أعلن الناخب الوطني رابح سعدان صبيحة أمس عن إستقالته من العارضة الفنية ل “الخضر”.. وذلك إثر التعادل الذي فُرض على منتخبنا في عقر الديار سهرة الجمعة أمام المنتخب التانزاني لحساب الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012. تعادل خلف آثارا مريرة لدى الجمهور والمسؤولين على الكرة الجزائرية، فكان لا بدّ من التضحية بطرف من الأطراف لامتصاص غضب الشارع الجزائري الذي يعيش غليانا في الفترة الأخيرة بسبب تواضع نتائج رفاق القائد زياني، فسهّل سعدان المأمورية على الجميع وقدّم إستقالته مكتوبة صبيحة أمس إلى المكتب الفدرالي ورحل هو وحاشيته ممن كان وجودها من عدمها على رأس المنتخب سواء، وترك المجال مفتوحا أمام مدرب المنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة أو المدرب “ألان ميشال” (حسب ما علمناه من مصادر موثوقة) كي يشرف على تدريب المنتخب الأول ولو مؤقتا تحضيرا للقاء إفريقيا الوسطى، على أن يتم الإتفاق مع مدرب أجنبي كبير بعدها للإشراف على المنتخب فيما تبقى من مشوار. كان متمسّكا بالبقاء خلال الندوة الصحفية ويبدو قرار تقديم سعدان لإستقالته مفاجئا بعض الشيء، لأنّ الرجل بدا طبيعيا خلال الندوة الصحفية التي عقدها مباشرة عقب لقاء تانزانيا، حيث راح يبرر أسباب التعادل، كما راح يتحدث عن المستقبل ويؤكد أنّ أداء المنتخب سيتحسّن في منتصف الموسم وبالضبط خلال الفترة التي يواجه فيها المنتخب المغربي، مؤكدا أنّه متفائل بالعودة القوية، وهي كلها تصريحات أوحت لنا أنه مصمم على البقاء لفترة أخرى، قبل أن يقدم إستقالته أمس بصفة رسمية. بند في العقد يفرض عليه الإستقالة أو الإقالة في حال التعثر بالديار وأكدت لنا مصادرنا الخاصة أنّ سعدان استقال لأنه كان يدرك بأنّ المقصلة ستطاله بعد تعثر “الخضر” أمام تانزانيا، لاسيما أن بندا من بنود تجديد العقد المبرم مع الإتحادية الجزائرية لكرة بعد “المونديال”، ينص على أن يستقيل وإما أن يقال في حال تكبد أي تعثر في عقر الديار، فسهل الأمور على الجميع وقدم استقالته. تحدث مع روراوة واهتدى إلى قرار الإنسحاب ولعل ما زاد من اقتناع سعدان بالانسحاب هو الحديث الذي دار بينه وبين رئيس “الفاف” محمد روراوة عقب نهاية المباراة، حيث يكون هذا الأخير قد أقنعه بضرورة تقديم استقالته حتى يخرج من أوسع الأبواب بما أنه كان أحد مهندسي ملحمة الخرطوم والوصول إلى جنوب إفريقيا، عوض أن يقال وتكون “التبهديلة” كبيرة، حسب ما أكدته مصادرنا الخاصة، فاقتنع سعدان بما قاله له روراوة وقدم استقالته مكتوبة. تأثر كثيرا عند شتمه في العاصمة وبعدها في البليدة وفضلا عن التعثر والحديث الذي دار بينه وبين الرئيس محمد روراوة والبند الذي ينص على ضرورة انسحابه في حال التعثر في عقر الديار، فإنّ فكرة الاستقالة بدأت تراود المدرب رابح سعدان منذ فترة، وبالضبط منذ أن شتمه الجمهور العاصمي بشدة في 5 جويلية في لقاء منتخب الغابون الودي، يومها بدأت تترسخ الفكرة في ذهن رابح سعدان، لكنه فضّل أن يواصل ويجيب على منتقديه في المباريات الرسمية فوق الميدان، غير أن التعثر أمام تانزانيا وما صاحبه من شتم وسب في حقه من طرف الجمهور البليدي، جعله يتأثر كثيرا وينصاع ربما لرغبات عائلته التي كانت ضدّ فكرة بقائه على رأس المنتخب بعد العودة من جنوب إفريقيا، وتكون قد ساهمت بنسبة كبيرة هي الأخرى في الإستقالة التي