إنتهت مساء الأحد مغامرة وفاق سطيف مع رابطة أبطال إفريقيا 2010 بصدمة كبيرة لأنصار “الكحلة”، لأن الكل كان يرى أن النسخة الحالية من هذه المنافسة هي الأسهل منذ نشأتها. ورغم أن الإقصاء إسمه“إقصاء” فإن إنهاء المجموعة في المرتبة الثالثة كان أخف الأضرار، لأن الوفاق سيستفيد من مزايا النسخة القادمة من رابطة أبطال إفريقيا 2011 وهي الإعفاء من الدور الأول والاستقبال في الدورين الثاني والثالث إيابا في سطيف. كانت محسومة مهما كانت نتيجة مازيمبي وإذا كان الوفاق عجز عن تحقيق الفوز الجديد والشرفي، فإن نتيجة اللقاء الأخير أمام مازيمبي لم يكن لها أي تأثير، لأن فوز الترجي المسبق وفي نهاية الشوط الأول أمام هاراري جعل الوفاق مطمئنا على المرتبة الثالثة مهما كانت نتيجته، الأمر الذي جعل أيضا مازيمبي يتأكد من أنه لن ينهي السباق في الصدارة مهما كان، بالتالي أصبح اللقاء شكليا أكثر في الشوط الثاني وكأن الأمر يتعلق بشريط وثائقي في التلفزيون. فوز الترجي زاد من كارثية الخسارة أمام ديناموس وبالتأكيد أن فوز الترجي التونسي في هاراري، وإن منح الصدارة للفريق التونسي، فإنه أيضا أكد كارثية خسارة الوفاق في ديناموس في إطار الجولة الثالثة، لأن بقية الفرق كلها فازت على ممثل زيمبابوي ذهابا وإيابا والنتيجة الوحيدة التي حققها ديناموس كانت الفوز على وفاق سطيف. يبدو أنهم لم يتعلّموا من الأخطاء ودون أن ندخل في تفاصيل الإقصاء وأسبابه والإتهامات المتبادلة بين الرئيس سرّار و المدرب زكري بخصوص المسؤولية، فإن الأهم هو كيفية التعلم من أخطاء المشاركة الحالية، لكن حسب ما يظهر فإن الوفاق لن يتعلم شيئا وسيلعب النسخة القادمة بنفس الطريقة الحالية. لا مسؤول في خط التماس أمام مازيمبي وتأتي أولى علامات عدم التعلم هو عدم تواجد مسؤولي الوفاق في خط التماس خلال مواجهة أول أمس، لأن عددا كبيرا منهم يحبون الظهور أمام الأنصار في المواجهات التي تعقب الانتصارات والإنجازات، في حين أنه عندما يكون الفريق في “غبينة” (كما حصل في مواجهة أول أمس)، يختارون المنصة الشرفية خشية من الأنصار، حتى أنهم لم يمروا من خط التماس ومضمار ألعاب القوى مثلما اعتادوا عليه، بل توجهوا مباشرة إلى المنصة الشرفية (لم يكن سوى أعراب في مقعد البدلاء). حضور رئيس مازيمبي درس ل سرّار ويبقى حضور رئيس نادي مازيمبي، مويز كاتومبي، بملعب 8 ماي وتنقله صبيحة اللقاء في طائرة خاصة من لوبومباشي إلى الجزائر العاصمة ومنها إلى سطيف، ليكون الدرس الأول والأكبر أن رئيس الفريق الذي يريد التتويج برابطة الأبطال عليه أن يمارس صلاحياته كاملة ولا ينتهج سياسة الكرسي الشاغر في التنقلات مثلما يفعل سرّار في سفريات الوفاق القارية، ما جعل الفريق في كل مرة تحت أهواء المسيرين بين الذهاب وعدم الذهاب، حتى وصل الأمر إلى التنقل دون أي عضو من أعضاء المكتب المسير في السفريتين إلى برازافيل وهاراري... مويز كاتومبي وبتصرفه كرئيس حامل للقب الإفريقي ورغم التزاماته السياسية الكبيرة (محافظ منطقة كاتانقا المنجمية في الكونغو) وانشغالاته الشخصية أيضا كمالك لشركات ومناجم وعقارات بملايير الدولارات في الكونغو، ألمانيا وإنجلترا، كان حاضرا مع فريقه وعلى سرّار أن يكون الأول في كل السفريات في 2011 إن أراد أن يكون فريقه حامل اللقب القاري مستقبلا. والسياسة الحالية مع اللاعبين خاطئة ومن أهم سلبيات إدارة “الكحلة” هي التعامل السلبي مع اللاعبين بطريقة فيها الكثير من التنازل عن حق الفريق، خاصة التعامل في الأمور الانضباطية للاعبين، حيث يتضح أنها ضعيفة جدا في هذا الجانب. من أمثلة ذلك أن ثلاثي الإدارة (سرّار، حمّار وأعراب) اجتمع سهرة الخميس الأخير واتخذ العديد من العقوبات المالية في حق اللاعبين بسبب الغيابات عن التدريبات، وكان من المفترض تبليغ المعنيين بالعقوبات بعد لقاء مازيمبي مباشرة، لكن