فرحة كبيرة غمرت وسط ميدان وفاق سطيف خالد لموشية بعد عودته الرسمية إلى المنتخب الوطني تحسّبا للقاء الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا أمام منتخب إفريقيا الوسطى في العاشر من شهر أكتوبر المقبل.. وتجلّت هذه السعادة من خلال تأكيده على شعوره بأنه ولد من جديد بعدما تلقى الاستدعاء من الناخب عبد الحق بن شيخة، وأنه قرّر طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة مع المدرب الجديد ومع المنتخب ككل، ورفض لموشية في حديثنا معه أن ينبش في حكاية الماضي، والمشاكل التي عرفها في عهد المدرب سعدان، مؤكّدا أنه تقدم باعتذارات لهذا الأخير على ما بدر منه في حقه من تصريحات وعلى ما جرى بينهما من مشاكل في السابق. “بن شيخة لم يوجّه لي الدعوة لجمال عيوني، بل لأنه يدرك أني لاعب يبلل القميص” “والله العظيم لا أحمل أي ضغينة للمدرب سعدان الذي طلبت السماح منه بقلب صافٍ أيضا” خالد، في البداية فضّلنا أن نبارك عودتك الرسمية إلى صفوف المنتخب الوطني تحسبا للقاء الجولة الثانية أمام منتخب إفريقيا الوسطى... مبروك عليك. “الله يبارك فيك” شكرا، وشكرا لكل من سعد لاستدعائي إلى صفوف المنتخب الوطني من جديد، ولكل من تمنّى عودتي. بعد 9 أشهر من الغياب وبالضبط منذ نهائيات كأس إفريقيا 2010، أين حدثت لك مشاكل مع الناخب السابق سعدان ها أنت تعود إلى صفوف “الخضر” من أوسع أبوابه، هل لنا أن نعرف ما الذي تشعر به الآن بعدما ترسّمت عودتك؟ أنا الأسعد على الإطلاق في الوقت الحالي وأشعر وكأني ولدت من جديد، كيف لا وأنا أحظى بشرف الدفاع عن ألوان المنتخب، وثق أني تشرفت كثيرا بالدعوة التي تلقيتها مثلما كنت من قبل، إذ لا يخفى عليك أني لم أمثّل الألوان الوطنية لمّا وصلت إلى صنف الأكابر فحسب، بل أني دافعت عن ألوان الجزائر في الأصناف الأخرى، وأذكر أني لم أرفض دعوة المنتخب في يوم من الأيام، وكنت أقول نعم لكل دعوة أتلقاها، وأتشرف وأسعد بمجرد أن يتم استدعائي لتمثيل ألوان بلدي، والأمر لم يختلف كثيرا هذه المرة رغم الأحداث الماضية التي تتعدّاني، ثم إني قبل أن أكون لاعبا في صفوف “الخضر”، فأنا مناصر لهم منذ الصغر وبالتحديد منذ أن كنت في “ليون”، لأن الأمر يتعلق ببلدي، ولذلك آمل أن تكون عودتي موفقة للغاية، وآمل أيضا أن أعود بنفس الإرادة التي كانت تحدوني من قبل، وأن تكون عودتي فأل خير إن شاء الله في لقائنا الأول بإفريقيا الوسطى. أجبنا صراحة، هل كنت تتوقّع العودة في هذا الظرف بالذّات، وأنت الذي انتظرت هذه الفرصة مرارا وتكرارا دون أن يحدث ذلك ؟ انتظرتها منذ فترة طويلة، ما حدث في السابق حدث، نسيته وطويت صفحته، لكني كنت في كل مرة أمنّي النفس بالعودة إلى المنتخب الذي دافعت عن ألوانه بكل قوة في السابق القريب فقط، وثق أني كنت أتطلع وأترقب لدى اقتراب موعد الإعلان الرسمي عن قائمة اللاعبين، تحسبا لأي تربص أو مباراة ودية كانت أم رسمية، لكني في المرة الأخيرة لم أكن أتوقع ذلك، لأن الناخب الوطني كان قد كشف عن القائمة الرسمية منذ فترة، ولم تعرف تواجدي ضمنها، غير أن تغيير المعطيات عجّل باستدعائي وأنا سعيد لذلك في الحقيقة، وممكن أن نصف ذلك بالمفاجأة السارة بالنسبة لي. كيف عشت الفترة التي قضيتها بعيدًا عن المنتخب الوطني ؟ وهل كان من السهل عليك أن تتابع “المونديال” عبر الشاشة الصغيرة وأنت الذي كنت من بين الذين ساهموا في وصول الجزائر إلى جنوب إفريقيا؟ تلك الفترة هي من أصعب الفترات التي عشتها في حياتي، وليس فقط بالنسبة لي، لأنها كانت من أصعب الفترات التي عاشتها عائلتي معي، فأفراد عائلتي هم أيضا لم يهضموا أن يشاهدوا ابنهم وهو يتألم بعيدا عن منتخب صار جزءا هاما من حياته بعد الإنجازات التي حققناها في السابق، صدقني كان من الصعب علي أن أكون بعيدا عن المجموعة التي عرفت معها الحلو والمرّ، المجموعة التي أعادت للكرة الجزائرية هيبتها، المجموعة التي كافحت من أجل الوصول للمونديال، هل تتصوّر أنه من السهل على أي لاعب يساهم في وصول بلده إلى المونديال، أن يكتفي بمتابعته على الشاشة الصغيرة، وهو يشعر بأنه قادر على تقديم الإضافة لرفاقه، ومتأكد بأنه كان من بين المساهمين في ذلك الإنجاز، أكيد أنها فترة صعبة صارت من الماضي الآن، لأني طويتها وهذا هو “مكتوب ربي” والآن بحول الله مع المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة قررت فتح صفحة جديدة وبدء “حكاية” جديدة أتمنى أن تكون أسعد من التي سبقتها. ما دمت قد طويت صفحة الماضي، فهذا يعني أنك قرّرت نسيان المشاكل التي حدثت لك مع المدرب السابق رابح سعدان؟ أجل، نسيت كل شيء، ما حدث حدث، وانتهى الأمر، الآن أنا لاعب جديد مع مدرب جديد في صفوف منتخب أعرفه جدّ المعرفة، وسأسعى لكي أكون عند حسن ظنه (ظن المدرب) وعند حسن ظن كل من يضعون ثقتهم في شخصي وقرروا أن أعود مجددا إلى صفوف المنتخب. من وقف إلى جانبك في الفترات الصعبة التي قضيتها بعيدًا عن المنتخب؟ الجمهور الجزائري وقف إلى جانبي، جمهور وفاق سطيف أيضا ساندني، رفاقي، أصدقائي وخاصة أفراد عائلتي الذين كانوا الأكثر تأثرا لما حدث لي. ورفاقك اللاعبون في المنتخب، هل كانوا في اتصال بك أم لا؟ نعم العديد منهم كانوا في اتصال دائم بي، وكانوا يرفعون من معنوياتي وأشكرهم على ذلك كثيرًا. هل لك أن تكشف لنا أسماء البعض منهم؟ لا، أفضّل الاحتفاظ لنفسي بمن كنت في صلة دائمة بهم حتى لا تكون هناك حساسية إن أنا ذكرت البعض ونسيت البعض الآخر. بلغنا أنك قدمت اعتذاراتك الرسمية إلى الاتحادية على ما حدث بينك وبين سعدان في وقت سابق، هل تؤكد ذلك؟ سمعت مثلكم أنّي مطالب بتقديم اعتذارات رسمية وهو ما لم أكن معارضا له أبدا، لكني حتى الآن قدّمت اعتذاراتي عبر جريدتكم “الهدّاف” على ما صدر مني، وقلت أني لا أملك أي مشكل مع الشيخ سعدان الذي أحترمه كثيرا، وتلك الاعتذارات صدرت واطلّع عليها الجميع. وهل فعلا لا تحمل الآن أي ضغينة للمدرب سعدان؟ و”الله العظيم” القلوب صافية، ولا يوجد أي مشكل بيننا، “الشيخ” سعدان “كبير عليا”، لا أنكر أنه أوّل من أعطاني الفرصة للدفاع عن ألوان “الخضر”، ولا أنكر أني حظيت معه بشرف اللعب كأساسي وتمثيل الألوان الوطنية في الكثير من المواعيد الهامة، لقد طلبت “السماح“ منه بقلب صافٍ لا يحمل أي ضغينة تجاهه، ولست نادما على ذلك لأنه أكبر مني سنا، ولأنه مدربي السابق، والآن صرت أعتبر ما حدث من قبل مجرد سوء تفاهم فقط، ومجرد ماضٍ طويت صفحته، وفتحت صفحة جديدة أرى أنها الأهم لأن تحديات كثيرة في انتظاري مع المنتخب لاحقا إن شاء الله. همّشت طوال تسعة أشهر في عهد المدرب السابق، لكنك رأيت النور في عهد المدرب بن شيخة وعدت للمنتخب، ألا ترى أن مجيء هذا الأخير صبّ في صالحك وعجّل بهذه العودة ؟ الحمد لله أني حظيت بفرصة التعرف على المدرب بن شيخة لدى استدعائي إلى صفوف المنتخب الوطني المحلي خلال تصفيات كأس إفريقيا الخاصة بالمحليين، وهي الفرصة التي جعلته يقف على إمكاناتي الحقيقية عن كثب، ويقف أيضًا على طريقة تفكيري وطبيعة شخصيتي، وأعتقد أنه اليوم لم يوجه لي الدعوة لجمال عيوني كما يقال، بل لأنه مقتنع بأني أستحق ذلك، وأني لاعب لا يتوانى للحظة واحدة عن تبليل قميصه لمّا يدافع عن ألوان البلد. مجيء بن شيخة لم يكن الأمر الوحيد الذي صبّ في صالحك، لأن تعرض عدد من لاعبي المنتخب وآخرهم ڤديورة إلى شبح الإصابات، عجل هو الآخر باستدعائك، ما رأيك؟ هذا صحيح أيضا، لأني ربما ما كنت لأتلقى هذه الدعوة لو أن رفاقي لم يتعرّضوا إلى إصابات، لكن هذا هو القدر و”المكتوب”، وربما قد ينطبق علي المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد”، لكني لم أكن أتمنّى أن يصاب أحد من رفاقي حتى أستدعى، لأنهم رفاقي وأحب لهم كل الخير، وأتمنى لهم كلّ النجاح والتوفيق سواء مع المنتخب أو مع أنديتهم، وأستغل الفرصة لكي أتمنى لهم جميعا الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى الميادين، لأنّ المنتخب في أمسّ الحاجة إليهم. وهل أنت جاهز لما ينتظرك لاسيما أن بن شيخة قد يعوّل عليك في لقاء إفريقيا الوسطى، خصوصا في ظل إصابة عدد من لاعبي خط الوسط ؟ لن أعتبر استدعائي إلى المنتخب عودة، بل سأعتبره بداية قصة جديدة مع المنتخب، ولذلك أنا جاهز لكي أبدأ من جديد قصتي هذه، وسأعطي كل ما عندي لمنتخبي سواء كنت أساسيا أم احتياطيا وسأثبت أني أستحق الثقة التي وضعت في شخصي. ربما خِبرتك في أدغال إفريقيا قد تساعدك ؟ أجل، أملك حتى الآن حوالي 14 أو 15 مشاركة مع المنتخب الوطني، وخضت معه عددا كبيرا من المباريات الهامة خلال التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، وهي تجربة جعلتني أكتسب خبرة كبيرة في أدغال إفريقيا، أضف لها الخبرة الكافية التي أمتلكها مع وفاق سطيف من خلال مشاركاتنا القارية العديدة، وهي أمور جعلتني أعرف ما هو ضغط مثل هذه المباريات الهامة، وأعرف ما هي خبايا وأسرار ومفاجآت القارة السمراء، والأهم من كل هذا الآن أن نكون جاهزين لما ينتظرنا من تحدٍ في العاشر من شهر أكتوبر، حتى نعود بالنقاط التي تسمح لنا بمواصلة السباق بخطى ثابتة. وكيف تتوقع أن تكون المهمة في إفريقيا الوسطى ؟ ستكون صعبة، لأن الجولة الأولى حملت العديد من المفاجآت، وأثبتت في مختلف المجموعات أن مستوى المنتخبات الإفريقية ارتفع كثيرا، ولم يعد هناك منتخب ضعيف وآخر قوي، فالمستوى صار جدّ متقارب، لكننا مطالبون بأن نرمي بكل ثقلنا لكي نعود بالزاد كاملا للإبقاء على حظوظنا كاملة. متفائل... مثلما كنت دائما وأبدًا، أنا جدّ متفائل بالعودة بنتيجة جيدة تخدم مصالحنا. في الأخير هل من كلمة تودّ إضافتها ولم نتطرق لها في حوارنا هذا... استغل الفرصة لكي أتوجّه بشكري إلى كل الجزائريين الذين وقفوا إلى جانبي وساندوني في الفترة العصيبة التي مررت بها بعيدا عن صفوف المنتخب، وأشكر أيضا أنصار وفاق سطيف الذين ساعدوني كثيرا وكانوا دوما يرفعون من معنوياتي، أتمنى أن أرد جميلهم جميعا، وأرد أيضًا جميل من وضعوا في شخصي الثقة من جديد.