عيّنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بصفة رسمية مدرب المنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة مدربا للمنتخب الأول خلفا للمدرّب المستقيل من منصبه رابح سعدان، وذلك إلى غاية 2012، بعقد يمتد حتى نهاية المشوار الإفريقي التّصفوي لنهائيات كأس إفريقيا المزمع إقامتها مناصفة بين الغابون وغينيا الإستوائية.كما تقرّر جلب مدرب أجنبي لمساعدة بن شيخة بعد مباراة إفريقيا الوسطى. وهو ما كانت “الهداف” السباقة للكشف عنه منذ حوالي أسبوع، عندما كشفنا عن الاتفاق السري الذي تم بينه وبين رئيس “الفاف” محمد روراوة على تولي مهمة تدريب المنتخب طيلة الإقصائيات الإفريقية. وبموجب العقد الذي أبرمه بن شيخة والاتحادية، سيستهل بن شيخة مهامه بصفة رسمية بداية من لقاء الجولة الثانية أمام منتخب إفريقيا الوسطى. مهمته قيادة “الخضر” للغابون وغينيا الإستوائية مثلما كشفنا ورغم أننا لا ننطق من فراغ، إلا أن أطرافا راحت تفند خبرنا يوم أكدنا أن بن شيخة هو من سيشرف على “الخضر” لغاية نهاية المشوار التصفوي الإفريقي، لكن مصادرنا عادت لتنصفنا وتؤكد ما كنا سباقين للكشف عنه، وأكدته لنا علنا الاتحادية أمس في بيانها عندما كشفت أن بن شيخة ستكون أمامه مهمة الإشراف على العارضة الفنية طيلة المشوار التصفوي. وسيكون مطالبا في مهمته هذه بتأهيل الجزائر إلى الغابون وغينيا الإستوائية، بل أن مصادرنا أضافت وأكدت ما كشفته لنا من قبل، بأن الرجل سيعمر طويلا بعد 2012 لو أنه ينجح في قيادة “الخضر” إلى هناك. روراوة لم يجد أفضل منه محليا كما أكدنا وكان روراوة منذ البداية مقتنعا بفكرة تنصيب بن شيخة خلفا ل”الشيخ” سعدان، بدليل أنه مباشرة بعد استقالة سعدان عقب التعثر أمام تانزانيا، سارع إلى الاتفاق معه على خلافته طيلة المشوار التصفوي، لكنه تريث في تنصيبه بصفة رسمية حتى يستشير أعضاء مكتبه واللاعبين في آن واحد. وهو التماطل الذي فتح باب التأويلات حول تعيين بن شيخة مدربا مؤقتا وفقط، وحول رفض اللاعبين له بسبب تشدده بعض الشيء، قبل أن يتحصل روراوة على إجماع كل من استشارهم بأن بن شيخة يقدر عليها مثلما قدر عليها سعدان في السابق، لا سيما وأنه على المستوى المحلي لم يجد من هو أفضل منه، فسارع إلى تعيينه بصفة رسمية وإلى نشر الخبر عبر موقع الاتحادية عبر “الأنترنيت” أمس. ورقة المدرب الأجنبي الرئيسي سقطت بسبب تكاليفه الباهظة تريّث روراوة في تنصيب بن شيخة طيلة هذه المدّة، فتح بابا للحدّيث عن جلب المدرب المحلي، وهو خبر فيه جانب من الصحة بما أنّ أسماء عدّة من المدربين الأجانب الرئيسيين كانت سيرها الذاتية على طاولة الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية، غير أنّه أسقط ورقة جلب المدرب الأجنبي الرئيسي من حساباته بعدما تأكد من أنّ جلب أيّ اسم كبير من الأسماء التي أرسلت سيرها الذاتية في صورة “كوربيس، توريسييه” وغيرهما من المدربين الآخرين، سيكلفه أموالا باهظة تصل إلى “35 مليارا” في سنة واحدة فقط، وهي قيمة خيالية لا تليق بأيّ مدرب أجنبي رئيسي مهما كانت قيمته، فما بالك بالعديد من الأسماء المغمورة التي فشلت حتى مع فرق فرنسية من الدرجة الثانية في وقت سابق. ...