بالتأكيد أن أنصار الوفاق السطايفي يعيشون حالة كبيرة من الإحباط في الظرف الحالي، وخاصة بعد أن قضى “تي بي مازيمبي“ على آخر خيوط الأمل السطايفي. ولأن الوفاق ضيّع هدفا من أهدافه الموسمية، فإن هذا الإقصاء يتطلب الوقوف عنده طويلا، لأن الجميع مُجمع على أن الوفاق بتشكيلته الحالية كان بإمكانه أن يحقق أفضل مما كان.المسؤولية يتحمّلها الجميع لأن الإقصاء واحد ورغم أن الجميع في بيت الوفاق يحاول التهرّب من المسؤولية في الظرف الحالي، وكل جهة تحاول أن تلقي باللوم في الإقصاء والخروج من رابطة أبطال إفريقيا على طرف آخر، ولكن في النهاية ومهما تعدّدت الأسباب ف “الموت واحد“ كما يُقال. الوفاق لم يُقص في “رادس“، ولكن في 8 ماي و“هاراري“ وبالتأكيد وكما ذكرنا في عدد أمس، فإن النتيجة التي حصل عليها الوفاق في تونس تبقى إيجابية من الناحية الواقعية رغم أنها تسبّبت في الإقصاء، لأن “الكحلة“ هي أول من يفرض التعادل في تونس، ولكن الإقصاء جاء في ملعب 8 ماي أمام الترجي وفي ملعب “هاراري“ أمام “ديناموس“ الفريق الذي لم يحصد في 5 مقابلات سوى 3 نقاط ومن أمام وفاق سطيف. علاقة “النفاق“ بين زكري والإدارة هي السبب الأول ويبقى السبب الأول في إقصاء الوفاق، في العلاقة التي كانت موجودة بين زكري والإدارة منذ بداية شهر جوان، أين كانت العلاقة مبنية على “نفاق“ حقيقي في المعاملة ومن الطرفين، فلا الإدارة كانت تحبّ زكري ولا زكري كان يحب الإدارة، ولا واحد منهما له استعداد للعمل مع الطرف الآخر، وهو الأمر الذي أثر كثيرا على اللاعبين في عملهم، وأيضا على الأنصار الذين وجدوا أنفسهم بلا سبب منقسمين إلى فئتين. المشكل أنهم يُصرّحون في الإذاعة أن الأمور عادية والغريب في كل هذا أو ما يمكن أن يسمى ب “النفاق الحقيقي“، هو أن رغم العلاقة المتدهورة بين زكري والإدارة كانت ظاهرة للعيان أو في الصحف، إلا أن التصريحات الصحفية بين الطرفين وخاصة في الإذاعة، كانت توحي أن الأمر يتعلق بأفضل علاقة بين مدرب وإدارة في الجزائر، وخاصة ما كان صرّح به زكري في حصة “القعدة“ ليوم الجمعة 2 جويلية، عندما كان في الطريق إلى تونس لبدء تربص الوفاق، أين أكد هاتفيا أن العلاقة بينه وبين الإدارة جيّدة، ولا يوجد يومها أي مشكل (التصريح جاء 72 ساعة بعد أزمة التسريحات التي أرادها زكري في حقّ 5 لاعبين ورفضتها الإدارة)، وصرّح زكري إذاعيا أنه لم يدل بأي تصريح للصحافة لأنه كان في عطلة بين إيطاليا وتونس، وأن كل التصريحات مُفبركة، رغم أنني أجريت معه وقتها حوارا هاتفيا مسجّلا مدته 26 دقيقة وصدر في “الهدّاف“ 72 ساعة قبل تصريحات زكري ل “القعدة“، والغريب أن “النفاق“ بين الطرفين تواصل إلى غاية يوم 19 أوت التاريخ الرسمي لإقالة زكري من الوفاق. التأخر في التحضيرات يتحمّله زكري وصمت الإدارة وتبقي أولى عوامل إقصاء الوفاق تتمثل في التأخر