استحسن خبراء اقتصاديون، الإجراء الجديد الذي جاء به البنك الجزائري، الرامي إلى تحويل التعاملات المالية بين الجزائروالصين من الدولار إلى اليوان الصيني، مؤكدين أنه سيضمن استقرار لسوق الصرف الجزائري والعملة الجزائرية، في حين اختلف الخبراء حول إمكانية تقليص الإجراء المالي الجديد من التعامل عبر سوق السكوار من عدمه خلال الانطلاق في تنفيذه، داعين إلى أخذ الحذر من البنوك والشركات الصينية التي ثبت تحايلها على المستوردين الجزائريين في كثير من الأحيان. أرجع الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى، لجوء الحكومة الجزائرية إلى اعتماد العملة الصينية "يوان" خلال التعاملات التجارية مع دولة الصين، بدل العملات المتداولة سابقا، إلى ضعف صرف الدينار أمام الدولار واليورو، الذي يفسر قوتهما أمام الدينار على عكس العملات الأخرى التي لا يزال الدينار محافظ على توازنه معها. وأوضح مصيطفى في حديثه ل"الحوار"، بأن الإجراء الجديد من شأنه أن يضمن الاستقرار، قائلا بأن الحكومة توجهت لهذه السياسة النقدية الجديدة قصد تعويض النزيف في الجباية النفطية بعدما خفضت قيمة الدينار كإجراء لمجابهة ذلك، مما ساهم من جهة أخرى في تقهقره أمام العملات الأكثر تداولا كالدولار واليورو، مشددا إلى أن عدم الاستقرار في العملة قادر على تكوين مخاطر منها التضخم، والانعكاس على أسعار المواد المستوردة، في حين سيضمن الإجراء المالي الجديد – حسب مصيطفى – عدم الخسارة في الصرف الذي يعرف تذبذبات حاليا. كما أكد مصيطفى بأن التنويع في العملات خلال التعاملات الاقتصادية الخارجية للجزائر مؤشر ربح، كون التنوع في العملات قادر على ضمان استقرار العملة الوطنية، مستبعدا في سياق متصل أن يزلزل الإجراء الجديد سوق الصرف السوداء "السكوار"، التي يتداول تجارها اليورو والدولار فقط، مؤكدا أن "يوان" الصيني سيأخذ مكانه أيضا بسوق السكوار إذا ما سار الإجراء بشكل جيد. من جهته، أكد الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي، في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أن صفقات الاستيراد من الصين سترتفع نتيجة لهذا الإجراء بأكثر من 30 بالمائة من الآن، حتى في ظل دعوات الحكومة إلى تقليص فواتير الاستيراد، على اعتبار الأسعار المنخفضة للسلع الصينية ب30 بالمائة مقارنة مع السلع الأوروبية. في حين لم يوافق سراي مصيطفى الرأي، مشددا على أن تحويل التعاملات المالية مع الصين إلى اليوان، سيخفض من زبائن سوق الصرف السوداء التي لا تتعامل بالعملة الصينية خاصة في بدايات تطبيق تعليمة البنك، حيث سيتوجه المتعاملون الاقتصاديون في استيرادهم من الصين إلى البنوك التي تضمن لهم الأمان في معاملاتهم المصرفية. من جهة أخرى، دعا الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي، المستوردين الجزائريين إلى أخذ الحيطة والحذر من تعاملاتهم المالية مع البنوك والشركات الصينية التي ثبت تحايلها على المستوردين الجزائريين في كثير من الأحيان. ليلى عمران