أصبح الجزائريون لا يقدرون على الحديث عن قضية التكوين دون التطرق إلى أكاديمية بارادو، التي صنع لاعبوها الحدث وسلبوا عقول آلاف المهتمين، وإذا مررت على الملعب البلدي بحيدرة ووجدته مكتظا عن آخره فالأكيد أنك ستجد شبان الأكاديمية يمتعون الأنصار بفنياتهم الكبيرة ومستواهم الراقي رغم صغر سنهم..لكن السؤال الذي تبادر إلى ذهننا هنا في تونس ونحن نغطي مشاركة منتخب الأشبال في كأس شمال إفريقيا لهذه الفئة، هو هل يضم تعداد المدرب عبد العزيز خروف بعض لاعبي أكاديمية بارادو؟، فتفاجأنا لما فتحنا هذا الموضوع بأن رئيس نادي بارادو خير الدين زطشي يرفض رفضا مطلقا التحاق لاعبيه بالأكاديمية في هذا السن، وهي القضية التي تتطلب تدخل عاجل وسريع من روراوة لحلها بما يخدم المصلحة العليا للمنتخب. إلى متى سيواصلون اللعب دون أحذية!؟ وبالإضافة إلى قضية رفض زطشي التحاق لاعبي أكاديميته بالمنتخب، لأسباب لا يعلمها إلا هو رغم المحاولات المتكررة لمديرية المنتخبات الوطنية للفئات الشبانية من أجل إقناعه، فإن القضية الأخرى التي تشغل رأي التقنيين والمهتمين بمجال التكوين في المنتخبات الوطنية، هي أن المشرفين على أشبال أكاديمية بارادو يؤطرون اللاعبين وفق طريقة غريبة، ولا تتماشي مع قوانين وأبجديات كرة القدم المتفق عليها علميا وعمليا. وقد تساءل البعض إلى متى سيبقى لاعبي أكاديمية بارادو يلعبون دون أحذية؟، وحتى إذا كان زطشي يفكر بذهنيات التجار ويريد تحويل لاعبيه إلى الفرق الأوروبية، فمن هي الأندية التي ستقبل التعاقد مع هؤلاء اللاعبين، الذين قد يظهرون بمستوى مغاير لما يقدموه الآن دون أحذية، تماما كما يحدث مع لاعبي كرة القدم الشاطئية. مدربو الفئات الشبانية وتيكانوين اجتمعوا بالخبير “ڤيو” ومن أجل تحسيس القائمين على أكاديمية بارادو بخطورة ما يقومون به، خاصة أنه قد ينعكس سلبا على تكوين هؤلاء الشبان الذين يملكون إمكانات كبيرة، فقد طالب مدربو الفئات الشبانية والمدير الفني للفئات الشبانية فضيل تيكانوين، الخبير الفرنسي “ڤيو“ الذي يشرف على الأكاديمية بتقديم توضيحات عن تماديه في ترك هؤلاء الشبان يلعبون دون أحذية منذ حوالي ثلاث سنوات. وحسب ما علمناه فإن “ڤيو“ خرج مسرعا بمجرد مفاتحته في هذا الموضوع، لأنه لم يجد إجابة مقنعة لاسيما في حضور الدكتور زرقيني الذي حذر من تأثير ما يقوم به مسيرو بارادو على أقدام اللاعبين، التي ستصبح أكبر مع مرور الوقت وقد لا يجدون حتى أحذية خاصة بهم. صحيح أن زطشي يصرف عليهم، لكنهم أبناء الجزائر أيضا ورغم أن مسؤولي المنتخبات الشبانية وخاصة منتخب الأشبال، كانوا يريدون إقناع “ڤيو“ بضرورة تعويد اللاعبين على المشاركة في المباريات بالأحذية وحارس مرمى، وفق شروط كرة القدم المتعارف عليها عالميا، وذلك في خطوة أولى من مخطط ضمهم إلى المنتخب الوطني للأشبال، إلا أن زطشي يصر على رفض التحاق لاعبي أكاديميته بالمنتخب، وكأنهم ملكية خاصة والجزائر ليس من حقها أن تستفيد منهم. وهو ما جعل البعض يعلق على القضية بالقول صحيح زطشي هو الذي يوفر كل شيء لهؤلاء اللاعبين ويتحمل مصاريفهم، لكن هذا لا يعني شيئا ماداموا أبناء الجزائر أيضا، وتساءلوا ما الذي سيفعله زطشي لو حدث له سيناريو بعض المدارس الفرنسية، التي تكوّن لاعبين ليأخذهم منتخب “الديكة” والمنتخبين المغربي والتونسي جاهزين. خروف: “زطشي أنشأ أكاديميته لأغراض تجارية وليس من أجل خدمة الكرة الجزائرية” وفتح مدرب المنتخب الوطني لمنتخب الأشبال عبد العزيز خروف، النار على رئيس بارادو خير الدين زطشي بسبب رفضه القاطع التحاق لاعبي أكاديميته بالمنتخب، رغم إعجاب الناخب الوطني بمستوى بعض اللاعبين، وصرح قائلا في هذا السياق: “تجربة الفاف مع الأكاديميات فريدة من نوعها، ونحن متأكدين أن النتائج ستظهر على المدى الطويل لو تستمر فيها، لكن حتى لاعبي الأكاديميات الخاصة هم أبناء الجزائر ومن حق المنتخب أن يستفيد منهم. لكن للأسف رئيس أكاديمية بارادو خير الدين زطشي يرفض الفكرة جملة وتفصيلا وهو ما جعل نواياه تتضح الآن، فالرجل أنشأ أكاديميته لأغراض شخصية، وليس من أجل خدمة كرة القدم الجزائرية كما كان يروج له في البداية. لذلك أطلب من القائمين على شؤون كرة القدم عندنا عامة والمهتمين بالفئات الشبانية خاصة، أن يتدخلوا ويوقفوا هذه المهزلة بسرعة“.