وبسبب إشرافه على خمس مباريات فقط ومن جهة ثانية وهو ما كشفنا عنه أيضا لما أكدنا منذ أسبوع خبر تعيين بن شيخة مدربا بصفة رسمية، فإنّ روراوة ارتأى أن تعيين مدرب أجنبي من أجل الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب في خمس مباريات تصفوية فقط، ومقابل أموال باهظة، أمر غير معقول بتاتا، لا سيما أن “الفاف” حينها ستكون مجبرة على منحه كامل مستحقاته الباهظة في حال إقالته عقب أي تعثر، فسقطت ورقة المدرب الأجنبي من ذهن روراوة منذ البداية. ولم يجد أفضل من ترسيم الاتفاق الشفوي الذي تم بينه وبين بن شيخة منذ أن كشفنا الخبر، فتعاقد معه في النهاية بصفة رسمية. السلطات العليا شدّدت على المنتوج المحلي وكانت أطراف عدة قد ذهبت للتأكيد على أن الاتحادية تلقت الضوء الأخضر من الوزارة للاستنجاد بالمدرب الأجنبي، وإلغاء تعليمة الوزير السابق أحمد ڤيدوم وغير ذلك من الأخبار غير الصحيحة، إلا أن مصادرنا من الاتحادية كشفت لنا أن السلطات لم تثمن يوما فكرة جلب هذا المدرب الأجنبي، بل أنها كانت دوما تشدد على ضرورة تشجيع المنتوج المحلي من المدربين. وكانت تضغط على هيئة روراوة كي تعوض سعدان بمدرب محلي آخر يكون ذا كفاءة عالية، وهو ما أكدت عليه الاتحادية في بيانها المنشور على موقعها عبر الأنترنيت أمس، حينما أكدت أنها تثق دوما في المدربين المحليين ذوي المستوى العالي. نجاح سعدان قبل سقوطه شجع على تجديد الثقة في المنتوج المحلي ولعل ما شجع المسؤولين على منح المهمة لبن شيخة وتجديد الثقة في مدرب محلي آخر يعوضه، هو نجاح “الشيخ” في مهمته قبل سقوطه الحرّ في المباريات السبع الأخيرة، إذ لا يختلف اثنان أن المنتخب الوطني وعلى مدار السنتين الأولى والثانية اللتين كان فيهما سعدان مدربا نجح في تحقيق نتائج، حيث أزاح من طريقه الكبير والصغير قبل الوصول ل”كأس إفريقيا” و” المونديال” معا، واحتل المركز الرابع في أنغولا بعد غياب طويل عن تنشيط مبارتي المربع الذهبي في نهائيات كأس إفريقيا، قبل أن يسقط في السنة الثالثة والأخيرة لأسباب أو لأخرى منذ العودة من أنغولا في جانفي الفارط. وهو أمر دفع بالمسؤولين إلى تجديد الثقة في مدرب محلي آخر يتميز بنفس الكفاءة وهي صفة متوفرة في بن شيخة، الذي عمل كثيرا فوق الميدان داخل وخارج الوطن، وأشرف على تدريب العديد من الفرق الكبيرة محليا، فضلا عن ما حققه في البطولة التونسية مع النادي الإفريقي. جلول وبلحاجي باقيان، لكن.... وحتى إن كانت الاتحادية قد وافقت على شروط بن شيخة بألا يعين مدربا للمنتخب بصفة مؤقتة تحسبا للقاء إفريقيا الوسطى وفقط، فإنها بالمقابل وضعت له بعض الشروط التي اضطر للموافقة عليها، ومن بين هذه الشروط الإبقاء على جلول زهير ومدرب حراس المرمى بلحاجي ضمن الطاقم الفني، شرط وافق عليه بن شيخة رغم أنّه كان يرغب في جلب طاقم فني خاص به كما سبق وأن كشفنا عنه. ويبدو أن “الفاف” أرادت أن تقدم يد العون لبن شيخة في بداية مهمته بما أن جلول زهير وبلحاجي يعرفان المجموعة، وبإمكانهما أن يساعداه كثيرا في التحكم في المجموعة بحكم السنوات الثلاث التي قضياها مع سعدان على رأس المنتخب، لكن يبقى أن نؤكد أن الكلمة الأولى والأخيرة ستعود ل “الباترون” الجديد بن شيخة. بن شيخة لم يرفضهما مثلما رفضوه سابقا ويبدو أن بن شيخة كان رؤوفا جدا في التعامل مع شرط الإبقاء على جلول زهير وبلحاجي بموافقته على العمل معهما، بما أن المدرب المساعد السابق لسعدان كان من بين الرافضين أن يكون مدربا مساعدا ثانياٍ ضمن الطاقم في وقت سابق، حيث كان يشدد مع سعدان على ضرورة الإبقاء على نفس الطاقم رغم مطالب العديد من الأطراف بتدعيم العارضة الفنية بمدربين جدد. وها هو بن شيخة بتصرفه هذا يحسب نقطة لصالحه ضدّ من رفضوه سابقا، ويظهر لهم بأنه “لا يقطع الخبزة والأرزاق” على أحد. المحضر البدني محمدي ضمن الطاقم أيضا وتقرر بموجب الاتفاق الذي تم بين “الفاف” وبن