في التحضيرات، مما أثر في الوفاق كثيرا خاصة في أول لقاءين. ورغم أن الوفاق ومنذ ماي الماضي يعلم أنه سيواجه الترجي في 16 جويلية، إلا أن بدء التدريبات لم يبرمج من طرف المدرب زكري سوى في 1 جويلية، أين اختار المدرب السابق التاريخ الذي يناسبه لبدء التدريبات معطيا لنفسه وللفريق عطلة شهر كامل، حتى يقوم بتسوية كل أموره الإدارية في إيطاليا ثم يعقبها بعطلة في سوسة في نهاية جوان، أي أن بدء التدريبات كان مقرّرا على حساب عطلة المدرب زكري، وليس على حساب موعد مباراة الترجي، لأنه لا شيء كان يمنع زكري من برمجة التدريبات في 20 جوان مثلا، والأكثر من ذلك أن إدارة الوفاق صمتت له وقتها ولم تحرّك ساكنا، رغم أنها تعرف أنه ليس معقولا أن يتمّ التحضير لرابطة أبطال إفريقيا في ظرف أسبوعين. الموقف الوحيد للإدارة رفض التسريحات وكان الموقف الوحيد الذي يحسب للإدارة هو رفضها تسريحات المدرب السطايفي، أين أصر سرّار على عدم ذهاب حمّاني، فهّام، يخلف، “فرانسيس“ وحتى جديات، ووجد زكري نفسه مضطرا لقبول حمّاني، فهاّم ويخلف، وهو الذي كان يصرح أنه على الإدارة أن تجلب مدربا آخر لتدريب هؤلاء إن أصرّت على بقائهم. ... ولكن زكري عاد وقال إن الوفاق خسر لغياب حمّاني ويخلف! ولكن الغريب أن زكري الذي كان طلب بتسريح اللاعبين المعنيين، صرّح مباشرة بعد نهاية اللقاء أمام الترجي التونسي في سطيف أن الوفاق خسر بسبب عدم مشاركة حمّاني ويخلف، رغم أنه سرحهما من قبل، والأكثر من ذلك أن مسرحي زكري هم هدافي الوفاق حتى الآن (حمّاني ب 3 أهداف وبوعزة بهدفين)، وهذا قمّة التناقض. بقاء مترف خارج المنافسة شهرا يتحمّله زكري ومن الأشياء التي يتحملها زكري أيضا إشراكه مترف خارج المنافسة لمدة شهر كامل، وهذا بسبب قيام زكري بإشراكه أمام الترجي في لقاء الذهاب وهو لم يشف من الإصابة، والأكثر من ذلك أنه لم يتدرّب قبل لقاء الترجي لمدة أسبوع، وهو الأمر الذي تسبّب في بقاء شهر خارج المنافسة. الإدارة أضعف على التتويج برابطة الأبطال وإضافة إلى زكري، فإن إدارة الوفاق وعلى رأسها سرّار تتحمل معه كلّ المسؤولية في الإقصاء، لأن إدارة الوفاق ومن خلال تسييرها في الشهرين الماضيين، وخاصة في الفترة التي كان فيها زكري مدربا للوفاق، أين كان سرّار بعيدا كثيرا عن الفريق وصار الفريق في كثير من التنقلات يسير “بقدرة ربي”، كما حصل في سفرية “لوبومباشي“ مثلا، أين توقف الفريق في محطات السودان، ندولا الزامبية التي لم تكن أصلا مبرمجة في السفرية. المستحقات العالقة، الشقق والعقود أثرت سلبا ويبقى ما يُحسب على إدارة الوفاق من الأمور السلبية في التسيير هو قضية المستحقات المالية العالقة للاعبين، وكذا عدم توفير الشقق في الوقت المناسب، وكذا التأخر في إمضاء عقود اللاعبين، وهو الأمر الذي أثر كثيرا في تركيز اللاعبين في الفترة التي سبقت تاريخ 