* في ظل إهمالها من قبل الأحزاب المشاركة في التشريعيات أي مكان للثقافة في البرلمان القادم ..؟؟ تفاوتت درجة الاهتمام بالجانب الثقافي لدى الأحزاب المشاركة في تشريعيات الرابع ماي المقبل في الجزائر، لكنها تساوت في كونها جعلته أمرا ثانويا في برامجها، ففي الوقت الذي نوّهت فيه أحزاب السلطة "الأفلان" و"الأرندي" بالتعليم وضرورة ترقيته حسب قولها وتجسيد هوية وطنية لم تفلح أصلا في تحقيقها رغم مكوثها عهدات متواصلة في قبة البرلمان، ربطت الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها "حمس" و"العدالة والتنمية" بين الموروث الديني ورؤيتها لتحديث الثقافة وطنيا، كما استمرت الأحزاب في منطقة القبائل في المناداة بترسيم الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة وطنية من خلال تعميم تدريسها والعمل بها في الإدارات. ولحد الآن يعتبر هذا الطرح للجانب الثقافي في برامج الأحزاب "نمطيا" ضحلا غير مؤصل ودقيق دون أهداف واقعية، فهي عموميات تتكرر في كل موعد انتخابي، والدليل حركية التعليم ومنظومته عشوائيا دون استراتيجية واضحة، وغياب رؤية ثقافية واضحة لتقوية صورة الجزائر في المحافل العربية والدولية وتنمية الوعي لدى الفرد الجزائري. معمر عيساني ___________________________ * أصحاب الشكارة خارج التغطية! الناظر إلى تشكيلة المترشحين للانتخابات يجد أغلبيتهم رجال أعمال وأصحاب مهن حرّة بعيدة عن الثقافة وما تزخر به من إبداعات، فليس غريبا أن يرى هؤلاء أن الحديث عن الثقافة نوع من الترف وإضاعة الوقت، إذ أنهم يرسمون خططهم وفق حساباتهم المالية وعقلياتهم الاقتصادية، وهذا ما غيّب بنود التنمية الثقافية عن برامجهم.
* مترشحون بثوب الثقافة يسعى بعض المرشحين للظهور بثوب المثقف الواعي لاستمالة أصوات فئة الجامعيين والمثقفين في البلاد، فتراهم يوظفون في حملاتهم مصطلحات نخبوية ويحاولون تكريس ظهورهم في التلفزيون على أنه شهادة علمية ما! المشكلة أن هؤلاء معروف مسارهم منذ الأول ويفتقرون لأهداف حقيقية في برامجهم تنهض بالفعل الثقافي في الجزائر، فلا نجد لحد الآن استراتيجيات لتطوير السينما ولا أسسا لتأهيل المنظومة التربوية ومسايرتها للعصر.. والأدهى والأمر تجمعاتهم الشعبية الفوضوية التي لا تعبر عن أي مستوى.. بخطابات غير منطقية العرض ولا الأفكار ناهيك عن النضج السياسي، وما تخلفه بعدها من قمامة، ولكم في سوء إلصاق اللافتات التعريفية بالمترشحين خير دليل على العبثية السائدة وسط الأحزاب والمنتمين إليها. * الأولوية للخيارات الأمنية والاقتصاية أحزاب السلطة وحتى المعارضة تركز في حملتها الانتخابية على الخيارات الأمنية والاقتصادية بالنظر إلى الظروف الإقليمية والواقع المعيشي، فالحدود وحمايتها من داعش والتهريب، وتطهير منابع الإرهاب الباقية في الشرق الجزائري، وإيجاد بدائل اقتصادية في ظل تراجع عائدات النفط، والسعي لعودة قيمة الدينار وتحسين الحالة المعيشية للمواطن الذي أثقلت كاهله الأسعار المرتفعة، هذه كلها استطاعت أن تنسي المتحدثين شيئا اسمه "الثقافة".. ولنكون صرحاء هنا، لا فضل للأحزاب في استقرار الوضع الأمني فالفضل يعود لجهود الجيش الشعبي الوطني غير المعني أساسا بهذه الانتخابات التشريعية، أما تحسين الاقتصاد وحتى إصلاح المنظومة الصحية والتربوية فقد برهنت هذه الأحزاب التي تجتر نفسها على أنها فشلت في التعامل معها، ولنا في تلك القوانين التي مرت تحت أيدي وأرجل المنتخبين في العهدات السابقة أوضح مثال!
* شعراء وكتاب ومبدعون يترشحون للانتخابات اللافت في تشريعيات الرابع ماي، مشاركة بعض الأكاديميين والمثقفين والمبدعين وخبراء التنمية البشرية في السباق إلى البرلمان، وهي سُنة أصبحت معهودة كل موسم انتخابي، فالأحزاب تسعى لاستقطاب هذه الفئة لما تمثله من ثقل جماهيري وإعلامي في القاعدة الشعبية، وبعض الأسماء تستحق أن تدخل قبة البرلمان حقا وتمثل المواطنين أحسن تمثيل، ولكن السؤال المطروح هل هم قادرون على أداء مهمتهم؟؟ وهل سيتجاوزون الظروف المحيطة بهم هناك من مضايقات وتكتلات وكواليس تهدف لتليين مواقفهم وضمّهم إلى الصف؟! بعيدا عن الإجابة، فمن الإيجابي جدا أن يثبت المثقفون حضورهم في مختلف المحافل الانتخابية ويفوتوا على غيرهم فرصة ملء فراغهم. فالتغيير قد يبدأ بأقلامهم ويكبر تدريجيا ليصبح مشروعا قادرا على تقديم البدائل والاستراتيجيات.
* الانتخابات بعيدة عن الحسابات الثقافية إجمالا لا مكان للثقافة في رؤوس أغلب المترشحين للانتخابات التشريعية المقبلة في الجزائر، وإن بدا منهم مدّعٍ لها فهو إلى حدّ ما يستثمرها للحصول على المزيد من الأصوات لا غير.. لن ندخل قلوب الناس ولن نستقصي أغوار نواياهم، لكننا لم نضع أيدينا بعد على مشاريع ثقافية حقيقية ذات أهداف تؤكد وجود هذه "الثقافة" في أجندة أحزابنا، ووعيها بأهميتها وقيمتها في ترسيخ وجود الشعب الجزائري وهويته الضائعة بين مئات الهويات الأخرى في ما يبثه الإعلام وتسوقه المنظومة التربوية من جفاء! أتمنى أن تفطن الأحزاب وكوادرها السياسية إلى استثمار جهودها في ترقية وعي المواطن، وتأكيد انتمائه الديني واللغوي والثقافي، وتطوير مؤسساته التعليمية، ودفعه إلى حالة من الإبداع وتنمية مواهبه، فالاستثمار في الإنسان هو أرقى استثمار وأنفع مشروع لنا وللأجيال القادمة. _____________________________________ * وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ل"الحوار": ما تابعناه خلال الحملة فيما يتعلق بالثقافة باهت وغير واضح قال وزير الثقافة،عز الدين ميهوبي بأن وجود المثقف في الهيئات المنتخبة مهم جدا للدفاع عن الثقافة والإبداع وذلك لإسماع صوت الفكر والعقل، "شخصيا أن منخرط في حزب التجمع الديمقراطي من 1997 ولم يؤثر الأمر على أدائي الثقافي ولا على موقعي في الحياة الثقافية". في رده على سؤالنا بخصوص رأيه في حصة الثقافة من برنامج الأحزاب المرشحة للانتخابات التشريعية، أبدى ميهوبي تأسفه من الموضوع مؤكدا بأنه ما تابعه أيام الحملة لم يسمع ما يفرح في الحملة حول الثقافة، متأملا بان يسمع في الأسبوعين الأخيرين ما يريح المثقف الجزائري بهذا الخصوص، وقال ميهوبي بانه لا يمكننا الحديث عن التنمية دون ثقافة ولا يمكن الحديث عن هوية دون ثقافة التي اعتبرها مسالة سياسية وحيوية، وإغفالها وتهميشها حسبه ، وعدم تناولها يجعل من برامج بعض الأحزاب متسمة بالقصور في هذا الجانب. ونأمل أن تولي الأحزاب أهمية للثقافة في برامجها التي لم نرها واضحة في وسائل الإعلام