شيخة أن يتم ترسيم بقاء المحضر البدني محمدي ضمن الطاقم الفني، لما قام به من عمل جبار في السابق مع المنتخب المحلي، ولما يقوم به منذ أن تم ضمه للمنتخب الأول في الشهر الأخير، وهو قرار آخر يؤكد للمرة الألف تشجيع المسؤولين للمنتوج المحلي، عوض الاستنجاد بمدرب أجنبي يكلف الخزينة أموالا باهظة أيضا مقابل تقديم العمل نفسه أو أقل ربما. واحد أو اثنان فقط من المحليين بعد دورة السودان وكما كشفنا عنه من قبل، فإنّ بن شيخة سيشرف على المنتخب المحلي في نهائيات كأس إفريقيا الخاصة بالمحليين، المزمع إقامتها بالسودان بداية من جانفي المقبل، على أن يتم تعيين مدرب آخر يخلفه على رأس المنتخب الثاني إثر انتهاء النهائيات، وهي الدورة التي سيتحدد من خلالها مستقبل اللاعبين المحليين. حيث كشفت لنا مصادرنا الخاصة أن بن شيخة لن يتهور ويتسرع في إحداث تغييرات على مستوى المنتخب الأول، وسيبقي في الوقت الحالي على التركيبة البشرية نفسها التي تركها سعدان، على أن يحدث تغييرات طفيفة بجلب لاعب أو اثنين على الأكثر من اللاعبين الذين سيمتحنون في “السودان”. وهي فرصة لجابو وتجار وكل من يحلمون بتقمص ألوان “الخضر” للبروز وحجز مكانة لهم في المنتخب الأول. مدرب أجنبي يدعم العارضة الفنية بعد إفريقيا الوسطى ويعمل تحت سلطة بن شيخة وبما أنّ الإجماع لم يقع على أي مدرب محلي آخر يساعد بن شيخة في مهامه إلى جانب جلول زهير، وبما أن أي مدرب أجنبي مساعد لن يكلف الخزينة أموالا طائلة مثلما كان سيكلفها مجيء مدرب أجنبي رئيسي، فإنّ روراوة والمسؤولين اتخذوا قرار تدعيم العارضة الفنية بعد لقاء إفريقيا الوسطى بمدرب أجنبي مساعد، لأن مصادرنا الخاصة كشفت لنا أن بن شيخة سيبقى الرقم واحد على رأس العارضة الفنية وسيكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في كل شيء، على أن يعمل المدرب الأجنبي الذي سيتم انتدابه تحت قيادة بن شيخة على غرار جلول وبلحاجي، وتضيف مصادرنا أنّ المدرب الأجنبي الذي سيتم التعاقد معه لن يكلّف خزينة المنتخب كثيرا مثلما كان عليه الحال لو تم التعاقد مع الأجنبي بصفته مدربا رئيسيا، كما تجدر الإشارة إلى أن “الفاف“ في موقعها الرسمي أمس عبر الأنترنيت أشارت إلى تدعيم العارضة الفنية بمدرب مساعد مستقبلا. الفكرة كانت مطروحة منذ عهد سعدان لكنه رفضها وأشارت مصادرنا إلى أنّ فكرة ضم مدرب مساعد أجنبي ليست وليدة اليوم بل كانت مطروحة منذ عهد المدرب السابق رابح سعدان واقترحها عليه روراوة بعدما رفض كل المدربين المحليين الذي عُرضوا عليه كي يعملوا معه، لكن سعدان رفض الفكرة أيضا وأصر على الحفاظ على جلول وبلحاجي فقط، وها هو روراوة يطرح الفكرة على بن شيخة من جديد فقبل بها لاسيما وأنها تساعده كثيرا بما أن هذا المدرب الأجنبي سيعمل تحت قيادته. بن شيخة اجتمع ب جلول وبلحاجي وشرع في عمله ولم ينتظر بن شيخة طويلا بعد تعيينه مدربا ل “الخضر“ ليشرع في مهامه، واستهل مهمته الجديدة أمس باجتماع عقده بمقر الاتحادية بدالي إبراهيم مع مساعده جلول زهير ومدرب حراس المرمى بلحاجي، وهو اجتماع وضع فيه الثلاثي الخطوط العريضة للبرنامج المستقبلي لاسيما البرنامج التحضيري للقاء الجولة المقبلة أمام منتخب إفريقيا الوسطى. سيعقد ندوة صحفية صبيحة الغد بمركب 5 جويلية ومن المنتظر أن يعقد بن شيخة غدا الأربعاء ندوة صحفية بقاعة الندوات بملعب 5 جويلية سيكشف من خلالها عن برنامجه وما ينوي القيام به تحسبا للقاء إفريقيا الوسطى وما يليه من لقاءات، وهي فرصة أيضا ليجيب عن مختلف الأسئلة التي سيطرحها عليه الصحفيون.