30 أوت. تنقل المسيّرين كان يجب أن يكون ل “هاراري“ وليس تونس كما برز ضعف الإدارة في عدم تواجد أي من مسيريها مع الفريق إلى زيمبابوي في أول أسبوع من رمضان، في حين أن العدد كان في تونس قياسيا من المسيّرين والمقرّبين، لأن من يريد التتويج برابطة الأبطال من غير المعقول أن يكون متواجدا في إفريقيا دون أي من أعضاء إدارة الوفاق، كما أن الضعف التنظيمي لإدارة الوفاق والتأخر دوما في الحجز عبر الرحلات الجوية أدّى إلى عدم تواجد العيفاوي وشاوشي في سفرية هاراري، رغم أن شاوشي أعفاه المدرب زكري مسبقا من تلك السفرية. التردّد في إبعاد زكري خلق جوّا مُكهربا وفي إطار العلاقة بين الإدارة وزكري، فإن تردّد الإدارة في إبعاد زكري كان من أهم النقاط التي أثرت سلبا في الوفاق، لأن زكري كان دوما مهدّدا بالإبعاد ولكن الإدارة لم تتخذ القرار في 4 مناسبات كاملة (في بداية جوان، قبل بدء التحضيرات، بعد خسارة الترجي في سطيف، وقبل لقاء صفاقس في سطيف يوم تم عقد الندوة الصحفية)، ولكن الإدارة كانت تتراجع عن إقالته رغم أن محور الاجتماع في كل مرّة كان إبعاد زكري. تبادل التّهم بين زكري وسرّار ليس له معنى الآن ويبقى تبادل التهم في الفترة الأخيرة بين زكري وسرّار بلا معنى، لأن الوفاق أقصي وانتهى المسلسل، ومهما كان تبادل التهم، ومحاولة كل واحد منهما تبرير موقفه وإلقاء اللوم على الجهة الأخرى، فإن على زكري التزام الصمت حاليا لأن كلامهما ليس له معنى. فزكري كان عليه على الأقل احترام شعور الأنصار وعدم التصريح بتصريحات ليس لها معنى كقوله إن الوفاق كان سيخسر (4-0) في رادس، وأن الحكم حرم إينيرامو من ركلة جزاء شرعية، وهي تصريحات تسيء لزكري وتحطم الشعبية التي بناها لدى الأنصار، لأنه كان من المفترض أن يتحدث عن ركلة جزاء جاليت الشرعية أولا، وليس الكلام لمجرّد الكلام، في حين أن سرّار كان عليه أن يقول هذه التصريحات والاعتراف منذ مدّة وليست اليوم. اللاعبون أيضا لهم نصيب من المسؤولية من جهتهم، يبقى للاعبين أيضا نصيب من المسؤولية في إقصاء الفريق السطايفي، لأنهم حتى إن وجدوا أنفسهم في صراع غير نزيه بين الإدارة وزكري، فإن اللاعبين بدورهم مطالبون أن يكونوا في مستوى الأسماء التي يحملونها، لأن الكثير من الأسماء أصبحت لا تقدّم ما هو مطلوب منهم فوق الميدان، والفريق بحاجة إلى ثورة فوق الميدان. ... حتى الأنصار “يسالوا” في الوضعية وحتى إن كانت قوة الوفاق في السنوات الأخيرة في وفاء جمهوره، لأنه ليس من السهل أن تجد رقم 8000 مناصر في بلد أجنبي في ثاني أيام العيد المبارك، فإن الوضعية الحالية والإقصاء لفئة من أنصار الوفاق دور فيه ولو عن غير قصد بعد أن أقحموا أنفسهم في الصراع بين زكري وسرّار، ووصلت الأمور بالبعض منهم إلى التأكيد في حصة التدريب ليوم 6 أوت التي عرفت أجواء مكهربة، إلى التصريح بأنه يجب