معمر حبار جاء في كتاب "حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف"، للإمام العلامة محمد بن علوي المالكي المكي الحسني، رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه، من 40 صفحة، وعبر صفحات 7 – 24.. نقول بجواز الاحتفال، لكن لا نقول بسنية الاحتفال في ليلة مخصوصة، لأن ذكره والتعلق به يجب أن يكون في كل حين. وهذه الاجتماعية وسيلة كبرى وفرصة ذهبية. والاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح بالرسول صلى الله عليه وسلم، وقد استفاد منه الكافر. وقد كان صلى الله عليه وسلم يحتفل بمولده بصيام الإثنين والخميس، إلا أن الصورة مختلفة والمعنى موجود سواء كان ذلك بالصيام إو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو سماع شمائله الشريفة. الفرح به مطلوب بأمر القرآن الكريم. فالله تعالى أمرنا أن نحتفل بالرحمة، والرسول صلى الله عليه وسلم أعظم رحم " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، الأنبياء – الآية 107. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي انقضت، كصيام عاشوراء. والاحتفال بالمولد يبعث على الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما". وما كان يبعث على المطلوب شرعا فهو مطلوب شرعا. المولد النبوي الشريف يؤدي إلى ذكر مناقبه، وخصاله، وأخلاقه، ومعجزاته، ونحن مطالبون بذلك. وكان الشعراء يفدون إليه بقصائد وينالون منه أحسن الجزاء ويرضى عنهم. فكيف لا يرضى صلى الله عليه وسلم بمن يذكر شمائله، فإن ذلك من التقرب إليه. وما يستدعي لمحبته ولمعرفته والاقتداء به فهو مطلوب. وتعظيمه مشروع، والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من أظهر مظاهر التعظيم والابتهاج والفرج. من بين الفضائل التي يمتاز بها يوم الجمعة، أن آدم عليه السلام ولد يوم الجمعة. فكيف بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم. والمولد النبوي استحسنه العلماء في جميع البلدان والعصور، "ما رآه المسلمون حسن فهو عند الله حسن". واشتمل المولد على اجتماع، وذكر، وصدقة، ومدح، وتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه كلها مطلوبة. ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى تثبيت قلوبنا بذكره والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، " وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ "، هود – الآية 120. ليس كل ما لم يفعله السلف الصالح فهو بدعة. وللوسائل حكم المقاصد. والبدعة خمسة أقسام. والمقصود كل بدعة ضلالة البدعة السيئة. فالمولد النبوي الشريف هو من البدع الحسنة لاندراجها تحت الأدلة الشرعية والقواعد الكلية. وكل مالم يكن في الصدر الأول بهيئته الاجتماعية لكن أفراده موجودة يكون مطلوبا شرعا، لأن ما تركب من المشروع فهو مشروع. وقال الإمام الشافعي ما أحدث وخالف كتابا أو سنة أو إجماعا أو أثرا فهو البدعة الضالة، وما أحدث من الخير ولم يخالف من ذلك شيئا فهو محمود. وهو ما قاله العز بن عبد السلام، والنووي وابن الأثير. فكل خير تشمله الأدلة الشرعية ولم يشتمل على منكر فهو من الدين. الاحتفال بالمولد النبوي هوإحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما هو الشأن في أعمال الحج، فهي إعادة ذكر الصفا والمروة، والرمي والذبح، فكلها أحداث ماضية سابقة. ونحن نتذكر عن المولد الذي لا يحتوي على منكرات، أما إذا اشتمل على منكرات فتحريمه هنا يكون عارضيا لا ذاتيا. والاحتفال بالمولد ليس بكيفية معينة ولا نلزم الناس بها، بل ندل الناس على الهدي والخير عبر الاحتفال بالمولد النوي.