نشرت : الاثنين 14 ديسمبر 2015 10:36 شهد سعر تداول العملة الصينية اليوان أو المعروف لدى الصرافين ب"الريمنبي" ارتفاعا باهظا، بلغ 30 بالمائة في ظرف أسبوع، على مستوى النقاط الموازية لبيع "الدوفيز" بالجزائر، حيث ارتفع سعرها من 170 إلى 230 دينار بسوق "السكوار" بساحة بورسعيد في العاصمة، وذلك مباشرة بعد إقرار بنك الجزائر رسميا إمكانية تعامل المستوردين الجزائريين بالعملة الصينية، دون اللجوء إلى إلزامية اعتماد الدولار أو الأورو كوسيط. وبلغ خلال الساعات الماضية سعر صرف 1 يوان 230 دينار جزائري في وقت يتوقع الصرافون ارتفاعه بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، بالنظر إلى الإقبال الواسع عليه من طرف التجار والمستوردين بعد إعلان بنك الجزائر اعتماده رسميا في صفقات الاستيراد .
تجار "السكوار": الأسعار ارتفعت إلى 230 دينار وأكد تجار "السكوار" في حديثهم ل"الشروق" أن هذه العملة لاتزال تشهد نقصا كبيرا على مستوى السوق الموازية، التي لاتزال لحد اليوم البورصة الأولى المتحكمة في أسعار الصرف في الجزائر، ويؤكد هؤلاء أن المصدر الأول لضخ هذه العملة في السوق الوطنية هم المستوردين الذين يحوّلون ما بقي بحوزتهم، من مبالغ بعد عودتهم من الصين على مستوى "السكوار" وحتى العمال الصينيين الوافدين نحو الجزائر، وكذا السياح الذين يعتبر عددهم قليلا جدا، ولا زالوا يعدون على الأصابع . وأضاف هؤلاء أن التجار سيتعمّدون خلال المرحلة المقبلة إغراق السوق الوطنية باليوان للتمكن من كسر الأسعار، على مستوى بنك الجزائر وبالتالي تقليص نسبة الخسارة أو على الأقل استيراد سلع صينية بثمن بخس مقارنة مع الأسعار المعتمدة حاليا.
هذه إيجابيات وسلبيات قرار بنك الجزائر ويرى الخبير الاقتصادي وكاتب الدولة المكلف بالإحصاء والاستشراف سابقا بشير مصيطفى أن "اعتماد عملة اليوان من طرف بنك الجزائر يحمل إيجابيات وسلبيات متعددة، لذلك يجب التعامل مع الملف بحذر" حسبه، مشددا في تصريح ل"الشروق" أن مثل هذا القرار سيسمح أولا ب"تنويع احتياطي الصرف في الجزائر وجعله غير قائم فقط على الأورو والدولار، كما أنه سيسمح بتفادي الخسائر الناجمة عن تخفيض قيمة الدينار في كل مرة، وارتفاع أسعار المواد المستوردة، وهو ما سيمنح استقرارا نسبيا لأسعار السلع الأساسية المستوردة من الصين خلال المرحلة المقبلة". وبالمقابل، حذر مصيطفى من أن يتحول هذا القرار إلى وسيلة للمضاربة بأيدي تجار "الشنطة" من خلال إغراق نقاط البيع الموازية بهذه العملة وجعل بنك الجزائر غير قادر على التحكم فيها، على غرار ما يحدث مع الأورو والدولار، مضيفا "على المدى القريب سيكون هذا القرار ذا جدوى اقتصادية، إلا أنه في ظرف أشهر معدودة سيتحول إلى وسيلة لتخفيض قيمة الدينار بيد تجار وصرافي السكوار". وأوضح كاتب الدولة المكلف بالإحصاء والاستشراف سابقا أن اليوان أحد أهم العملات في العالم، وأنه حتى بلد هذه العملة أي الصين تظل عاجزة عن التحكم فيها بالنظر إلى ارتفاعها وانخفاضها في كل مرة، وهو ما يتسبب عادة في شكوى الدول المستوردة للسلع الصينية، ولهذا نسمع عن قيام الحكومة الصينية بتخفيض قيمة اليوان وأحيانا ل3 مرات متتالية في أسبوع واحد، محذرا من أن تصبح السلطات الجزائرية غير قادرة على التحكم في اليوان في حال استحوذ على حصة الأسد من "الريمنبي" الموجود في الجزائر صرافو السوق الموازية.