أن يبقى زكري ولو تحتم الأمر أن يذهب سرّار، ومن غير المنطقي من أنصار فريق أن يجعلوا أنفسهم أنصارا ل زكري أو ل سرّار، والغريب أن البعض مازال يعطي الحق لزكري حتى عندما يقول إن تعادل الوفاق في تونس مهزلة كروية، رغم أن الخسارة في سطيف أمام نفس الفريق من المفترض أن تكون هي المهزلة الحقيقية. ---------------------- الاستئناف أمسية اليوم على السادسة ينتظر أن يستأنف رفقاء المهاجم غزالي التدريبات أمسية اليوم على الساعة السادسة مساء بملعب 8 ماي 45 بعد أن منحهم الطاقم الفني راحة لمدة يومين بعد لقاء الترجي، إثر اتفاق مسبق معهم بالحصول على يوم واحد في حالة بقاء حظوظ الوفاق قائمة للتأهل لنصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا أو يومين في حالة انعدامها. وبالتالي فإن انعدام حظوظ التأهل جعل اللاعبين يحصلون على يومين استغلوهما لزيارة العائلة والأحباب والأقارب. لقاء بسكرة غدا على الثانية زوالا ينتظر أن يلتقي وفاق سطيف نظيره اتحاد بسكرة المنتمى للرابطة الثانية المحترفة غدا الأربعاء على الثانية زوالا بملعب 8 ماي 45، وذلك من أجل إشراك أكبر عدد من اللاعبين خصوصا الذين لم يشاركوا في اللقاء الأخير أمام الترجي التونسي للإبقاء عليهم في لياقة تنافسية جيدة، وبالتالي فإن “الكحلة” ستخوض اختبارا جيدا أمام “خضراء الزيبان”، استعدادا للبطولة الجزائرية، وأيضا للقاء السبت أمام مازيمبي الذي يبقى الوفاق مطالبا بالفوز فيه. غزالي، بوشريط، جاليت وبلقايد عادوا برّا من تونس لم يتضمّن وفد الوفاق الذي غادر بعد مواجهة الترجي التونسي أربعة لاعبين هم غزالي، جاليت، بلقايد وبوشريط الذين غادروا الأراضي التونسية برّا. حيث توقف وسط الميدان بوشريط في مدينة عنابة التي يقطن بها، أما غزالي، جاليت وبلقايد حجزوا في الطائرة المتوجّهة من عنابة إلى الجزائر العاصمة التي توقف فيها اللاعب الأخير، في حين أكمل الثنائي الأول الرحلة إلى تلمسان وبشار على التوالي. الدعوات سبّبت فتنة بين المسيّرين يبدو أن الأمور الإدارية بين مسؤولي الوفاق تبقى دوما محل تشنجات، ففي تونس حدث الكثير من الكلام بين المسيّرين حول من يستفيد من الدعوات الرسمية للمنصة الأولى والدعوات الرسمية للحجرات، وهي أمور أصبحت دوما تحدث في الوفاق. ---------------------- الإقصاء اختبار للأنصار والوفاق سيبقى كبيرا بوعي جمهوره عكس أحلام السطايفية الذين كانوا يتمنون قضاء أجمل أيام العيد بقطع خطوة عملاقة نحو المربع الذهبي لرابطة أبطال إفريقيا في حالة الفوز على الترجي التونسي في رادس، لم تسر الأمور مثلما يتمنى الآلاف بل الملايين من الجزائرين وجاء الإقصاء المبكر قبل جولة واحدة من نهاية المنافسة الأغلى قاريا بالنسبة للأندية، وهو إقصاء يحدث في كرة القدم ورغم مرارته يبقى اختبارا للأنصار حتى يبقوا الى جانب الفريق في هذه