ردّ رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد الخليفة بعد عودته من رحلته الأخيرة الاعتبار للنائب المثير للجدل الطاهر ميسوم، بعدما أقصي تعسفا من طرف الأمين العام للمجلس بشير سليماني منذ أسبوعين من قائمة النواب المبرمجين لطرح الأسئلة الشفوية لوزراء حكومة سلال الرابعة منذ نزولهم إلى قبة البرلمان في 21 من الشهر الفارط، رغم أحقيته في ذلك قانونيا حسب المادة 70 من القانون العضوي للمجلس. وأكد النائب الشهير ب"سبيسيفيك" في تصريح خص به "الحوار" أن رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة استقبله بعد عودته من رحلته الأخيرة بمكتبه، ورد الاعتبار له من خلال تقديم اعتذاره الشخصي له بعد تجاوز أمينه العام للصلاحيات المخولة له وتجرؤه على منع النائب البرلماني من مزاولة نشاطه الذي يخول له مساءلة وزراء حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال الرابعة قانونيا، خاصة بعدما هدد ميسوم قبلها عبر صفحات "الحوار" بكشف أسماء وزراء ومسؤولين كبار بالدولة يترددون على المشعوذين والسحرة للحفاظ على مناصبهم. ويكون ولد خليفة بذلك استجاب إلى شكوى ميسوم التي رفعها في 12 من الشهر الماضي احتجاجا منه على عدم برمجته في جلسات الأسئلة الشفوية، وتهميشه بطريقة مباشرة من طرف الأمين العام للمجلس، خاصة بعدما أدرج ميسوم في مراسلته تلك رد سليماني "المستفز" له خلال اتصال هاتفي جرى بينهما قال فيه الأخير بالحرف الواحد إنه "سيستعمل معه القانون وليس من حقه طرح الأسئلة الشفوية خلال الجلسات المقبلة وأنه سيستعمل الترتيب"، وعلى إثر ذلك قام رئيس المجلس الشعبي الوطني بتوبيخ أمينه العام بشير سليماني، كما منعه من تجاوز صلاحياته مستقبلا، متوعدا إياه بعقوبات صارمة في حال تدخله في سيرورة العمل التشريعي مرة أخرى، وهذا حسبما أكده ولد خليفة للنائب ميسوم في لقائه معه، ويكون بذلك رئيس الغرفة السفلى للبرلمان قد رد الاعتبار للنائب الوحيد عن حزب التجمع الجزائري، ولجميع نواب المعارضة، خاصة بعدما تدخل ولد خليفة وأمر ببرمجة مساءلة شفوية للنائب طاهر ميسوم يعتزم توجيهها لوزير الطاقة صالح خبري غدا. ويرجح أن يكون سبب منع "سبيسيفيك" من توجيه أسئلته الشفوية للوزراء، تهديد الأخير بتفجير قنبلة من العيار الثقيل تحت قبة البرلمان خلال أحد مساءلاته يكشف فيها عن أسماء وزراء ومسؤولين كبار في الدولة يترددون على السحرة والمشعوذين طمعا في الحفاظ على مناصبهم، الأمر الذي يبدو أنه أثار مخاوف المعنيين بالأمر وجعلهم يفضلون إبقاءه تحت الظل، خاصة وأن النائب معروف لدى الشارع الجزائري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب خاص في طرح الأسئلة الشفوية، يخول له تسليط الضوء على عديد القضايا والمشاكل التي لم يسبقه إليها أحد من النواب، ولعل أبرزها مساءلته الشفوية لوزير التجارة السابق عمارة بن يونس حول "الخردة" التي تستوردها الجزائر من الخارج ووصفه لوزارة التجارة ب"السبيسيفيك"، وكذا مساءلته لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار بخصوص حالة الإقامات الجامعية وما يقدم للطلبة من وجبات غذائية، حيث استطاعت مداخلاته إشعال مواقع التواصل الاجتماعي في ظرف قصير من الزمن وإثارة الجدل حول القضايا المطروحة. ليلى عمران