بل وجدناها مرتجلة. خيرة بوعمرة …………………………………………………… الروائي رشيد بوجدرة ل"الحوار": "الأفلان" خدم الثقافة أكثر من باقي الأحزاب أكد الروائي رشيد بوجدرة، بأن حزب جبهة التحرير قدّم للثقافة أكثر من باقي الأحزاب السياسية، مشيرا بان الأرسيدي الذي يحمل الثقافة في شعاره لم يعتن بالثقافة إطلاقا منذ تواجده في الساحة مثله مثل حزب العمال وباقي الأحزاب التي قال بأنها ورثت إهمال الثقافة من النظام. * كيف تجد حصة الثقافة من برنامج الأحزاب المتسابقة على مقاعد البرلمان ؟ – في رأيي ومن خلال متابعتي لبرامج الاحزاب، لايوجد حقيقة موقف واضح ومتبلور بالنسبة للثقافة والابداع والفنون لدى كل الأحزاب، وأتوقف عند حزب الارسيدي او "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "، في اسم الحزب هناك إشارة للثقافة ولكن للأسف هذا الحزب المتواجد في الساحة منذ حوالي عشرين عاما لم يخصص أي نشاط ثقافي رغم أنهم يرفعون شعار الثقافة في اسم الحزب، وشخصيا تجمعني علاقة صداقة مع مناضلي الحزب لكنني أؤكد بأنهم لا يهتمون بالثقافة.
* ألا تعتبر بأن السياسي الجزائري ورث منطق إهمال الثقافة من النظام الجزائري الذي أهملها منذ الاستقلال و مازال؟ – حقيقة السياسي الجزائري ورث هذه السياسة من النظام، لكننا كنا نتصور بان التعددية الحزبية ستاتي بما لم ياتي به الحزب الواحد، ورغم هذا اذا قدمنا حوصلة يمكننا ان نجزم بان حزب جبة التحرير قدم للثقافة اكثر من الاحزاب الاخرى بصراحة رغم أنني لم أعد أنتمي لحزب جبهة التحرير، والسؤال الذي نطرحه اليوم ماذا قدمت الاحزاب اليوم للثقافة، مثلا حزب العمال برئاسة زعيمته لويزة حنون التي تجمعني بها صداقة مميزة لكنهم في برنامجهم لا يقدمون اي شيء للثقافة لايهتمون حتى بالإشارة اليها وهو ما يؤكد بان السياسة أكلت عقولهم لدرجة إهمال الثقافة.
* ألا تعتبر أن المثقف الجزائري يتحمل المسؤولية في هذا لأنه فضل الانسحاب من الحياة السياسية ؟ – ممكن طبعا، هناك مسؤولية مشتركة بين السياسي والمثقف والمجتمع ككل، المثقف الجزائري تعب وانا شخصيا واحد منهم تعبت، كل حياتي قدمتها للإبداع وكمواطن للسياسة لكن اليوم نلاحظ بان السياسة حادت عن مسارها طغت عليها الشكارة والاموال وتفشت فيها الرشوة، والمثقف تعب كثيرا ولكن شخصيا لن أتوقف عن النشاط، متأسفين للوضع. حاورته: خيرة بوعمرة ______________________________________ * مثقفون يؤكدون ل "الحوار": إغفال الثقافة في برنامج الأحزاب تأكيد على وجود أزمة حضارية في الجزائر أجمع عدد من المثقفين، في استطلاع للحوار، فيما يتعلق برأيهم بخصوص حصة الثقافة من برنامج الأحزاب المتنافسة على مقاعد البرلمان، بأن الأحزاب لاتزال تتعامل مع الثقافة على أنها ترفيه أو العربة الأخيرة في القطار، وهو ما يجعل علاقة المترشحين بالثقافة حسبهم كعلاقة مستوطن بأرض جاءها خائنا، واعتبر هؤلاء ان غياب الثقافة عن برنامج السياسيين هو دليل ظهور بوادر ازمة ثقافية وحضارية في الجزائر.