المرحلة الصعبة. في هذه الأوقات يظهر المناصر الحقيقي ومن الطبيعي أن ترافق مقابلة الترجي التي رافقها فوز مازمبي الكونغولي وتأهله رفقة الترجي التونسي موجة من الغضب لأن لا أحد انتظر أن تخرج “الكحلة” من هذه المنافسة بالتعداد الذي تملكه وبطموحاتها الكبيرة في رابطة الأبطال لأول مرة بنسختها الجديدة، لكن الإقصاء وراد في كرة القدم وهو الإقصاء الذي يضع مناصري الوفاق على المحك ويظهر من هو المناصر الحقيقي الذي يقف خلف التشكيلة في كل الأوقات، أي مناصر الفوز والهزيمة، أو المناصر الذي يحب الوفاق منتصرا ولا يرضى غير ذلك. الوفاق في الفوز ملك للجزائرين وفي الهزائم ملك لأنصاره الأوفياء ولا يحتاج الوفاق في هذا الظرف لمناصريه الذين يناصروه عند تحقيق انتصارات خارجية أي عندما يتحوّل إلى وفاق الجزائر والجميع، لأن الوفاق في الإنتصارات يصبح ملكا للجميع ولكل الجزائريين وليس فقط لأنصار “الكحلة” لكن في الهزائم أنصاره الحقيقيون هم من يتحملون التبعات من خلال الإحساس بالصدمة وبخيبة الأمل، وهي ردود الفعل المنتظرة والتي من المفترض أن لا يصاحبها الإنقلاب على الفريق. دفع ثمن ظروف خارجية وأنصاره الحقيقيون يعرفون ذلك ولا يعرف إلا المقربون من “الكحلة” والذين يتابعون أخبارها جيدا من الأنصار الأوفياء سبب الإقصاء الأخير لأن الأمر لا يتعلق بمستوى اللاعبين ولا الفريق لكن ظروفا خارجية كانت وراءه، أهمها صراع الإدارة والمدرب وتجديد الثقة المتأخرة في زكري ثم نقص فترة التحضير وانشغال الإدارة بتسديد أموال اللاعبين في وقت أن الجولات كانت تلعب بسرعة دون وجود فرصة للتوقف ومراجعة ما تحقق، وهي ظروف من المفترض أن لا تجعل الجمهور الوفي يفقد ثقته في فريقه لأن الخطأ كان في الوفاق الذي ترك نفسه للظروف التي أجبرته على الفوز في تونس في معطيات صعبة من كل النواحي مع تحكيم سيء وعدوانية شديدة مع لاعبي الترجي. الضربة مؤلمة، لكن المطلوب “واقي صدمات” ولا يختلف اثنان على التأكيد أن الأمر يتعلق بضربة مؤلمة خاصة أن الإقصاء حصل في الجولة الخامسة وقبل مباراة من ختام دور المجموعات، لأن الآمال كانت معلقة على هذه المنافسة حتى يثبت الوفاق نفسه قاريا، لأنه لا ينقصه شيء كبير قياسا بالفرق الكبيرة، لكن حتى مع وقع الصدمة فإن المطلوب اكتساب ثقافة تقبل نتائج مثل هذه وأن يكون هناك “واقي صدمات”، عندما لا يدخر اللاعبون أي جهد و”يشمخو التريكو” كما حصل في تونس، خاصة أن المهم انتهى والأهم قادم ودخول أزمة لا يفيد في شيء إلا من لا يحبون الخير للوفاق. الوفاق أقصي لكنه استفاد وتعلّم وسيكون أقوى في 2011 وحتى إن كان الإقصاء المبكر هو عنوان المشاركة في دور المجموعات، فإن الوفاق أقصي فعلا لكنه استفاد من هذه المنافسة وتأكد أنه لا ينقصه سوى تأطير أفضل ليتألق، لأن من يفرض التعادل على مازيمبي والترجي على أرضه ليس