حادثة مؤسفة بكل ما للكلمة من معنى عرفتها كرة القدم اليونانية مطلع هذا الأسبوع، وبالضبط يوم السبت لما تقابل آيك أثينا مع نادي كاليثيا الناشط في الدرجة الثانية على ملعبه الواقع بإحدى ضواحي العاصمة اليونانية... فحالة من الهرج والمرج شهدها الملعب قبل نهاية المواجهة الودية، التي عرفت أيضا تجاوزات عدة من خلال غزو مجموعة من الأنصار المتطرفين للميدان في تصرف معهود من الجماهير اليونانية، لكن هذه المرة تم تخطي مختلف الخطوط الحمراء وغيرها من الألوان، والغريب في كل ما حدث أن الدولي الجزائري رفيق جبّور كان سببا رئيسيا في جزء كبير مما حصل حسب رأي بعض المواقع الرياضية اليونانية وإن قلّت. القصة بدأت من لقاء ودي لُعب من أجل مهاجم “الخضر” لقاء آيك أثينا الودي أمام كاليثيا بُرمج بسرعة كبيرة من طرف إدارة النادي بإصرار من المدرب الصربي للفريق دوسان باجيفيتش، فالأخير ألح على ضرورة إقامة مباراة ودية في أسرع وقت ممكن وقبل الموعد الدولي في أجندة “الفيفا” نهاية هذا الأسبوع لسبب واحد هو تجريب رفيق جبّور العائد من التأهيل البدني المكثف، ف باجيفيتش أراد تجريب مهاجم “الخضر” كرأس حربة حقيقي قبل الحسم في التشكيلة التي ستمثل النادي “الأسود والأصفر” يوم 19 أوت الحالي أمام داندي يونايتد في افتتاح بطولة أوروبا للأندية “أوروبا ليغ”. جبور لعب شوطاً، أهدر فرصاً وخيب الآمال وبالفعل صحّ ما تداولته المواقع الرياضية اليونانية، ودخل جبّور أساسيا أمام كاليثيا في خطة (4/5/1)، متخلفا عن الثلاثي السحري سكوكو-ليوناردو-ليبروبولوس المكلفين بمنحه الكرات للتسجيل، غير أن الدولي الجزائري لم يكن موفقا وأضاع عدة فرص، أبرزها كرته المرتطمة بالعارضة في (د12)، كما بدا متأثرا نوعا ما من الناحية البدنية مما استدعى تغييره بالأرجنتيني إسماعيل بلانكو مع بداية الشوط الثاني، التغيير الذي أسفر عن ظهور خط الهجوم بمستو أفضل بقليل عن ما كان في المرحلة الأولى، ومن هنا كانت بداية منعرج الأحداث التي أتت لاحقا في اللقاء. “آيك” خسر ب(2-1)، والجماهير غزت أرضية الميدان في (د85) انتهت مرحلة اللقاء الأولى مع خروج جبّور بتفوق أصحاب الأرض بهدف وحيد دون رد، كما أضاف كاليثيا هدفا آخر في الدقيقة (د58) مفاجأ عددا كبيرا مع عشاق “آيك” المتواجدين بكثرة في الملعب كونه واقع في مدينة أثينا أيضا، قبل أن يتمكن بديل جبّور في (د70) من تقليص الفارق، وشهدت المباراة إثر ذلك بداية أحداث درامية غير متوقعة قبل 5 دقائق من صافرة النهاية، عندما اقتحم عدد كبير من الأنصار أرضية الميدان كل لغاية يريد إدراكها، فالبعض أراد التقاط صور مع اللاعبين، وآخرون سعوا للحصول على قميص، أما فئة أخرى فأحدثت مشاكل كبيرة وخطيرة وصلت إلى حد الضرب والسب. جماهير متطرفة تشاجرت مع “باجيفيتش” بالأيدي الحلقة الأهم في سلسلة الأحداث التي شهدها ملعب كاليثيا كانت قاسية جدا على مدرب النادي دوسان باجيفيتش، حيث تقدم مجموعة من الأنصار “المتطرفين” كما لقبتهم الصحافة اليونانية وقاموا باستفزاز المدرب بوقاحة، وتوصل الأمر بأحدهم على توجيه لكمة للصربي مستغلا غياب الشرطة، ليتحول الأمر إلى شجار كون الأخير أراد رد الدين، ولولا تدخل فئة عاقلة من الأنصار وإداريي آيك أثينا إضافة إلى عناصر الأمن المتواجدون بأعداد قليلة لكانت الخسائر البشرية أفدح من مجرد اللكم. لا دخل لجبّور، لكن الهزيمة وضرب المدرب ألصقا فيه!؟ قلنا في البداية أن جبّور كان السبب حسب رأي بعض المواقع اليونانية في ما تعرض له مدربه، وحتى الآن يبقى الغموض سيد الموقف في دافعهم إلى طرح تلك الفكرة، لكن السبب ذكرناه أيضا منذ البداية، ألا وهو توظيفه الدولي الجزائري كأساسي وإهدار الأخير لفرصة التفوق في الشوط الأول قبل استبداله، فالأنصار المتطرفون لاموا باجيفيتش على الهزيمة أمام ناد صغير، عكس ما حدث في اللقاءات الودية الماضية أمام رانجيرز مثلا أو بلاكبيرن أين حقق الفوز بالنتيجة والأداء، وبربط التركيز على جبّور في المباراة مع الإخفاق فيها، وجدت عينة من المواقع اليونانية أن جبّور كان من بين أسباب تلقي باجيفيتش للكمة في الوجه، بل ورجحت مواجهة الجزائري لمشاكل عدة بسبب ذلك لاحقا.