كثيرا مع سعدان، والذي يعتبره بمثابة الأب الروحي الذي ساعده كثيرا في مسيرته الكروية وبروزه على الساحة الدولية، تاركا مسألة تدعيم العارضة الفنية ل”الخضر” من عدمها إلى الجهات المخوّلة من هذا الجانب، ودوره على غرار كل زملائه هو الميدان والطريقة التي تُكفّل له الدفاع عن الألوان الوطنية بكل قوة.