شارك الدولي الجزائري حسان يبدة أمسية الخميس في واحدة من المباريات التي ستبقى في ذاكرته ما حيي، فالموقعة التي جمعت فريقه نابولي بمُضيفه ستيوا بوخارست الروماني ضمن منافسات “أوروبا ليغ” شهدت أحداثاً دراماتيكية غريبة لا نشهدها دائماً في البطولات الكبرى، لكن يبقى الشيء الإيجابي بالنسبة للجمهور الجزائري أنّ يبدة قدّم مباراة جيدة كأساسي خفّفت قليلا من الحملة المثارة حوله بعد المستويات المتدنية التي أظهرها سابقاً مع “الأزوري”، ما يؤكد صحة بعض الآراء التي ربطت تألقه بزيادة حجم مشاركاته. أمسية مجنونة في بوخارست ويبدة عاش الجحيم في أول ربع ساعة وصفت جل المواقع والصحف الأوربية الكبرى ما حدث فوق أرضية “ستيوا ستاديوم” في العاصمة الرومانية بوخارست بمنتهى الجنون، حيث كانت أول ربع ساعة بمثابة الجحيم على نابولي الذي تلقى ثلاثية كاملة في ظرف ربع ساعة، بدأها المدافع البرازيلي القادم من لازيو كريباري بهدف ضد مرماه في الدقيقة الثانية، ثم الدولي الروماني كريستيان تاناسي الذي استغل هفوة فادحة من حارس مرمى الضيوف في (د12)، قبل أن يُضيف اليوناني بانتيليس كابيتانوس ثالث الأهداف عقب ذلك التوقيت بدقيقتين مستغلا هجمة مرتدة. نابولي يعود من بعيد وكافاني يفعلها في (د97) الدخلة القوية التي استُقبل بها نابولي في بوخارست لم تثن المعتادين على رفع التحديات، إذ بادر رفقاء النجم الجزائري إلى الهجوم وحاولوا تعديل الكفة أكثر من مرة، إلى غاية إبتسام الحظ للشاب لويجي فيتالي في (د44) الذي ذلّل الفارق، ليُقلصه أكثر الدولي السلوفاكي هامسيك بقذيفة قوية في (د73) سكنت مرمى الرومانيين، أمّا ذروة الإثارة في ملعب “ستيوا” فكانت في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع لما عادل الأورغواياني إيدينسون كافاني وسط ذهول جماهير المنافس. يبدة نشط مسترجعاً وترك المغامرة ل “ڤارڤانو” دخل والتر ماتزاري مدرب “الأزوري” مواجهة “ستيوا” بخطته المعتادة المُعتمدة أساساً على رأس حربة وحيد مع خماسي خط وسط، في حين كانت مهمة يبدة تنشيط المراكز الإرتكازية إلى جانب الأورغواياني والتر ڤارڤانو، لكن الملاحظ على يبدة في مهمته هذه هي عدم مبادرته إلى الدعم الهجومي إلاّ في نوادر قليلة، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى تركه تلك الإضافة ل ڤارڤانو، كما أن تواجد 3 متوسطي ميدان هجوميين يُغنيه عن ذلك أيضاً. تمريرات صحيحة، تمركز جيّد وكاد يُسجل في مغامرته الوحيدة كرة القدم التي قدّمها حسان يبدة فوق أرضية ميدان “ستيوا ستاديوم” كانت من النوع غير المبالغ فيه والصحيح في غالبه، إذ كان موفقاً في المهمة المنوط بها وقام باقتناص عديد الكرات، قدّم تمريرات مُوفقة للزملاء دون خطأ وظهر جيدا جدا في حسن التمركز أمام حملات المنافس، كما كاد يُسجل في واحدة من المرات القليلة التي صعد فيها، وهذا من رأسية في (د49) أبعدها حارس “ستيوا” بصعوبة، ويمكن وصف أداء يبدة بالجيد والأفضل حتى الآن مع نابولي منذ التحاقه بصفوفه. شجّع زملاءه وظهر متقنا للإيطالية! أظهرت عدسات التلفزيون أن يبدة أصبح أكثر حيوية في تعامله مع زملائه بخلاف المواعيد السابقة التي كان فيها بعيدا عن النقاشات داخل الميدان، ففي العاصمة الرومانية ظهر نجم بنفيكا السابق في أكثر من مرة وهو يُكلم زملاءه بالإيطالية طبعاً، يُوجههم ويُشجعهم ما يدل على أنه تعلم اللغة بشكل جيد، وقد كانت أبرز تفاعلات الدولي الجزائري مع الزملاء بعد تسجيل السلوفاكي الشهير وقائد نادي نابولي مارك هامسيك هدف فريقه الثاني. الإعلام مُنقسم بشأن مستواه اختلفت آراء الإعلام الإيطالي، وبالأخص المُقرب من محيط نادي نابولي العريق بشأن مستوى الدولي الجزائري حسان يبدة، فرغم الإجماع على أنه تحسن مقارنة بالموعدين السابقين (أمام أوترخت الهولندي ثم تشيزينا في “الكالتشو”)، إلاّ أن البعض مازال ناقماً عليه وواصفاً أداءه بالضعيف. وكانت آراء “توتو نابولي”، “كوريري ديل ميزوجيورنو”، “نابولي. كوم” وباقي الصحف والمواقع المهتمة بأخبار “الأزوري” متناقضة كون البعض يمدحه والبعض الآخر ينتقده. نال علامة متوسطة، لكنه الأحسن من بين كل الدفاعيين يمكن إرجاع بقاء البعض في خانة المنتقدين ل يبدة إلى تواضع الأداء العام لمدافعي نابولي، حيث كان رباعي الظهر إلى جانب الأورغواياني ڤارڤانو المحسوب مع يبدة على الدفاعيين الأسوأ في المباراة، لكن الملاحظ على العلامات التي نالها يبدة من قبل المختصين في مختلف المواقع الأوربية والإيطالية هو اعتلاؤه قائمة الدفاعيين، فحتى وإن كانت علاماته متوسطة أو حسنة في بعض المواقع (ما بين 5 و5.5)، إلا أنها تفوق بكثير علامات باقي الدفاعيين. يبدة: “ألعب في نادٍ كبير، سأثبت أحقيتي ولم أظهر إلاّ 50 % من مستواي“ كانت ل يبدة تصريحات صحفية في الندوة التي تلت مواجهة ناديه في بوخارست، أظهرت الدولي الجزائري سعيدا جدا بالنتيجة فضلا على ارتقائه نوعا ما بالمستوى، لكنه عاد وأكد أنه لم يُخرج كل ما في جعبته، هذا وأثنى يبدة على قيمة الفريق الذي يحمل ألوانه، وقد قال: “ألعب لفريق كبير جدا، وأريد أن أثبت أحقيتي بذلك، لقد حققنا نتيجة إيجابية ويجب التفكير في الموعد القادم... أظن أنني لم أظهر سوى 50% من إمكاناتي“. يواجه الجريح العائد روما وفرصه في المشاركة قائمة يلعب نادي نابولي غدا الأحد واحدة من أقوى مواعيده في البطولة الإيطالية لما يستقبل روما المتعثر مطلع الموسم والعائد في الجولة الأخيرة لما فاز على غريمه “الإنتير”، هذا وتبدو فرص حسان يبدة متوفرة للمشاركة في موعد الغد بملعب “سان باولو” ضمن فعاليات الجولة السادسة من “الكالتشو”، إذ يُنافس كل من ڤارڤانو والإيطالي بانيانزا على منصبي الارتكاز.