أكدت التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية أن المعالجة المجحفة لملف المساعدين التربويين في التعليمة الوزارية المشتركة رقم 003 لا يقع على عاتق وزارة التربية الوطنية لوحدها، محملة عبء التماطل في تسوية هذا الملف إلى نقابات التربية التي تخاذلت في الدفاع عن المطالب العمالية للمساعدين التربويين. وعادت التنسيقية لتؤكد ونحن على أعتاب من صدور التعليمة الوزارية المشتركة 003 المحددة لكيفيات تطبيق بعض الأحكام التنظيمية المتعلقة بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية، بأنها تعليمة أَعدمت خبرة المساعدين والمشرفين التربويين فأقبرت أحلامهم بالترقية إلى الرتب القاعدية أو المستحدثة، مؤكدة باعتبارها شريكا اجتماعيا في إطار العمل النّقابي أنّ استثناء مساعدي التربية من أحكام النقطة الثانية من التعليمة لا تتحمّله الوزارة فحسب، بل وبعض النقابات ليس تبرئة للوزارة وإنّما إقرار لحقيقة مرَّةٍ يريد البعض تجاهلها أو حتى إنكارها.
هذا واستندت التنسيقية في طرحها هذا على الدراسة التي أجرتها وأشرف عليها المكتب الوطني بخصوص استثناء سلكي المساعدين التربويين والمشرفين التربويين من الاستفادة من أحكام النقطة الثانية من التعليمة الوزارية المشتركة رقم 003 حيث خلصت إلى أن الاستثناء كان مجحفا ولا مبرّر له قانونا وإقصائي إلى حد التّمييز، خاصة وأنّ النقطة الثانية جاءت لتسوية وضعية بعض الرّتب المصنّفة ضمن الرتب الآيلة للزوال والتي يعتبر المساعدون التربويون جزءا منها، مشيرة إلى أن عدم إسقاط أحكام النقطة الثانية من التعليمة الوزارية المشتركة رقم 003 على المشرفين المدمجين وفق أحكام المادة 84 مكرر 7 والمساعدين الرئيسيين للتربية المتكونين لرتبة مشرف التربية وفق أحكام المادة 84 مكرر 5، أعدم الخبرة المهنية للمعنيين وأقبر آمالهم في الاستفادة من الرتب المستحدثة داخل السلك أو الرتب الأعلى المنصوص عليها في القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية.
وشددت التنسيقية على ضرورة أن تطلع الوصاية والمعنيون بملف المساعدين والمشرفين التّربويين من الشركاء الاجتماعيين على نتائج الدراسة، في محاولة لاستدراك التّعليمة سالفة الذكر بنص إضافي يمّكن المساعدين التربويين والمساعدين الرئيسيين للتربية المتكوّنين والمشرفين التربويين المدمجين من الاستفادة من الرّتب المستحدثة بتثمين خبرتهم المهنية، انطلاقا من إمكانية الجمع بين الأقدمية المكتسبة في الرتب الأصلية الأقدمية في الرتب الجديدة. وتتمثل هذه الرتب في مشرف رئيسي للتّربية وهم المشرفون التّربويون المدمجون والمساعدون الرئيسيون للتربية المتكونون لرتبة مشرف التربية الذين يثبتون 10 سنوات خدمة فعلية عند31 ديسمبر 2014، ومستشار للتربية من المشرفين التّربويين المدمجين والمساعدين الرئيسيين للتربية المتكونين لرتبة مشرف التربية الذين يثبتون 20 سنة خدمة فعلية عند 31 ديسمبر 2014 وحاملي شهادة الليسانس، إضافة إلى الترقية لرتبة مستشار للتربية وهم المشرفون التّربويون المدمجون والمساعدون الرئيسيون للتربية المتكونون لرتبة مشرف التربية الذين يثبتون 20 سنة خدمة فعلية عند31 ديسمبر 2014 عن طريق التسجيل على قوائم التأهيل، والترقية لرتبة مستشار للتربية لكل المشرفين التّربويين المدمجين والمساعدين الرئيسيين للتربية المتكونين لرتبة مشرف التربية الذين يثبتون 12 سنة خدمة فعلية عند 31 ديسمبر 2014 عن طريق الامتحان المهني.
وإلى ذلك، دعت التّنسيقية الوطنيّة للمساعدين التّربويين إلى اعتماد نتائج الدّراسة في معالجة ملف التّرقية بالنسبة للمساعدين والمشرفين التربويين، واستدراك التّعليمة الوزارية المشتركة رقم 003 المؤرخة في 12 أكتوبر 2015 في النقطة الثانية بنص إضافي يتيح للمشرفين التربويين المدمجين والمساعدين الرئيسيين المتكونين لرتبة مشرف التربية الترقية إلى الرتب المستحدثة نصه (المشرفون المدمجون وفق أحكام المادة 84 مكرر 7 والمساعدون الرئيسيون للتربية المتكونون لرتبة مشرف التربية وفق أحكام المادة 84 مكرر5 ).
كما طالبت الوصاية باتخاذ قرارات شجاعة تنصف المساعدين والمشرفين التّربويين، أو على الأقل تقلل من الاحتقان وتخفّف من وطأة الأحكام الجائرة التي جاءت بها مواد المرسوم التنفيذي 12-240، وإلى عدم الكيل بمكيالين عند تطبيق القوانين والرّخص الاستثنائية ذات الصلة بالتّرقية، واعتبار المساعدين والمشرفين التربويين فاعلين تربويين شأنهم في ذلك شأن أسلاك التّدريس للحد من النّزيف الحاد جرّاء طلبات الإحالة على التقاعد النّسبي أو دون شرط السنّ والذي أثّر سلبا في التّأطير الإداري التّربوي بالمتوسّطات والثّانويات والذي بدت معالمه جلية للعيان.
جدير بالذكر أنَّ معالجة ملف المساعدين التّربويين والمساعدين الرّئيسيين للتّربية المتكونين لرتبة مشرف التّربية لم تأت بجديد، كون المستهدف من المساعدين التّربويين يُعدّون على أصابع اليد وفي غالبيتهم من أبناء الشّهداء، في حين أن ما ورد فيما يتعلّق بالمساعدين الرّئيسيين للتّربية الذين زاولوا بنجاح تكوينا قبل الترقية إلى رتبة مشرف التربية، فقد حاول القيّمون على التّعليمة اللّعب بالمصطلحات التّشريعية باعتبار حق التكوين رخصة استثنائية، ورفع التّحفظات ومصادقة مصالح الوظيفة العمومية في بعض الولايات على محاضر النّجاح مكسب هام للمساعدين الرئيسيين للتربية المتكونين لرتبة مشرف التربية. نسرين مومن