المعارضة ظاهرة صحية وضرورية، لما لها من كبير الأثر في إمداد الحياة السياسية بأسباب الاستقرار، وهي على هذا الأساس موكل لها القيام بدور مفتاحي، يتمثل في تجميع القوى السياسية الحية والدفع بها نحو المشاركة السياسية، لتعبر عن نفسها ضمن إطار القواعد القانونية المتعارف عليها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغلق الباب أمام أي انزلاقات سياسية غير مرغوب فيها، مستمدة وجودها في ذلك من الحاجة الاجتماعية الملحة لدورها في العمل على ضبط توازن الحياة السياسية باعتبارها دعامة أساسية للدولة. بالمقابل، ولمعرفة أهم الأسباب المفسرة لطول العمر السياسي لمنظومة الحكم الجزائرية، وقدرتها على إعادة إنتاج نفسها دوريا، وإعادة بناء المشهد السياسي وتحكمها فيه، علينا أن نعترف أن المعارضة الجزائرية – مع تحفظي على وصفها بهذه الصفة – تعيش أزمة تمثيل حقيقي يحرمها من ممارسة دورها بل واجبها الأكبر في توحيد القوى الفاعلة لرسم مستقبل أفضل للبلاد، وقبل هذا وذاك دورها في تجنيد الشارع سلميا وراءها ليؤمن بمشروعها السياسي ويمنحها الثقة عليه، ولكن وألف آه من لكن، لا همّ لبعض وجوه المعارضة أو بعض الوجوه المحسوبة عليها إلا في توفير الظروف التي تسمح لها أن تصبح من جديد جزءا من منظومة الحكم والاستفادة من امتيازات الحكم وغنائمه، لهذا وذاك، نقول إن المعارضة في أزمة. أنا شخصيا لا أعول عليها في إحداث التغيير المنشود، ماذا عنكم؟