وصل كريستوفر روس مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية أمس إلى العاصمة المغربية الرباط في أول محطة له ضمن جولة مغاربية تدوم أسبوعا وتشمل مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف والجزائر وموريتانيا في محاولة لبعث مفاوضات السلام المعطلة منذ أشهر بين جبهة البوليزاريو والمغرب حول مستقبل الصحراء الغربية. ويجري المبعوث الاممي في أول زيارة له إلى المنطقة منذ تسلمه مهامه شهر جانفي الماضي خلفا لسابقه الهولندي بيتر فان فالسوم محادثات مع المسؤولين المغربيين قبل انتقاله إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف هذا السبت حيث سيلتقي الأمين العام لجبهة البوليزاريو الرئيس محمد عبد العزيز. وكان ممثل البوليزاريو بالأممالمتحدة أحمد بوخاري أعلن نهاية الأسبوع أن جولة روس ترمي إلى تحديد المبادرات بهدف استئناف مسار مفاوضات مانهاست" . واستبق وصول الدبلوماسي الأمريكي إلى العاصمة المغربية تصريحات وزير الاتصال المغربي والمتحدث باسم الحكومة المغربية خالد الناصري الذي قال أن "روس سيجد في المغرب نفس الإرادة التي يطالب بها مجلس الأمن الدولي من أجل الدفع بمفاوضات السلام" . ولكن متى أبدى المغرب إرادة سياسية في حل النزاع الصحراوي وهو الذي يتعمد في كل مرة إعاقة هذه التسوية من خلال وضع مجموعة من العقبات كانت آخرها تماطله في رده على تعيين كريستوفر روس وسيطا دوليا للنزاع في الصحراء الغربية. إلا أن المسؤول المغربي شدد الإشارة على أن روس" يتعين عليه مواصلة مفاوضات السلام من النقطة التي تركها سابقه" وهو شرط سيرهن أن لم نقل انه رهن بشكل مسبق وعملي نتائج جولة الدبلوماسي الاممي وتؤكد أن الرباط ستظل متمسكة بعقبة مقترح الحكم الذاتي للصحراويين ورفضها لكل بدائل الحل الأخرى. والمؤكد من تصريحات الناصري أن روس سيسمع من المسؤولين المغربيين الذين سيتقي بهم نفس المواقف المتصلبة التي طالما تمسكت بها الرباط وكانت سببا مباشرا في عرقلة مسار هذه التسوية منذ وقف إطلاق النار عام 1991 . وهو ما يطرح التساؤل حول قدرة المبعوث الاممي الجديد على إقناع الرباط بتبني مواقف لينة تساعد على خلق الأجواء الملائمة للدفع بمسار السلام من اجل التوصل إلى تسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. تساؤل قد تكون إجابته معروفة مسبقا باعتبار ان المغرب يبقى المتسبب الأول في عرقلة المسار السلمي بتمسكه بمخططه للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في خرق واضح لكل اللوائح والمقررات الاممية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وهو الأمر الذي جعل مسؤولين امميين يقللون من النتائج المنتظرة من هذه الزيارة معتبرين أن روس سيقوم فقط بتقييم فرص إعادة بعث مسار مفاوضات مانهاست التي انطلقت شهر جوان 2007 بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت رعاية الأممالمتحدة وتوقفت تسعة اشهر بعد ذلك بسبب الموقف المغربي. وجلس مفاوضو الجانبين الصحراوي والمغربي لأربع جولات في اطار هذه المفاوضات من دون تحقيق أي تقدم يذكر بعدما تمسك الطرف المغربي بمواقفه المتعنتة في فرض مخطط الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض في تناقض واضح مع مضمون اللائحة الأممية 1754 التي دعت طرفي النزاع إلى الدخول في مفاوضات مباشرة ودون شروط مسبقة تقوم على مبدأ تقرير المصير. ويختم روس جولته المغاربية بزيارة الجزائر قبل أن يتوجه في ال25 فيفري الجاري إلى مدريد ثم إلى باريس عاصمتا الدولتين العضوتين في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية التي تضم أيضا روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة. وقد اعتبر سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جون موريس ريبير أن محطة باريس المعروف عنها دعمها للطروحات المغربية جد هامة في إعطاء نفس جديد لمفاوضات مانهاست. يذكر أن الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس كان عين رسميا مبعوثا خاصا للأمين العام الاممي في الصحراء الغربية شهر جانفي الماضي خلفا لسابقه الهولندي بيتر فان فالسوم بعدما رفض مجلس الأمن الدولي شهر أوت الماضي تجديد عهدة هذا الأخير بسبب مواقفه المنحازة للطرف المغربي.