انتهينا من المشاركة المونديالية التي خطفت عقول الجزائريين منذ ضمان المشاركة فيها قبل أكثر من 7 أشهر، فمنذ مباراة أم درمان الشهيرة لا صوت يعلو في الجزائر على صوت المنتخب الوطني ورفع التحدي في جنوب إفريقيا، كما أن الوضع مشابه الآن في تصدّر “الخضر” للاهتمامات لكن بخصوص مرحلة ما بعد كأس العالم وضرورة الحفاظ على الفريق “المكسب”، ويدور لب الحديث الآن حول من سيقود السفينة بعد “الشيخ” رابح سعدان إذا قرر التنحي عن منصبه، فالمطلوب من الجزائريين هو مدرب كفؤ، خبير، يملك تجارب ناجحة، وهي شروط باتت تعادل الأموال في وقتنا الحالي. تقارير عالمية تؤكد التهاب سوق المدربين أصحاب الكفاءة بعد المونديال أيام قليلة تفصلنا عن نهاية المونديال فنحن الآن في الدور ربع النهائي وب 8 منتخبات فقط من أصل 32، لهذا رجّحت تقارير صحفية عالمية أن تعرف سوق المدربين الخبراء وأصحاب الكفاءة التهابا شديدا في الأسعار، فمن جهة هناك منتخبات أوروبية تطمح إلى محو تعثرها في المونديال بالتركيز على تصفيات كأس أمم أوروبا التي ستنطلق شهر سبتمبر القادم، والأفارقة أيضا ومعهم الآسيويون المعنيون بكأس آسيا في قطر، لهذا فمُحدّد مصير الكفاءات التدريبية أصبح ماليا بالدرجة الأولى، ربما يضاف إلى المعطيات الفنية التي تقف هذه المرة إلى جانب “الخضر” الموندياليين الذين يسيلون لعاب أي مدرب للإشراف عليهم. موقع دراسات مالية يؤكد أن المدرب الكفء يساوي 2 مليون أورو سنويا قبل فترة من الآن قام موقع “فوتبول ترونسفار” المعني بالجانب المالي للرياضة الأشهر على وجه المعمورة بجرد دقيق لأعلى الرواتب في عالم كرة القدم مختصا المدربين بباب من أبواب هذه الدراسة، حيث قدّر بشكل دقيق قيمة الراتب الذي يسمح بجلب مدرب يمكنه تقديم الإضافة ب 2 مليون أورو سنويا، وهو راتب خاص بمدربي المنتخبات فالمشرفون على الأندية الأوربية الكبرى يتقاضون مبالغ تقترب من 10 ملايين أورو سنويا. “الفاف“ تملك 40 مليون أورو في خزينتها وتستطيع جلب من تشاء المبلغ الذي حدده موقع “فوتبول ترونسفار” لمن يريد جلب مدرب كبير يبتعد بمقدار ضخم جدا عن المعتاد بالنسبة للمدربين الذين أشرفوا سابقا أو المدرب الحالي ل “الخضر”، فالمدرب الوطني رابح سعدان يتلقى تقريبا عُشر هذا المبلغ وحتى التقنيون الأجانب الذي مرّوا على المنتخب الوطني لم يتجاوزوا راتب “الشيخ” أيضا، لهذا فتحويل “الفاف” للأنظار نحو مدرب كبير بمواصفات عالمية سيضطرها إلى إحداث سابقة هي الأولى من نوعها في مجال الرواتب بالجزائر، والأمر ممكن خاصة مع السيولة المالية التي تملكها الاتحادية الجزائرية التي قال عنها حفيظ دراجي قبل أشهر من الآن عبر قناة “نسمة تي.في”: “الفاف حاليا تكتنز ما لا يقل عن 40 مليون أورو في خزينتها”. حتى الأفارقة الفقراء يدفعون هذه المبالغ لم تكن المغرب الوحيدة أو السباقة في منح مبالغ كبيرة للمدربين في القارة السمراء فجنوب إفريقيا هي الأخرى تدفع للبرازيلي كارلوس بيريرا 1.3 مليون أورو سنويا، ومعها أيضا منتخبات كبيرة مثل نيجيريا، الكاميرون، غانا وحتى أنغولا التي دفعت 1.2 مليون أورو للبرتغالي جوزي مانويل أثناء كأس أمم إفريقيا الأخيرة، لهذا فالبحث عن الكفاءة مقابل مبلغ مالي كبير ليس إهدارا للمال على الأقل في عالم كرة القدم فالكفاءة الآن هي المعيار الأول والأخير لجلب المدربين .