يعرف المجتمع الجزائري تغييرات كبرى على مستوى النظام الغذائي السائد، أسهم فيه إلى حد كبير خروج المرأة إلى ميادين العمل واعتماد الأسر على الأكل الخفيف، وتحولت تداعيات التغذية السيئة إلى خطر تواجهه الصحة العمومية لفرط انتشار الأمراض المزمنة على غرار السكري وأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض الشائعة اليوم. أوضح أخصائي التغذية كريم مسوس عشية إحياء اليوم العالمي للتغذية، بأن الاعتماد على الأطعمة الفارغة التي تحتوي على سعرات حريرية عالية جدا والتي تكون عبارة عن طاقة فارغة في الوقت ذاته لكونها غير صحية تساهم في زيادة نسبة البدانة، على غرار الشوكولاطه، الشيبس، الفول السوداني والمشروبات الغازية المحلاة وغيرها من الأطعمة، موضحا أن 100 غرام من الشوكولاته يحتوي على 600 حريرة وهذه كمية عالية جدا من الطاقة، كما أشار ذات المتحدث إلى أن الابتعاد عن تحضير الوجبات المنزلية واستبدالها بوجبات خفيفة يتم اقتناؤها من محلات الأكل الخفيف أو حتى تحضير سندوشات في المنزل يبعدنا عن الألياف الغذائية الضرورية للصحة والموجودة في الفواكه والخضر وخصوصا السلطات الطازجة، وبالتالي فإنه سلوك غير مناسب للصحة، أما بالنسبة لفئة الأطفال فقد أشار ذات المتحدث إلى أن خطر اعتمادهم على العادات الغذائية السيئة بشكل يومي كالشوكولاته والعصائر وغيرها سيجعلهم عرضة للبدانة التي تعتبر مقدمة للإصابة بالأمراض، على غرار داء السكري وارتفاع ضغط الدم وغيره من الأمراض التي هم في غنى عن الإصابة بها، مشيرا بأن التعامل مع الأطفال وتوجيههم فيما يخص إصلاح العادات الغذائية لا بد أن يكون بنوع من الحكمة، واعتبر المتحدث ممارسة الرياضة مهمة جدا للحفاظ على صحة الأطفال وإبعادهم عن شبح السمنة.
* التغذية السليمة تبعد شبح الأمراض وتقوي الجهاز المناعي تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التغذية عنصر أساسي من عناصر الصحة والنماء، وأن هناك علاقة بين تحسين التغذية وتحسين صحة الأم والرضيع والطفل، وتقوية الجهاز المناعي، وتأمين الحمل والولادة، وانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض غير السارية كداء السكري والأمراض القلبية الوعائية وغيره من الأمراض، كما أن الأطفال الأصحاء يتسمون بقدرة أكبر على التعلّم وأنّ الناس الذين يتغذون بقدر كاف أكثر إنتاجاً من غيرهم وبإمكانهم خلق الفرص للسعي تدريجياً إلى كسر دائرتي الفقر والجوع، كما يواجه العالم الآن عبئاً مزدوجاً جرّاء ظاهرة سوء التغذية التي تشمل نقص التغذية وفرط التغذية على حد سواء، كما تتسم سوء التغذية بنقص عدة عناصر مغذية أساسية في النظام الغذائي، لاسيما الحديد وحمض الفوليك والفيتامين A واليود.
* الوفيات المرتبطة بالبدانة أكبر من المتعلقة بالنحافة عالميا كما تشير المنظمة إلى أن الصلة بين الوزن الزائد والسمنة وبين الوفيات في العالم أكبر من الصلة بين نقص الوزن وبين الوفيات، ويزيد عدد المصابين بالسمنة في العالم على عدد الناقصي الوزن، ويحدث ذلك في كل مكان باستثناء منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا، حيث يعود السبب الرئيسي لزيادة الوزن إلى اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها، وعلى المستوى العالمي هناك زيادة في مدخول الأغذية التي تولد طاقة كثيفة وغنية بالدهون، وزيادة في الخمول البدني بسبب طابع عدم الحركة الذي يتسم به كثير من أشكال العمل وتغير وسائل النقل وارتفاع نسبة العمران الحضري، كما تُعتبر زيادة منسب كتلة الجسم عاملاً رئيسياً من عوامل الخطر فيما يتعلق بالأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية "النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المقام الأول"، داء السكري، الاضطرابات العضلية الهيكلية وخصوصاً الفُصال العظمي، وهو مرض تنكسي يصيب المفاصل ويسبّب العجز إلى حد بعيد، فضلا على بعض أنواع مرض السرطان "سرطان الغشاء المبطن للرحم وسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان البروستاتا وسرطان المرارة وسرطان الكلى وسرطان القولون"، كما ثمة صلة بين سمنة الأطفال وزيادة احتمال الإصابة بالسمنة والوفاة المبكرة، بالإضافة إلى زيادة المخاطر المستقبلية للأطفال المصابين بالسمنة والمتعلقة بصعوبات في التنفس، وتزداد مخاطر خطر إصابتهم بالكسور وضغط الدم المفرط، وهو من العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ومقاومة الأنسولين والآثار النفسية. آمنة/ب