تعرف بلديات مناصر و اغبال وسيدي سميان بولاية تيبازة انخفاضا كبيرا في التزود بالمياه الصالحة للشرب وهو السيناريو الذي يتكرر كل سنة، أمام عجز السلطات المحلية والولائية عن ايجاد الحلول النهائية للوضعية ومواجهة التراجع المسجل كل صيف في منسوب مياه الآبار الذي يعتبر المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه السكان في التزود بالمياه علما ان هاته الاخيرة تتزود من محطة الضخ بسيدي اعمر وبعض العناصر من جبال سيدي عبدالله بوعمران . * كريم ل يقول السكان ان الامر الذي زاد الطين بلة في السنوات الاخيرة هو توقف البلديات عن استغلال بعض الابار جراء اختلاط مياههما المستعملة في الشرب بالمياه القذرة بحوض التطهير الذي يقع بالقرب منهما او عدم صلاحيتها بفعل القدم وارتفاع نسبة النيترات بها ليتم تحويلها للسقي والغسيل فقط ، غير ان السلطات المحلية بالتنسيق مع السلطات الولائية وعلى راسها مديرية الموارد المائية لم تسارع في ايجاد حلول بديلة وسريعة خلال السنتين الماضيتين لانقاذ السكان من كارثة حقيقية تتربص بهم هذا الصيف اذا ما استمر الوثع على حاله ، كما يرى الكثير من المتتبعين للقطاع ان الحلول والمشاريع التي برمجتها المديرية تبقى متاخرة سواءا في التجسيد او التشغيل وكان الاجدر حسبهم اعطاء الاولوية لهاته البلديات الثلاثة لحل المشكل على حساب البلديات الاخرى التي تعرف تنوعا في مصادر التزود فبلدية أغبال الجبلية مثلا تزخر ببعض الينابيع التي تنساب منها مياه عذبة أغلبها تضيع في الخلاء والبقية منها يستغلها الفلاحون بالمنطقة في سقي محاصيلهم الزراعي ليبقى سكان دوار بني عيرون وتيزي لغريب و سكان أغبال المركز مثلا يكابدون ازمة العطش، كما ان بلدية مناصر تملك سد بوكردان وقرية مكلاتة المكورة حرمت من التزود بالمياه رغم قربها من السد وهي المفارقة التي لم يفهما السكان لحد الان فيما يفكر رئيس بلدية سيدي سميان في "سرقة " المياه من القناة الرئيسية التي تزود بلدية سيدي غيلاس بالمياه . وانخفاض منسوب مياه سد بوكردان بسيدي أعمر يعمق الأزمة يضيف بعض المختصين في قطاع المياه ممن تحفظوا عن ذكر اسمائهم أن الانخفاض في منسوب مياه سد بوكردان، الواقع بسيدي عمر بولاية تيبازة في بداية شهر أوت من كل سنة جراء الظروف المناخية غير المواتية خاصة هذه العام أين عرفت الحرارة والرطوبة ارتفاع قياسي لم تشهده المنطقة من قبل حيث بلغ منسوب السد إلى الى ما دون 30 مليون متر مكعب في حين تصل طاقة استيعابة الحقيقية الى 95 مليون متر مكعب خاصة وان سد بوكردان يعدمن بين أهم الموارد المائية التي تزخر بها ولاية تيبازة، التي تمكنت بفضله من القضاء على مشكل المياه الصالحة للشرب الذي كان مطروحا بالعديد من البلديات، حجوط و تيبازة عاصمة الولاية، التي عانى سكانها، ولسنوات طويلة، من مشكل ملوحة المياه التي تصل إلى سكناتهم، ما دفعهم إلى العزوف عن شربها وشراء قارورات المياه المعدنية. غير أن هذا المورد المائي سجل، خلال السنوات القليلة الماضية، برأي مدير الموارد المائية بالولاية، تراجعا محسوسا في منسوب مياه هذا السد، جراء عدم تساقط الأمطار فيه. بلديات غرب وجنوب الولاية تتزود ب"التقطير" والوسط والشرق على مدار الساعة تكشف التقارير المقدمة من طرف مديرية الموارد المائية والتي تحصلت "الحوار" على نسخة منها عن تفاوت كبير في معدل التزود بالمياه الشروب بين سكان النواحي الثلاث للولاية ، إذ يعد قاطنو الناحية الغربية والجنوبية للولاية الأكثر تضررا من حيث ضعف التزود بالمياه الشروب، حيث لا يزال سكان بلديات حمر العين، بورقيقة ، مراد، الأرهاط ،حجرة النص وسيدي سميان يتزودون بمعدل 04 ساعات يوميا فقط، فيما يتزود