فريقا سهلا، كما سيكون الوفاق أكثر خبرة وتمرسا في رابطة أبطال إفريقيا 2011 التي سيبدأها في العام الجديد، خاصة في ظل وعي أنصاره وتحضرهم. ما زال هناك أمل وبطولات وإنجازات، وقبل ذلك شعار “كلنا قبائل” ولن يتوقف مشوار الوفاق عند رابطة أبطال إفريقيا بالخروج منها، لأن الأكيد أن الثقافة التي دخلت في السنوات الأخيرة بالتحول إلى ناد كبير لا زالت راسخة، لأنه بالتأكيد ستكون هناك أهداف وإنجازات وانتصارات أخرى ولا يمكن لظروف خارجية أو تحكيم سيء أن يؤثر في مسيرة الوفاق أو على مستقبله مهما كان حجم خيبة الإقصاء، وفي انتظار القادم سيرفع أنصار الوفاق شعار “كلنا قبائل” وراء شبيبة القبائل حتى ترفع الكأس القارية، لأن أنصار “الكحلة” وكل الفرق يناصرون الأندية التي تمثل الجزائر بإعتزاز شديد، مثلما وقف جميع المناصرين وراء “الكحلة” في السنوات الأخيرة في خرجاتها العربية والإقليمية. أنصار الوفاق تأكدوا من تحضرهم في ملعب رادس ويكون الجمهور السطايفي قد تأكد أنه صار يملك مستوى حضاريا عاليا من خلال مشاهدته تصرفات أنصار الترجي الذين لم يتقبلوا التعادل، حيث رشقوا أرضية الميدان بالحجارة والقارورات التي كانت تسقط حتى على النساء في المنصة الشرفية والصفحيين كما شتموا كل ما له علاقة بالجزائر، في وقت أن الوفاق خلال مبارياته الثلاث في سطيف مع الترجي وبالأخص اللقاءين الأخيرين اللذين انهزم فيهما خرج لاعبو الترجي تحت موجة من التصفيقات، لكن أنصار الترجي لم يفهموا هذا وردوا بطريقة أفسدت صورتهم كلية لدى “السطايفية”. تنقلهم تاريخي، ضحوا بالعيد وهو دليل على ثقتهم في فريقهم وما يؤكد أيضا المستوى الحضاري لأنصار الوفاق ووعيهم هو تنقلهم القياسي (دون إقصاء أنصار الوفاق في المدن القريبة والمجاورة الذين يقدمون الدعم بشكل دائم في سطيف أو خارجها)، لأن حضور ما لا يقل عن 6500 مناصر ضحوا بالعيد بعيدا عن عائلاتهم أفضلهم قضى نصف اليوم الأول فقط لا يفعله إلا أنصار فريق كبير يثقون فيه وفي قدرته على الفوز في تونس على الترجي بملعب رادس، وإلا لما حضرت كل تلك الأعداد، كما أن هذا الرقم يجعل من تنقل مناصري “الكحلة” الأكبر في تنقلات الفرق الجزائرية إلى خارج أرض الوطن. إنقسامات زكري وسرّار درس للجميع ودفع ثمنها الوفاق وإذا كانت العبرة بالخواتيم فإن خاتمة المشاركة في دوري الأبطال كانت إقصاء مخيبا للغاية ومؤثرا في معنويات الجميع، لكن على العموم إقصاء من الضروري أخذ الدروس منه خاصة أن إنقسامات الأنصار بين مؤيد ل زكري ول سرّار حوّلت الأمور إلى شبه حملة انتخابية لجمع الأصوات والمؤيدين لم يدفع ثمنها سوى الوفاق الذي وجد نفسه بسبب مشكل كان يمكن أن يحل من البداية وقبل لقاء الترجي خارج منافسة مهمة وهو الذي لا تنقصه الإمكانات ليكون أحد منشطي دورها نصف النهائي، ليبقى في كل الحالات الإقصاء درسا مفيدا