الإدارة تراجعت على خلفية أنها تريد تبليغهم مستقبلا عند تسديد المستحقات، يحدث هذا رغم أنه ليس هناك مشكل في أن يعلم اللاعبون بقرارات الخصم في الوقت الحالي على أن يتم تنفيذ القرار في المستقبل. الأنصار لاموا سرّار بهتافات لاعبي المليار وإذا كان الجمهور قليلا في لقاء مازيمبي حيث لم يتعد رقم 1500 بعد فتح الأبواب في الشوط الثاني، فإن العشرات ممن اختاروا المدرجات المغطاة اليسرى لم يفوتوا الفرصة في الوقت بدل الضائع من اللقاء من أجل لوم سرّار على الطريقة التي يتعامل بها مع لاعبي المليار دون محاسبتهم. ... وزكري “اللا حدث” مرة أخرى ورغم أن النتيجة كانت سلبية والأداء كان كارثيا، إلا أن اسم المدرب السابق نور الدين زكري كان غائبا للمرة الثانية في اللقاءات التي يستقبل فيها الوفاق بعد اللقاء أمام ديناموس، حيث لم يذكر اسمه لا بالخير ولا بالشر، ما يعني أنه أصبح فعلا بمثابة اللاحدث لدى الأنصار الذين اقتنعوا أنه مرحلة وانتهت بما فيها من إيجابيات وسلبيات ويجب أن تستمر الحياة. السماح ل فرانسيس يُحسب على الإدارة سجل الوفاق 17 لاعبا فقط في ورقة لقاء أول أمس، في ظل الغيابات النوعية المسجلة بسبب عقوبة المهاجم حمّاني وإصابة دلهوم، بلقايد وبوعزة فهّام، وأيضا سماح الإدارة ل فرانسيس بالتوجه إلى الكامرون، الأمر الذي أبقى الفريق السطايفي دون أي بدائل هجومية في مقعد البدلاء. اليوم نقول إننا نتعلّم وفي 2011 ننسى كل شيء كل جهة في وفاق سطيف من إدارة، لاعبين وأنصار تقول إنها ستتعلم من التجربة الحالية وستستفيد من أخطائها، لكن على ما يبدو أن الوفاق لن يتعلم شيئا حسب ما شاهدناه في السنوات الماضية، وسيدخل بنفس الأخطاء السابقة ويصبح بذلك الفشل مرادفا للتسيير الإداري والفني. --------------------- باجة تُهدّد الوفاق من الآن فاز أولمبي باجة أول أمس السبت بملعب سوسة أمام النجم الساحلي بنتيجة (1-2)، في إطار الجولة 4 من البطولة التونسية، وهي النتيجة التي تؤكد أن مهمة الوفاق لن تكون سهلة في إطار كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس في بداية نوفمبر القادم. هذا الفوز هو النتيجة الإيجابية الثالثة لباجة خارج الديار بعد التعادل في الجولتين الأولى والثانية في صفاقس والمرسى، إضافة إلى التعادل المسجل في باجة أمام حمام الأنف في الجولة الثالثة، ويبقى رصيد باجة إلى غاية الجولة الرابعة 6 نقاط، خلف الرواد الأربعة وهذا قبل إجراء جولة أمس. حشود، ديس، وبوشريط كانوا الأفضل أجمع كل من شاهد لقاء الوفاق الأخير أمام النادي الكونغولي أن اللاعب الأفضل على الإطلاق فوق أرضية الميدان كان دون منازع عبد الرحمان حشود، الذي أدى مباراة كبيرة في الشقين الدفاعي والهجومي، ويأتي بعده كل من إسماعين ديس وعنتر بوشريط اللذان أديا مواجهة في المستوى المطلوب. مضوي سيستأنف تربص عين البنيان قرر خير الدين مضوي، المدرب المساعد للوفاق في الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، استئناف تربص المدربين بعدما كان قد جمّد تسجيله على مستوى مركز التربية الرياضية بعين البنيان، وقد وصل المعني إلى قناعة بأن مستقبله التدريبي يمر عبر إكماله الدراسة التدريبية والحصول على الشهادة التي تمنحه الإجازة مستقبلا، دون ربط مصيره التدريبي بأي كان. لجنة الأنصار ستُكرّم مناصرين مثاليين قررت لجنة أنصار وفاق سطيف تكريم مناصرين مثاليين (ما يزالان في طور التعليم الثانوي) عقب التصرف الذي قاما به في مواجهة أول أمس أمام مازيمبي، حيث كانا الوحيدين اللذين علقا رايات الفريق رغم شكلية المواجهة، ما يعتبر من أشكال الوقوف مع “الكحلة” في وقت الشدة. وتفضل اللجنة أن لا يكون التكريم الآن ولكن بعد أن تكون أمور الوفاق أفضل وهذا من أجل أن يكون عبرة بأنه يوم نقف مع الفريق في الأوقات الصعبة فسيكون لذلك بداية لأيام