يدشن المنتخب الوطني الجزائري، اليوم، مشوار تحضيراته للمونديال بملاقاة المنتخب الصربي بملعب 5 جويلية في مباراة ينتظر أن تكون كبيرة خاصة مع قوة الأمواج البشرية التي ستغزو المدرجات لتعيد إلى الذاكرة الأيام الزاهية للكرة الجزائرية صربيا نسخة مشابهة لسلوفينيا يعود اختيار المنتخب الصربي لكونه نسخة مشابهة إلى حد بعيد لمنافسنا الأول في العرس العالمي، منتخب سلوفينيا، فيما يرى خصمنا بأن طريقة لعبنا تشبه طريقة منافسه الإفريقي بالمونديال وهو منتخب النجوم السوداء الغانية. كل الأنظار ستتجه لسعدان ستتجه كل الأنظار لشيخ المدربين، رابح سعدان، للوقوف على ما يمكنه فعله أمام منتخبات عالمية بحجم صربيا. ومن المؤكد أن خبرة الشيخ التي تقارب نصف قرن من العمل الميداني ستجعله أقوى من كل الضغوط. كيف ستكون عودة جبور؟ حقق جبور أمنيته بالعودة السريعة للمنتخب الوطني، وسيكون مهاجم آيك أثينا اليوناني، اليوم، في مقابلة خاصة جدا لكونه سيكون مطالبا بإعادة ما فعله ضد الأوروغواي بتسجيله لهدف الفوز الأكثر من رائع، وبالتالي فك عقدة مهاجمي ”الخضر” الذين مروا جانبا خلال العرس الإفريقي الأخير، الذي تغيّب عنه جبور لأسباب اضطرارية. لحسن سيكتشف الجزائريين سيكتشف نجم سانتاندير الإسباني، مهدي لحسن، شعبيته الجارفة في الجزائر، اليوم، والتي ستكون بكل تأكيد رهيبة جدا. وإذا كان تلاحمه مع الأنصار أمرا مؤكدا، فالأهم يبقى في أن ينسجم اللاعب مع بقية زملائه فوق الميدان ليعطي اللاعب أفضل ما عنده ويدفع بعجلة المنتخب نحو الأمام. تحكيم مغربي حتى تكون المباراة في أحسن الظروف، فقد أسندت لتحكيم محايد وسيكون بقيادة الحكم المغربي رضوان جيد، الذي نتمناه أن يكون اسما على مسمى ويكون مستواه جيدا ولو أن هذا الأمر ليس بجديد على المغاربة. صربيا من حسن إلى أحسن انقلبت أحوال المنتخب الصربي 180 درجة في المدة الأخيرة، فبعد أن كان يخسر مع منتخبات من حجم أذربيجان عام 2003 ثم خسارته لمواجهاته الثلاث في المونديال الأخير أمام هولندا بهدف لصفر ثم سقوطه الحر أمام الأرجنتين التي دكّته بنصف دزينة وآخر مواجهاته المونديالية كانت أمام كوت ديفوار الذي فاز عليها (3 - 2) بعد أن كان أبناء الصرب متقدمين بهدفين دون رد وهو ما جعل الجماهير الصربية تدير ظهرها لهذا المنتخب لهشاشته. صربيا ريّشت الديك الفرنسي لكن الحماس عاد في تصفيات المونديال القادم بكل قوة بعد أن عرف أشبال المدرب العبقري، رادومير أنتيتش، قلب كل الموازين باعتلائهم صدارة المجموعة عن جدارة واستحقاق. فرغم الهزيمة (2 - 1) أمام الديوك في باريس، انتفض نجوم صربيا في ما تبقى من المنافسات محققين خمسة انتصارات متتالية مما مكّنهم من التأهل المباشر تاركين الملحق لفرنسا.
صربيا...أو يوغسلافيا الجديدة يعد المنتخب الصربي الوريث الشرعي لسلفه الذي لعب تحت مظلة صربيا ومونتينيغرو ويوغوسلافيا سابقاً، قبل أن تخضع المنطقة لتغييرات سياسية انقسمت على إثرها البلاد إلى دول مختلفة. وكانت ليوغوسلافيا صولات وجولات ويكفي هنا أن نذكّر بكونها وصلت تسع دورات لكأس العالم بين عامي 1930 و2002.
بصمات رادومير أنتيتش
تولى المدرب رادومير أنتيتش (61 عاما) مسؤولية تدريب المنتخب الصربي كمدرب لإنقاذ الفريق من أزمة، خاصة وأنه المدرب الوحيد في العالم الذي سبق له تدريب كل من ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد بإسبانيا. ولعب أنتيتش في الماضي لفرق بارتيزان بلغراد الصربي وفناربخشة التركي وريال سرقسطة الإسباني وليوتون الإنجليزي. وبعد فترة قضاها مدربا مساعدا في نادي بارتيزان بلغراد خلال منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تلقى أنتيتش عرضا لتدريب ريال ساراغوسا كما أسند ريال مدريد مهمة تدريب فريقه إلى أنتيتش في عام 1991 ثم تولى بعدها تدريب أتليتكو مدريد وبرشلونة. ورغم رفضه السابق لتدريب المنتخب الصربي، عدل أنتيتش عن ذلك في أوت 2008 لينهي بذلك إجازته التي استمرت لمدة أربع سنوات.