يبدو أن التكوين الكروي في بلادنا آخر اهتمامات أغلب الأندية، إن لم نقل كلها، لكون الجميع يركز على فريق الأكابر والنتائج التي يحققها، فيما ينظر للأصناف الصغرى بالعين الضريرة. وهو ما انعكس على مستوى بطولتنا الأولى التي واصلت تراجعها الرهيب وقد امتد هذا التراجع ليصل لعزوف الأنصار عن الإقبال على المدرجات. أما المنتخب الوطني فأصبح يبحث عن لاعبيه وراء البحر لكون المنتوج المحلي يفتقد للجودة وغير قادر على مواكبة الريتم العالي... الملايير للأكابر والفتات للبقية خلال أي جمعية عامة لأي ناد في الجزائر نجد أن التقارير المادية تحمل دوما أرقاما كبيرة، لكن أغلبها يصرف دوما على فريق الأكابر. فقد نجد ناديا يدفع مليارا لجلب لاعب واحد، لكنه في المقابل قد نجد لاعبي كل الأصناف الصغرى من الأواسط إلى الأصاغر قد يخصص لهم ربع ما أخذه لاعب واحد في أحسن الحالات، لكون الوضعية كارثية بكل المقاييس. فهناك أندية صنفي الأشبال والأصاغر يلعبون بأحذية واحدة أي كل لاعب ينتظر زميله لكي يمنحه حذاء يلعب به وهذه هي قمة الرداءة. ملعب واحد لأربعة فرق...؟ أكبر مشكل يعيق أندية الأصناف الصغرى هو مشكل الهياكل الرياضية، حيث من النادر جدا أن نجد فريقا للشبان في الجزائر يتدرب لوحده بالملعب، بل يجب اقتسام الملعب على أربعة، وفي أحسن الحالات على قسمين حتى يتمكن كل صنف من التدرب على حدة، وطبعا النتيجة هنا ستكون غير مرضية بكل تأكيد. الاسترجاع بال”فريت أوملات” إذا كانت أندية الأكابر لأغلب أنديتنا تسافر جوا والكثير منها يتوفر على وسائل استرجاع من تناول وجبات رياضية في المطاعم وما شابه ذلك، فإن معاناة الصغار لا حدود لها. فالتنقلات تكون دوما بالحافلات غير المريحة، أما الأكل فلا بديل عن ”فريت أوملات” في أحسن الحالات، وإذا اقتضت الضرورة المبيت، فيكون ذلك في الحمامات أو المراقد الجماعية... من يحسن الحوار مع الصغار...؟ كل هذه المشاكل تعد كبيرة، لكن الأكبر منها يكمن في منح مسؤولية تدريب الأصناف الصغرى لمدربين غير مؤهلين. ففي الجزائر كل شيء يسير بالعاطفة، فأغلب الأندية تمنح لاعبيها السابقين هذه المسؤولية على أساس المحاباة وليس الكفاءة، وبما أن من لعب الكرة ليس بالضرورة مدربا، خاصة مع تكوين النشء الذي يحتاج لمن هو على دراية بنفسية الطفل وليس من يضطهدهم، وقد يصل الأمر لإهانتهم أو شتمهم وبالتالي تعقيدهم وربما القضاء على موهبتهم. تدخلات الأولياء داء ليس له دواء لأن الشعب الجزائري يتنفس كرة القدم، فالكل يتمنى أن يرى ابنه في الواجهة ويزج به في عالم الكرة طوعا أو كراهية، ولا يكتفي بذلك بل يظل يتابعه لدرجة تعقيده، وفي حالة عدم الاعتماد عليه فالكثير منهم يتدخلون في عمل المدرب، وقد يصل الأمر إلى العراك والتشابك بالأيدي دون أن يفهموا أن الطفل إن كان لديه تعلق بالكرة فسينجح وإن لم يكن ذلك فهو لن يتقبل أي شيء. عثمان إبرير ”العقليات البدائية تعيق عملية التكوين” أكد مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، السيد عثمان إبرير، أن التكوين في الجزائر لا يزال يعاني من نقائص كبيرة جدا، فهو مشكل عالق ينتظر الحلول. فبغض النظر عن الأكاديميات القليلة المعروفة، فالأندية الجزائرية تفضل دوما الاهتمام بفريق الأكابر، وأكبر همها هو المواجهة التي تنتظرها نهاية كل أسبوع دون أن يفكر أي منهم في تحديد هدف طويل المدى والاهتمام بالشبان. ولسيطرة