أجمع كل من رئيس جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، ومدير الثقافة الاسلامية بوزارة الشؤون الدينية، الدكتور بوزيد بومدين، على أن محاربة الغلو الديني المؤدي إلى التطرف لا تقتصر فقط على الخطاب المسجدي وتهذيبه، بل تتعداه إلى الأسرة والمدرسة والجامعة وحتى النخب المثقفة التي تخلت عن دورها في محاربة هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا الجزائري. ويرى الدكتور بوزيد بومدين أن الحركات الجهادية دخلت مرحلة ما يسمى بالعولمة، إذا لا جنسية لها ولا دين لها، وانتقلت من العمل الإرهابي التقليدي إلى العمل المتطور من خلال وسائط التواصل الاجتماعي وتحكمها في تقنيات الملتميديا لتمرير أفكارها ونشرها للتأثير عاطفيا على أكبر عدد ممكن من الشباب عبر العالم ككل وليس العالم الإسلامي فقط ، بدليل تأثيرها على عدد كبير من شباب الدول الأوربية الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، في وقت لم تلعب النخب المثقفة وجمعيات المجتمع المدني دورها في محاربة هذا التطرف من خلال احتكاكها بالشباب وغرس فيهم قيم حب الحياة والمواطنة والتواجد أكثر فأكثر على مستوى هذه الوسائط ومحاربة هذا الفكر في مهده والحيلولة دون تطوره. ودعا بومدين إلى محاربة ما وصفه بظاهرة "الانسحاب من الحياة" التي استشرت وسط الشباب العربي عامة والشباب الجزائري خاصة، من خلال تحسيسهم بأهمية وجودهم في حركية المجتمع وعدم ترك المجال مفتوحا لهاته التنظيمات المتطرفة لنشر سمومها وأفكارها المتطرفة في عقولهم . بدوره، قال عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، إن النخب المثقفة بكل مكوناتها تتحمل مسؤولية عدم محاربة الأفكار المتطرفة، إضافة إلى مؤسسات المسجد، المدرسة، الجامعة والأسرة، مشيرا إلى أن الغلو لا ينتج دفعة واحدة وإنما يأتي تباعا. وأشار قسوم، إلى أن الخطاب الديني الحالي تشوبه الكثير من المغالطات والغموض، مؤكدا أن الجزائريين مطالبون بتصحيح المفاهيم، حيث يجيب قسوم " لا يمكن أن نلصق الإسلام كدين تسامح بهذا الإرهاب الأعمى الذي لا علاقة له بالأخلاق والقيم السامية، مشيرا إلى أن الإسلاموفوبيا أو كما وصفها بالغلو المضاد، هي أحد أهم مسببات العنف، فمسلمو أوربا لن يقبلوا أن تشير الدول الأوربية بأصابع الاتهام إلى الإسلام، كلما حدث عمل أو اعتداء إرهابي على أراضيها. ويرى رئيس جمعية العلماء المسلمين، أنه -إضافة إلى الإسلاموفوبيا التي تسبب العنف وتؤدي إلى التطرف – يبقى عدم تمكين العلماء المشهود لهم بالأداء الجيد أمام الخصم والحليف من تأدية دورهم، ساهم في انتشار مثل هذه الأفكار العنيفة التي يرفضها الإسلام والمجتمع الجزائري. احلام.ع