بقلم الدكتور فوزي أوصديق لقد زرت الخط الاستوائي مرتين على الأقل في منطقتين مختلفتين أحداهما في أفريقيا قرابة كمبالا عاصمة أوغندا، والإخرى قرابة كييتو عاصمة الإكوادور، والزيارة كانت درساً ميدانياً وعلميا في الجغرافية بامتياز، ونفس الظواهر قد تراها أحيانا وتشعر بها في كلا المنطقتين. وبالمناسبة أصبحت المنطقة أو المنطقتين مزار للعديد من السياح؛ ويسمح لك بخوض العديد من التجارب لمعرفة أهمية المنطقة وفي نهاية الزيارة قد يسلم لك شهادة، وقد يشد انتباهك إختلاف بعض المناظر من منطقة الشمال إلى الجنوب على الخط ولو غيرت المكان ببعض سنتيمترات؛ كما أن وزنك قد ينقص ببعض الكيلواغرامات إن بقيت بالمنطقة الوسطى التي تفرق بين الشمال والجنوب بحكم شدة الجاذبية وقوتها . وفي كلا المنطقتين، وعلى الأرض ستجد خط أبيض يرشد على الوجهة سواء من الناحية الشمالية والجنوبية ويحدد معالم نصف الكره الأرضية، وأثناء زيارتك يسمح لك القيام ببعض الألعاب التعليمية لتأكيد بعض الحقائق الفيزيائية وهي عديدة وعديدة جداً، ففي أوغندا قد يختلف الديكور بحكم قربك من نهر فيكتوريا الذي قد يعادل مساحة أوغندا؛ بينما في كيتو عاصمة الإكوادور الخط يمر على معلم تاريخي مهم وهي أهرامات أمريكا الجنوبية والتي تعتبر محل للجذب السياح، وحول المعلم توجد تجارة رائدة، وسياحة، ومطاعم، ومقاهي، سبب رزق العديد من العائلات وهذه التجربة حاولت وفي كلتا الحالتين قد تشترك المنطقتين في الغابات الاستوائية من فواكه استوائية وبالأخص الموز الأوغندي أو الاكوادوري الذي تعدى سمعته خارج الحدود، وعادة ما تكون منطقه درجة الحرارة في تلك المنطقة من نصف العالم مرتفعه، فلا يوجد فرق بين الفصول، وأغلب المناطق القريبة منها تكون رطبة، وذلك ما تلاحظه أثناء زيارتك للمنطقتين… وبالمناسبة الخط يقطع دولا أخرى كالغابون، الكنغو الديمقراطيه، كينيا، الصومال، أندونيسيا، البرازيل، فهو خط وهمي يقسم العالم الى قسمين شمالا وجنوبا، الزيارة التي قادتني إليه كانت جد مفيدة حيث ينتابك شعور مميز وغريب، وبالأخص لدى تواجدك بالمنطقتين لأول مرة، فالفضول للاكتشاف هو ملك رغبات الإنسان ومن يتحكم فيها أحيانا.