هذه العقليات البدائية، فلا يمكن لنا أن ننتظر بطولة قوية أو منتخبا يوازيها. وبرر ما قاله بكون المنتخب الجزائري لأقل من 17 سنة الذي وصل مؤخرا لنهائي كأس إفريقيا وشارك في المونديال، بعض لاعبيه لم يلعبوا أي مباراة منذ 4 أشهر كاملة، وأنه يعاني عند استدعائه للاعبين من تدهور لياقتهم بشكل فاضح، لكون لاعبيه لا يلعبون مع أنديتهم ويتدربون في ظروف مزرية. وطالب بإعادة النظر في سياسة كل الأندية وإلا فالكرة الجزائرية لا مستقبل لها... أمين غيموز ”متى نواكب التطور العالمي...؟” أعرب أمين غيموز عن سعادته بأكاديمية نادي بارادو التي، حسبه، نجحت لإرادة مسؤوليها. كما أن ”الباك” هو النادي الوحيد في الجزائر الذي يلعب بسبعة شبان دون أن يلهث وراء النتائج الآنية، بل هناك خطة عمل طويلة المدى نجحت وثمارها ستقطف لا محالة في وقتها، عكس ما يحدث في بقية الأندية التي لا تولي أي أهمية للأصناف الصغرى. فآخر الإحصائيات تشير إلى أن لاعب الأشبال في فرنسا يتدرب بمعدل 14 ساعة أسبوعيا، وفي الجزائر يتدرب 4 ساعات في أحسن الحالات. والفرق هنا واضح ويجب إعادة النظر لكون الأندية هي المطالبة بإنتاج اللاعبين وليس انتظار الجاهزين منهم. ولهذا السبب فوزارة الشباب والرياضة حاولت عام 2000 وضع أسس للتكوين، لكن الأندية لم تدخل في هذه الديناميكية، وبالتالي بقيت الجزائر بعيدة عن الركب العالمي. زطشي خير الدين ”نقوم بعمل كبير وسنجني الثمار مستقبلا” شهدت الدورة الوطنية الثالثة التي دأب نادي بارادو على تنظيمها كل سنة نجاحا كبيرا، بشهادة رئيس النادي زطشي خير الدين الذي استهل حديثه بتهنئة أكاديمية وهران التي توجت باللقب، وأكد بأنه عازم على المضي قدما في مشروعه الذي انطلق منذ 3 سنوات، وأنه سيواصل صقل مواهب الشبان التي تضمها أكاديميته خلال السبع أو ثماني سنوات القادمة، أي حتى يصلوا لصنف الأكابر، وبعدها سيضمهم لمختلف الأندية داخل وخارج الوطن. وتساءل زطشي عن الاختفاء الكلي لمنتخب أقل من 17 سنة. وهنا تساءل عن قدرتهم في اللعب وفرض أسمائهم مع أندية القسم الأول والثاني. وختم تصريحاته بتأكيده على أن نادي بارادو سينظم في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 جوان دورة دولية بمشاركة أجنبية واسعة. وأبدى تفاؤلا كبيرا لجني الباك لثمار عملها الكبير الذي تقوم به حاليا. مراد وردي ”غياب الاستمرارية هو السبب” قال المدرب وردي مراد إن أزمة الأصناف الشابة تكمن في عدم تخلصها من عقدة المناسباتية وغياب الاستمرارية، بدليل أن منتخبنا لأقل من 17 سنة صنع الحدث خلال نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي أوصلته لكأس العالم، لكن بعد المونديال لا أحد اهتم بأولئك الشبان الذين غابوا عن الواجهة، ما قد يطفئ حماس الكثير منهم وهذا خطأ يجب إصلاحه. 3 مواجهات ودية لمنتخب أقل من 20 سنة كشف مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة عثمان إبرير أنه استعدادا لتصفيات كأس إفريقيا ضد سيراليون، فالخضر يكونون قد واجهوا عشية أمس منتخب تونس في الدورة الدولية الودية التي ستتواصل بلعب مواجهة ثانية يوم 30 أفريل ضد أسود الأطلس المغربية، وفي يوم 2 أفريل القادم مواجهة ضد نسور مالي. وحسبه فلعب 3 مواجهات دولية يعد سابقة في مشوار هذا المنتخب الذي يتطلع لتجاوز حاجز سيراليون، وفي حالة نجاحه سيجد نفسه أمام منتخب غامبيا في الدور الموالي.