دائما ما كانت الجزائر خزانا كبيرا للمواهب الشابة، حتى لما كانت كرة القدم الجزائرية تمر بأصعب فتراتها بسبب الأحداث الأليمة التي وقعت، الجزائر كانت دائما تملك المادة الخام التي تتطلب من يحسن إعادة تشكيلها فقط، هذه المواهب تستحق أن تنشط ضمن أحسن الأندية في أوروبا، وفي الوقت الحالي يوجد عدد لا بأس به من اللاعبين الشبان الذين يستحقون اللعب بألوان أندية تسمح لهم بتطوير مؤهلاتهم، أين تمنح لهم الفرصة للعمل والتطور، لكن الشيء الذي ينقصهم هي الإرادة التي ستساعدهم لبدأ الخطوات الأولى لذلك. حشود ظهير أيمن يعد بالكثير بالنسبة للمدافعين، نبدأ ب عبد الرحمان حشود، الذي تلقى تكوينه في نادي مولودية الجزائر، مر بنادي أهلي برج بوعريريج وحاليا يلعب في صفوف وفاق سطيف، وهو الذي تساءل حوله المختصون كيف لفريق المولودية أن يترك لاعبا مثله يرحل عن النادي، حتى وإن كان هو من تسرع في الذهاب بعدما طلب من المسؤولين في المولودية منحة للإمضاء بمبلغ كبير مبالغ فيه بالنسبة للاعب شاب مثله. بالنسبة للمنصب الذي يلعب فيه حشود هو نفس المنصب الذي يعاني فيه المنتخب الوطني حاليا ويحتاج في أقرب وقت لظهير أيمن، فجر حشود مؤهلاته في نادي برج بوعريريج حيث لعب هناك كظهير أيسر، وليس من الصدفة أن نرى عبد الحكيم سرار الذي يريد في كل مرة أن يجلب أحسن اللاعبين إلى الوفاق، يضم اللاعب إلى فريقه. بلكالام، خليفة حليش في المستقبل دائما في الخط الدفاعي، لا يجب أن ننسى سعيد بلكالام، لاعب تلقى تكوينه في فريقه الحالي شبيبة القبائل، حاليا هو بصدد صنع اسم كبير حتى على الساحة الإفريقية، يشبه كثيرا حليش وسيكون خليفة له في المستقبل، المختصون يشبهون مؤهلاته البدنية بنفس المؤهلات التي يتمتع بها حليش لاسيما إيجاده اللعب بالرأس، إضافة إلى أنهما يملكان نقاط تشابه متطابقة، يملك الإرادة ويحب التعلم كما يملك العقلية التي تلزم أي لاعب لخوض تجارب جديدة، مستواه يوجد في منحنى تصاعدي، كما يملك هامشا كبيرا لتطوير إمكاناته، لكن ذلك لن يحدث إلا إذا مر عبر مستوى أكبر في أوروبا لأنه لن يستفيد شيئا من لعبه في الجزائر. جابو ضيع عرض “بوروسيا دورتموند” بسذاجة بالنسبة لوسط الميدان هناك عدد من اللاعبين الذين يضيعون من وقتهم الكثير باللعب هنا في البطولة الوطنية، ويأتي في المقام الأول عبد المومن جابو، ويجب أن نقولها بصراحة إن اللاعب يملك إمكانات كبيرة ولعبه في الجزائر هو مضيعة للوقت، خصوصا بعدما ضيع في السابق سنتين لأنه فشل في الانتقال إلى نادي “سيون“ السويسري، وهو السيناريو الذي كان يمكن تفاديه. ولم يسبق لأي كان شاهده يلعب ولم يستخلص أن جابو يملك موهبة كبيرة، كما يعتقد البعض أن اللاعب قد يحدث معه ما حدث لزميله في الوفاق لزهر حاج عيسى الذي وُعد بمستقبل زاهر لكنه في الأخير بقى في الجزائر، فريق “بوريسيا دورتموند” الألماني كان يريده هذا الموسم في صفوفه، وحتى المدرب “كلوب” بعث له بقميص النادي الألماني، لكن الضغوط الكثيرة التي تعرض لها قادته إلى وفاق سطيف، ويجب الإشارة إلى أن الوقت لا زال كافيا لذهابه إلى أوروبا لكن مع احتمال توقف تألقه في أي وقت إذا تأخر عن ذلك. بوشامة يُزكى من طرف “ألان ميشال” اسم آخر برز في منصب وسط ميدان، وهو الذي يعد بالكثير في حال انتقاله للعب في الخارج، نسيم بوشامة لاعب صلب ولا يتعب، بالإضافة أنه يملك مؤهلات كبيرة في تنظيم اللعب وصنع الهجمات، وإن كان لاعب ارتكاز مولودية الجزائر قد تمت تزكيته من طرف ألان ميشال الذي يملك مسيرة طويلة كمدرب مكون فهذا يعني كل شيء، زيادة على هذا فهو من بين اللاعبين القلائل في المولودية الذي تبقى مكانته أساسية دون منازع، بطل الجزائر لن يطور من إمكاناته ومؤهلاته الكبيرة إذا بقي في البطولة الوطنية، ومشوار التألق يمر حتما عبر أوروبا، على الأقل نتمنى أن يلقى المساعدة اللازمة من مسؤولي المولودية. أحسن العناصر في منتخب أقل من 17 سنة عليها بالرحيل كما يجب أن لا ننسى أنه من بين اللاعبين الذين يمكنهم اللعب في أندية أوروبية، هم اللاعبون الذين كانوا ضمن صفوف المنتخب الوطني لفئة أقل من 17سنة، نائب بطل إفريقيا كما شاركوا في نهائيات كأس العالم للفئة نفسها، يبلغون من العمر 17 سنة فقط وهم بذلك يملكون هامشا كبيرا لتطوير إمكاناتهم، ويوجد الكثير من بينهم من هم مقبلون على مستقبل زاهر لكن يجب أن يلقوا الاهتمام اللازم، وهناك احتمال كبير لعدم تألقهم في حال ما إذا لم يعملوا بالطريقة الصحيحة، وأحسن خدمة يمكن أن نقدمها لهؤلاء هي إرسال أفضلهم إلى أندية كبيرة يمكنها أن تساعدهم على التحسن.