أحلى. سوليناس أعاد مشاهدة اللقاء أعاد المدرب سوليناس جياني مشاهدة لقاء أول أمس، في شريط الفيديو الذي كان المعاين الفني الإيطالي لوكاريلي قد سجله بكاميرا خاصة به. وأكد سوليناس في حديث معه أمس أن سيناريو اللقاء لم يكن مفاجئا لأن الإقصاء المسبق أدى إلى عدم وجود تحفيز للاعبين فوق أرضية الميدان، وكان اللقاء أشبه بالودي رغم طابعه الرسمي، ورغم ذلك فقد أكد سوليناس أن غياب الفعالية الهجومية كان مشكلة ويجب عليه أن يقوم بالكثير من التصحيحات الهجومية في أيام الأسبوع الحالي. الإستئناف اليوم على الخامسة ونصف استفاد لاعبو الوفاق أمس من راحة على أن يعودوا إلى التدريبات اليوم على الساعة الخامسة ونصف مساءا في ملعب 8 ماي، كما سيتدربون على الساعة العاشرة صباحا على امتداد الأيام الثلاثة القادمة (الثلاثاء، الأربعاء والخميس)، على اعتبار أنهم سيواجهون اتحاد العاصمة عصر الجمعة. يذكر أن الفريق سيتنقل إلى العاصمة في طائرة خاصة. كاتومبي ينفي إتصاله ب زكري على هامش تواجده في سطيف مع فريقه، طرحنا سؤالا على مويز كاتومبي، رئيس نادي تي بي مازيمبي، بخصوص حقيقة اتصالات فريقه مع المدرب السابق للوفاق نور الدين زكري، وقد نفى كاتومبي أي نوع من الاتصال، وقال إنه الوحيد المخول له استقدام المدربين أو اللاعبين في مازيمبي ولم يكن له أي نوع من التفكير أو الرغبة في استقدام مدرب جزائري، ثم أن مازيمبي استقدم المدرب السنغالي “لامين ندياي” منذ أكثر من أسبوعين. -------------------------- بوشريط: “ثقة سوليناس تجعلني أقدّم الأفضل” إذا عدنا إلى لقاء السبت، ماذا تقول عنه؟ المقابلة جاءت في ظرف خاص، لأن إقصاءنا في تونس قبل أسبوع من الآن جعل المقابلة بدون ذوق، على اعتبار أنه مهما حاول اللاعب أن يقدم الأفضل، فإن العامل التحفيزي يكون ناقصا وهو ما انعكس على مردودنا أمام مازيمبي. والآن، ماذا بعد الإقصاء؟ صحيح أن الإقصاء يؤلم، خاصة أن مستوى الوفاق ليس أقل شأنا من بقية الفرق الأخرى التي تأهلت، لكن علينا أن نتعلم من أخطائنا في المشاركة الحالية وهذا حتى نستفيد منها في التجربة القادمة. إلى ماذا يعود الإقصاء من وجهة نظرك؟ من يريد أن يتأهل عليه ألا يضيع نقاطا فوق أرضية ميدانه، لأنه من غير المعقول أن نترك ما في يدنا ونتبع ما في الغار كما يقال، بالتالي فالإقصاء كان أمام الترجي في سطيف، لأن الترجي فاز علينا واستغل نقص تحضيرنا البدني. ومن المتسبب في رأيك؟ لا يمكن أن نقول إنه المدرب السابق أو نحن اللاعبين. كل واحد يجب أن يعرف مسؤوليته وما قصر فيه في حق الفريق، بعدها يقوم بمراجعة نفسه، لأن الفريق هو الخاسر في النهاية، الآن علينا أن نطوي صفحة كأس إفريقيا ونفكر في البطولة الوطنية التي ستنطلق في نهاية الأسبوع الحالي. وكيف ترى جاهزية الوفاق للبطولة الوطنية؟ بالتأكيد أننا سندخل البطولة بتحضير أفضل من بقية الفرق، لأننا لعبنا 7 مواجهات رسمية قبل بداية الموسم الكروي الحالي، لكن الشيء الوحيد الذي يخيف في الوقت الحالي هو بعض الغيابات بسبب الإصابة وأتمنى عودة الجميع إلى المنافسة في القريب العاجل. ظهرت بأداء أفضل أمام مازيمبي. لما تلعب دوما يتحسن الأداء وتقدم مستوى جيدا، وأتمنى أن تتواصل ثقة المدرب سوليناس فيّ خلال المواجهات القادمة حتى أقدم مردودا أفضل. لقاء إفتتاح الموسم سيكون في ملعب تعرفه جيدا، أليس كذلك؟ نعم، لعبت 3 سنوات في اتحاد العاصمة وأعرف ملعب بولوغين جيدا، وإن شاء الله سيكون أدائي في المستوى الذي يعرفه أنصار الوفاق والاتحاد على حد سواء. ماذا تضيف في الأخير؟ نعرف وقع صدمة الإقصاء من رابطة أبطال إفريقيا على الأنصار، ما يجعلنا نحس بالتقصير في حقهم، لذلك يجب أن يكون اعتذارنا الحقيقي نحوهم بتحقيق البداية التي ينتظرونها في البطولة الوطنية وأيضا في كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس.