أكد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية أن شبكات إرهابية تسعى في الجزائر لتجنيد أبناء إرهابيين قضي عليهم في سنوات التسعينيات عبر العبث بعقولهم وتصوير آبائهم على أنهم شهداء لاستدراجهم وتجنيدهم ضمن التنظيم الإرهابي الدولي "داعش" وهو ما حدث بالفعل في ولاية بومرداس حيث تم تفكيك شبكة تجنيد الشباب للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش الإرهابي". وفي هذا السياق كشف مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، بوزيد بومدين، أن وزارته ستبادر في الأيام القادمة عن طريق مديرية الثقافة الإسلامية بتأسيس قوافل علمية تستهدف الشباب في الثانويات والأحياء الجامعية، لمنع تغلغل الأفكار المتطرفة وسط الناشئة، مؤكدا خلال لستضافته أمس في منتدى الإذاعة الوطنية ان مديرية التوجيه الديني على مستوى الوزارة تهتم بالخطاب المسجدي وتسعى لتطهير هذا الخطاب من الغلو، فكل خطب تتجاوز مسألة الاعتدال يحال صاحبها (الإمام) على اللجنة العلمية. وأضاف بومدين أن وزارة الشؤون الدينية حاربت الدعاة الجدد على مستوى الفضائيات، إضافة إلى المشيخة الافتراضية التي يُجهل مصدرها، معلنا عن ملتقى دولي بالتنسيق مع وزارة الاتصال حول الإعلام الديني، وقال في هذا الصدد إن بعض القنوات الخاصة يجب أن تلعب دورها في هذا المجال ولا تفتح المجال للمشايخ غير الموثوقين في حصصها الدينية. ويرى بوزيد بومدين أن الحركات الجهادية دخلت مرحلة ما يسمى بالعولمة، إذا لا جنسية لها ولا دين لها، وانتقلت من العمل الإرهابي التقليدي إلى العمل المتطور من خلال وسائط التواصل الاجتماعي وتحكمها في تقنيات الملتميديا لتمرير أفكارها ونشرها للتأثير عاطفيا على أكبر عدد ممكن من الشباب عبر العالم ككل وليس العالم الإسلامي فقط، بدليل تأثيرها على عدد كبير من شباب الدول الأوربية الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، في وقت لم تلعب النخب المثقفة وجمعيات المجتمع المدني دورها في محاربة هذا التطرف من خلال احتكاكها بالشباب وغرس فيهم قيم حب الحياة والمواطنة والتواجد أكثر فأكثر على مستوى هذه الوسائط ومحاربة هذا الفكر في مهده والحيلولة دون تطوره. وبدوره، قال عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين إن النخب المثقفة بكل مكوناتها تتحمل مسؤولية عدم محاربة الأفكار المتطرفة إضافة إلى مؤسسات المسجد، المدرسة، الجامعة والأسرة، مشيرا إلى أن الغلو لا ينتج دفعة واحدة وإنما يأتي تباعا. وأشار قسوم إلى أن الخطاب الديني الحالي تشوبه الكثير من المغالطات والغموض، وأن الجزائريين مطالبون بتصحيح المفاهيم، فبحسب قسوم "لا يمكن أن نلصق بالإسلام كدين تسامح بهذا الإرهاب الأعمى الذي لا علاقة له بالأخلاق والقيم السامية"، مشيرا إلى أن الإسلاموفوبيا أو كما وصفها بالغلو المضاد هي أحد أهم مسببات العنف، فمسلمو أوروبا لن يقبلوا أن تشير الدول الأوروبية بأصابع ااتهام إلى الإسلام، كلما حدث عمل أو اعتداء إرهابي على أراضيها.