* الروائي أمين الزاوي: الأحزاب تعتبر الثقافة ترفيها والعربة الأخيرة في القطار الأحزاب السياسية تعتبر الثقافة ترفيها أو العربة الاخيرة في القطار وأعتقد بأن هذا هو الخطأ الكبير في الجزائر التي قال بأنها تعيش أزمة حضارية مؤسسة على الغياب الثقافي، وأضاف بان الجزائر تملك مؤسساتها الثقافية ولجانها الثقافية وقوانينها الثقافية لكنها تفتقر للإرادة الثقافية، والفاعلية الثقافية، وأكد أمين الزاوي بأننا في الجزائر اليوم لا نحتاج لقوانين ومؤسسات بقدر حاجتنا الى التدبير الثقافي وأيضا الى اقناع الآخر بان الثقافة ليست ترفيها وإنما هي جوهر الانسان والتغيير السياسي والاقتصادي.
* رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة: مستاء من إهمال الأحزاب للثقافة وجهلهم لمفاهيمها التنموية عبّر رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، عن استيائه الشديد من إهمال برامج الاحزاب والمترشحين الأحرار للثقافة، مؤكدا بانه وانطلاقا من متابعته لمجريات الحملة الانتخابية لاحظ بان المترشحين للبرلمان لا يهتمون في برامجهم بوضع استراتيجية ثقافية واضحة ولا يضعون حتى تصورهم للثقافة وأيضا لا يحتكون بالفاعلين في الثقافة ولا بالهيئات الثقافية الفاعلة لأسباب قال شقرة بانه يجهلها ولا يستطيع تقديرها، ما اذا كانوا يعتبرون الثقافة لا شيء ام ان نظرتهم قاصرة للثقافة ولا يدركون بان الثقافة هي عصب بناء المجتمعات والحضارات. وأكد شقرة في تصريحه للحوار بانه على المترشحين للتشريعيات الاخذ بعين الاعتبار بأن الثقافة هي المقوم الأساس في الأمن القومي عند كل الشعوب ولابد للاحزاب أن تدرك هذه المفاهيم.
