جددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دعوتها لطلبة فرعي الصيدلة وطب الأسنان المضربين منذ أكثر من ثلاثة أشهر لاستئناف الدراسة في أقرب الآجال بغية إنقاذ السنة الدراسية، هذا في الوقت الذي يواصل فيه الطلبة بعدد من الكليات عبر الوطن إضرابهم المفتوح عن الطعام، والذي بدأت تظهر آثاره جليا على من أقدموا عليه بعد أن نال منهم التعب والإرهاق بسبب المبيت في الخيام. ودعت الوزارة في بيان لها عقب اجتماع عمداء كليات العلوم الطبية مع الأمين العام للوزارة، طلبة طب الأسنان المضربين عن الطعام إلى التعقل والتوقف عن إضرابهم وتغليب المصلحة العامة للطلبة، مؤكدة بأنه تم تلبية كل مطالب الطلبة المشروعة من طرف السلطات العليا. وأشارت الوزارة بالمناسبة إلى أنه من خلال عرض عمداء الكليات للوضعية الدراسية في قسمي الصيدلة وطب الأسنان، اتضح أن نسبة التوقف عن الدراسة متباينة من كلية إلى أخرى ومن تخصص إلى آخر ومن سنة دراسية إلى أخرى، ولم تستبعد الوزارة الوصية لجوء اللجان البيداغوجية لإقرار "سنة بيضاء" وهذا في حال تعذر استدراك ما فات من الدروس ببعض السنوات المعنية. وأكدت وزارة التعليم العالي أن الإعلان عن السنة البيضاء في كليات الصيدلة وجراحة الأسنان سيكون "قرار بيداغوجي وليس إداريا"، مبرزة بأن إعادة تصنيفهم في الرتبة 16 بدلا من 13 في سلم الوظيف العمومي، قرار خارج عن صلاحيات الوزارة ويتعداها إلى هيئات أخرى. من جهتهم، يواصل طلبة طب الأسنان والصيدلة إضرابهم المفتوح عن الطعام رغم دعوات الوزارة الوصية لاستئناف الدراسة، حيث سجل نقل 4 طلبة من بين ال 15 طالبا المضربين عن الطعام بتيزي وزو على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالات بالمستشفى الجامعي للولاية، مؤكدين العزم لمواصلة الإضراب من أجل تحصيل المطالب المشروعة رغم تدهور وضعهم الصحي، فيما نقل طلبة طب الأسنان بعنابة إضرابهم إلى مقر الولاية من أجل الضغط أكثر على الحكومة. وأكد الطلبة المضربون بأن حديث وزارة التعليم العالي عن سنة بيضاء لا يعتبر إشكالا لهم، مشددين على أن "التضحية بسنة جامعية خير من الإبقاء على مستقبل أسود"، مبرزين التجاهل التام لمصالح وزارتي التعليم العالي والصحة للطلبة الذين نصبوا الخيام بمحاذاة الحرم الجامعي من أجل تطبيق الإضراب عن الطعام، حيث لم يتلقوا أي زيارة رسمية، معتبرين ذلك دليلا واضحا على عدم اهتمام الحكومة بالطالب الجزائري الذي يبحث عن حقوقه. نسرين مومن