للجميع لعدم الإنسياق وراء العاطفة مستقبلا. --------------------------- زكري طلب الإعتذار من سرّار ثم طعنه من جديد تفاجأ مسيرو الوفاق أمس بتصريحات جديدة للمدرب السابق زكري، حيث لم يفهموا حتى الآن ماذا يريد من الوفاق بعد أن تمت تنحيته، وجاء استغراب الرئيس سرّار رغم رفضه التعليق لأن زكري اعتذر على ما بدر منه في تصريحات سابقة بحق الوفاق ومسيريه في رسالة العيد التي أرسلها إلى سرّار، قبل أن ينقلب بعد مباراة الترجي ويصف تعادل الوفاق وسط ظروف صعبة جدا وتحكيم سيء ب “المهزلة”. تكلّم عن ركلة جزاء ل إينيرامو ونسي جاليت وما أغضب أكثر مسؤولي “الكحلة” أن زكري الذي يدعي حب الوفاق لم يقل شيئا عن الحكم ونسي دوره في تحطيم الوفاق، وعندما تكلم عليه فكان ذلك على أساس أنه حرم إينيرامو من ركلة جزاء وهو ما استغرب له الجميع لأن حتى مسؤولي الترجي لم يتحدثوا عن هذه الركلة، وحسب المسيرين فإن نية زكري لو كانت سليمة ولو كانت له ذرة من الغيرة على ألوان الوفاق الذي مثل الجزائر لتحدث عن ركلة الجزاء التي حرم منها جاليت أمام مرأى الجميع وحيرة التوانسة أنفسهم. كان مطالبا على الأقل باحترام مشاعر الأنصار وغضبهم من التحكيم ومن جهته، فإن زكري كان عليه أن يحترم مشاعر الأنصار لأن الوفاق أقصي من منافسة رابطة أبطال إفريقيان ولم يكن من حقه على الأقل كجزائري أن يتكلم عن “مهزلة” وعن أمور أخرى لأن النتيجة لم تكن كارثية كما أنه لا توجد مهزلة أكبر من الهزيمة في سطيف، كما كان عليه – حسب العقلاء – أن يفكر في مشاعر السطايفية الذين تنقلوا إلى تونس واستفزهم الحكم السنغالي بطريقة كبيرة قبل أن يطالعوا تصريحات زكري وحديثه عن وجود ركلة جزاء ل إينيرامو، علما بأن هاتف “الهداف” لم يتوقف أمس بسبب غضب الجميع من تصرفات هذا المدرب. الشعبية التي اكتسبها يحطّمها بالتدريج، وحديثه عن تدريب المنتخب صار “نكتة” ولا نفشي سرا إذا قلنا إن زكري اكتسب مكانة كبيرة وسط جمهور الوفاق، لكن هذه الشعبية عوض أن يحافظ عليها أصر أن يحطمها ويمرغ سمعته في التراب، لأنه فقد كل الشعبية التي كان يملكها بتصرفاته وسلوكاته الغريبة، وحتى المتعاطفين معه “دارو” بل أصبح زكري نكتة خاصة أنه يقول إن لديه كل الإمكانات لتدريب المنتخب الجزائري رغم أنه لم يعمل في إيطاليا إلا في فرق الدرجة الخامسة، فضلا عن تأكيده أنه قادر على تدريب منتخب البرازيل، وهو ما رفض الجميع الرد عليه لأنه على حد تعبير أحد المسيرين “نكتة العام”. ----------------------- مسيرو الوفاق تذكّروا تصريحات شكري الواعر تذكّر مسيرو الوفاق وحتى الأنصار تصريحات شكري الواعر الحارس التاريخي للترجي في إحدى الحصص في قناة “حنبعل” بعد مباراة الجزائر ومصر، حيث أكد بشأن التحكيم الإفريقي السيء أن الترجي التونسي صار يصل إلى أدوار متقدمة من المنافسات الإفريقية لأنه صار يعرف “كيفاه يخدم الحكام”، وهي المفاجأة التي فجرها على المباشر وقال إنها على مسؤوليته الخاصة، وتعني الكثير خاصة عندما تأتي من لاعب سابق في الترجي وأحد أساطير هذا الفريق. سرار حضر قرعة “ليناف” في آخر لحظة كان من المقرر أن يعود سرار الى سطيف يوم أمس حسب برنامجه الأولي، قبل أن يغير رأيه في آخر مساء أمس ويحضر قرعة كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس “ليناف” التي تجرى صباح اليوم في فندق “أفريكا” بالعاصمة التونسية. أعلم اللاعبين بالإقصاء عبر حمّار عند الوصول الى سطيف وكان سرّار هو من أعلم اللاعبين عن طريق رئيس فرع كرة القدم حمّار حسان بنتيجة مباراة مازيمبي وديناموس التي انتهت بفوز الأول (2-1) مما يعني الإقصاء، وكان ذلك بمجرد الوصول إلى أرضية مطار سطيف، علما بأن سرّار كان عند نهاية اللقاء متأكدا من الإقصاء ويتكلم على أساس أن فريقه خرج من المنافسة خاصة أنه لم ينتظر الشيء الكثير من ديناموس الذي يعتبر أضعف فريق في المجموعة. لوكاريلي حذّر من طريقة تنفيذ الترجي للتماس إذا كان الوفاق قد تلقى هدفا مجانيا للغاية سجله الترجي من هدية في شكل تماس طويلة مباشرة إلى رأس مجدي طراوي الذي سجل هدفا لا يمكن أن يتلقاه ناد من الأقسام الدنيا، فإن المعاين الإيطالي لوكاريلي كان قد درس الترجي جيدا وفي الجلسة التقنية لمعاينة المنافس حذّر كثيرا من طريقة تنفيذ المنافس لرميات التماس مؤكدا أنها تنفذ إلى داخل منطقة العمليات وأحيانا إلى منطقة 6 أمتار، وبالفعل جاء الهدف من تلك الطريقة بالتحديد بعد خطأ فادح في المراقبة والتمركز. الوفاق يتعرّف اليوم على منافسه في “ليناف” يتعرّف الوفاق اليوم على منافسه في كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس في القرعة التي ستجري بفندق “أفريكا” وسط العاصمة التونسية، علما بأنه تم تحديد تواريخ مباريات نصف النهائي التي ستجري ذهابا بين 2 و3 نوفمبر وإيابا يومي 22 و23 نوفمبر، في حين أن مباراة ذهاب النهائي ستقام يوم 10، 11 أو 12 ديسمبر والعودة بين 21، 22 أو 23 من الشهر ذاته. ----------------------- “الصريح” التونسية تشير إلى تصرفات القربي وطراوي عادت صحيفة “الصريح” التونسية في عددها الصادر أمس للحديث عن مباراة الوفاق والترجي، حيث تم الحديث عن تصرفات القربي من خلال الإشارة إلى أن توتره وعصبيته بشكل دائم قد يكلفان الترجي غاليا، كما أشار المحرر أيضا إلى سوء تصرفات مجدي طراوي بالإضافة إلى أخطاء إينيرامو. حمّار منع كل الغرباء من الصعود إلى الطائرة منع رئيس الوفد حمّار أي غريب من الصعود إلى الطائرة رفقة اللاعبين، حيث عاد رفقاء حاج عيسى فقط رفقة المسيرين الذين تنقلوا معهم يوم الاثنين الماضي من مطار رابح بيطاط، وهي الصرامة التي كان يفترض أن تكون أيضا في نزل “المرادي” الذي أقام فيه أكثر من 100 شخص مع الفريق.