* الكاتب محمد بغداد: غياب الثقافة عن برنامج المترشحين للتشريعيات يعكس ملامح أزمة فكرية قال الكاتب محمد بغداد إنه عند مطالعة برامج الأحزاب السياسية والأحرار في الانتخابات التشريعية، نجد أنفسنا أمام أزمة أخلاقية وفكرية حقيقية، تعيشها النخبة السياسية، كون حديثهم عن الثقافة يقترب نحو المفاهيم الحجرية، التي تجعل الثقافة، مجرد فلكلور، وكأن المجتمع يحتاج إلى الأكل والشرب فقط، مضيفا ان الاحزاب تجاهلت المستوى الذي بلغته النخب السياسية في العالم، والتي استطاعت أن تحول من بلدنها قوة كبرى في العالم، من خلال الانتباه إلى مواهب الإنسان وقدراته، وقيمة الثقافة عندما تتحول إلى ثروة وطنية يتم الاستثمار فيها بالطرق الحديثة، فتكون النعمة الكبرى على المجتمع، والحصن الواقي من التهديدات الخطيرة. وفي سياق متصل أوضح بغداد أن مكانة الثقافة في برامج الأحزاب والأحرار عبارة عن كلمات وعبارات عابرة تكون مجرد استكمال للحديث عن الانتخابات، مما يكشف الأزمة العميقة، التي تعيشها النخب السياسية، التي اثبتت أنها قد شارفت على الافلاس والجهل التام، بما يدور في العالم، الذي اصبحت الاستثمارات الثقافية والإعلامية، من أهم الاستثمارات العالمية، التي تستخدمها القوى الكبرى، أداة لتحقيق سيطرتها على العالم، والحصول على مناطق النفوذ الجديدة. وأشار بغداد في معرض حديثه الى إن الانتخابات التشريعية، تمثل الفرصة الثمينة للمجتمع المدني الثقافي، وعموم المثقفين، من أجل إعادة طرح الرهان الثقافي الاستراتيجي لمستقبل البلاد، والتوقف عن المسارات والتجارب الفاشلة، التي قادتها النخب المغشوشة، والذهاب نحو الوعي الحقيقي، القائم اليوم على أن السياسية الناجحة والنخب المحترمة، هي التي تحترم الثقافة وتستثمر فيها، وتقود مجتمعاتها الفكر والذكاء والجودة.
* الروائي بشير مفتي: الأحزاب السياسية تخشى المثقف وتريده تابعا لها قال الروائي بشير مفتي إن القطيعة موجودة بين المثقف والأحزاب السياسية لأن الاخيرة تخشى هذا المثقف فهي لا تريده صاحب رأي وفكر وقول حر بل خاضعا لها ويأتمر لأوامرها ويتبع ما تريده على حد تعبيره. وعن حظ وحصة الثقافة في برنامج المترشحين للانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها يوم 4 من شهر ماي المقبل علق قائلا "أما حظ الثقافة في برامج الاحزاب فلم أسمع في حياتي مترشحا للبرلمان قال كما قال طه حسين يوما سأجعل الكتاب مثل الهواء والماء يتنفسه الجميع"، مضيفا "الثقافة وترقية مستوى الناس العقلي والفني هي آخر اهتماماتهم ولكن هذا الكلام قلناه عشرات المرات حتى تشعر أنك من فرط تكراره اصبح مملا وغير مجدٍ بالمرة ..ما العمل ؟ لا أدري فقط أتمنى أن يتوعى أهل الثقافة بدور نقدي كبير ويدافعون عن مصلحة الثقافة بأنفسهم ويسمعون صوتهم للسياسي بكل الطرق حتى لا نخسر وجودنا الحيوي والمعرفي في قرن العلوم والمعارف والثقافات …
* الكاتب رابح هوادف: كل الأحزاب معارضة والموالاة تتجه إلى استخدام الثقافة لا تصنيعها شبه الكاتب والصحفي كمال هوادف حصة الثقافة من برنامج الاحزاب السياسية في الحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعيات بالفاكهة المستغنى عنها، موضحا بانه لا يمكن توصيف الشأن الثقافي لدى المترشحين بالبرامج واضحة المعالم.لانها حسبه مدرج أقرب إلى الشعاراتيات العائمة. وجزم محدثنا بان النظرة كلية متوحدة سواء تعلق الامر بأحزاب الموالاة أو ما يسمى بالمعارضة وفصيل الأحرار، كلها تصب في خانة استخدام الثقافة لا تصنيع الثقافة وهو ما يجعل في رأيه الثقافة متكرسة في المخيال العام كنشاط "عجاجبي" مسطح في وقت انتقلت الأمم إلى نظم فكرية مغايرة. واعتبر كمال هوادف المتابع للشأنين الثقافي والسياسي من خلال مقالته على موقع "الشروق"، بان مسؤولية اهمال الثقافة في برنامج الاحزاب المتسابقة على مقاعد البرلمان ولا يمكن إلصاقها على عاتق المثقفين، مؤكدا بان الثقافة روح الأمة ورأسمالها وابتعاث النبض الثقافي يكون عبر جعل المثقفين في صلب أي حراك وذاك يقتضي استيراتجية شاملة متكاملة ينتصر لها حراس المعبد.
