كان اللاعب الشيلي السابق إيفان زامورانو حاضرا أمس للتعليق على المباراة نصف النهائية التي جمعت ألمانيابإسبانيا، وكعادته كات متواضعا وأجاب على كل أسئلتنا لكنه طلب منا أن نتركه لوقت قصير حتى يتناول وجبة خفيفة... في البداية لماذا تمت تسميتك ب “بام بام” أو “الهيليكوبتر“؟ فيما يخص تسمية “بام بام” فقد كانت مقترنة بي منذ أن كنت صغيرا لأني كنت أهوى الرشق بالحجارة وأحد أصدقائي أطلق عليّ هذه التسمية، أما بالنسبة للهيليكوبتير فقد كان ذلك في مباراتنا أمام فرنسا سنة 98 لما صعدت أمام دوسايي وبقيت لبضع ثوان في السماء قبل أن أسجل، لهذا سموني بالهيليكوبتر. وماذا يمكن أن تقول عن كأس العالم 2010؟ بالنسبة لي لم نشاهد الشيء الكثير ولم نر الوجه الحقيقي للمنتخبات إلا في الدور ربع النهائي من حيث اللعب الهجومي الراقي، لأن العديد من المدربين كانوا حذرين لكن في الأدوار الأخيرة كانت هناك لقاءات جميلة لأن الذي يمر جانبا يغادر المنافسة وهو الأمر الذي كان يعلمه المدربون، والآن مع مرور المباريات أصبحت أشاهد مستوى أفضل من الذي شاهدته في الدور الأول. وهل هناك لاعبون خطفوا الأضواء حسب رأيك؟ نعم لكن ليس بالضرورة خطفوا الأضواء، أعجبني لعب الإسبان وخاصة فيا، تشافي وإنييستا والألمان أبهرني منهم أوزيل، كلوز ومولر، ومن أوروغواي فورلان وسواريز، ومن هولندا روبن وڤنايدر، والمقام لا يسمح لي بالحديث عن الآخرين لأن عددهم كبير. وهل كان خروج الأفارقة عاديا وهل أنت محبط من المشاركة الإفريقية في المونديال؟ إذا أخذنا بعين الإعتبار احتضان القارة السمراء للمونديال فسأقول إنني محبط، وباستثناء غانا التي أدت مشوارا مقبولا فإن بقية المنتخبات لم تظهر الشيء الكثير وأقصيت من الدور الأول، وأرى أن العودة القوية لمنتخبات أمريكا الجنوبية على غرار باراغواي، أوروغواي، الأرجنتين بالإضافة إلى البرازيل حجبت الأضواء عن الأفارقة، كما أن الجميع تأهل إلى الدور الثاني بمن في ذلك الشيلي. هل تعتقد أن عدم تجاوز منتخب بلادك الشيلي للدور ثمن النهائي دليل على عدم قدرته على التخلص من الحاجز النفسي؟ لا أرى الأمر من هذه الزاوية لأن الأمر لا يتعلق بحاجز نفسي بل حاجز رياضي، ففي المرتين الأخيرتين عندما خرجنا من الدور الأول كان ذلك أمام منافس قوي هو البرازيل، ومن الجهة المقابلة فقد فزنا في المباريات التي يجب الفوز بها وانهزمنا أمام منافس أقوى منا وهو البرازيل صاحب المرتبة الأولى عالميا حسب “الفيفا” وإسبانيا صاحبة المركز الثاني، ولا يمكن فعل أي شيء أمام هذين المنتخبين. هل شاهدت مباريات المنتخب الجزائري؟ نعم، وأعتقد أن الجزائر تطوّرت كثيرا والدليل على ذلك تواجدها مع أكبر 32 منتخب في العالم، لكن ينقصها أمر معين لتكمل مهمتها. ومن هو اللاعب الذي أعجبك؟ إنه حارس المرمى الذي لعب بعد مباراة سلوفينيا، وأرى أن منتخبا قويا يجب أن يكون لديه حارس كبير، وحارس الجزائر كان اكتشاف المونديال على عكس ذلك لم أشاهد مهاجمين في المنتخب الجزائري أو لاعبين قادرين على تجسيد لقطات زملائهم إلى أهداف، وماعدا ذلك فإن الجزائر تملك لاعبين يمتازون بإمكانات فنية كبيرة وكانوا محفزين جدا من الجانب النفسي. هل يجب منح الثقة إلى المدرب الحالي دائما أم منح الثقة إلى آخر؟ هذا الأمر لا يمكن أن يكون مشكلة إطلاقا والحل واضح في هذا الصدد فإذا كانت النتائج مقنعة فمن الضروري أن يبقى المدرب ويواصل عمله، لكن إذا حدث العكس وكانت النتائج مخيبة ومتذبذبة يجب إحداث التغيير على غرار ما حدث لشيلي، فقد كنا نتابع عمل باييلسا الذي كان مقنعا طوال أربع سنوات وقد اقترحوا عليه مواصلة العمل، وهذا ما يمكن قوله عن مدربكم والأمور ستتضح مستقبلا. وكيف سيكون رد فعلك لو قلنا لك إن المرات الثلاث التي تأهلنا فيها إلى المونديال كانت مع المدرب نفسه؟ التأهل إلى كأس العالم لا يعني شيئا لأن حتى كوريا الشمالية تأهلت إلى المونديال ونتائجها لم تكن مقنعة. وهل تتذكر اللاعبين الجزائريين الذين لعبوا في نفس فترة لعبك المونديال؟ لا، لكن هناك ماجر الذي لعبت أمامه في الريال، وهو لاعب كبير إضافة إلى بلومي ومدافع عملاق كذلك (أحد الصحفيين الشليين أخبره أن قريشي)، صراحة الجزائر تملك العديد من اللاعبين الموهوبين خاصة تلك التي قهرتنا في مونديال إسبانيا 82. ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟ تحية كبيرة للشعب الجزائري الذي يعشق كرة القدم مثل الشيليين.