قدمها صبيحة أمس. تيقن من أن أسهمه صارت في الحضيض لدى الجماهير سعدان أدرك أيضا أن أسهمه لدى الجماهير الجزائرية صارت في الحضيض، لأن وابل الشتم الذي انهالوا به عليه، وعبارات “سعدان المهبول... سعدان المهبول” التي تعالت من مدرجات ملعب مصطفى تشاكر، جاءت لتؤكد أن المشكل لا يكمن في الجمهور العاصمي وفقط، بل أن القطيعة صارت أكبر، والهوّة صارت أوسع بينه وبين الجماهير الجزائرية، فتيقن من أن شعبيته التي ارتفعت إلى أعلى السقف في التصفيات “المونديالية”، تناثرت في الهواء وسقطت سقوطا حرا، فلم يجد من مفرّ سوى أن ينسحب في هدوء عوض أن يجبر على الخروج من أضيق الأبواب بقرار إقالة. بن شيخة مرشح بقوة لخلافته ولو مُؤقتا وبنهاية عهدة المدرب رابح سعدان وذراعه الأيمن جلول زهير بإخفاق قد يكلفنا الإقصاء من نهائيات كأس إفريقيا 2012، تطوى الصفحة وتفتح صفحة جديدة تتعلق بمستقبل المنتخب وعارضته الفنية التي كشفت لنا مصادرنا الخاص أن مهمة الإشراف عليها قد تسند بنسبة كبيرة إلى مدرب المنتخبين المحلي والأولمبي عبد الحق بن شيخة الذي كان مرشحا في وقت سابق لمساعدة سعدان، غير أن هذا الأخير رفضه هو ومساعده جلول زهير مثلما رفضا -كما هو معلوم- كل الأسماء المقترحة عليهما، وكأنهما أرادا أن يوصلا المنتخب إلى ما أوصلاه اليوم. قد يُدير لقاء إفريقيا الوسطى بنسبة كبيرة وتشير آخر الأخبار التي إستقيناها إلى أن ضيق الوقت للبحث على مدرب آخر واقتراب موعد لقاء الجولة الثانية أمام إفريقيا الوسطى (يلعب يوم 10 أكتوبر)، دفع بهيئة روراوة إلى التفكير بشدة في إسناد المهمة إلى المدرب بن شيخة، على أن يكون لديها الوقت الكافي بعدها للبحث عن مدرب أجنبي كبير يكون له الوقت الكافي هو الآخر للتحضير للقاء المغرب الذي سيلعب بعد 5 أشهر من لقاء الجولة الثانية. “آلان ميشال” أيضا مرشح وحديث عن سنجاق وقريشي ولن يكون بن شيخة المرشح الوحيد لخلافة سعدان، لأن مصادر مؤكدة أخرى كشفت لنا أن مدرب مولودية الجزائر آلان ميشال مرشح هو الآخر بقوة لتولي العارضة الفنية للمنتخب، وقد يُعين في أي لحظة وهو الذي تداول إسمه بشدة حتى لما كان سعدان لا يزال في منصبه. كما يتحدث البعض عن إسناد المهمة للمدرب ناصر سنجاق إلى جانب اللاعب الدولي الأسبق نور الدين قريشي. لم يمض مع المولودية ولعلّ ما يعزّز إشراف ميشال على المنتخب هو عدم إمضائه حتى الآن على أي عقد رسمي مع إدارة “العميد“، ما يعني أنه حتى الآن مدربا لهذا النادي “بالفاتحة” وفقط، وبالتالي فلن يطرح أي إشكال لإشرافه على زياني ورفاقه في الفترة المقبلة في حال ما تأكد خبر الإتصالات التي ستربطها به الإتحادية الجزائرية عن قريب. روراوة: “لم نُقرّر بعد والجزائر ستلعب من أجل المرتبة الأولى” وكان ل “الهدّاف” منتصف نهار أمس حديث هاتفي مع رئيس “الفاف” محمد روراوة الذي أكد لنا خبر استقالة سعدان، لكنه تحاشى الحديث عن المستقبل لما طرحنا عليه بعض الأسئلة حول المدرب الذي ستسند له المهمة، واكتفى بالرد قائلا: “لم نقرر حتى الآن أي شيء، من المفترض أن نفصل في أمر العارضة الفنية بعد عيد الفطر”، وبخصوص التعثر أمام تانزانيا وتقلص الحظوظ في التأهل أجاب روراوة: “الحظوظ تبقى قائمة رغم التعثر وأؤكد أنّ المنتخب الجزائري لن يركض الآن وراء احتلال أحد أحسن المراكز الثانية، بل سيلعب من أجل إحتلال المركز الأول رائدا للمجموعة“.