* الكاتب كمال بركاني: علاقة المترشحين بالثقافة كعلاقة مستوطن بأرض جاءها خائنا قال الكاتب كمال بركاني في تصريحه للحوار حول رايه في حصة الثقافة من برنامج الاحزاب السياسية، بان الجزائر تعيش ازمة ثقافية حادة لا يمكن لاي انتخابات فكها، مؤكدا انعدام حصة الثقافة في برنامج الاحزاب وهو ما أرجعه محدثنا لاسباب عدة، يتعلق اولها حسبه بنوعية المترشحين أنفسهم، والذين يقول بان كثير منهم علاقتهم بالثقافة كعلاقة مستوطن بأرض جاءها خائنا في البدء. زيادة على انعدام مشروع فكري لدى الطبقة السياسية عامة والمترشحين خاصة. كما يرى كمال بركاني بان المجتمع الجزائري يعيش حالة -العوز الثقافي- لخلل في بنيته وأهدافه ومرجعيته. وأكد بركاني في ذات السياق بان الجزائر بحاجة إلى مشروع "مارشال ثقافي"، أو "ثورة ثقافية جديدة" على مستوى المفاهيم والآليات والخطابات المفعلة، إن في الأسرة أو المدرسة أو المسجد أو الإعلام والشارع وأروقة الأذهان لإعادة التوازن لهذا المجتمع المخلخل بنيويا، باعتبار أن كل القيم والسلوكات هي محصلة الثقافة. وفي رده على سؤالنا بخصوص مسؤولية المثقفين في الانسحاب من الحياة السياسية، قال الكاتب كمال بركاني بانه وفي زمن مضى كان الواقع السوسيو اقتصادي مختلفا، حيث لم تكن ثمة تعددية حزبية، وبالتالي كان فتح المجال السياسي لأولئك المثقفين المنتمين إلى الحزب لا غير، وقال محدثنا: "أعتقد أن مولود معمري وكاتب ياسين على سبيل المثال لا الحصر كانا على هامش الهامش، إضافة إلى أن التحولات الاقتصادية دفعت بسلطة المال إلى العلن والقرار، وفي عوالم ثالثية يحدث أن تدفن سلطة المال سلطة الثقافة إلى الأبد، وهناك عامل آخر متمثل في القدرة على النضال والتحمل للمثقف، فالتحول الاقتصادي – البازاري- وانتصار الثقافة الاستهلاكية في المجتمع دفع المثقف لهجرة الثقافة – ما توكلش الخبز – بحثا عن ملاذات آمنة للبقاء على قيد الحياة، ما يحدث موجع ومؤلم وخطر على الوطن، أمة لا تقرأ، أمة لا تنتج قيمها، لا تصنع إنسانها، أمة مآلها الزوال ولو بعد حين".
