يحاول نظام المخزن في خرجة هجومية جديدة على الجزائر، بعد مقاطعته لمعرضها الدولي، الترويج لإشاعات مفادها "طبخ" المخابرات الجزائرية لسيناريو جديد لأحداث مخيمات "كديم ايزيك" التي تعود لسنة 2010. وترجع هذه الاتهامات إلى مزاعم مغربية بمحاولة 7000 شخص قادمين من تندوف الدخول إلى أراضيها عن طريق مصالح القنصلية المغربية بمدينة نواذيبو الموريتانية، بالإضافة إلى المئات من الصحراويين العالقين بإسبانيا، بسبب رفض الجزائر تجديد جوازات سفرهم –حسبهم-. وفي نفس الإطار، كشفت تقارير إعلامية مغربية عن تطاول خطير هذه المرة، مسّ بشكل مباشر شخص قائد جهاز المخابرات الجنرال طرطاق، الذي اتهمته صحافة المخزن ب"تأطير الانفصاليين بتندوف". وأضافت ذات التقارير بان الخطة الجزائرية "المزعومة" لن تنطلي على السلطات الجزائرية، حيث ستتخذ بشأن العائدين إجراءات حذرة، مشبهة طلبات عودة هؤلاء بأحداث "اكديم ازيك" شهر أكتوبر من سنة 2010. ويشار إلى أن أحداث "اكديم ازيك" بدات باحتجاجات مغاربة على والي مدينة العيون بلغ عددهم زهاء 173 شخصا، جراء عدم وفاء السلطات المحلية بوعود تتعلق بتوزيع بطاقات الإنعاش الوطني، حيث أقام بعدها المحتجون 40 خيمة خارج المدار الحضري للمدينة بحوالي 12 كيلومترا، فسُمي بمخيم "أكديم إزيك"، وأصروا على أن لا يفارقوا خيامهم إلى أن تستجيب السلطة المحلية للعيون لمطالبهم الاجتماعية التي تبدو بحسبهم مقدورا عليها. ويذكر ان المخزن استغل الأحداث لاتهام السلطات الجزائرية بمحاولة تصدير مشاكلها الى المغرب، وكذا اتهام جبهة البوليساريو باستغلال الاحداث لتسييسها وتحريض المحتجين على السلطات المغربية ودفعهم الى البقاء بالمخيمات رغم استجابة السلطة المغربية لمطالبهم التي وصفتها انذاك بالاجتماعية البحتة، وبناء على ذلك قامت الاخيرة بتفريق المحتجين الماكثين بالمخيمات شهر نوفمبر 2010 بالقوة، مما اسفر عن وقوع ضحايا من الطرفين وجرحى بالعشرات، وكذا اعتقال وسجن بعض المحتجين منهم 9 معتقلين حوكموا بالسجن المؤبد، و4 معتقلين ب30 سنة سجنا، و7 ب25 سنة سجنا، و3 ب20 سنة سجنا، ومعتقلان حوكما بالمدة التي قضياها بالسجن. هذه الأحداث التي لا ناقة ولا جمل فيها للجزائر، أراد نظام المخزن نسبها الى السلطات الجزائرية والمخابرات على وجه التحديد بالقوة، في محاولة منه لتعليق فشله في حل صراعاته مع الشعب الصحراوي، ومحاولة افهام الراي العام المغربي بأن السلطات الجزائرية هي سبب النزاعات في المنطقة، وهي الطرف المحرض لجبهة البوليساريو للانفصال، في الوقت الذي لا تمثل الجزائر سوى طرف مؤيد لحق تقرير المصير للشعوب. ليلى عمران