بعث الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز برسالة سلام إلى المملكة المغربية، دعا الحاكمين فيها إلى اغتنام الفرص الأخيرة التي تجسدها محاولات الأممالمتحدة عبر وسيطها كريستوفر روس والجولة الخامسة المقررة للمفاوضات بين الجبهة والمغرب، من أجل إحلال السلام وبناء مغرب الشعوب. وكان الأمين العام لجبهة البوليزاريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية قد أشرف شخصيا أمس من مخيم الداخلة على الاحتفالات بالذكرى ال 33 لإعلان الجمهورية في العام 1976 قال خلال كلمة مطولة ألقاها بالمناسبة ''نقول للأشقاء في المغرب أننا نجدد العهد من أجل الاستقلال بعد 30 سنة من المقاومة والتضحيات الجسام، مضيفا أننا اليوم أكثر عدة وعددا من العام 1976 من حيث الجيش والمثقفين، كما أننا في وضع فيه إجماع أكبر من أي وقت في داخل الأراضي المحتلة حول الرغبة في الاستقلال وتقرير المصير. وأضاف الرئيس الصحراوي قائلا ''نقول للمغرب إنك تسبح معاكسا لتيار التاريخ، ولتيار المنطق والقانون والحق والمشروعية، إنك تريد تمرير الاستعمار في القرن 21 في الوقت الذي لم تبق إلا الصحراء الغربية مستعمرة في القارة الإفريقية''، مؤكدا أن استقلال الصحراء الغربية آت لا محالة وعلى كامل تراب الجمهورية الصحراوية، موضحا أن جبهة البوليزاريو مستمرة ومن ورائها الشعب الصحراوي في دعم سياسة المقاومة في داخل الأرض المحتلة وهذا بتصعيد الانتفاضة الصحراوية داخل المغرب والأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، كما أكد استمرار الجبهة في إعمار الأراضي المحررة وتقوية صفوف القوات المسلحة الصحراوية، مبينا في الوقت ذاته استعداد بلاده للعودة إلى خيار الكفاح المسلح. إلى ذلك، كشف رئيس الجمهورية الصحراوية حيثيات اللقاء الذي جمعه مع المبعوث الشخصي الأممي كريستوفر روس، أنه قد تم إبلاغه استعداد الشعب الصحراوي عبر جبهة البوليزاريو التعاون الكامل معه من أجل تطبيق الشرعية الدولية، مبرزا التشبث بالحق المشروع وتقرير المصير وتنظيم استفتاء حر وديمقراطي يختار فيه الشعب الصحراوي مصيره بكل سيادة، موضحا أنه أبلغ أيضا أن البوليزاريو لن تقبل تهميش قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي حول مبدأ الحدود الموروثة عن الاستعمار. كما شدد على أن الجبهة تطالب بإطلاق 500 أسير مدني و151 أسير حرب، قال إن مصيرهم ما يزال مبهما لحد الساعة، وأضاف الرئيس الصحراوي أنه قد تم إبلاغ روس الدعوة الملحة لحماية حقوق الإنسان الصحراوي. وكان الرئيس الصحراوي قد أثنى على دور الجزائر والرئيس عبد العزيز بوتفليقة في دعم كفاح الشعب الصحراوي، مذكرا بحدث الانتخابات الرئاسية التي أصبحت مظهرا من مظاهر الديمقراطية بالجزائر، ومذكرا ببطولات الرئيس الراحل هواري بومدين الذي رفض تآمر دول الشمال والجنوب وما وراء البحر وقال إن قوة فرنسا لم تقف في وجه ثورة وثوار الجزائر العظيمة.