على الرغم من ثراء سجله التدريبي وهو الذي حقق الثنائية مع نادي أتليتيكو مدريد (التتويج ب الليڤا وكأس الملك)، بالإضافة إلى تدريبه كلا من ريال مدريد وبرشلونة، إلا أن المدرب رادومير أنتيتش فاجأنا بتواضعه الشديد خاصة لما قال لنا فور اتصالنا به: “إجراء مقابلة مع صحافي جزائري.. لقد انتظرت هذا الأمر بشغف خاصة أننا بصدد مواجهة منتخب بلادكم في الأسابيع المقبلة وديا وكنت أنتظر فرصة هذا الحوار حتى أبدي إعجابي الكبير بالكرة الجزائرية واحترامي لكل الجزائريين وعلى رأسهم المدرب الوطني خاصة بعد كل ما شاهدته في السودان وتلك المقابلة المجنونة أمام مصر” ...بهذه الكلمات استقبلنا مدرب منتخب صربيا الذي اتصلنا به هاتفيا وهو المتواجد حاليا في مدريد أين يقطن مع عائلته الصغيرة. “صورة الجماهير الجزائرية تحتفل بالتأهل إلى المونديال أبهرتني” “لحسن يملك إمكانات كبيرة وبإمكانه اللعب في فريق أكثر طموحا بإسبانيا” صباح الخير سيد آرنيش، أتصل بك من الجزائر وأريد إلقاء بعض الأسئلة عليك، هل يمكن لنا ذلك؟ نعم، وهذا شرف كبير بالنسبة لي ولكن هل يمكنك أن تتصل بي بعد قليل حتى أحضر نفسي لتبادل الحديث معك. على 15:00، هل أنت مرتاح الآن؟ على ما يبدو فأنت لا تعرف أي شيء عن الشيوخ في صربيا يا صديقي، لأن الثالثة بعد الزوال يعتبر الوقت الخاص بهم كي يغصّوا في قيلولة، وهل يمكنك أن تتصل بي بعد ساعتين من الآن. ليس هناك أي مشكل سيد آنتيش إذن بعد قليل صديقي، شكرا لك . لماذا اخترت إجراء اللقاء الودي يوم 3 مارس أمام المنتخب الجزائري؟ حتى أكون صريحا معك، لست أنا من اختار اللعب أمام المنتخب الجزائري بل الاتحاديتين من البلدين هما من اتفقتا على برمجة هذه المباراة بين الجزائر وصربيا لأول مرة في تاريخ المنتخبين، وفور سماعي بخبر مواجهتنا الجزائر سررت كثيرا لأننا سنحضر مع فريق اكتشفته يوم 18 نوفمبر الفارط لما أجرينا حينها مباراة ودية أمام كوريا الجنوبية في لندن. وكيف وجدت لاعبي المنتخب الجزائري؟ محاربين بأتم معنى الكلمة، وذلك الانتصار في السودان كان من القلب والعزيمة القوية للاعبين الذين كانوا مستعدين للموت فوق الميدان من أجل تحقيق هدفهم، ولا أخفي عليك أنه لم يبهرني اللقاء أو الأداء بل صور الفرحة التي صنعها الشعب الجزائري بعد تحقيق منتخب بلاده التأهل إلى المونديال المقبل في جنوب إفريقيا، وقلت حينها في قرارة نفسي إن شعبا كبيرا مثل هذا والذي يفرح بهذه الطريقة بعد التأهل من دون شك أنه يعشق كرة القدم حتى النخاع ومن غير المعقول أن تغيب الجزائر عن المحافل الدولية، ولهذا السبب سررت لبرمجة لقاء ودي مع هذا المنتخب خاصة في أرضه لأنني متأكد أن الأجواء ستكون كبيرة في الملعب ولا يمكنني تصورها في حقيقة الأمر. من طلب إجراء هذا اللقاء، الاتحادية الجزائرية أم نظيرتها الصربية؟ لا أدري وليكن في علمك أنني لا أتدخل في الأمور التي لا تخصني وكل له عمله المنوط به، فلقد كانت لدينا عدة عروض واخترنا الجزائر للأسباب التي قلتها لك من ذي قبل، فأنا أعشق الحضور الجماهيري الغفير وأحب المناصر الذي يحب لاعب فريقه وأنا متأكد أن الجمهور الجزائري يملك هذه السمات. مواجهة الجزائر ستسمح لك بالوقوف على مستوى منتخب إفريقي لأنكم ستواجهون غانا في المونديال المقبل، أليس كذلك؟ لا ليس من هذا الجانب إطلاقا لأنني لا أصنف الكرة الجزائرية بأنها إفريقية بل أعتبر طريقة اللعب الجزائرية أوروبية 100 بالمائة لأن اللاعبين الجزائريين ينشطون معظمهم في مختلف الدوريات الأوروبية وتكونوا كذلك في أوروبا وحتى من الناحية الجغرافية فالجزائر قريبة كثيرا من قارة أوروبا وهو ما يسمح لها بأن تأخذ في طريقة لعبها طابعا أوروبيا، وعليه فلا علاقة بخيارنا هذا مع مباراة غانا التي تنتظرنا في جنوب إفريقيا، والأمر الذي أنا متأكد منه أننا اخترنا فريقا منظم تكتيكيا ومن بلد يتنفس كرة القدم وكل هذا يسمح لنا بالتحضير كما ينبغي للمونديال القادم. ماذا تعرف عن المنتخب الوطني الجزائري؟ لا تتفاجأ إن قلت لك أنني أعرف كل شيء لأنها الحقيقة. وعلى سبيل المثال؟ (يضحك)... تريد أن توقعني في فخ أم ماذا؟ ، فأنا أعرف مثلا أن اللاعبين الجزائريين يلعبون معظمهم في أكبر البطولات الأوروبية وأنهم أساسيون كذلك، وأخص بالذكر مهاجم سيينا الإيطالي، زياني في فولفسبورغ بالإضافة إلى ثنائي بورتسموث وكذلك حارس المرمى الذي ينشط في الجزائر لكن من دون مبالغة فإنه يملك إمكانات كبيرة تسمح له باللعب في أي ناد أوروبي ولتتأكد مما أقوله لك، فكذلك اللاعبين الجزائريين أصبحوا معروفين بكثرة في أوروبا. من بين هؤلاء اللاعبين، من هو اللاعب الذي تتمنى مشاهدته في فريقك ؟ على الرغم من أنني أعلم أن هذا الأمر ليس ممكنا، لكن أريد الظهير الأيسر الذي ينشط في بورتسموث لا أتذكر اسمه جيدا ربما بلحاج (لم ينطق اسمه صحيحا) فأنا أستمتع كثيرا بمشاهدته لأنه يتحرك كثيرا ويملك فنيات كبيرة تسمح له بالقيام بعدة أمور وهي المواصفات التي نحبها كثيرا نحن الصربيون، لأن هذا اللاعب يدافع بطريقة جيدة ولا يرتكب أخطاء كثيرة مقارنة بلاعبين آخرين بالإضافة إلى مساهمته بشكل كبير في الهجمات وكثيرا ما قدم كرات عرضية دقيقة بقدم يسارية ساحرة. ما دمت تعرف الكثير عن المنتخب الجزائري، فهذا يعني أنك تابعت مشوار الخضر في كأس إفريقيا للأمم الفارطة، أليس كذلك ؟ بالتأكيد، وأريد أن أشكر الصحفيين الجزائريين، فلقد كان لكم دور كبير في تسيير منتخب بلادكم في تلك الدورة خاصة بعد الهزيمة الأولى، فلقد قرأت حينها أن اللاعبين الجزائريين عانوا كثيرا من درجة الحرارة العالية والرطوبة وهم الذين تعودوا على اللعب في أجواء باردة أو معتدلة على الأقل في أوروبا، والدليل على أنكم أصبتم في كلامكم أن المنتخب الجزائري عاد بكل قوة في ظروف مناخية أحسن. تعني بكلامك عن قوة المنتخب في لقاء الدور ربع النهائي، أليس كذلك ؟ نعم، فاللقاء الذي كان أمام كوت ديفوار أبهرني وكان له مستوى عالمي خاصة أنه جمع بين منتخبين سيشاركان في المونديال المقبل، فلقد كانت لي فرصة كذلك لمشاهدة محاربين فوق الميدان، ولكن هذه المرة بمستوى أعلى وانضباط تكتيكي عالي المستوى، ولكن للأسف انهار اللاعبون في المباراة الموالية لأنهم ألقوا كل ما عندهم أمام كوت ديفوار، وهو أمر طبيعي وكنت متأكدا أن اللاعبين الجزائريين لن يستطيعوا تقديم نفس الوجه في نصف النهائي، خاصة أنهم “تنرفزوا” كثيرا أمام المصريين. هل يمكننا أن نرى نفس المستوى يوم 3 مارس في الجزائر بين منتخبين سيشاركان في المونديال ؟ صحيح أنه بالنسبة لنا ليس هناك لقاء ودي، لكن أكيد أنه لن تكون هناك ورقة للمرور الى الدور نصف النهائي بيننا في “الكان” حتى تلعب الجزائر مثلما لعبت أمام كوت ديفوار، لكن ما يمكنني تأكيده لك أن الفريقين يحبان كرة القدم ويجيدان اللعب النظيف وهذا ما لا شك فيه، وحتى المتفرجين الذين سيحضرون إلى الملعب أو يتابعون اللقاء عبر شاشات التلفزيون سوف لن يندموا إطلاقا لأن الفرجة ستكون مضمونة، وهو ما يمكنني تأكيده في هذه المواجهة بالذات خاصة أن الطابع الاستعراضي سيسود على أداء اللاعبين. هل سيحضر كل نجوم منتخب صربيا ؟ تقريبا جميعهم إلا اثنين ولكن الذي تعرفونه أكثر هو فيديتش لاعب مانشستر يونايتد لأنه مصاب ولا يمكنه التنقل معنا إلى الجزائر، ولكن تأكد أن اللاعبين الذي سيأتون معنا كلهم سيقدمون كل ما لديهم لتشريف صورة الكرة الصربية. نعلم جيّدا أنك عملت مطولا في البطولة الإسبانية، هل تعلم أن اللاعب الوحيد الذي ينشط فيها من المنتخب الجزائري سيشارك لأول مرة مع “الخضر” يوم 3 مارس في العاصمة الجزائرية ؟ نعم أعتقد أنه لحسن مهدي ولا أفهم لحد الآن لماذا لم يشارك مع منتخب بلاده في كأس إفريقيا للأمم الفارطة على الرغم من أنني متأكد أنه لو شارك معهم لقدم الإضافة الكبيرة، خاصة في خط الوسط لأنه يتمتع بإمكانيات كبيرة من الناحية البدنية وحتى التكتيكية لأنه محترف وينشط في أحسن بطولة في العالم، فمن جهتي تابعته بما فيه الكفاية خاصة في الفترة الأخيرة بعد ثلاث مباريات لعبها أمام أتليتيكو مدريد (آنتيش يتابع أتليتيكو دائما لأنه دربها ونال معها الثنائية سابقا في 1996)، ويمكنني أن أؤكد لك من دون مبالغة أنه يستطيع اللعب في فريق أكثر طموحا بإسبانيا، وعليّ أن أتوقف هنا لأن مدربكم يعلم جيدا ما سيقوم به في هذا الصدد. ------------------------------------------------- مدرب المنتخب الصربي يلقى إشادة ودعما منقطعي النظير في بلاده قبل مواجهة الجزائر... “رادومير أنتيتش“ واحد من بين أفضل 11 مدربا في العالم يدور الحديث الأكبر في صربيا حاليا حول المدرب الوطني هناك “رادومير أنتيتش” صاحب الباع الطويل في ميادين التدريب العالمية، حيث لا تخلو عناوين الصحف بشكل يكاد