تحولت مكتبة المطالعة الشعبية الكائنة بوسط مدينة أم البواقي بعد التعديلات التي أدخلت على تصميمها الأول إلى تحفة معمارية فريدة من نوعها بالولاية ونقطة إشعاع. وقد أهلها طابعها المعماري المميز من الحصول على الجائزة الوطنية للسكن والعمران لسنة 2008 التي ستسلم لمكتب الدراسات الهندسية والاستشارات الهندسية والمعمارية لصاحبه (أمبارك بليل) الذي أشار إلى أن هذه الجائزة جاءت في الوقت المناسب وتعد تشجيعا معنويا لأفكار وإبداعات الإطارات الجزائرية. وعن طبيعة التعديلات التي أدخلت على التصميم المعماري للمكتبة أوضح السيد بليل بأن ''فكرة المكتبة التي هي عبارة عن كتاب مفتوح للمطالعة صفحاته مطوية بانتظام استمدت من المحيط العام للمدينة كفضاء مفتوح وغير مبهم وظيفيا''، وتعكس -كما أضاف- ما يعرف بما بعد العصرية أي أنها لا تستمد مقوماتها المعمارية والفنية من الماضي. وأضاف أن واجهة المكتبة تطل على شارع هوارى بومدين المليء بالخضرة والحيوية ويستحق تصورا معماريا راقيا فنيا وجماليا. أما داخل المكتبة فقد صممت ساحتها الفسيحة بأشكال منها صحن المكتبة وكراسي للمطالعة لمن لا يرغب في القراءة داخل القاعتين الكائنتين بالطابقين الأول والثاني. وبشأن استعمال الزجاج وأشكال النوافذ أشار مصمم المكتبة إلى أن ذلك تم وفق مقاييس معمارية محلية وعالمية ذات بعد تناغمي ليكون المظهر الخارجي عاكسا لداخل المكتبة التي تعتبر بحق صرحا معماريا مكملا لبرج الجامعة القريب منها وإضافة ثقافية فريدة من نوعها للولاية. للعلم فإن مشروع المكتبة كان قد سجل لها سنة 2002 وانطلقت أشغاله عام .2006 وقد استلم مع نهاية سنة 2008 حيث كلف إنجاز هذا المكسب الثقافي 124 مليون دج ويتوفر على العديد من المرافق منها قاعة للمحاضرات تتسع ل 500 مقعد وقاعتين للمطالعة واحدة للكبار تتسع ل 400 مقعد وأخرى للأطفال بسعة 100 مقعد بالإضافة إلى بهو للمعارض يتسع ل 200 شخص وإدارة وورشة ومخزن للكتب وسكن وظيفي. ولدى استفسار مدير الثقافة بالولاية عن تجهيز المكتبة أشار ذات المسؤول إلى أن الغلاف المالي المخصص لهذا الصرح الثقافي يفوق 20 مليون دج، موضحا بأنه قد تم اتخاذ كافة الترتيبات الإدارية لجلب التجهيزات في أقرب وقت ممكن. وعن اقتناء الكتب أكد مدير الثقافة أن العملية قيد التحضير لدفتر الشروط الخاص بصفقة الاقتناء للكتب والمراجع المتخصصة التي يحتاجها المهتمون والدارسون لإنجاز البحوث والدراسات لاسيما من طرف طلبة وأساتذة جامعة محمد العربي بن أمهيدى التي يزاول بها حوالي 000 17 طالب تعليمهم.