قاطنو بلديات الشعيبة وسيدي غيلاس ب06 ساعات يوميا، والداموس التي تخوف سكانها من أزمة العطش خلال الصيف المقبل وكذا مسلمون وشرشال ب08 ساعات يوميا، وقوراية وحجوط ب12 ساعة يوميا ومرة في اليومين ببني ميلك، أغبال، مناصر والحطاطبة و24 سا بباقي البلديات وهي كل من عاصمة الولاية،القليعة، فوكة، الدواودة، بوسماعيل،ى خميستي عين تقورايت، بوهارون، الناظور، سيدي راشد التي عانى قاطنوها لسنوات من أزمة العطش الحادة. المديرية تجند كل الامكانيات لضمان صيف بدون عطش مشاريع واعدة لحل الأزمة نهائيا وفي رده على انشغالات السكان قال مدير الموارد المائية لولاية تيبازة محفوظ قرباج انه مصالحه جندت كافة وسائلها المادية والبشرية من أجل ضمان التزود بالمياه الشروب والتدخل السريع لمعالجة تسربات المياه الصالحة للشرب أو القذرة خلال شهر رمضان وفصل الصيف، لتجنب الاحتجاجات والاعتصامات لا سيما خلال هاته الفترة التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة وتضاعف الحاجة لهاته المادة الحيوية. وكشف ان دوار مكلاتة سيتم تزويده قريبا من الخزان المائي الواقع بقرية فجانة الذي سيتم تدشينه قريبا كما ان مصالحه ستقضي على مشكل المياه في بلدية اغبال وسيدي سميان بمجرد دخول سد سد كاف الدير الخدمة اضافة الى انم نصالحه تقوم بتخصيص صهاريج يومية لتزويد البلديتين في انتظار تجسيد الحلول النهائية . وسطرت مصالح المديرية برنامجا خاصا بموسم الاصطياف يشمل وضع حيز الخدمة مشاريع تقوية محطة فوكة لفائدة بلديات سيدي اعمر، مراد، مناصر والحطاطبة وتفعيل استغلال 10 آبار عبر الولاية لفائدة سكان بلديات بوهارون، عين تقورايت، خميستي، بورقيقة، سيدي راشد، الداموس ومسلمون في انتظار ربط 03 آبار ارتوزاية بالكهرباء لفائدة قاطني بلديات حمر العين، بورقيقة، أغبال، خميستي، الداموس، مسلمون، بوهارون، وبني ميلك. ناهيك عن وضع حيز الخدمة قناة التوزيع الحمدانية البلج على طول 07 كلم والشروع في استغلال محطة المعالجة بسيدي اعمر بعد رفع طاقتها الإنتاجية من 34 ألف م 3 إلى 51 الف متر مكعب يوميا في جويلية المقبل قصد تحسين التوزيع ببلديات شرشال، سيدي غيلاس، الناظور، حجوط ومراد. كما تعول المديرية على وضع حيز الخدمة خزانات شرشال بطاقة إنتاج قدرها 08 آلاف متر مكعب و07 آلاف متر مكعب بمراد و03 آلاف متر مكعب بسيدي راشد وبورقيقة ونصف هذه الأخيرة بشنوة والحدامنية. مؤسسة "سيال" تعيد تأهيل 14 بئرا ارتوازيا ويشمل برنامج مؤسسة "سيال" الرامي إلى الحد من انقطاعات التزود بالمياه الشروب ورفع معدل التزود بهاته المادة الحيوية خلال فصل الصيف وشهر رمضان، يشمل إعادة تأهيل 14 بئرا ارتوازية، اثنان منها دخلتا الخدمة و10 في طور الإنجاز والباقيان في طور الإجراءات مع وضع حيز الخدمة محطة ضخ خميستي بطاقة إنتاج قدرها 15 ألف متر مكعب يوميا وإعادة تأهيل محطة الضخ بتيبازة التي انتهت الأشغال بها، مثلما انتهت مشاريع صيانة محطات الضخ بكل من بورويس، أوزاكو، بوستة ومراد وإعادة تأهيل محطة توزيع المياه ببوسماعيل التي لا تزال الأشغال بها جارية، والتنقيب عن القنوات الداخلية بالمركّبات السياحية الأربع، فضلا عن متابعة برنامج البحث وإصلاح التسربات وكذا إنشاء لجنة مختلطة لمعالجة التسربات والقرصنة. وفي سياق متصل جندت ذات المصالح 12 صهريج تابع لوحدات حجوط، تيبازة، وشرشال والتي سيتم رفع عددها إن اقتضت الضرورة بتدعيم من المديرية العامة لمؤسسة "سيال". وبإمكان هذا البرنامج أن يوفر 30 ألف كيس من المياه يوميا بكل من محطة متيجة الغربية وباكورة ومن أجل وضع حد لعدم التزود بالمياه تسهر ذات المصالح على توفير التزود المتواصل بالكهرباء بالتنسيق مع شركة سونلغاز.