يكون يوميا من مقالات المدح والإشادة بماضي وحاضر المدرب المار بريال مدريد وغريمه برشلونة، حيث تخطى اختياره ضمن قائمة أفضل المدربين في العالم حسب إحدى المحطات التلفزيونية حيّز الإشادة الطبيعي، وتحول الأمر إلى شبه احتفال بأنتيتش، وصل إلى حد استضافته في حصص تلفزيونية وإجراء العديد من اللقاءات معه، ولم يكن الأمر مرتبطا بوضعه في قائمة من المدربين الأكفاء إلى جانب كابيلو وليبي وفي المركز 11 تحديدا، بل كان سابقا لذلك بفترة لدرجة يُخّيل للمرء أن المدرب هو النجم الأول في منتخب بلاده. الأمر تحوّل إلى ضغط من أجل تأكيد القوة والطموح بداية من لقاء الجزائر الإشادة بأنتيتش لم تُنس الصحف الصربية الحديث عن الاستحقاق الودي القادم أمام المنتخب الوطني الجزائري، حيث لم تكف عن التذكير بأن المباراة القادمة ستكون معيارا لمدى جاهزية المنتخب الطامح لإحداث مفاجأة مدوية في جنوب إفريقيا، فالطموحات الصربية لا تتوقف عند حد المرور إلى الدور الثاني ولا حتى ربع النهائي، بل إلى حد المربع الذهبي ولم لا النهائي وهذا حسب جل ما طالعنا من جرائد، مؤكدة أن أنتيتش يملك من الزاد التكتيكي ما يساعده على تحقيق هذا الحلم. ويظهر من خلال طرح الصحافة الصربية أنها تطالب بإرسال رسالة منافسي صربيا في المونديال (خصوصا ألمانيا وغانا) من خلال مباراة الجزائر، مما قد يشكل ضغطا مضاعفا على أنتيتش وكتيبته. مباراة صربيا أمام الجزائر ستكون الأخيرة بالقميص القديم قبل حمل الصليب! أعلنت الاتحادية الصربية عن توصلها لإتفاق مع شركة العتاد الراعية “نايك” يقضي بتزويد المنتخب الأول بعتاد جديد، مصمم خصيصا ل المونديال، حيث تم بالفعل تسجيل العلامة التجارية للقميص الجديد في اللجنة الخاصة التابعة للإتحاد الأوروبي، وقد رجحت تقارير صحافية أن يكون اللقاء المرتقب بين الجزائر وصربيا الأخير بالقميص القديم، حيث ذكرت أن المرحلة القادمة من التحضيرات التي تنطلق نهاية شهر ماي ستشهد دخول رفقاء النجم “نيمينيا فيديتش” بالقميص الجديد الذي يحمل صليبا كبيرا في منتصفه، يشبه إلى حد بعيد قميص إنتير ميلان أو المنتخب الإنجليزي في مونديال 2006. صربيا تجنّبت قميص الصليب الكبير مراعاة لمشاعر الجزائريين ولأن الأمر يتعلق فقط بمباراة ودية فإن الاتحادية الصربية فضلت عدم ارتداء القميص الجديد الذي يحمل صليبا كبيرا مراعاة لمشاعر الجزائريين الذين يدينون بديانة الإسلام، لاسيما أن اللقاء سيجري بملعب 5 جويلية وسيحضره جمهور غفير، وبالتالي فإن ظهور المنتخب الصربي بلباس جديد يحمل صليبا كبيرا قد يفسره البعض أنه قلة احترام لمشاعر الجمهور، وعليه فإن الاتحادية الصربية وحسب مصادر إعلامية بهذا البلد تكون قد قررت تأجيل استلام الدفعة الجديدة للعتاد الرياضي إلى ما بعد مباراة الجزائر، رغم أنها كانت قادرة على الضغط على شركة “ نايك “ من أجل إمدادها بالألبسة الرياضية قبل هذه المباراة.