______________________________________________ * الشاعر عبد العالي مزغيش: الثقافة لم ترق إلى اهتمامات المترشحين بسبب نظرتهم القاصرة لمفهومها وأرجع الشاعر عبد العالي مزغيش غياب الثقافة عن برامج المترشحين وجعلها في اخر اهتماماتهم لاعتقاد أغلبيتها أن الثقافة بهرجة وأمر ليس في غاية الأهمية مقارنة بشؤون المجتمع الأخرى. وابرز مزغيش انه لا يمكن أن نطالب هذه الاحزاب بإعطاء الثقافة تلك المكانة المرجوّة مادام يسيّر هذه الأحزاب أشخاص لا يقرأون كتابا واحدا في السنة، ولا يكتبون مقالا واحدا في الصحف ولا ينتجون فكرا في خطاباتهم المكررة والمستنسخة، مشيرا الى اننا بحاجة إلى سياسيين يطالعون ويقرؤون لا سياسيين يحصرون الفعل السياسي في نشر النميمة ويفلحون في تسيّد المشهد بالتصحيحات وذمّ الخصوم. وأعرب محدثنا عن اسفه لهذا المشهد وعلق بالقول "للأسف رغم أن رئيس البرلمان السابق مثقف متنوّر، إلا أن غالبية نواب العهدة السابقة لم يكن بينهم إلا نزر قليل من المثقفين أو المنافحين عن المثقف. وهو الشأن نفسه نراه في تشريعيات 2017، حيث الثقافة لم ترق إلى اهتمامات المترشحين بسبب نظرتهم القاصرة حول مفهومها ودورها في النهوض بالمجتمعات. أوروبا حققت تنميتها الاقتصادية، ونهضتها الصناعية بالأدب والفلسفة، لذا نحن بحاجة إلى ثورة ثقافية لتغيير أحوالنا، والقضاء على الأميّة في التسيير ويسمو بالفعل السياسي ليتحول إلى فكر حقيقي ننهض من خلاله بوطننا فننتشله من بؤرة الأنانية التي تجعل من دكتور باحث في آخر ترتيب قائمة المترشحين فيما نجد أميا لم يكمل دراسته الابتدائية على رأس قائمة أهم الأحزاب … وأرجع غياب المثقف عن تشريعيات 2017 "المثقفون عازفون عن المشاركة في الحياة السياسية والانخراط في المناسبات الكبرى بسبب هذه النظرة الدونية تجاههم، وإذا شاركوا فإنهم في الغالب يتعرضون لانتقادات الطبقة المثقفة التي لا تملك شجاعة دخول المعترك السياسي وحين يدخله مثقف تنتقده وتصب جام سخطها عليه والغريب أن المثقفين ينتقدون البرلمان وأداءه، بينما هم أول أسباب هذا الأداء الهزيل بسبب العزوف عن المشاركة في العمل السياسي.
* الكاتب أحمد حمدي: المثقف الجزائري لم ينسحب من الساحة السياسية وأعداء الثقافة كثر قال الكاتب أحمد حمدي إن الثقافة منعدمة تماما من خطابات الاحزاب المترشحة للانتخابات التشريعية المقبلة، ومن تطرق الى جزء منها حسبه لا يتعدى الحديث عن التعليم وسط تغييب تام لمشروع ثقافي فكري. مشيرا في ذات السياق الى ان الحملة الانتخابية بصفة عامة فيها نوع من البرودة نتيجة لعدم ثراء برامج المرشحين. ونفى حمدي ما يردده البعض حول انسحاب المثقف الجزائري من الساحة السياسية، موضحا أن الطبقة المثقفة الجزائرية لا تزال تقوم بواجبها اتجاه الوطن وتعمل باجتهاد لكن أعداء الثقافة حسبه كثر.
* رئيس جمعية الجاحظية محمد تين: أوجه ندائي للأحزاب وللمترشحين لإدراج الثقافة في برنامجهم فيما تبقى من وقت محمد تين رئيس جمعية الجاحظية كان له نفس الموقف وقال إنه منذ انطلاق الحملة الانتخابية الى غاية امس تكاد تكون الثقافة غائبة كليا عن برنامج مختلف الأحزاب المترشحة للتشريعيات وهذا يعكس حسبه استمرار السياسة المنتهجة رسميا والتي تضع الثقافة في آخر اهتماماتها، مضيفا في ذات السياق "الجزائر وبفضل بعض الجهود أعطت اهتماما للبحث العلمي والتربية والثقافة وللأسف حظ هذه الأخيرة تعثر وتعثر أكثر باسم التقشف. وتوجه تين بنداء إلى الأحزاب المشاركة في التشريعيات المقبلة من أجل الاهتمام بالثقافة فيما تبقى من عمر الحملة الانتخابية. جمعتها: خيرة بوعمرة / حنان حملاوي