قال، عبد الحق بودراع، المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية، أن "تظاهرة "سيرتا شو"، جاءت بمبادرة من طلبة جمعية السفير الثقافي، وما كان من الديوان إلا أن وفر لهم الفضاء والإمكانيات اللازمة، خاصة وأن ال"وان مان شو" أسلوب تعبير مطلوب جدا ومرغوب فيه من طرف الطلبة. وأضاف بودراع، خلال الندوة الصحفية (الخاصة بالإعلان عن برنامج "سيرتا شو" في طبعتها الأولى)، والتي نشطها بالإقامة الجامعية عين الباي في قسنطينة، أن التظاهرة إلى جانب المنافسة، ستعرف عروضا احترافية في ال"وان مان شو"، وكذا ورشات تكوينية في الإخراج وكتابة النصوص المسرحية والتمثيل، بتأطير من فنانين محترفين وأساتذة، بهدف تحسين مستوى المشاركين، مبديا أمله في أن تتأسس هذه التظاهرة في قسنطينة وتكون لها دورات سنوية مستقبلا في مثل هذه الفترة من كل عام على مستوى المدينة الجامعية بقسنطينة، قائلا أن سيرتا شو، ما تزال في طبعتها الأولى وبالتالي سيطغى عليها الجانب التجريبي أكثر، لتكتسب بتكرارها طبعة بعد الثانية مستويات أخرى من الاحترافية في التنظيم والمضمون. وفي إجابة له على سؤال حول متابعة المتوجين بعد اختتام "سيرتا شو" للبروز في تظاهرات أخرى، قال بودراع بأن "الطالب محتاج إلى تحديات، ممكن يبدأ في تظاهرة مثل سيرتا لكن طموحه البروز وتطوير مستواه والمشاركة في تظاهرات من مستوى آخر". وقال "نحن في وقت وجب علينا فيه توحيد الجهود والإمكانيات لترشيد النفقات وفي الوقت نفسه، البحث عن الجودة فيما نقدمه، يستحيل أن ينشط القطاع الجامعي في الميدان الثقافي بدون التنسيق مع الفاعلين والمديريات والوزارة المختصة بالمجال".
* بوادر تنظيم مهرجان متوسطي للمسرح الجامعي تلوح في الأفق أوضح عبد الحق بودراع، أن هناك عمليات تنسيقية مع وزارة الثقافة عن طريق الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ومديرية تحسين معيشة الطالب بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للتحضير إلى إنجاز الطبعة الأولى مهرجان جامعي ستحتضنه ولاية مستغانم المعروفة بكونها مدينة مسرح الهواة والراحل عبد الرحمن كاكي، وهي محطة جديدة من محطات النشاطات الثقافية الموجودة على مستوى المؤسسات الجامعية، وسترتقي مستقبلا إلى تنظيم مهرجان للمسرح الجامعي على مستوى البحر الأبيض المتوسط، مضيفا "حيث أننا قد أنجزنا طبعة عربية في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ونظرا للنجاح الذي حققته ارتأينا المرور إلى المستوى المتوسطي، الأمر الذي سيمكننا من مقارنة مستوى طلبة الجامعات الجزائرية بمستوى نظرائهم من بلدان البحر المتوسط". وحول المشاركين في المهرجان قال بودراع، "سيمثل الجزائر في المهرجان المتوسطي الطلبة الستة المتوجون في مهرجان جيجل الجامعي الذي تم تنظيمه العام الماضي، وهي تجربة مفيدة جدا لطلبتنا حيث سيتمكنون من تبادل الخبرات مع زملائهم . وبالتالي سيكون لدى الطالب دافعا للبروز والنجاح في الطبعة الوطنية حتى يتأهل للمشاركة في المهرجان المتوسطي ولما لا في تظاهرات عالمية مستقبلا… وهذا ما سيكون الهدف والتحدي الذي يحفز الطالب على الاجتهاد أكثر فيما يقدمه من عروض". وأضاف مدير ديوان الخدمات أن هناك الكثير من الطلبة الذين لم يشغلوا وظائف تمليها الشهادة التي تحصلوا عليها من المعاهد والجامعات بعد تخرجهم، وإنما واصلوا العمل في المجال الذي اعتادوا ممارسته كنشاط ثقافي أو فني في الحرم الجامعي والإقامة.
* "قطاع التعليم العالي لم يعرف التقشف" وفي رده على تساؤلنا حول تنظيم الطبعة الأولى من هذه التظاهرة في الوقت الذي تشكو فيه معظم المديريات والمؤسسات من شبح التقشف الذي يؤرقها، أوضح بودراع أن التظاهرة نظمت لفتح المجال أمام الطلبة وإعطاء ديناميكية للنشاطات الثقافية على مستوى كل الهياكل الجامعية، وعن التقشف أجاب بالقول:"في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، نتحدث عن ترشيد النفقات، فالقطاع لم يعرف التقشف، بل كل ما في الأمر أن هناك انشطة لا تتطلب إمكانيات مالية كبيرة، بقدر ما تحتاج إلى روح مبادرة وتجنيد طاقات لتجسيدها، والمبادرة قد أخذتها جمعية "السفير الثقافي" الطلابية، وسوف يتم ترسيخها عاما بعد عام، حتى لا يخرج الطالب من الجامعة بتحصيله البيداغوجي فقط، فنحن نملك طموحا في تخريج طلبة متعلمين وكذا مثقفين من هذه الجامعة، فلا يليق أبدا بهذه القوة الطلابية التي تحويها الإقامات البقاء مكتوفة الأيدي، بل منوط بها تنوير المجتمع".